جستجو

و من خطبة له ع في تمجيد

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام و هى المأتان و الثانية عشر من المختار فى باب الخطب ألحمد للّه العليّ عن شبه المخلوقين ، الغالب لمقال الواصفين ، الظّاهر بعجايب تدبيره للنّاظرين ، و الباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين ، العالم بلا اكتساب و لا ازدياد ، و لا علم مستفاد ، المقدّر لجميع الأمور بلا رويّة و لا ضمير ، الذي لا تغشاه الظّلم ، و لا يستضي‏ء بالأنوار ، و لا يرهقه ليل و لا يجري عليه نهار ، ليس إدراكه بالأبصار ، و لا علمه بالأخبار . منها فى ذكر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . أرسله بالضّيآء ، و قدّمه في الإصطفآء ، فرتق به المفاتق ، و ساور به المغالب ، و ذلّل به الصّعوبة ، و سهّل به الحزونة ، حتى سرّح الضّلال عن يمين و شمال . اللغة ( الشّبه ) بالتحريك كالشّبه و الشّبيه بمعنى المثل و المشابه و شبّهت الشى‏ء بالشى‏ء أقمته مقامه بصفة جامعة بينهما و أشبه الولد أباه و شابهه إذا شاركه فى صفة [ 81 ] من الصّفات و ( رهق ) الدّين رهقا من باب تعب غشيه و رهقت الشي‏ء أدركته و ( الاخبار ) في أكثر النسخ بالكسر مصدر اخبر و في بعضها بالفتح جمع الخبر و كذلك الابصار . و ( رتقت ) الفتن رتقا من باب قال سددته فارتتق و ( فتق ) الثّوب شقّه فانفتق و تفتق و الفنق أيضا شقّ عصا الجماعة و وقوع الحرب بينهم و مفتق الثّوب محلّ شقّه و يجمع على مفاتق كمقعد و مقاعد و ( ساور ) فلانا و اثبه سوارا و مساورة و ساوره اخذه براسه و الوثوب الظفر و ( غلبه ) غلبا و غلبا و غلبة و مغلبا قهره و المغلب وزان معظم المغلوب مرارا و المحكوم له بالغلبة ضدّ ، و المغلنبي وزان مسلنقى الذى يغلبك و يعلوك و ( الحزونة ) ضدّ السّهولة و الحزن ما غلظ من الأرض و السّهل ما لان منها و ( سرحت ) المرأة تسريحا طلّقتها قال تعالى فامساك بمعروف أو تسريح باحسان أى تطليق . الاعراب الباء في قوله بالضياء للمصاحبة كما في دخلت عليه بثياب السّفر ، و في قوله : به للسّببيّة ، و قوله : عن يمين و شمال ، ظرف لغو متعلّق بسرّح على تضمين معنى الطّرد و الابعاد . المعنى اعلم أنّ هذه الخطبة الشّريفة كما ذكره بعض الشراح و أشار إليه السيّد « ره » مشتملة على فصلين : الفصل الاول في تمجيد اللّه عزّ و جلّ و ثنائه بنعوت جلاله و جماله و أثنى عليه تعالى باعتبارات : أولها قوله ( الحمد للّه العلىّ عن شبه المخلوقين ) أى المتعالى عن مشابهة مخلوقاته فلا يشابه شيئا منها ، و لا يشابهه شي‏ء ، فليس له شبه و شبيه و نظير . [ 82 ] و ذلك لما عرفت مرارا في تضاعيف الشّرح لا سيما شرح الخطبة المأة و الخامسة و الثمانين و شرح الكلام المأتين و الثّامن أنّ المخلوقات كلّها محدودة بالحدود الاصطلاحيّة المركّبة من الجنس و الفصل ، و بالحدود اللّغويّة أى النّهاية و اللّه سبحانه منزّه عن الحدّ اصطلاحيّا كان أو لغويّا لاستلزام الأوّل للتّركيب و الثاني للافتقار إلى محدّد ، و كلّ مركب و مفتقر ممكن ، فالواجب تعالى لا يمكن أن يكون له مشابه و مشارك في ذاته و صفاته و أفعاله . و الحاصل أنّ الواجب تعالى أجلّ و أعلى من أن