جستجو

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 251 ] 488 وَ قَالَ ع فِي كَلاَمٍ لَهُ : إِذَا اِحْتَشَمَ اَلْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ قال الرضي يقال حشمه و أحشمه إذا أغضبه و قيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك و هو مظنة مفارقته ليس يعني أن الاحتشام علة الفرقة بل هو دلالة و أمارة على الفرقة لأنه لو لم يحدث عنه ما يقتضي الاحتشام لانبسط على عادته الأولى فالانقباض أمارة المباينة . هذا آخر ما دونه الرضي أبو الحسن رحمه الله من كلام أمير المؤمنين ع في نهج البلاغة قد أتينا على شرحه بمعونة الله تعالى . و نحن الآن ذاكرون ما لم يذكره الرضي مما نسبه قوم إليه فبعضه مشهور عنه و بعضه ليس بذلك المشهور لكنه قد روي عنه و عزي إليه و بعضه من كلام غيره من الحكماء و لكنه كالنظير لكلامه و المضارع لحكمته و لما كان ذلك متضمنا فنونا من الحكمة نافعة رأينا ألا نخلي هذا الكتاب عنه لأنه كالتكملة و التتمة لكتاب نهج البلاغة . [ 252 ] و ربما وقع في بعضه تكرار يسير شذ عن أذهاننا التنبه له لطول الكتاب و تباعد أطرافه و قد عددنا ذلك كلمة كلمة فوجدناه ألف كلمة . فإن اعترضنا معترض و قال فإذا كنتم قد أقررتم بأن بعضها ليس بكلام له فلما ذا ذكرتموه و هل ذلك إلا نوع من التطويل . أجبناه و قلنا لو كان هذا الاعتراض لازما لوجب ألا نذكر شيئا من الأشباه و النظائر لكلامه فالعذر هاهنا هو العذر هناك و هو أن الغرض بالكتاب الأدب و الحكمة فإذا وجدنا ما يناسب كلامه ع و ينصب في قالبه و يحتذي حذوه و يتقبل منهاجه ذكرناه على قاعدتنا في ذكر النظير عند الخوض في شرح نظيره . و هذا حين الشروع فيها خالية عن الشرح لجلائها و وضوحها و إن أكثرها قد سبقت نظائره و أمثاله و بالله التوفيق [ 253 ] الحكم المنسوبة [ 254 ] [ 255 ] الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 1 كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل أشهد أن السماوات و الأرض و ما بينهما آيات تدل عليك و شواهد تشهد بما إليه دعوت كل ما يؤدي عنك الحجة و يشهد لك بالربوبية موسوم بآثار نعمتك و معالم تدبيرك علوت بها عن خلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر و كفاها رجم الاحتجاج فهي مع معرفتها بك و ولهها إليك شاهدة بأنك لا تأخذك الأوهام و لا تدركك العقول و لا الأبصار أعوذ بك أن أشير بقلب أو لسان أو يد إلى غيرك لا إله إلا أنت واحدا أحدا فردا صمدا و نحن لك مسلمون 2 إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا و كفاني عزا أن أكون لك عبدا أنت كما أريد فاجعلني كما تريد 3 ما خاف امرؤ عدل في حكمه و أطعم من قوته و ذخر من دنياه لآخرته 4 أفضل على من شئت تكن أميره و استغن عمن شئت تكن نظيره و احتج إلى من شئت تكن أسيره 5 لو لا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها و في الآجل عظيم ثوابها بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السماوات و الأرض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها 6 من علامات المأمون على دين الله بعد الإقرار و العمل الحزم في أمره و الصدق في قوله و العدل في حكمه و الشفقة على رعيته لا تخرجه القدرة إلى خرق و لا اللين إلى ضعف و لا تمنعه العزة من كرم عفو و لا يدعوه العفو إلى [ 256 ] إضاعة حق و لا يدخله الإعطاء في سرف و لا يتخطى به القصد إلى بخل و لا تأخذه نعم الله ببطر 7 الفسق نجاسة في الهمة و كلب في الطبيعة 8 قلوب الجهال تستفزها الأطماع و ترتهن بالأماني و تتعلق بالخدائع و كثرة الصمت زمام اللسان و حسم الفطنة و إماطة الخاطر و عذاب الحس 9 عداوة الضعفاء للأقوياء و السفهاء للحلماء و الأشرار للأخيار طبع لا يستطاع تغييره 10 العقل في القلب و الرحمة في الكبد و التنفس في الرئة 11 إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه و بين شهوته و حجز بينه و بين قلبه و إذا أراد به شرا وكله إلى نفسه 12 الصبر مطية لا تكبو و القناعة سيف لا ينبو 13 رحم الله عبدا اتقى ربه و ناصح نفسه و قدم توبته و غلب شهوته فإن أجله مستور عنه و أمله خادع له و الشيطان موكل به 14 مر بمقبرة فقال السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة و المحال المقفرة من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع نزوركم عما قليل و نلحق بكم بعد زمان قصير اللهم اغفر لنا و لهم و تجاوز عنا و عنهم [ 257 ] الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء و أمواتا و الحمد لله الذي منها خلقنا و عليها ممشانا و فيها معاشنا و إليها يعيدنا طوبى لمن ذكر المعاد و قنع بالكفاف و أعد للحساب 15 إنكم مخلوقون اقتدارا و مربوبون اقتسارا و مضمنون أجداثا و كائنون رفاتا و مبعوثون أفرادا و مدينون حسابا فرحم الله امرأ اقترف فاعترف و وجل فعقل و حاذر فبادر و عمر فاعتبر و حذر فازدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اقتدى فاحتذى و تأهب للمعاد و استظهر بالزاد ليوم رحيله و وجه سبيله و لحال حاجته و موطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم على سلامة الأبدان و فسحة الأعمار فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم و أهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم و أهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء و اقتراب الفوت و مشارفة الانتقال و إشفاء الزوال و حفز الأنين و رشح الجبين و امتداد العرنين و علز القلق و قيظ الرمق و شدة المضض و غصص الجرض 16 ثلاث منجيات خشية الله في السر و العلانية و القصد في الفقر و الغنى و العدل في الغضب و الرضا [ 258 ] 17 إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامها فاجتنبوه 18 إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث صدقة جارية و علم كان علمه الناس فانتفعوا به و ولد صالح يدعو له 19 إذا فعلت كل شي‏ء فكن كمن لم يفعل شيئا 20 سأله رجل فقال بما ذا أسوء عدوي فقال بأن تكون على غاية الفضائل لأنه إن كان يسوءه أن يكون لك فرس فاره أو كلب صيود فهو لأن تذكر بالجميل و ينسب إليك أشد مساءة 21 إذا قذفت بشي‏ء فلا تتهاون به و إن كان كذبا بل تحرز من طرق القذف جهدك فإن القول و إن لم