جستجو

و من خطبة له ع حين بلغه خبر الناكثين ببيعته و فيها يذم عملهم و يلزمهم دم عثمان و يتهددهم بالحرب ذم الناكثين

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 307 ] و من خطبة له عليه السّلام و هى الثانية و العشرون من المختار فى باب الخطب خطب بها حين بلغ أنّ طلحة و الزّبير خلعا بيعته ، و هي ملتقطة من خطبة طويلة مروية فى شرح البحراني و قد وردت فصول منها في طرق عليحدة مختلفة بزيادة و نقصان يأتي إلى بعضها الاشارة ، و ما رواه السّيد رحمه اللّه : ألا و إنّ الشّيطان قد ذمّر حزبه ، و استجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه ، و يرجع الباطل إلى نصابه ، و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ، و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا ، و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه ، فلئن كنت شريكهم فإنّ لهم لنصيبهم منه ، و لئن كانوا و لوه دوني فما التّبعة إلاّ عندهم ، و إنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم ، يرتضعون أمّا قد فطمت ، و يحيون بدعة قد أميتت ، يا خيبة الدّاعي من دعا ، و إلى ما أجيب و إنّي لراض بحجّة اللّه عليهم ، و علمه فيهم ، فإن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف ، و كفى به شافيا من الباطل ، و ناصرا للحقّ ، و من العجب بعثتهم « بعثهم خ » إليّ أن ابرز للطّعان ، و أن اصبر للجلاد ، هبلتهم الهبول لقد كنت و ما أهدّد بالحرب ، و لا أرهّب بالضّرب ، و إنّي لعلى يقين من ربّي ، و غير شبهة من دينى . [ 308 ] اللغة ( ذمر ) يروى بالتّخفيف و التّشديد و هو الحثّ و الحضّ ، و التّشديد دليل التّكثير و المبالغة لأنّهم يقولون : إنّ الزّيادة في البناء لزيادة المعنى ، قال في الكشّاف و ممّا طنّ على اذنى من ملح العرب أنّهم يسمّون مركبا من مراكبهم بالشّقدق ، و هو مركب خفيف ليس في ثقل حمال العراق ، فقلت في طريق الطايف لرجل منهم : ما اسم هذا المحمل ؟ أردت محمل العراقي فقال : أليس ذلك اسمه الشقدق ؟ قلت : بلى ، فقال هذا اسمه الشّقنداق ، فزاد في بناء الاسم لزيادة المعنى . و ( جلبت ) الشي‏ء جلبا من باب ضرب و قتل ، و الجلب بفتحتين فعل بمعنى مفعول و هو ما تجلبه من بلد إلى بلد ، قال الشّارح المعتزلي و يروى جلبه و جلبه و هما بمعنى ، و هو السّحاب الرقيق الذي لا ماء فيه أى جمع قوما كالجهام الذي لا نفع فيه و في المصباح عن الأزهري و ابن فارس ( نصاب ) كلّ شي‏ء أصله و الجمع نصب و أنصبة مثل حمار و حمر و أحمرة و ( النّصف ) بتثليث النون و سكون الصّاد اسم بمعنى الانصاف . و اعتراض الشّارح المعتزلي عليه بأنّ المعنى لا يحتمله ، لأنّه لا معنى لقوله : و لا جعلوا بيني و بينهم إنصافا ، بل النّصف بمعنى الذى ينصف ، و المعنى لم يجعلوا بيني و بينهم ذا إنصاف ، ممّا لا يكاد يظهر وجهه و ( ولي ) الشي‏ء و عليه ولاية من باب حسب إذا ملك أمره و ( التّبعة ) كفرحة تقول : لي قبل فلان تبعة و هي الشي‏ء الذي لك فيه بغية شبه ظلامة و نحوها و ( فطم ) الصّبيّ من باب ضرب إذا فصله عن الرضاع و ( حدّ السّيف ) الموضع القاطع منه و ( الجلاد ) المجادلة بآلة الحرب و ( هبلته ) امّه بكسر الباء ثكلته و ( الهبول ) الثكول التي لم يبق لها ولد الاعراب يا خيبة الدّاعي نداء على سبيل