يتّصف بالصّفات الامكانية ، فيشابه المحدثات و يشاركهم في جهة من الجهات . الثانى انه ( الغالب لمقال الواصفين ) يعني أنه تعالى شأنه أجلّ من أن يقدر الواصفون على وصفه و بيان محامده ، لعدم وقوف صفاته الكمالية و أوصافه الجمالية و الجلالية إلى حدّ معين حتى يحيط بها العقول و يصفه الألسنة كيف و قد اعترف سيد البشر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالعجز عن ذلك ، و قال : لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، فأنّى لغيره بذلك . و هذه الفقرة مساوقة لقوله عليه السّلام فى الخطبة الاولى : الحمد للّه الذى لا يبلغ مدحته القائلون ، فانّ المدح و الثناء و الوصف كلها بمعنى لا يدرك الواصف المطرى محامده و إن يكن سابقا فى كلّ ما وصفا فحيث قصرت ألسنة الواصفين و كلّت عن تعداد صفاته الحميدة فهو كالغالب على أقوالهم لعجزها عن البلوغ إلى مدى صفاته . الثالث أنه ( الظاهر بعجايب تدبيره للناظرين ) يعنى أنه تعالى ظاهر للناظرين و ليس ظهوره بذاته كما توهمه المجسمة و غيرهم من المجوّزين للرّؤية ، بل بآثار قدرته و اعلام عظمته و بدايع صنعه و عجايب تدبيره و حكمته حسبما عرفته تفصيلا فى شرح الخطبة التّاسعة و الأربعين و الخطبة الرّابعة و السّتين و غيرهما . ( و ) الرابع أنّه ( الباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين ) يعني أنّه محتجب عن الأوهام و العقول ، و ليس احتجابه و اختفاؤه بصغر جسمه و حقارته أو [ 83 ] لطافة قوامه كالهواء و الرّوح و نحوهما ، بل باعتبار جلاله و عزّته و جبروته و عظمته حسبما عرفت في شرح الخطبتين المذكورتين و الحاصل أنّه ظاهر بآياته باطن بذاته . قال الشّارح البحراني : و إنما قال : فكر المتوهّمين ، لأنّ النفس الانسانية حال التفاتها إلى استلاحة الامور العلوية المجرّدة لا بدّ أن يستعين بالقوّة المتخيلة بباعث الوهم في أن تصوّر تلك الامور بصور خيالية مناسبة لتشبيهها بها و تحطها إلى الخيال ، و قد علمت أنّ الوهم إنما يدرك ما كان متعلّقا بمحسوس أو متخيل من المحسوسات ، فكل أمر يتصوّره الانسان و هو في هذا العالم سواء كان ذات اللّه سبحانه أو غير ذلك فلا بدّ أن يكون مشوبا بصورة خيالية و معلقا بها ، و هو تعالى منزّه بجلال عزّته عن تكيف تلك الفكر له و باطن عنها ، انتهى . و قد تقدّم ما يوضح ذلك في شرح الفصل الثانى من الخطبة الاولى و شرح الخطبة المأة و الخامسة و الثمانين فليراجع هناك . الخامس انه ( العالم بلا اكتساب و لا ازدياد و لا علم مستفاد ) يعنى أنه عزّ و جلّ عالم بذاته و العلم ذاته و ليس علمه باكتساب له بعد الجهل ، و لا بازدياد منه بعد النقص ، و لا باستفادة و أخذ له عن غيره كما هو شأن علم المخلوقين ، إذ لو كان كذلك لكان سبحانه متغيّرا و ناقصا فى ذاته مستكملا بغيره و هو باطل . السادس انه ( المقدّر لجميع الامور بلا رويّة و لا ضمير ) أى الموجد لمخلوقاته على وفق حكمته و قضائه كلاّ منها بقدر معلوم و مقدار معيّن من دون أن يكون ايجادها مستندا إلى الرّوية و الفكر ، و لا إلى ما يضمر فى القلب من الصور كما يحتاج إليها ساير الصناع ، لأنه سبحانه منزّه من الضمير و القلب ، و الرّوايات