جستجو

و من خطبة له ع و فيها بيان للأسباب التي تهلك الناس

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 384 ] 87 و من خطبة له ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ [ يَفْصِمْ ] جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ اَلْأُمَمِ إِلاَّ بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلاَءٍ وَ فِي دُونِ مَا اِسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ وَ مَا اِسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ وَ مَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَ لاَ كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ وَ لاَ كُلُّ ذِي نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ فَيَا عَجَباً وَ مَا لِيَ لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ اَلْفِرَقِ عَلَى اِخْتِلاَفِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لاَ يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَ لاَ يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَ لاَ يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ يَعْمَلُونَ فِي اَلشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي اَلشَّهَوَاتِ اَلْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَ اَلْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا مَفْزَعُهُمْ فِي اَلْمُعْضِلاَتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَ تَعْوِيلُهُمْ فِي اَلْمُهِمَّاتِ [ اَلْمُبْهَمَاتِ ] عَلَى آرَائِهِمْ كَأَنَّ كُلَّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ [ وَثِيقَاتٍ وَ مُوَثَّقَاتٍ ] وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ القصم بالقاف و الصاد المهملة الكسر قصمته فانقصم و قصمته فتقصم و رجل أقصم الثنية أي مكسورها بين القصم بفتح الصاد . و التمهيل التأخير و يروى رجاء و هو التأخير أيضا و الرواية المشهورة و رخاء أي بعد إعطائهم من سعة العيش و خصب الحال ما اقتضته المصلحة . [ 385 ] و الأزل بفتح الهمزة الضيق و يقتصون يتبعون قال سبحانه و تعالى وَ قالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ . و يعفون بكسر العين عففت عن كذا أعف عفا و عفة و عفافة أي كففت فأنا عف و عفيف و امرأة عفة و عفيفة و قد أعفه الله و استعف عن المسألة أي عف . و تعفف الرجل أي تكلف العفة و يروى و لا يعفون عن عيب أي لا يصفحون . و مفزعهم ملجؤهم و فيما يرى أي فيما يظن و يرى بفتح الياء أي فيما يراه هو و روي بعرا وثيقات . يقول إن عادة الله تعالى ألا يقصم الجبابرة إلا بعد الإمهال و الاستدراج بإضافة النعم عليهم و ألا يجير أولياءه و ينصرهم إلا بعد بؤس و بلاء يمتحنهم به ثم قال لأصحابه إن في دون ما استقبلتم من عتب لمعتبر أي من مشقة يعني بما استقبلوه ما لاقوه في مستقبل زمانهم من الشيب و ولاة السوء و تنكر الوقت و سمى المشقة عتبا لأن العتب مصدر عتب عليه أي وجد عليه فجعل الزمان كالواجد عليهم القائم في إنزال مشاقه بهم مقام الإنسان ذي الموجدة يعتب على صاحبه و روي من عتب بفتح التاء جمع عتبة يقال لقد حمل فلان على عتبة أي أمر كريه من البلاء و في المثل ما في هذا الأمر رتب و لا عتب أي شدة و روي أيضا من عنت و هو الأمر الشاق و ما استدبروه من خطب يعني به ما تصرم عنهم من الحروب و الوقائع التي قضوها و نضوها و استدبروها و يروى و استدبرتم من خصب و هو رخاء العيش و هذا يقتضي المعنى الأول أي و ما خلفتم وراءكم من الشباب و الصحة و صفو العيشة . ثم قال ما كل ذي قلب بلبيب الكلام إلى آخره و هو مأخوذ من قول الله [ 386 ] تعالى لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها . ثم تعجب من اختلاف حجج الفرق في الدين و خطئهم و كونهم لا يتبعون أقوال الأنبياء و لا أقوال الأوصياء ثم نعى عليهم أحوالهم القبيحة فقال إنهم لا يؤمنون بالغيب أي لا يصدقون بما لم يشاهدوه و لا يكفون عن الأمور القبيحة لكنهم يعملون في الشبهات أي يعملون أعمالا داخلة في الشبهات متوسطة لها و يسيرون في الشهوات جعل الشهوات كالطريق التي يسير فيها الإنسان . ثم قال المعروف فيهم ما عرفوه أي ليس المعروف عندهم ما دل الدليل على كونه معروفا و صوابا و حقا بل المعروف عندهم ما ذهبوا إلى أنه حق سواء كان حقا في نفس الأمر أو لم يكن و المنكر عندهم ما أنكروه كما شرحناه في المعروف . ثم قال إنهم لا يستشيرون بعالم و لا يستفتون فقيها فاضلا بل مفزعهم في الأمور المشكلة إلى أنفسهم و آرائهم و لقد صدق ع فإن هذه صفات من يدعي العلم و الفضل في زماننا و قبله بدهر طويل و ذلك أنهم يأنفون من التعلم و الاسترشاد فالبادئ منهم يعتقد في نفسه أنه أفضل من البارع المنتهي و متى ظفر الواحد منهم بمبادئ علم و حمله شرع في التدريس و التصنيف فمنعه التزامه بذلك من التردد إلى أبواب العلماء و أنف من سؤالهم عن الأمور المشكلة فدام جهله إلى أن يموت . ثم قال كان كل واحد منهم إمام نفسه و يروى بحذف كان و إسقاطها و هو أحسن