التّعجب من عظم خيبة الدّعاء إلى قتاله ، و هو نظير النداء في قوله تعالى : يا حسرة على العباد ، أى يا خيبة احضري فهذا أوانك و كلمة من إمّا مرفوع المحل على الابتداء و الفعل بعده خبر أو منصوب المحلّ [ 309 ] اضمر عامله على شريطة التفسير فلا محلّ لما بعده ، إذ الجملة المفسّرة لا محلّ لها على الأصح . و قال ابن هشام : إنّ جملة الاشتغال ليست من الجمل التي تسمّى في الاصطلاح جملة تفسيرية و إن حصل بها تفسير ، و كيف كان فجملة من دعا على الأوّل جملة اسميّة ، و على التقدير الثّاني جملة فعليّة ، و شافيا و ناصرا منصوبان على الحاليّة و الواو في قوله و ما اهدّد زايدة ، و كنت بمعنى ما زلت اى ما زلت لا أهدّد بالحرب . قال الشّارح المعتزلي : و هذه كلمة فصيحة كثيرا ما يستعملها العرب ، و قد ورد في القرآن العزيز كان بمعنى ما زال في قوله : و كان اللّه عليما حكيما ، و نحو ذلك من الآى و المعنى : لم يزل اللّه عليما حكيما . المعنى قد أشرنا أنّ هذه الخطبة من خطب الجمل واردة في معرض التّعرض على النّاكثين و قد وقع التّصريح بذلك في بعض طرقها حسبما تأتي إليها الاشارة ، و قد كنّى عنهم بحزب الشّيطان و جنود إبليس كما قال : ( ألا و إنّ الشّيطان قد ذمر حزبه ) و حشا قبيله ( و استجلب جلبه ) و جمع جمعه ( ليعود الجور إلى أوطانه ) كما كان عليها أولا ( و يرجع الباطل إلى نصابه ) و أصله الذي كان عليه سابقا ( و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ) و هو قتل عثمان حيث نسبوه إليه عليه السّلام و زعموا أنّه منكر فأنكروه عليه فردّهم بانكار كونه منكرا ، و على تقدير تسليمه بعدم صحّته لنسبته إليه و على كلّ تقدير فانكارهم عليه يكون منكرا ( و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا ) و عدلا إذ لو جعلوا ميزان العدل في البين يظهر بطلان دعواهم ( و ) ذلك ل ( أنّهم ليطلبون حقّا ) أى حقّ قصاص ( هم تركوه ) حيث أمسكوا النّكير على قاتليه ( و دماهم سفكوه ) لأنّهم أوّل من ألب النّاس على عثمان و أغرى بدمه ، كما يشهد به قوله عايشة : اقتلوا نعثلا قتل اللّه نعثلا . يدلّ عليه ما في رواية أبي مخنف الآتية من قوله : اللّهمّ إنّ طلحة نكث بيعتي و ألب على عثمان حتّى قتله ثمّ عضهنى به و رماني اللّهمّ فلا تمهله [ 310 ] و عن الطبري في تاريخه انّ عليّا كان في ماله بخيبر لما أراد النّاس حصر عثمان فقدم المدينة و النّاس مجتمعون على طلحة في داره ، فبعث عثمان إليه عليه السّلام يشكو أمر طلحة فقال عليه السّلام : أما أكفيكه ؟ فانطلق إلى دار طلحة و هي مملوّة بالنّاس فقال له يا طلحة : ما هذا الأمر الذي صنعت بعثمان ؟ فقال طلحة : يا أبا الحسن بعد أن مسّ الحزام الطبيين 1 ، فانصرف عليّ عليه السّلام إلى بيت المال فأمر بفتحه فلم يجدوا المفتاح ، فكسر الباب و فرّق ما فيه على النّاس فانصرفوا من عند طلحة حتّى بقي وحده ، فسرّ عثمان بذلك ، و جاء طلحة إلى عثمان فقال له : يا أمير المؤمنين إنّي أردت أمرا فحال اللّه بيني و بينه و قد جئتك تائبا ، فقال : و اللّه ما جئت تائبا و لكن جئت مغلوبا ، اللّه حسبك يا طلحة . و روى أنّ الزّبير لمّا برز لعليّ عليه السّلام يوم الجمل قال له : ما حملك يا عبد اللّه على ما صنعت ؟ قال : أطلب بدم عثمان ، فقال : أنت و طلحة و ليتماه و إنّما توبتك من ذلك أن تقدّم نفسك و تسلّمها إلى ورثته . و بالجملة فقد ظهر ممّا ذكرناه أنّه لا ريب في دخولهم في قتل عثمان و مع مكان ذلك الدّخول لا يجوز لهم المطالبة بدمه . توضيح ذلك أنّ دخولهم فيه إمّا أن يكون بالشركة ، و إمّا أن يكون بالاستقلال و على أيّ تقدير فليس لهم أن يطلبوا بدمه و قد أشار إلى الشق الأوّل بقوله : ( فلان كنت شريكهم فيه فانّ لهم لنصيبهم منه ) و اللازم عليهم حينئذ أن يبدؤوا بأنفسهم و يسلّموها إلى أولياء المقتول ثمّ يطالبوا بالشريك ، و إلى الشقّ الثاني بقوله : ( و ان كان ولوه ) و باشروه ( دوني فما التبعة إلاّ قبلهم ) و اللازم عليهم حينئذ أن يخصّوا أنفسهم بالمطالبة ( و انّ اعظم حجّتهم لعلى أنفسهم ) حيث يدعون دعوى ضررها عايد إليهم لقيام الحجّة فيها عليهم ( يرتضعون امّا قد فطمت ) أى يطلبون الشي‏ء بعد فواته لأنّ الامّ إذا فطمت ولدها فقد انقضى إرضاعها . و لعلّ المراد به أنّ مطالبتهم بدم عثمان لغو لا فايدة فيه ، و يحتمل أن يكون ----------- ( 1 ) الطبى حلمة الثدى و جاوز الحزام الطبيين اذا اشتد الامر ش . [ 311 ] المراد بالامّ التي قد فطمت ما كان عادتهم في الجاهليّة من الحميّة و الغضب و إثارة الفتن ، و بفطامها اندراسها بالاسلام فيكون قوله : ( و يحيون بدعة قد اميتت ) كالتّفسير له . و قال الشّارح البحراني : استعار لفظ الأمّ للخلافة فبيت المال لبنها و المسلمون أولادها المرتضعون ، و كنّى بارتضاعهم لها عن طلبهم منه من الصّلات و التّفضيلات ، مثل ما كان عثمان يصلهم به و يفضل بعضهم على بعض و كونها قد فطمت عن منعه عليه السّلام و قوله : و يحيون بدعة إشارة إلى ذلك التّفضيل ، فانّه كان بخلاف سنّة رسول اللّه و البدعة مقابلة السنّة ، و إماتتها تركه عليه السّلام في ولايته ذلك ( يا خيبة الدّاعي ) احضري فهذا أوان حضورك و الدّاعي هو أحد الثلاثة طلحة و الزّبير و عايشة ، كما صرّح به الشّارح المعتزلي أيضا . ثمّ قال على سبيل الاستصغار لهم و الاستحقار ( من دعا ) أى أحقر القوم دعاهم هذا الدّاعي ( و إلى ما اجيب ) أى أقبح بالأمر الذي أجابوه إليه فما أفحشه و أرذله ( و إنّي لراض ب ) قيام ( حجّة اللّه عليهم ) و هو أمره سبحانه بقتال الفئة الباغية كما قال : فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفي‏ء إلى أمر اللّه ( و ) ب ( علمه فيهم ) بما يصنعون ( فان أبوا ) عن طاعتي و امتنعوا من الملازمة على مبايعتي مع قيام هذه الحجّة من اللّه سبحانه عليهم ( أعطيتهم حدّ السّيف ) القاطع امتثالا لأمر اللّه سبحانه و ابتغاء لمرضات اللّه ( و كفى به ) أى بذلك السّيف حالكونه ( شافيا من الباطل و ناصرا للحقّ ) هذا . ( و من العجب ) كلّ العجب ( بعثتهم إليّ ) مع علمهم بحالي في الشّجاعة و الحرب و الصّبر على المكاره ( بأن ابرز للّطعان و ) تهديدهم علىّ ب ( أن اصبر للجلاد ) ثكلتهم الثّواكل و ( هبلتهم الهبول ) كيف يهدّدوني و يرهّبوني ( لقد كنت و ما اهدّد بالحرب و ) ما زلت ( لا ارهب بالضّرب ) و ذلك ( لأنّى على يقين من ربّي ) و على بصيرة من أمرى ( و غير شبهة من ديني ) فليس لمثلي أن يهدّد و يرهّب ، لأنّ الموقن بأنّه على الحقّ ناصر للّه ذابّ عن دين اللّه أشدّ صبرا و أقوى جلدا و أثبت قدما في [ 312 ] مقام الجدال و معركة الجهاد و القتال ، لأنّ ثقته باللّه