جستجو

و من خطبة له ع بعد ليلة الهرير و قد قام إليه رجل من أصحابه فقال نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها فلم ندر أي الأمرين أرشد فصفق ع إحدى يديه على الأخرى ثم قال

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 291 ] 120 و من كلام له ع وَ قَدْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ نَهَيْتَنَا عَنِ اَلْحُكُومَةِ ثُمَّ أَمَرْتَنَا بِهَا فَمَا نَدْرِي فَلَمْ نَدْرِ أَيُّ اَلْأَمْرَيْنِ أَرْشَدُ فَصَفَّقَ ع إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى اَلْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ اَلْعُقْدَةَ أَمَا وَ اَللَّهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى اَلْمَكْرُوهِ اَلَّذِي يَجْعَلُ اَللَّهُ فِيهِ خَيْراً فَإِنِ اِسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَ إِنِ اِعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ لَكَانَتِ اَلْوُثْقَى وَ لَكِنْ بِمَنْ وَ إِلَى مَنْ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ اَلشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا اَللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هَذَا اَلدَّاءِ اَلدَّوِيِّ وَ كَلَّتِ اَلنَّزَعَةُ اَلنَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ اَلرَّكِيِّ أَيْنَ اَلْقَوْمُ اَلَّذِينَ دُعُوا إِلَى اَلْإِسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ وَ قَرَءُوا اَلْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ وَ هِيجُوا إِلَى اَلْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اَللِّقَاحِ إِلَى أَوْلاَدِهَا وَ سَلَبُوا اَلسُّيُوفَ أَغْمَادَهَا وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ اَلْأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً وَ صَفّاً صَفّاً بَعْضٌ هَلَكَ وَ بَعْضٌ نَجَا لاَ يُبَشَّرُونَ بِالْأَحْيَاءِ وَ لاَ يُعَزَّوْنَ عَنِ اَلْمَوْتَى مُرْهُ اَلْعُيُونِ مِنَ اَلْبُكَاءِ خُمْصُ اَلْبُطُونِ مِنَ اَلصِّيَامِ ذُبُلُ اَلشِّفَاهِ مِنَ اَلدُّعَاءِ صُفْرُ اَلْأَلْوَانِ مِنَ اَلسَّهَرِ عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ اَلْخَاشِعِينَ أُولَئِكَ إِخْوَانِي اَلذَّاهِبُونَ فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ وَ نَعَضَّ اَلْأَيْدِي عَلَى فِرَاقِهِمْ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ وَ يُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً وَ يُعْطِيَكُمْ [ 292 ] بِالْجَمَاعَةِ اَلْفُرْقَةَ وَ بِالْفُرْقَةِ اَلْفِتْنَةَ فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اِقْبَلُوا اَلنَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ وَ اِعْقِلُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ هذه شبهة من شبهات الخوارج و معناها أنك نهيت عن الحكومة أولا ثم أمرت بها ثانيا فإن كانت قبيحة كنت بنهيك عنها مصيبا و بأمرك بها مخطئا و إن كانت حسنة كنت بنهيك عنها مخطئا و بأمرك بها مصيبا فلا بد من خطئك على كل حال . و جوابها أن للإمام أن يعمل بموجب ما يغلب على ظنه من المصلحة فهو ع لما نهاهم عنها