يثبت يوجب ريبة و شكا 22 عدم الأدب سبب كل شر 23 الجهل بالفضائل عدل الموت 24 ما أصعب على من استعبدته الشهوات أن يكون فاضلا 25 من لم يقهر حسده كان جسده قبرا لنفسه 26 احمد من يغلظ عليك و يعظك لا من يزكيك و يتملقك 27 اختر أن تكون مغلوبا و أنت منصف و لا تختر أن تكون غالبا و أنت ظالم 28 لا تهضمن محاسنك بالفخر و التكبر 29 لا تنفك المدنية من شر حتى يجتمع مع قوة السلطان قوة دينه و قوة حكمته [ 259 ] 30 إذا أردت أن تحمد فلا يظهر منك حرص على الحمد 31 من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال سقطت مروءته و ذهبت كرامته و أفضل إيمان العبد أن يعلم أن الله معه حيث كان 32 كن ورعا تكن من أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس و أحسن جوار من جاورك تكن مسلما و لا تكثرن الضحك فإن كثرته تميت القلب و أخرس لسانك و اجلس في بيتك و ابك على خطيئتك 33 إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه و لا يرد القدر إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر و لا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عما عمل فيما علم 34 في التجارب علم مستأنف و الاعتبار يفيدك الرشاد و كفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك و عليك لأخيك مثل الذي عليه لك 35 الغضب يثير كامن الحقد و من عرف الأيام لم يغفل الاستعداد و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول 36 اسكت و استر تسلم و ما أحسن العلم يزينه العمل و ما أحسن العمل يزينه الرفق 37 أكبر الفخر ألا تفخر 38 ما أصعب اكتساب الفضائل و أيسر إتلافها 39 لا تنازع جاهلا و لا تشايع مائقا و لا تعاد مسلطا 40 الموت راحة للشيخ الفاني من العمل و للشاب السقيم من السقم و للغلام [ 260 ] الناشئ من استقبال الكد و الجمع لغيره و لمن ركبه الدين لغرمائه و للمطلوب بالوتر و هو في جملة الأمر أمنية كل ملهوف مجهود 41 ما كنت كاتمه عدوك من سر فلا تطلعن عليه صديقك و اعرف قدرك يستعل أمرك و كفى ما مضى مخبرا عما بقي 42 لا تعدن عدة تحقرها قلة الثقة بنفسك و لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا 43 اتق العواقب عالما بأن للأعمال جزاء و أجرا و احذر تبعات الأمور بتقديم الحزم فيها 44 من استرشد غير العقل أخطأ منهاج الرأي و من أخطأته وجوه المطالب خذلته الحيل و من أخل بالصبر أخل به حسن العاقبة فإن الصبر قوة من قوى العقل و بقدر مواد العقل و قوتها يقوى الصبر 45 الخطأ في إعطاء من لا يبتغي و منع من يبتغي واحد 46 العشق مرض ليس فيه أجر و لا عوض 47 أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب و قائل كلمة الزور و من يمد بحبلها في الإثم سواء 48 الخصومة تمحق الدين 49 الجهاد ثلاثة جهاد باليد و جهاد باللسان و جهاد بالقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإن كان لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله [ 261 ] 50 ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه 51 الحاجة مسألة و الدعاء زيادة و الحمد شكر و الندم توبة 52 لن و احلم تنبل و لا تكن معجبا فتمقت و تمتهن 53 ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم و لا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة و الذنوب في اعتقاداتهم و أعمالهم 54 الفقر هو أصل حسن سياسة الناس و ذلك أنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس و بعضهم يساس و كان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا فقد تبين أن الفقر هو السبب الذي به يقوم حسن السياسة 55 لا تتكلم بين يدي أحد من الناس دون أن تسمع كلامه و تقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه فإن وجدت ما في نفسه أكثر فحينئذ ينبغي لك أن تروم زيادة الشي‏ء الذي به يفضل على ما عندك 56 إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس فليس ينبغي أن تستعمله فيما لم يخطر فيها 57 إذا كان الآباء هم السبب في الحياة فمعلمو الحكمة و الدين هم السبب في جودتها 58 و شكا إليه رجل تعذر الرزق فقال مه لا تجاهد الرزق جهاد المغالب و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة و الإجمال [ 262 ] في الطلب من العفة و ليست العفة دافعة رزقا و لا الحرص جالبا فضلا لأن الرزق مقسوم و في شدة الحرص اكتساب المآثم 59 إذا استغنيت عن شي‏ء فدعه و خذ ما أنت محتاج إليه 60 العمر أقصر من أن تعلم كل ما يحسن بك علمه فتعلم الأهم فالأهم 61 من رضي بما قسم له استراح قلبه و بدنه 62 أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه بطنه و فرجه 63 ليس في الحواس الظاهرة شي‏ء أشرف من العين فلا تعطوها سؤلها فيشغلكم عن ذكر الله 64 ارحموا ضعفاءكم فالرحمة لهم سبب رحمة الله لكم 65 إزالة الجبال أسهل من إزالة دولة قد أقبلت فاستعينوا بالله و اصبروا ف إِنَّ اَلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ 66 قال له عثمان في كلام تلاحيا فيه حتى جرى ذكر أبي بكر و عمر أبو بكر و عمر خير منك فقال أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما 67 أوثق سلم يتسلق عليه إلى الله تعالى أن يكون خيرا 68 ليس الموسر من كان يساره باقيا عنده زمانا يسيرا و كان يمكن أن يغتصبه غيره منه و لا يبقى بعد موته له لكن اليسار على الحقيقة هو الباقي دائما عند مالكه و لا يمكن أن يؤخذ منه و يبقى له بعد موته و ذلك هو الحكمة 69 الشرف اعتقاد المنن في أعناق الرجال [ 263 ] 70 يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء الإفراط في الأكل اتكالا على الصحة و تكلف حمل ما لا يطاق اتكالا على القوة و التفريط في العمل اتكالا على القدر 71 أحزم الناس من ملك جده هزله و قهر رأيه هواه و أعرب عن ضميره فعله و لم يخدعه رضاه عن حظه و لا غضبه عن كيده 72 من لم يصلح خلائقه لم ينفع الناس تأديبه 73 من اتبع هواه ضل و من حاد ساد و خمود الذكر أجمل من ذميم الذكر 74 لهب الشوق أخف محملا من مقاساة الملالة 75 بالرفق تنال الحاجة و بحسن التأني تسهل المطالب 76 عزيمة الصبر تطفئ نار الهوى و نفي العجب يؤمن به كيد الحساد 77 ما شي‏ء أحق بطول سجن من لسان 78 لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة 79 لكل