سبحانه على كلّ حال تكملة قد أشرنا سابقا إلى أنّ هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة مروية في شرح البحراني ، و قدّمنا لك أيضا في شرح كلامه العاشر أنّ هذا الكلام أيضا من فصول هذه الخطبة فينبغي أن نورد الخطبة بتمامها حتّى يتّضح لك الحال ، ثمّ نشير إلى بعض ما وردت فيها فقرات من هذه الخطبة على غير انساق و انتظام بتوفيق اللّه المتعال . فأقول : تمام الخطبة على ما رواها الشّارح البحراني أنّه عليه السّلام حين بلغه أنّ طلحة و الزّبير خلعا بيعته قال بعد حمد اللّه و الثّناء عليه و الصّلاة على رسوله : أيّها النّاس إنّ اللّه افترض الجهاد فعظّمه و جعله نصرته و ناصره ، و اللّه ما صلحت دنيا و لا دين إلاّ به ، و قد جمع الشّيطان حزبه ، و استجلب خيله ، و من أطاعه ليعود له دينه و سنّته و خدعه ، و قد رأيت امورا قد تمخضّت 1 و اللّه ما أنكروا علىّ منكرا و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا ، و أنّهم ليطلبون حقّا تركوه ، و دما سفكوه ، فان كنت شريكهم فيه فانّ لهم لنصيبهم منه ، و إن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلاّ قتلهم و إنّ أوّل عدلهم لعلى أنفسهم و لا اعتذر ممّا فعلته و لا تبرّء مما صنعت و إنّ معى لبصيرتي ما لبست و لا لبس علىّ ، و إنّها للفئة الباغيه فيها الحمّ 2 و الحمّة طالت جلبتها و انكفت 3 جونتها 4 ، ليعودنّ الباطل في نصابه . يا خيبة الدّاعي من دعى لو قيل 5 ما انكر في ذلك و ما امامه و فيمن سنّته و اللّه إذا لزاح الباطل من نصابه و انقطع لسانه ، و ما أظنّ الطريق له فيه واضح حيث ----------- ( 1 ) تحركت م . ----------- ( 2 ) الحم بتشديد الميم و فتح الحاء بقية الالية التى اذيبت و اخذ دهنها و الحمة السواد و هما استعارتان لارذال الناس و عوامهم لمشابهتهم حم الالية و ما اسود منها من قلة المنفعة و الخير ، ابن ميثم ----------- ( 3 ) استدارت . ----------- ( 4 ) و الجونة بالضم القدر ----------- ( 5 ) يعنى لو سأل سائل مجادلا لهؤاء الدعاة الى الباطل عما انكروه من امرى و عن امامهم [ 313 ] نهج و اللّه ما تاب 1 من قتلوه قبل موته ، و لا تنصّل 2 من خطيئة و ما اعتذر إليهم فعذروه ، و لا دعى فنصروه و أيم اللّه « لا قرطنّ لهم حوضا أنا ما نحته » 3 لا يصدرون عنه برىّ و لا يعبّون 4 حسوة 5 ابدا و أنها لطيبة نفسي بحجّة اللّه عليهم و علمه فيهم و انّي راعيهم فمعذر إليهم فان تابوا و أقبلوا و أجابوا و أنابوا فالتّوبة مبذولة ، و الحقّ مقبول و ليس على كفيل ، و إن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف و كفى به شافيا من باطل و ناصرا لمؤمن ، و مع كلّ صحيفة شاهدها و كاتبها ، و اللّه إنّ الزّبير و طلحة و عايشة ليعلمون أنّي على الحقّ و هم مبطلون هذا . و في شرح المعتزلي عن أبي مخنف قال : حدّثنا مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس قال : لمّا رجعت رسل عليّ من عند طلحة و الزّبير و عايشة يؤذنونه بالحرب قام فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على رسوله ثمّ قال : أيّها النّاس إنّي قد راقبت هؤلاء القوم كى يرعوا و يرجعوا ، و وبّختهم بنكثهم و عرّفتهم بغيّهم فلم يستحيوا ، و قد بعثوا إلىّ أن ابرز للطعان فاصبر للجلاد ، و إنّما تمنيك نفسك أماني الباطل و تعدك