لا تليق إلاّ بذوى الضماير حسبما عرفت تفصيلا فى شرح الفصل الأوّل من الخطبة المأة و السابعة . السابع أنه ( الذى لا تغشاه الظلم و لا يستضي‏ء بالأنوار ) أى لا يغطيه ظلام كما يغطى ساير الأجسام لكونه منزّها عن الجسمية ، و لا يستضى‏ء بالأنوار كما يستضى‏ء بها ذوات الابصار لكونه منزّها من حاسّة البصر و ساير الحواسّ ، مضافا إلى أنه تعالى [ 84 ] نور السماوات و الأرض ، و الجميع به يستضى‏ء فكيف يستضى‏ء بغيره و الاّ لزم أن يكون مفتقرا إلى غيره مستكملا به و هو باطل . ( و ) الثامن انه ( لا يرهقه ليل و لا يجرى عليه نهار ) يعنى لا يتعور عليه ليل و نهار لكونه منزّها عن الزّمان و الحركة فلو تعاورا عليه لتفاوتت ذاته و تغيّرت صفاته و امتنع من الأزل معناه . ( و ) التاسع انه ( ليس إدراكه بالابصار ) لتنزّهه من الاحتياج فى الادراك إلى الآلات و المشاعر و الأدوات . و العاشر ما أشار إليه بقوله ( و لا علمه بالأخبار ) أى بأن يخبره غيره بشى‏ء فيحصل له العلم بذلك الشى‏ء بسبب هذا الخبر ، لاستلزام ذلك للجهل أوّلا و الافتقار إلى حاسة السمع ثانيا ، و النقص بالذات ، و الاستكمال بالغير ثالثا ، و هذا كلّه مناف لوجوب الوجود . الفصل الثانى ( منها فى ذكر النبى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) قال عليه السّلام ( أرسله بالضياء ) السّاطع و النور اللاّمع . و المراد به إمّا نور الايمان ، و به فسر قوله تعالى اللّه ولىّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور أى ظلمات الكفر إلى نور الايمان و الذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات و إمّا نور العلم يعنى النبوة الذى كان فى قلبه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، و به فسّر المصباح فى قوله تعالى مثل نوره كمشكوة فيها مصباح . روى فى الصافى من التوحيد عن الصادق عليه السّلام فى هذه الآية اللّه نور السموات و الأرض » قال : كذلك عزّ و جلّ « مثل نوره » قال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم « كمشكوة » قال صدر محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم « فيها مصباح » قال فيه نور العلم يعنى النبوّة الحديث . و إمّا القرآن كما فى قوله تعالى قد جائكم من اللّه نور و كتاب مبين . يهدى [ 85 ] به اللّه من اتّبع رضوانه سبل السّلم و يخرجهم من الظلمات إلى النور فهو نور عقلى يهتدى به فى سلوك سبيل الجنان و يستضاء به فى الوصول إلى مقام الزلفى و الرضوان ( و قدّمه فى الاصطفاء ) أى قدّمه على جميع خلقه فى أن اختاره منهم و فضّله عليهم كما قال الشاعر : للّه فى عالمه صفوة و صفوة الخلق بنو هاشم و صفوة الصفوة من هاشم محمّد الطهر أبو القاسم و قد مضى أخبار لطيفة فى هذا المعنى فى شرح الخطبة الثالثة و التسعين فليراجع هناك . و قوله ( فرتق به المفاتق ) أى أصلح به المفاسد ، و هو إشارة إلى ما كانت عليه أهل الجاهلية حين بعثه من سفك الدّماء و قطع الأرحام و عبادة الأصنام و اجتراح الآثام قد استهوتهم الأهواء ، و استزلّتهم الكبرياء ، و استخفّتهم الجاهلية الجهلاء ، تائهين حائرين فى زلزال من الأمر و بلاء من الجهل ، فبالغ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فى نصحهم و موعظتهم و دعائهم بالحكمة و الموعظة الحسنة إلى سبيل ربّهم ، و جادلهم بالتى هى أحسن ، فأصلح اللّه بوجوده الشريف ما فسد من امور دنياهم و آخرتهم ، و رفع به ضغائن صدورهم ، و هداهم به من الضلالة ، و أنقذهم بمكانه من الجهالة ( و ساور به المغالب ) في إسناد المساورة إلى اللّه سبحانه توسّع ، و المراد تسليطه على المشركين و الكفّار و المنافقين الذين كان لهم الغلبة على غيرهم كما قال عزّ من قائل إنّ الّذين يحادّون اللّه و رسوله اولئك في الأذلّين . كتب اللّه لأغلبنّ أنا و رسلى إنّ اللّه قوىّ عزيز و قال هو الّذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون . قال في مجمع البيان في تفسير الآية الأولى : روى أنّ المسلمين قالوا لمّا رأوا ما يفتح اللّه عليهم من القرى ليفتحنّ اللّه علينا الرّوم و فارس فقال المنافقون أتظنون أنّ فارس و الرّوم كبعض القرى الّتى غلبتم عليها ، فأنزل اللّه هذه الآية . و قال في الآية الثانية في تفسير قوله « ليظهره على الدّين كلّه » معناه [ 86 ] ليغلب دين الاسلام على جميع الأديان بالحجّة و الغلبة و القهر لها حتّى لا يبقى علي وجه الأرض دين إلاّ مغلوب . ( و ذلل به الصعوبة ) صعوبة الجاهلية الّتي أشرنا إليها في شرح قوله : فرتق به المفاتق ( و سهل به الحزونة ) أى حزونة طريق الحقّ و تسهيلها بالارشاد إلى معالمه و الهداية إليه . ( حتّى سرّح الضّلال عن يمين و شمال ) غاية للجملات السابقة جميعا أو لخصوص الجملة الأخيرة أى إلى أن طرد و ابعد ظلمات الجهل و الضلال بميامين بعثته و أنوار هدايته عن يمين النّفوس و شمالها . قال الشارح البحراني : و هو إشارة إلى القائه رذيلتى التّفريط و الافراط عن ظهور النّفوس كتسريح جنبى الحمل عن ظهر الدّابة ، و هو من ألطف الاستعارات و أبلغها الترجمة حمد و ثنا خدائيراست كه برتر است از مشابهت مخلوقات ، و غلبه كننده است مر گفتار وصف كنندگان كنه ذات و صفات يعنى او غالب است بتوصيف هر واصفى و هيچكس قدرت وصف او ندارد ظاهر است و هويدا با عجايب و غرايب تدبير خود از براى متفكران ، و پنهانست بجهت جلال عظمت و شدّت نور خود از فكر صاحبان و هم و عقل دانا و عالم است بدون حاجت بكسب علم از ديگرى و بدون احتياج بأفزون كردن علم و بدون علمى كه استفاده شود از خارج ، مقدّر است جميع امورات را بدون فكر و خطور خاطرى ، چنان خدائى كه احاطه نميكند او را ظلمتها ، و طلب روشنى نميكند بنورها ، و درك نميكند او را شب ، و جارى نمى‏شود بر او روز ، نيست ديدن او با ديدن بصر ، و نه دانستن او بخبر دادن كسى ديگر . از جمله فقرات اين خطبه در ذكر أوصاف پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم است ميفرمايد : فرستاد خداى تعالى او را با نور پر ظهور ، و مقدم فرمود او را بجميع مخلوقات [ 87 ] در پسند كردن او ، پس بست بوجود او گشادگيها را ، و سد كرد شكافتگيها را ، و شكست داد با قوت او اشخاصى را كه هميشه غلبه داشتند ، و ذليل كرد بسبب او سركشى را ، و هموار گردانيد با او ناهموار را تا اينكه بر طرف ساخت و دور نمود ضلالت را از راست و چپ طريق حق .