شي‏ء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيل السراح 80 إياكم و الكسل فإنه من كسل لم يؤد لله حقا 81 احسبوا كلامكم من أعمالكم و أقلوه إلا في الخير 82 أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها 83 أكثروا ذكر الموت و يوم خروجكم من قبوركم و يوم وقوفكم بين يدي الله عز و جل يهن عليكم المصاب [ 264 ] 84 بحسب مجاهدة النفوس و ردها عن شهواتها و منعها عن مصافحة لذاتها و منع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات و العقوبات و الحازم من ملك هواه فكان بملكه له قاهرا و لما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجرا فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة و الأطماع الكاذبة و الأماني المتلاشية و كما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا و خيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات و انطوت على قبيح الإرادات رأت الآراء الكاذبة فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا و به نستعين على إرشاد نفوسنا فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء 85 لا تؤاخين الفاجر فإنه يزين لك فعله و يود لو أنك مثله و يحسن لك أقبح خصاله و مدخله و مخرجه من عندك شين و عار و نقص و لا الأحمق فإنه يجهد لك نفسه و لا ينفعك و ربما أراد أن ينفعك فضرك سكوته خير لك من نطقه و بعده خير لك من قربه و موته خير لك من حياته و لا الكذاب فإنه لا ينفعك معه شي‏ء ينقل حديثك و ينقل الحديث إليك حتى إنه ليحدث بالصدق فلا يصدق 86 ما استقصى كريم قط قال تعالى في وصف نبيه عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ 87 رب كلمة يخترعها حليم مخافة ما هو شر منها و كفى بالحلم ناصرا 88 من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا و لا عن النار مهربا من عرف الله فأطاعه و عرف الشيطان فعصاه و عرف الحق فاتبعه و عرف الباطل فاتقاه و عرف الدنيا فرفضها و عرف الآخرة فطلبها [ 265 ] 89 من استحيا من الناس و لم يستحي من نفسه فليس لنفسه عند نفسه قدر 90 غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه 91 البلاغة النصر بالحجة و المعرفة بمواضع الفرصة و من البصر بالحجة أن تدع الإفصاح بها إلى الكناية عنها إذا كان الإفصاح أوعر طريقة و كانت الكناية أبلغ في الدرك و أحق بالظفر 92 إياك و الشهوات و ليكن مما تستعين به على كفها علمك بأنها ملهية لعقلك مهجنة لرأيك شائنة لغرضك شاغلة لك عن معاظم أمورك مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك إنما الشهوات لعب فإذا حضر اللعب غاب الجد و لن يقام الدين و تصلح الدنيا إلا بالجد فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو و اللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلى شر منزع و أرادت بك أفضح الفضوح فغالبها مغالبة ذلك و امتنع منها امتناع ذلك و ليكن مرجعك منها إلى الحق فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل و مهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلى الخطإ فلا تداهنن هواك في اليسير فيطمع منك في الكثير و ليس شي‏ء مما أوتيت فاضلا عما يصلحك و ليس لعمرك و إن طال فضل عما ينوبك من الحق اللازم لك و لا بمالك و إن كثر فضل عما يجب عليك فيه و لا بقوتك و إن تمت فضل عن أداء حق الله عليك و لا برأيك و إن حزم فضل عما لا تعذر بالخطإ فيه فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمرا في غير نفع أو تضيع لك مالا في غير حق أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة أو تعدل لك رأيا في غير رشد [ 266 ] فالحفظ الحفظ لما أوتيت فإن بك إلى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة و عليك بما أضعته منه أشد الرزية و لا سيما العمر الذي كل منفذ سواه مستخلف و كل ذاهب بعده مرتجع فإن كنت شاغلا نفسك بلذة فلتكن لذتك في محادثة العلماء و درس كتبهم فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا و إكبابك على ذلك و نظرك فيه بالغه منك غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة و خلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغي و خامة العاقبة و قديما قيل أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه في رشده فإذا كان هواه في غير رشده فقد شقي بما أدرك منه و قديما قيل عود نفسك الجميل فباعتيادك إياه يعود لذيذا 93 وكل ثلاث بثلاث الرزق بالحمق و الحرمان بالعقل و البلاء بالمنطق ليعلم ابن آدم أن ليس له من الأمر شي‏ء 94 ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك عبدك و زوجتك و ابنك و قد روينا هذه الكلمة لعمر فيما تقدم 95 للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة و طعامهم تهمة و غنيمتهم غلول لا يعرفون المساجد إلا هجرا و لا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرون لا يألفون و لا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار [ 267 ] 96 الحسد حزن لازم و عقل هائم و نفس دائم و النعمة على المحسود نعمة و هي على الحاسد نقمة 97 يا حملة العلم أ تحملونه فإنما العلم لمن علم ثم عمل و وافق عمله علمه و سيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم و يخالف عملهم علمهم يقعدون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله سبحانه 98 تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا تعلموا العلم و لو لغير الله فإنه سيصير لله العلم ذكر لا يحبه إلا ذكر من الرجال 99 ليس شي‏ء أحسن من عقل زانه علم و من علم زانه حلم و من حلم زانه صدق و من صدق زانه رفق و من رفق زانه تقوى إن ملإك العقل و مكارم الأخلاق صون العرض و الجزاء بالفرض و الأخذ بالفضل و الوفاء بالعهد و الإنجاز للوعد و من حاول أمرا بالمعصية كان أقرب إلى ما يخاف و أبعد مما يرجو 100 إذا جرت المقادير بالمكاره سبقت الآفة إلى العقل فحيرته و أطلقت الألسن بما فيه تلف الأنفس 101 لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم 102 لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم 103 لا تطلب سرعة العمل و اطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل إنما يسألون عن جودة صنعته 104 ليس كل