الغرور ألا هبلتهم الهبول لقد كنت و ما أهدّد بالحرب ، و لا ارهّب بالضّرب و لقد أنصف القادة من راماها ، فليرعدوا و ليبرقوا ، فقد رأونى قديما و عرفوا نكايتي فكيف رأوني أنا أبو الحسن الذي فللت حدّ المشركين و فرقت جماعتهم ، و بذلك القلب ألقى عدوّي اليوم ، و إنّي لعلى ما وعدني ربّي من النّصر و التّأييد ، و على يقين من أمرى و في غير شبهة من ديني . أيّها النّاس إنّ الموت لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب ليس عن الموت محيد الذى به يقتدون و فيمن سنتهم التى اليها يرجعون يشهد لسان حالهم بأنى انا امامهم و فى سنتهم فانزاح باطلهم الذى اتوا به و انقطع لسانه ، ابن ميثم . ----------- ( 1 ) اى عثمان . ----------- ( 2 ) اى تبرء ----------- ( 3 ) هكذا نقله هنا و ذكر فى المختار العاشر : لا فرطن لهم حوضا أنا ماتحه ، و لعله الصحيح ، « المصحح » ----------- ( 4 ) العب الشرب من غير مص . ----------- ( 5 ) الحسوة بالضم قدر ما يحسى مرة واحدة منه . [ 314 ] و لا محيص من لم يقتل مات ، و إنّ أفضل الموت القتل ، و الذي نفس علىّ بيده لألف ضربة بالسّيف أهون من موتة واحدة على الفراش اللّهمّ إنّ طلحة نكثت بيعتي و ألب علىّ عثمان حتى قتله ثمّ عضهني به و رماني اللّهمّ فلا تمهله ، اللّهمّ إنّ الزبير قطع رحمى و نكث بيعتي و ظاهر على عدوّى فاكفنيه الموت بما شئت . و عن أبي الحسن عليّ بن محمّد المدايني عن عبد اللّه بن جنادة قال : قدمت من الحجاز اريد العراق في أوّل أمارة عليّ ، فمررت بمكّة فاعتمرت ثمّ قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول اللّه إذا نودي الصّلاة جامعة فاجتمع النّاس و خرج عليّ متقلدا سيفه فشخصت الأبصار نحوه فحمد اللّه و صلى على رسوله ثم قال : أمّا بعد فانّه لمّا قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قلنا نحن أهله و ورثته و عترته و أولياؤه دون النّاس ، لا ينازعنا سلطانه أحد و لا يطمع في حقّنا طامع إذ انتزى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيّنا و سرنا سوقة يطمع فينا الضّعيف ، و يتعزّز علينا الذليل فبكت العين منّا لذلك ، و خشنت الصّدور و جزعت النّفوس و أيم اللّه لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين ، و أن يعود الكفر و يبور الدّين ، لكنّا على ما غير « غير ما ظ » كنّا لهم عليه فولى الامر ولاة لم يألوا النّاس خيرا ثمّ استخرجتموني أيّها النّاس من بيتي فبايعتموني على شأن منّي لأمركم و فراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم و بايعني هذان الرّجلان في أوّل من بايع يعلمون ذلك ، و قد نكثا و غدرا و نهضا إلى البصرة بعايشة ليفرّقا جماعتكم ، و يلقيا بأسكم بينكم . اللّهمّ فخذهما بما عملا أخذة واحدة رابية ، و لا تنعش لهما صرعة و لا تقلهما عثرة ، و لا تمهلهما فواقا ، فانّهما يطلبان حقّا تركاه و دما سفكاه اللهمّ إنّي أقتضيك وعدك فإنّك قلت و قولك الحقّ لمن بغي عليه لينصرنّه اللّه اللّهمّ فأنجزلي موعدي و لا تكلني إلى نفسي انّك على كلّ شي‏ء قدير أقول : و هذه الرّواية كما ترى صريحة في اغتصاب الخلافة و أنها انتزعت منه عليه السّلام ظلما و جورا من دون أن يكون له عليه السّلام رضا فيه كما أنّها صريحة 1 في أنّ تولي ولاة السّوء لها لم يكن قصدا للخير