كان نهيه عنها مصلحة حينئذ و لما أمرهم بها كانت المصلحة في ظنه قد تغيرت فأمرهم على حسب ما تبدل و تغير في ظنه كالطبيب الذي ينهى المريض اليوم عن أمر و يأمره بمثله غدا . و قوله هذا جزاء من ترك العقدة يعني الرأي الوثيق و في هذا الكلام اعتراف بأنه بان له و ظهر فيما بعد أن الرأي الأصلح كان الإصرار و الثبات على الحرب و أن ذلك و إن كان مكروها فإن الله تعالى كان يجعل الخيرة فيه كما قال سبحانه فَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اَللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ثم قال كنت أحملكم على الحرب و ترك الالتفات إلى مكيدة معاوية و عمرو من رفع المصاحف فإن استقمتم لي اهتديتم بي و إن لم تستقيموا فذلك ينقسم إلى قسمين أحدهما أن تعوجوا أي يقع منكم بعض الالتواء و يسير من العصيان كفتور الهمة و قلة الجد في الحرب و الثاني التأني و الامتناع المطلق من الحرب فإن كان الأول قومتكم [ 293 ] بالتأديب و الإرشاد و إرهاق الهمم و العزائم بالتبصير و الوعظ و التحريض و التشجيع و إن كان الثاني تداركت الأمر معكم إما بالاستنجاد بغيركم من قبائل العرب و أهل خراسان و الحجاز فكلهم كانوا شيعته و قائلين بإمامته أو بما أراه في ذلك الوقت من المصلحة التي تحكم بها الحال الحاضرة . قال لو فعلت ذلك لكانت هي العقدة الوثقى أي الرأي الأصوب الأحزم . فإن قلت أ فتقولون إنه أخطأ في العدول عن هذا الرأي قلت لا نقول إنه أخطأ بمعنى الإثم لأنه إنما فعل ما تغلب على ظنه أنه المصلحة و ليس الواجب عليه إلا ذلك و لكنه ترك الرأي الأصوب كما قال الحسن هلا مضيت قدما لا أبا لك و لا يلحق الإثم من غلب على ظنه في حكم السياسة أمر فاعتمده ثم بان له أن الأصوب كان خلافه و قد قيل إن قوله لقد عثرت عثرة لا تنجبر سوف أكيس بعدها و أستمر و أجمع الرأي الشتيت المنتشر إشارة إلى هذا المعنى و قيل فيه غير ذلك مما قدمنا ذكره قبل . و قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رضي الله عنه من عرفه عرف أنه غير ملوم في الانقياد معهم إلى التحكيم فإنه مل من القتل و تجريد السيف ليلا و نهارا حتى ملت الدماء من إراقته لها و ملت الخيل من تقحمه الأهوال بها و ضجر من دوام تلك الخطوب الجليلة و الأرزاء العظيمة و استلاب الأنفس و تطاير الأيدي و الأرجل بين يديه و أكلت الحرب أصحابه و أعداءه و عطلت السواعد و خدرت الأيدي التي سلمت من وقائع السيوف بها و لو أن أهل الشام لم يستعفوا من الحرب و يستقيلوا من [ 294 ] المقارعة و المصادمة لأدت الحال إلى قعود الفيلقين معا و لزومهم الأرض و إلقائهم السلاح فإن الحال أفضت بعظمها و هو لها إلى ما يعجز اللسان عن وصفه . و اعلم أنه ع قال هذا القول و استدرك بكلام آخر حذرا أن يثبت على نفسه الخطأ في الرأي فقال لقد كان هذا رأيا لو كان لي من يطيعني فيه و يعمل بموجبة و أستعين به على فعله و لكن بمن كنت أعمل ذلك و إلى من أخلد في فعله أما الحاضرون لنصري فأنتم و حالكم معلومة في الخلاف و الشقاق و العصيان و أما الغائبون من شيعتي كأهل البلاد النائية فإلى أن يصلوا يكون قد بلغ العدو غرضه مني و لم يبق من أخلد إليه في إصلاح الأمر و إبرام هذا الرأي الذي كان صوابا لو اعتمد إلا أن أستعين ببعضكم على بعض فأكون كناقش الشوكة بالشوكة و هذا مثل مشهور لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها لها و الضلع الميل يقول لا تستخرج الشوكة الناشبة في رجلك بشوكة مثلها فإن إحداهما في القوة و الضعف كالأخرى فكما أن الأولى انكسرت لما وطئتها فدخلت في لحمك فالثانية إذا حاولت استخراج الأولى بها تنكسر و تلج في لحمك . ثم قال اللهم إن هذا الداء الدوي قد ملت أطباؤه و الدوي الشديد كما تقول ليل أليل . و كلت النزعة جمع نازع و هو الذي يستقي الماء و الأشطان جمع شطن و هو الحبل و الركي الآبار جمع ركية و تجمع أيضا على ركايا . ثم قال أين القوم هذا كلام متأسف على أولئك متحسر على فقدهم . و الوله شدة الحب حتى يذهب العقل وله الرجل . و اللقاح بكسر اللام الإبل و الواحدة لقوح و هي الحلوب مثل قلاص و قلوص . [ 295 ] قوله و أخذوا بأطراف الأرض أي أخذوا على الناس بأطراف الأرض أي حصروهم يقال لمن استولى على غيره و ضيق عليه قد أخذ عليه بأطراف الأرض قال الفرزدق أخذنا بأطراف السماء عليكم لنا قمراها و النجوم الطوالع و زحفا زحفا منصوب على المصدر المحذوف الفعل أي يزحفون زحفا و الكلمة الثانية تأكيد للأولى و كذلك قوله و صفا صفا . ثم ذكر أن بعض هؤلاء المتأسف عليهم هلك و بعض نجا و هذا ينجي قوله تعالى فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ . ثم ذكر أن هؤلاء قوم و قذتهم العبادة و انقطعوا عن الناس و تجردوا عن العلائق الدنيوية فإذا ولد لأحدهم مولود لم يبشر به و إذا مات له ميت لم يعز عنه . و مرهت عين فلان بكسر الراء إذا فسدت لترك الكحل لكن أمير المؤمنين ع جعل مره عيون هؤلاء من البكاء من خوف خالقهم سبحانه و ذكر أن بطونهم من خماص الصوم و شفاههم ذابلة من الدعاء و وجوههم مصفرة من السهر لأنهم يقومون الليل و على وجوههم غبرة الخشوع . ثم قال أولئك إخواني الذاهبون فإن قلت من هؤلاء الذين يشير ع إليهم قلت هم قوم كانوا في نأنأة الإسلام و في زمان ضعفه و خموله أرباب زهد و عبادة و جهاد شديد في سبيل الله كمصعب بن عمير من بني عبد الدار و كسعد بن معاذ من الأوس و كجعفر بن أبي طالب و عبد الله بن رواحة و غيرهم ممن استشهد من الصالحين [ 296 ] أرباب الدين و العبادة و الشجاعة في يوم أحد و في غيره من الأيام في حياة رسول الله ص و كعمار و أبي ذر و المقداد و سلمان و خباب و جماعة من أصحاب الصفة و فقراء المسلمين أرباب العبادة الذين قد جمعوا بين الزهد و الشجاعة و قد جاء في الأخبار الصحيحة أن رسول الله ص قال إن الجنة لتشتاق إلى أربعة علي و عمار و أبي ذر و المقداد و جاء في الأخبار الصحيحة أيضا أن جماعة من أصحاب الصفة مر بهم أبو سفيان بن حرب بعد إسلامه فعضوا أيديهم عليه و قالوا وا أسفاه كيف لم تأخذ السيوف مأخذها من عنق عدو الله و كان معه أبو بكر فقال لهم أ تقولون هذا لسيد البطحاء فرفع قوله إلى رسول الله ص فأنكره و قال لأبي بكر انظر لا تكون أغضبتهم فتكون قد أغضبت ربك فجاء أبو بكر إليهم و ترضاهم و سألهم أن يستغفروا له فقالوا غفر الله لك . قوله فحق لنا يقال حق له أن يفعل كذا و هو حقيق به و هو محقوق به أي خليق له و الجمع أحقاء و محقوقون . و يسني يسهل و صدف عن الأمر يصدف أي انصرف عنه و نزغات الشيطان ما ينزغ به بالفتح أي يفسد و يغرى و نفثاته ما ينفث به و ينفث بالضم و الكسر أي يخيل و يسحر . و اعقلوها على أنفسكم أي اربطوها و الزموها