ذي عين يبصر و لا كل ذي أذن يسمع فتصدقوا على أولي العقول الزمنة و الألباب الحائرة بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم ثم تلا إِنَّ اَلَّذِينَ [ 268 ] يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ وَ اَلْهُدى‏ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي اَلْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ . . . اَللاَّعِنُونَ 105 من أتت عليه الأربعون من السنين قيل له خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور و ليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين فإن طالبهما واحد و ليس عن الطلب براقد و هو الموت فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك زخرف القول 106 سئل عن القدر فقال أقصر أم أطيل قيل بل تقصر فقال جل الله أن يريد الفحشاء و عز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء 107 من علم أنه يفارق الأحباب و يسكن التراب و يواجه الحساب و يستغني عما ترك و يفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل و طول العمل 108 المؤمن لا تختله كثرة المصائب و تواتر النوائب عن التسليم لربه و الرضا بقضائه كالحمامة التي تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه 109 ما مات من أحيا علما و لا افتقر من ملك فهما 110 العلم صبغ النفس و ليس يفوق صبغ الشي‏ء حتى ينظف من كل دنس 111 اعلم أن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك و ثوابه و جزاؤه قد سقطا عنك 112 إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة و إحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة [ 269 ] 113 الأشرار يتتبعون مساوئ الناس و يتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة 114 موت الرؤساء أسهل من رئاسة السفلة 115 ينبغي لمن ولي أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته و إلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود 116 إذا قوي الوالي في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير و الشر 117 ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب و الأناة فيما يرتئيه من رأي و تعجيل مكافأة المحسن بالإحسان فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو و في تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية و في الأناة انفساح الرأي و حمد العاقبة و وضوح الصواب 118 من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال و لا يعنته في الجواب و لا يلح عليه إذا كسل و لا يفشي له سرا و لا يغتاب عنده أحدا و لا يطلب عثرته فإذا زل تأنيت أوبته و قبلت معذرته و أن تعظمه و توقره ما حفظ أمر الله و عظمه و ألا تجلس أمامه و إن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها و لا تضجرن من صحبته فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة و خصه بالتحية و احفظ شاهده و غائبة و ليكن ذلك كله لله عز و جل فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه و طالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع [ 270 ] 119 وصول معدم خير من جاف مكثر و من أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده 120 لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا و لكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم و صح ورعهم و كمل يقينهم ففاقوا غيرهم بالحظوة و رفيع المنزلة 121 ما من عبد إلا و معه ملك يقيه ما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلاه و إياه 122 إن الله سبحانه أدب نبيه ص بقوله خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجاهِلِينَ فلما علم أنه قد تأدب قال له وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال وَ ما آتاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 123 كنت أنا و العباس و عمر نتذاكر المعروف فقلت أنا خير المعروف ستره و قال العباس خيره تصغيره و قال عمر خيره تعجيله فخرج علينا رسول الله فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال خيره أن يكون هذا كله فيه 124 العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم 125 إذا خبث الزمان كسدت الفضائل و ضرت و نفقت الرذائل و نفعت و كان خوف الموسر أشد من خوف المعسر 126 انظر إلى المتنصح إليك فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل [ 271 ] نصيحته و تحرز منه و إن دخل من حيث العدل و الصلاح فاقبلها منه 127 أعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها و يخاف شماتتهم به فيضبط نعمته و يتحرز من زوالها بغاية طوقه 128 المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم و مساويه من أعدائه فيهم 129 انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين 130 موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطإ من العلماء 131 ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب 132 كفر النعمة لؤم و صحبة الجاهل شؤم 133 عاديت من ماريت 134 لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب 135 خير المقال ما صدقه الفعال 136 إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى 137 من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى 138 دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما 139 الدنيا طواحة طراحة فضاحة آسية جراحة 140 الدنيا جمة المصائب مرة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب 141 المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب [ 272 ] 142 من كسل لم يؤد حقا 143 كثرة الجدال تورث الشك 144 خير القلوب أوعاها 145 الحياء لباس سابغ و حجاب مانع و ستر من المساوئ واق و حليف للدين و موجب للمحبة و عين كالئة تذود عن الفساد و تنهى عن الفحشاء و العجلة في الأمور مكسبة للمذلة و زمام للندامة و سلب للمروءة و شين للحجى و دليل على ضعف العقيدة 146 إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه 147 لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شرا و أنت لا تعلم 148 موت الصالح راحة لنفسه و موت الطالح راحة للناس 149 ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء 150 إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به فتعذر نفسه في الإساءة إليك و تشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك 151 إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره فإنك تقف من مشورته على عدله و جوره و خيره و شره 152 يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك 153 زمان الجائر من السلاطين و الولاة أقصر من زمان العادل لأن الجائر مفسد و العادل مصلح و إفساد الشي‏ء أشرع من إصلاحه [ 273 ] 154 إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه و لا تركب مثل مركوبه و لا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه 155 لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك و لا الجهال فيستثقلوك و لكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول و فهم يفهم عنك ما تقول و يكتم عليك ما يسمع فإن لعلمك عليك حقا كما أن عليك في مالك حقا بذله لمستحقه و منعه عن غير مستحقه 156 اليقين فوق الإيمان و الصبر فوق اليقين و من أفرط رجاؤه غلبت الأماني على قلبه و استعبدته 157 إياك و صاحب السوء فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره و يقبح أثره 158 يا ابن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده 159 من أخطأه سهم المنية قيده الهرم 160 من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها 161 العاقل من اتهم رأيه و لم يثق بما سولته له نفسه 162 من سامح نفسه فيما يحب أتعبها فيما لا يحب 163 كفى ما مضى مخبرا عما بقي و كفى عبرا لذوي الألباب ما جربوا 164 أمر لا تدري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك [ 274 ] 165 ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة 166 إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك فانظر فيما بطن من مساوئك و لتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك 167 من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك 168 إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذي يوهم الناس أنه سمين فيظن الناس ذلك فيه و هو يستر ما يلقى من الألم التابع للورم 169 إذا قويت نفس الإنسان انقطع إلى الرأي و إذ ضعفت انقطع إلى البخت 170 الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل و إلى الخسيس تغريه بالمنع 171 خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس و يتهمون المخبر بها و يأثرون الفضائل و يتعصبون لأهلها و يستعرضون مآثر الرؤساء و إفضالهم عليهم و يطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها و حسن الرعاية لها 172 لكل شي‏ء قوت و أنتم قوت الهوام و من مشى على ظهر الأرض فإن مصيره إلى بطنها 173 من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم إخوانه [ 275 ] 174 و من دعائه اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك لا إله إلا أنت جاءت بالحق من عندك 175 أصابت الدنيا من أمنها و أصاب الدنيا من حذرها 176 و وقف على قوم أصيبوا بمصيبة فقال إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم و إن تصبروا فحق الله أديتم 177 مكارم الأخلاق عشر خصال السخاء و الحياء و الصدق و أداء الأمانة و التواضع و الغيرة و الشجاعة و الحلم و الصبر و الشكر 178 من أداء الأمانة المكافأة على الصنيعة لأنها كالوديعة عندك 179 الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة و الحركة في الإضرار عسرة بطيئة و الشرير بالضد من ذلك 180 البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الإحسان 181 مثل الإنسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف يسخن بطيئا و تبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان 182 ثلاثة يرحمون عاقل يجري عليه حكم جاهل و ضعيف في يد ظالم قوي و كريم قوم احتاج إلى لئيم 183 من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر إن سلم بجسمه من الغرق لم يسلم بقلبه من الفرق [ 276 ] 184 لا تقبلن في استعمال عمالك و أمرائك شفاعة إلا شفاعة الكفاية و الأمانة 185 إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة لأنه باستشارتك قد خرج من عدواتك و دخل في مودتك 186 العدل صورة واحدة و الجور صور كثيرة و لهذا سهل ارتكاب الجور و صعب تحري العدل و هما يشبهان الإصابة في الرماية و الخطأ فيها و إن الإصابة تحتاج إلى ارتياض و تعهد و الخطأ لا يحتاج إلى شي‏ء من ذلك 187 لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث ذنب يغفر أو خير يعجل أو شر يؤجل 188 لا ينتصف ثلاثة من ثلاثة بر من فاجر و عاقل من جاهل و كريم من لئيم 189 أشرف الملوك من لم يخالطه البطر و لم يحل عن الحق و أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيرا و خير الأصدقاء من لم يكن على إخوانه مستصعبا و خير الأخلاق أعونها على التقى و الورع 190 أربع القليل منهن كثير النار و العداوة و المرض و الفقر 191 أربعة من الشقاء جار السوء و ولد السوء و امرأة السوء و المنزل الضيق 192 أربعة تدعو إلى الجنة كتمان المصيبة و كتمان الصدقة و بر الوالدين و الإكثار من قول لا إله إلا الله [ 277 ] 193 لا تصحب الجاهل فإن فيه خصالا فاعرفوه بها يغضب من غير غضب و يتكلم في غير نفع و يعطي في غير موضع الإعطاء و لا يعرف صديقه من عدوه و يفشي سره إلى كل أحد 194 إياك و مواقف الاعتذار فرب عذر أثبت الحجة على صاحبه و إن كان بريئا 195 الصراط ميدان يكثر فيه العثار فالسالم ناج و العاثر هالك 196 لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل 197 إن لله عبادا في الأرض كأنما رأوا أهل الجنة في جنتهم و أهل النار في نارهم اليقين و أنواره لامعة على وجوههم قلوبهم محزونة و شرورهم مأمونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة صبروا أياما قليلة لراحة طويلة أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله سبحانه بأدعيتهم قد حلا في أفواههم و حلا في قلوبهم طعم مناجاته و لذيذ الخلوة به قد أقسم الله على نفسه بجلال عزته ليورثنهم المقام الأعلى في مقعد صدق عنده و أما نهارهم فحلماء علماء بررة أتقياء كالقداح ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى و ما بالقوم من مرض أو يقول قد خولطوا و لعمري لقد خالطهم أمر عظيم جليل 198 عاتبه عثمان فأكثر و هو ساكت فقال ما لك لا تقول قال إن قلت لم أقل إلا ما تكره و ليس لك عندي إلا ما تحب 199 بليت في حرب الجمل بأشد الخلق شجاعة و أكثر الخلق ثروة و بذلا و أعظم الخلق في الخلق طاعة و أوفى الخلق كيدا و تكثرا بليت بالزبير لم يرد وجهه قط [ 278 ] و بيعلى بن منية يحمل المال على الإبل الكثيرة و يعطي كل رجل ثلاثين دينارا و فرسا على أن يقاتلني و بعائشة ما قالت قط بيدها هكذا إلا و اتبعها الناس و بطلحة لا يدرك غوره و لا يطال مكره 200 بعث عثمان بن حنيف إلى طلحة و الزبير فعاد فقال يا أمير المؤمنين جئتك بالخيبة فقال كلا أصبت خيرا و أجرت ثم قال إن من العجب انقيادهما لأبي بكر و عمر و خلافهما علي أما و الله إنهما ليعلمان أني لست بدون واحد منهما اللهم عليك بهما 201 الرزق مقسوم و الأيام دول و الناس شرع سواء آدم أبوهم و حواء أمهم 202 قوت الأجسام الغذاء و قوت العقول الحكمة فمتى فقد واحد منهما قوته بار و اضمحل 203 الصبر على مشقة العباد يترقى بك إلى شرف الفوز الأكبر 204 الروح حياة البدن و العقل حياة الروح 205 حقيق بالإنسان أن يخشى الله بالغيب و يحرس نفسه من العيب و يزداد خيرا مع الشيب 206 أفضل الولاة من بقي بالعدل ذكره و استمده من يأتي بعده 207 قدم العدل على البطش تظفر بالمحبة و لا تستعمل الفعل حيث ينجع القول [ 279 ] 208 البخيل يسخو من عرضه بمقدار ما يبخل به من ماله و السخي يبخل من عرضه بمقدار ما يسخو به من ماله 209 فضل العقل على الهوى لأن العقل يملكك الزمان و الهوى يستعبدك للزمان 210 كل ما حملت عليه الحر احتمله و رآه زيادة في شرفه إلا ما حطه جزءا من حريته فإنه يأباه و لا يجيب إليه 211 إذا منعك اللئيم البر مع إعظامه حقك كان أحسن من بذل السخي لك إياه مع الاستخفاف بك 212 الملك كالنهر العظيم تستمد منه الجداول فإن كان عذبا عذبت و إن كان ملحا ملحت 213 الفرق بين السخاء و التبذير أن السخي يسمح بما يعرف مقداره و مقدار الرغبة فيه إليه و يضعه بحيث يحسن وضعه و تزكو عارفته و المبذر يسمح بما لا يوازن به رغبة الراغب و لا حق القاصد و لا مقدار ما أولى و يستفزه لذلك خطرة من خطراته و التصدي لإطراء مطر له بينهما بون بعيد 214 لا تلاج الغضبان فإنك تقلقه باللجاج و لا ترده إلى الصواب 215 لا تفرح بسقطة غيرك فإنك لا تدري ما تتصرف الأيام بك 216 قليل العلم إذا وقر في القلب كالطل يصيب الأرض المطمئنة فتعشب 217 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب و طعمها [ 280 ] طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر و مثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها 218 المؤمن إذا نظر اعتبر و إذا سكت تفكر و إذا تكلم ذكر و إذا استغنى شكر و إذا أصابته شدة صبر فهو قريب الرضا بعيد السخط يرضيه عن الله اليسير و لا يسخطه البلاء الكثير قوته لا تبلغ به و نيته تبلغ مغموسة في الخير يده ينوي كثيرا من الخير و يعمل بطائفة منه و يتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا أصابه شدة شكا فهو قريب السخط بعيد الرضا يسخطه على الله اليسير و لا يرضيه الكثير قوته تبلغ و نيته لا تبلغ مغموسة في الشر يده ينوي كثيرا من الشر و يعمل بطائفة منه فيتلهف على ما فاته من الشر كيف لم يأمر به و كيف لم يعمل به على لسان المؤمن نور يسطع و على لسان المنافق شيطان ينطق 219 سوء الظن يدوي القلوب و يتهم المأمون و يوحش المستأنس و يغير مودة الإخوان 220 إذا لم يكن في الدنيا إلا محتاج فأغنى الناس أقنعهم بما رزق 221 قيل له إن درعك صدر لا ظهر لها إنا نخاف أن تؤتى من قبل ظهرك فقال إذا وليت فلا واءلت 222 أشد الأشياء الإنسان لأن أشدها فيما يرى الجبل و الحديد [ 281 ] ينحت الجبل و النار تأكل الحديد و الماء يطفي النار و السحاب يحمل الماء و الريح يفرق السحاب و الإنسان يتقي من الريح 223 إنما الناس في نفس معدود و أمل ممدود و أجل محدود فلا بد للأجل أن يتناهى و للنفس أن يحصى و للأمل إن ينقضي ثم قرأ وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ 224 اللهم لا تجعل الدنيا لي سجنا و لا فراقها علي حزنا أعوذ بك من دنيا تحرمني الآخرة و من أمل يحرمني العمل و من حياة تحرمني خير الممات 225 تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم رائحة الذنوب 226 للنكبات غايات تنتهي إليها و دواؤها الصبر عليها و ترك الحيلة في إزالتها فإن الحيلة في إزالتها قبل انقضاء مدتها سبب لزيادتها 227 لا يرضى عنك الحاسد حتى يموت أحدكما 228 لا يكون الرجل سيد قومه حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس 229 كتب إلى عامل له اعمل بالحق ليوم لا يقضى فيه إلا بالحق 230 نظر إلى رجل يغتاب آخر عند ابنه الحسن فقال يا بني نزه سمعك عنه فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك 231 احذروا الكلام في مجالس الخوف فإن الخوف يذهل العقل الذي منه نستمد و يشغله بحراسة النفس عن حراسة المذهب الذي نروم نصرته و احذر الغضب ممن يحملك عليه فإنه مميت للخواطر مانع من التثبت و احذر من تبغضه فإن بغضك له يدعوك إلى الضجر به و قليل الغضب كثير في أذى النفس و العقل و الضجر مضيق [ 282 ] للصدر مضعف لقوى العقل و احذر المحافل التي لا إنصاف لأهلها في التسوية بينك و بين خصمك في الإقبال و الاستماع و لا أدب لهم يمنعهم من جور الحكم لك و عليك و احذر حين تظهر العصبية لخصمك بالاعتراض عليك و تشييد قوله و حجته فإن ذلك يهيج العصبية و الاعتراض على هذا الوجه يخلق الكلام و يذهب بهجة المعاني و احذر كلام من لا يفهم عنك فإنه يضجرك و احذر استصغار الخصم فإنه يمنع من التحفظ و رب صغير غلب كبير 232 لا تقبل الرئاسة على أهل مدينتك فإنهم لا يستقيمون لك إلا بما تخرج به من شرط الرئيس الفاضل 233 لا تهزأ بخطإ غيرك فإن المنطق لا يملكه و أقلل من الخطإ الذي أنت فيه بقدر الصبر و اجعل العقل و الحق إماميك تنل البغية بهما 234 الرأي يريك غاية الأمر مبدأه 235 الخير من الناس من قدر على أن يصرف نفسه كما يشاء و يدفعها عن الشرور و الشرير من لم يكن كذلك 236 السلطان الفاضل هو الذي يحرس الفضائل