منهم ، و إنّما كان حبّا للرّياسة و اتّباعا للهوى ----------- ( 1 ) يدل على ذلك قوله : فولى الامر ولاة لم يالوا الناس خيرا ، منه . [ 315 ] و من العجب أنّ الشّارح المعتزلي مع روايته هذه يزعم أنّه عليه السّلام إنّما ترك الأمر إليهم برضى منه و ميل ، و أنّهم تولوا الأمر ملاحظة لصلاح الشّريعة و مراعاة لمصلحة الاسلام ، كما مرّ تفصيلا في شرح الخطبة الشقشقيّة ، فجزاهم اللّه عن الاسلام و أهله شرّ الجزاء . و عن الكليني قال : لمّا أراد عليّ عليه السّلام المصير إلى البصرة قام فخطب النّاس فقال بعد أن حمد اللّه و صلّى على رسوله : إنّ اللّه لمّا قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر و دفعتنا عن حقّ نحن أحقّ به من النّاس كافة ، فرأيت أنّ الصّبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم ، و النّاس حديثو عهد بالاسلام ، و الدين يمخض مخض الوطب ، يفسده أدنى و هن و يعكسه أقلّ خلف ( خلق خ ل ) فولى الأمر قوم لم يألو في أمرهم اجتهادا ، ثمّ انتقلوا إلى دار الجزاء و اللّه وليّ تمحيص سيئآتهم ، و العفو عن هفواتهم فما بال طلحة و الزّبير و ليسا من هذا الأمر بسبيل ، لم يصبرا عليّ حولا و لا أشهرا حتّى و ثبا و مرقا و نازعاني أمرا لم يجعل اللّه لهما إليه سبيلا بعد أن بايعا طايعين غير مكرهين يرتضعان امّا قد فطمت ، و يحييان بدعة قد اميتت ادم عثمان زعما و اللّه ما التّبعة إلاّ عندهم و فيهم و إنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم ، و أنا راض بحجّة اللّه عليهم و علمه فيهم فان فاءآ أو أنا بافحظّهما احرز او أنفسهما غنما و اعظم بهما غنيمة و إن أبيا اعطيتهما حدّ السّيف و كفى به ناصرا لحقّ و شافيا لباطل ، ثمّ نزل . و عن أبي مخنف عن زيد بن صوحان قال : شهدت عليّا بذي قار و هو معتم بعمامة سوداء و ملتفّ بساج يخطب ، فقال في خطبته : الحمد للّه على كلّ أمر و حال في الغدوّ و الآصال ، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله ، انبعثه رحمة للعباد ، و حياة للبلاد ، حين امتلأت الأرض فتنة و اضطرب حبلها و عبد الشّيطان في أكنافها و اشتمل عدوّ اللّه إبليس على عقايد أهلها فكان محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الذي أطفأ اللّه به نيرانها ، و أخمد به شرارها ، و نزع به أوتادها و أقام به ميلها امام الهدى ، و النبيّ المصطفى ، فلقد صدع بما أمر به [ 316 ] و بلّغ رسالات ربّه فأصلح اللّه به ذات البين ، و آمن به السّبل ، و حقن به الدّماء ، و الف به بين ذوي الضّعاين الواغرة في الصّدور حتّى أتاه اليقين . ثمّ قبضه اللّه إليه حميدا ثمّ استخلف النّاس أبا بكر فلم يأل جهده ، ثمّ استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده ، ثمّ استخلف النّاس عثمان فنال منكم و نلتم منه حتّى إذا كان من أمره ما كان ، أتيتموني لتبايعوني فقلت لا حاجة لي في ذلك و دخلت منزلي فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها و تداككتم عليّ حتّى ظننت أنّكم قاتلي و أنّ بعضكم قاتل بعض فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك ، و لا جذل و قد علم اللّه سبحانه أنّي كنت كارها للحكومة بين امّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و لقد سمعته يقول : ما من وال يلي شيئا من أمر امّتي إلاّ اتى به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه على رؤوس الخلايق ، ثمّ ينشر كتابه فان كان عادلا نجا ، و إن كان جايرا هوى حتّى اجتمع علىّ ملاءكم و بايعني طلحة و الزّبير و أنا أعرف الغدر في أوجههما ، و النّكث في أعينهما ثمّ استاذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان ، فسارا إلى مكّة و استخفّا عايشة و خدعاها و شخصامعها أبناء الطلقاء ، فقدموا البصرة و قتلوا بها المسلمين ، و فعلوا المنكر . و يا عجبا لاستقامتهما على أبي بكر و عمر و بغيهما علىّ و هما يعلمان أنّي لست دون أحدهما ، و لو شئت أن أقول لقلت : و لقد كان معاوية كتب إليهما من الشّام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عنّي و خرجا يوهمان الظعام أنّهما يطلبان بدم عثمان ، و اللّه ما أنكرا علىّ منكرا ، و لا جعلا بيني و بينهم نصفا ، و إنّ دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما . يا خيبة الدّاعي إلى مدعى إنّما ذا اجيب و اللّه إنّهما لعلى ضلالة صمّاء ، و جهالة عمياء ، و إنّ الشّيطان قد ذمر لهما حزبه ، و استجلب منهما خيله و رجله ليعد الجور إلى أوطانه و يردّ الباطل إلى نصابه ، ثمّ رفع يديه فقال : اللهمّ إنّ طلحة و الزّبير قطعاني و ظلماني و ألبا علىّ و نكثا بيعتي فاحلل ما [ 317 ] عقدا ، و انكث ما ابرما ، و لا تغفر لهما أبدا و أرهما المسائة فيما عملا و أمّلا الترجمة از جمله خطبه شريفه آن حضرت است در مذمت طلحه و زبير و اتباع ايشان كه نسبت دادند خون عثمان عليه اللعنة و النّيران را بان امام عالميان : آگاه باش بدرستى كه شيطان لعين برانگيخت گروه خود را و بكشيد سپاه خود را تا باز گرداند ستم را بجايهاى خود و راجع گرداند باطل را بأصل خود ، بخداوند سوگند انكار نكرده‏اند بر من فعل منكر را كه عبارت است از نسبت قتل عثمان بمن ، و نگردانيده‏اند ميان من و خودشان انصاف و عدل را و بدرستي كه آنها هر آينه طلب ميكنند حقّيرا كه خود ترك كرده‏اند و خوني را كه خود ريخته‏اند پس اگر بودم من شريك ايشان در آن خون پس بتحقيق ايشانراست نصيب ايشان از آن خون و اگر ايشان خودشان مباشر آن خون شدند بدون من پس در اين صورت نيست عقوبت بازخواست مگر از ايشان و بدرستى كه بزرگترين حجة ايشان بر نفسهاى ايشان است ، شير ميخواهند از مادرى كه از شير باز گرفته بچه خود را ، و زنده ميكنند بدعتى را كه ميرانيده شده است ، اى نوميدى دعوت كنند حاضر باش كه وقت حضور تو است چه كس است آنكه دعوت نمود او را اين داعى ، و بچه چيز جواب داده شد و بدرستي كه من خوشنودم بحجة خدا بر ايشان و بعلم حقّ تعالى در شان آن جمع پريشان ، پس اگر امتناع بكنند از طاعت من كه طاعت خداست بدهم بايشان تيزى شمشير بران را و كافيست آن شمشير در حالتي كه شفا دهنده است از باطل و يارى دهنده ميباشد از براى أهل حقّ ، و از جمله امور عجيبه است فرستادن ايشان بسوى من اينكه بيرون آى از براى نيزه زدن و صبر كن از براى شمشير كشيدن ، بى فرزند باد مادر ايشان و در ماتم ايشان گريه كند زنهاى گريه كننده هر آينه بوده‏ام كه تهديد كرده نشده‏ام بمحاربه و تخويف كرده نشده‏ام بمضاربه ، و بدرستي كه من بر يقينم از پروردگار خود و بى شبهه‏ام از دين استوار خويش ، [ 318 ] پس تهديد و تخويف بى ثمر خواهد شد .