و يجود بها لمن دونه و يرعاها من خاصته و عامته حتى تكثر في أيامه و يتحسن بها من لم تكن فيه 237 للكريم رباطان أحدهما الرعاية لصديقه و ذوي الحرمة به و الآخر الوفاء لمن ألزمه الفضل ما يجب له عليه 238 إذا تحركت صورة الشر و لم تظهر ولدت الفزع فإذا ظهرت ولدت الألم و إذا تحركت صورة الخير و لم تظهر ولدت الفرج فإذا ظهرت ولدت اللذة [ 283 ] 239 الفرق بين الاقتصاد و البخل أن الاقتصاد تمسك الإنسان بما في يده خوفا على حريته و جاهه من المسألة فهو يضع الشي‏ء موضعه و يصبر عما لا تدعو ضرورة إليه و يصل صغير بره بعظيم بشره و لا يستكثر من المودات خوفا من فرط الإجحاف به و البخيل لا يكافئ على ما يسدى إليه و يمنع أيضا اليسير من استحق الكثير و يصبر لصغير ما يجري عليه على كثير من الذلة 240 لا تحتقرن صغيرا يمكن أن يكبر و لا قليلا يمكن أن يكثر 241 ما زلت مظلوما منذ قبض الله نبيه حتى يوم الناس هذا و لقد كنت أظلم قبل ظهور الإسلام و لقد كان أخي عقيل يذنب أخي جعفر فيضربني 242 لو كسرت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تزهر تلك القضايا إلى الله عز و جل و تقول يا رب إن عليا قضى بين خلقك بقضائك 243 مر بدار بالكوفة في مراد تبنى فوقعت منها شظية على صلعته فأدمتها فقال ما يومي من مراد بواحد اللهم لا ترفعها قالوا فو الله لقد رأينا تلك الدار بين الدور كالشاة الجماء بين الغنم ذوات القرون 244 أقتل الأشياء لعدوك ألا تعرفه أنك اتخذته عدوا 245 الخيرة في ترك الطيرة 246 قيل له في بعض الحروب إن جالت الخيل أين نطلبك قال حيث تركتموني 247 شفيع المذنب إقراره و توبته اعتذاره [ 284 ] 248 قصم ظهري رجلان جاهل متنسك و عالم متهتك 249 أ لا أخبركم بذات نفسي أما الحسن ففتى من الفتيان و صاحب جفنة و خوان و لو التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب غناء عصفور و أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو و ظل باطل و أما أنا و الحسين فنحن منكم و أنتم منا 250 قال في المنبرية صار ثمنها تسعا على البديهة و هذا من العجائب 251 جاء الأشعث إليه و هو على المنبر فجعل يتخطى رقاب الناس حتى قرب منه ثم قال يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك يعني العجم فركض المنبر برجله حتى قال صعصعة بن صوحان ما لنا و للأشعث ليقولن أمير المؤمنين ع اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر فقال ع من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار و يهجر قوما للذكر أ فتأمرونني أن أطردهم ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا 252 كان إذا رأى ابن ملجم يقول أريد حياته البيت فيقال له فاقتله فيقول كيف أقتل قاتلي 253 إلهي ما قدر ذنوب أقابل بها كرمك و ما قدر عبادة أقابل بها نعمك و إني لأرجو أن تستغرق ذنوبي في كرمك كما استغرقت أعمالي في نعمك [ 285 ] 254 إذا غضب الكريم فألن له الكلام و إذا غضب اللئيم فخذ له العصا 255 غضب العاقل في فعله و غضب الجاهل في قوله 256 رأى رجلا يحدث منكر الحديث فقال يا هذا أنصف أذنيك من فمك فإنما جعل الأذنان اثنتين و الفم واحدا لتسمع أكثر مما تقول 257 إياك و كثرة الاعتذار فإن الكذب كثيرا ما يخالط المعاذير 258 اشكر لمن أنعم عليك و أنعم على من شكرك 259 سل مسألة الحمقى و احفظ حفظ الأكياس 260 مروا الأحداث بالمراء و الجدال و الكهول بالفكر و الشيوخ بالصمت 261 عود نفسك الصبر على جليس السوء فليس يكاد يخطئك 262 يا بني إن الشر تاركك إن تركته 263 لا تطلبوا الحاجة إلى ثلاثة إلى الكذوب فإنه يقربها و إن كانت بعيدة و لا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و لا إلى رجل له إلى صاحب الحاجة حاجة فإنه يجعل حاجتك وقاية لحاجته 264 إياك و صدر المجلس فإنه مجلس قلعة 265 احذروا صولة الكريم إذا جاع و صولة اللئيم إذا شبع 266 سرك دمك فلا تجرينه إلا في أوداجك 267 و سئل عن الفرق بين الغم و الخوف فقال الخوف مجاهدة الأمر المخوف قبل وقوعه و الغم ما يلحق الإنسان من وقوعه [ 286 ] 268 المعروف كنز فانظر عند من تودعه 269 إذا أرسلت لبعر فلا تأت بتمر فيؤكل تمرك و تعنف على خلافك 270 إذا وقع في يدك يوم السرور فلا تخله فإنك إذا وقعت في يد يوم الغم لم يخلك 271 إذا أردت أن تصادق رجلا فانظر من عدوه 272 الانقباض من الناس مكسبة للعداوة و الانبساط مجلبة لقرين السوء فكن بين المنقبض و المسترسل فإن خير الأمور أوساطها 273 إنا عبد الله و أخو رسول الله لا يقولها بعدي إلا كذاب 274 أخذ رسول الله ص بيدي فهزها و قال ما أول نعمة أنعم الله بها عليك قلت أن خلقني حيا و أقدرني و أكمل حواسي و مشاعري و قواي قال ثم ما ذا قلت أن جعلني ذكرا و لم يجعلني أنثى قال و الثالثة قلت أن هداني للإسلام قال و الرابعة قلت وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللَّهِ لا تُحْصُوها 275 اللهم إني أسألك إخبات المخبتين و إخلاص الموقنين و مرافقة الأبرار و العزيمة في كل بر و السلامة من كل إثم و الفوز بالجنة و النجاة من النار 276 لما ضربه ابن ملجم و أوصى ابنيه بما أوصاهما قال لابن الحنفية هل فهمت ما أوصيت به أخويك قال نعم قال فإني أوصيك بمثله و بتوقير أخويك و اتباع أمرهما و ألا تبرم أمرا دونهما ثم قال لهما أوصيكما به فإنه شقيقكما و ابن أبيكما و قد علمتما أن أباكما كان يحبه فأحباه 277 أما هذا الأعور يعني الأشعث فإن الله لم يرفع شرفا إلا حسده و لا أظهر فضلا إلا عابه و هو يمني نفسه و يخدعها يخاف و يرجو فهو بينهما لا يثق [ 287 ] بواحد منهما و قد من الله عليه بأن جعله جبانا و لو كان شجاعا لقتله الحق و أما هذا الأكثف عند الجاهلية يعني جرير بن عبد الله البجلي فهو يرى كل أحد دونه و يستصغر كل أحد و يحتقره قد ملئ نارا و هو مع ذلك يطلب رئاسة و يروم إمارة و هذا الأعور يغويه و يطغيه إن حدثه كذبه و إن قام دونه نكص عنه فهما كالشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بري‏ء منك إني أخاف الله رب العالمين 278 بلوغ أعلى المنازل بغير استحقاق من أكبر أسباب الهلكة 279 الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب و إذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان 280 الكرم حسن الفطنة و اللؤم سوء التغافل 281 أسوأ الناس حالا من اتسعت معرفته و بعدت همته و ضاقت قدرته 282 أمران لا ينفكان من الكذب كثرة المواعيد و شدة الاعتذار 283 عادة النوكى الجلوس فوق القدر و المجي‏ء في غير الوقت 284 العافية الملك الخفي 285 سوء حمل الغنى يورث مقتا و سوء حمل الفاقة يضع شرفا 286 لا ينبغي لأحد أن يدع الحزم لظفر ناله عاجز و لا يسامح نفسه في التفريط لنكبة دخلت على حازم 287 ليس من حسن التوكل أن يقال العاشر عثرة ثم يركبها ثانية [ 288 ] 288 سوء القالة في الإنسان إذا كان كذبا نظير الموت لفساد دنياه فإن كان صدقا فأشد من الموت لفساد آخرته 289 ترضى الكرام بالكلام و تصاد اللئام بالمال و تستصلح السفلة بالهوان 290 لا يزال المرء مستمرا ما لم يعثره فإذا عثر مرة لج به العثار و لو كان في جدد 291 المتواضع كالوهدة يجتمع فيها قطرها و قطر غيرها و المتكبر كالربوة لا يقر عليها قطرها و لا قطر غيرها 292 لا يصبر على الحرب و يصدق في اللقاء إلا ثلاثة مستبصر في دين أو غيران على حرمة أو ممتعض من ذل 293 مجاوزتك ما يكفيك فقر لا منتهى له 294 قيل له أي الأمور أعجل عقوبة و أسرع لصاحبها صرعة فقال ظلم من لا ناصر له إلا الله و مجازاة النعم بالتقصير و استطالة الغني على الفقير 295 الجماع للمحن جماع و للخيرات مناع حياء يرتفع و عورات تجتمع أشبه شي‏ء بالجنون و لذلك حجب عن العيون نتيجته ولد فتون إن عاش كد و إن مات هد 296 ما شي‏ء أهون من ورع و إذا رابك أمر فدعه 297 إذا أتى علي يوم لا ازداد فيه عملا يقربني إلى الله فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم 298 أشرف الأشياء العلم و الله تعالى عالم يحب كل عالم [ 289 ] 299 ليت شعري أي شي‏ء أدرك من فاته العلم بل أي شي‏ء فات من أدرك العلم 300 لا يسود الرجل حتى لا يبالي في أي ثوبيه ظهر 301 سمع رجلا يدعو لصاحبه فقال لا أراك الله مكروها فقال إنما دعوت له بالموت لأن من عاش في الدنيا لا بد أن يرى المكروه 302 من صفة العاقل ألا يتحدث بما يستطاع تكذيبه فيه 303 السعيد من وعظ بغيره و الشقي من اتعظ به غيره 304 ذو الهمة و إن حط نفسه يأبى إلا علوا كالشعلة من النار يخفيها صاحبها و تأبى إلا ارتفاعا 305 الدين غل الله في أرضه إذا أراد أن يذل عبدا جعله في عنقه 306 العاقل إذا تكلم بكلمة أتبعها حكمة و مثلا و الأحمق إذا تكلم بكلمة أتبعها حلفا 307 الحركة لقاح الجد العظيم 308 ثلاثة لا يستحي من الختم عليها المال لنفي التهمة و الجوهر لنفاسته و الدواء للاحتياط من العدو 309 إذا أيسرت فكل الرجال رجالك و إذا أعسرت أنكرك أهلك 310 من الحكمة جعل المال في أيدي الجهال فإنه لو خص به العقلاء لمات [ 290 ] الجهال جوعا و لكنه جعل في أيدي الجهال ثم استنزلهم عنه العقلاء بلطفهم و فطنتهم 311 ما رد أحد أحدا عن حاجة إلا و تبين العز في قفاه و الذل في وجهه 312 ابتداء الصنيعة نافلة و ربها فريضة 313 الحاسد المبطن للحسد كالنحل يمج الدواء و يبطن الداء 314 الحاسد يرى زوال نعمتك نعمة عليه 315 التواضع إحدى مصايد الشرف 316 تواضع الرجل في مرتبته ذب للشماتة عنه عند سقطته 317 رب صلف أدى إلى تلف 318 سوء الخلق يعدي و ذاك أنه يدعو صاحبك إلى أن يقابلك بمثله 319 المروءة التامة مباينة العامة 320 أسوأ ما في الكريم أن يمنعك نداه و أحسن ما في اللئيم أن يكف عنك أذاه 321 السفلة إذا تعلموا تكبروا و إذا تمولوا استطالوا و العلية إذا تعلموا تواضعوا و إذا افتقروا صالوا 322 ثلاث لا يستصلح فسادهن بحيلة أصلا العداوة بين الأقارب و تحاسد الأكفاء و ركاكة الملوك 323 السخي شجاع القلب و البخيل شجاع الوجه [ 291 ] 324 العزلة توفر العرض و تستر الفاقة و ترفع ثقل المكافأة 325 ما احتنك أحد قط إلا أحب الخلوة و العزلة 326 خير الناس من لم تجربه 327 الكريم لا يلين على قسر و لا يقسو على يسر 328 المرأة إذا أحبتك آذتك و إذا أبغضتك خانتك و ربما قتلتك فحبها أذى و بغضها داء بلا دواء 329 المرأة تكتم الحب أربعين سنة و لا تكتم البغض ساعة واحدة 330 الممتحن كالمختنق كلما ازداد اضطرابا ازداد اختناقا 331 كل ما لا ينتقل بانتقالك من مالك فهو كفيل بك 332 أجل ما ينزل من السماء التوفيق و أجل ما يصعد من الأرض الإخلاص 333 اثنان يهون عليهما كل شي‏ء عالم عرف العواقب و جاهل يجهل ما هو فيه 334 شر من الموت ما إذا نزل تمنيت بنزوله الموت و خير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت لفقده الحياة 335 ما وضع أحد يده في طعام أحد إلا ذل له 336 المرأة كالنعل يلبسها الرجل إذا شاء لا إذا شاءت 337 أبصر الناس لعوار الناس المعور 338 العجب ممن يخاف عقوبة السلطان و هي منقطعة و لا يخاف عقوبة الديان و هي دائمة [ 292 ] 339 من عرف نفسه فقد عرف ربه 340 من عجز عن معرفة نفسه فهو عن معرفة خالقه أعجز 341 لو تكاشفتم لما تدافنتم 342 شيطان كل إنسان نفسه 343 إن لم تعلم من أين جئت لم تعلم إلى أين تذهب 344 غاية كل متعمق في معرفة الخالق سبحانه الاعتراف بالقصور عن إدراكها 345 الكمال في خمس ألا يعيب الرجل أحدا بعيب فيه مثله حتى يصلح ذلك العيب من نفسه فإنه لا يفرغ من إصلاح عيب من عيوبه حتى يهجم على آخر فتشغله عيوبه عن عيوب الناس و ألا يطلق لسانه و يده حتى يعلم أ في طاعة ذلك أم في معصية و ألا يلتمس من الناس إلا ما يعطيهم من نفسه مثله و أن يسلم من الناس باستشعار مداراتهم و توفيتهم حقوقهم و أن ينفق الفضل من ماله و يمسك الفضل من قوله 346 صديق البخيل من لم يجربه 347 من الخيط الضعيف يفتل الحبل الحصيف و من مقدحة صغيرة تحترق مدينة كبيرة و من لبنة لبنة تبنى قرية حصينة 348 محب الدراهم معذور و إن أدنته من الدنيا لأنها صانته عن أبناء الدنيا [ 293 ] 349 عجبا لمن قيل فيه الخير و ليس فيه كيف يفرح و عجبا لمن قيل فيه الشر و ليس فيه كيف يغضب 350 ثلاث موبقات الكبر فإنه حط إبليس عن مرتبته و الحرص فإنه أخرج آدم من الجنة و الحسد فإنه دعا ابن آدم إلى قتل أخيه 351 الفطام عن الحطام شديد 352 إذا أقبلت الدنيا أقبلت على حمار قطوف و إذا أدبرت أدبرت على البراق 353 أصاب متأمل أو كاد و أخطأ مستعجل أو كاد 354 ستة لا تخطئهم الكآبة فقير حديث عهد بغنى و مكثر يخاف على ماله و طالب مرتبة فوق قدره و الحسود و الحقود و مخالط أهل الأدب و ليس بأديب 355 طلبت الراحة لنفسي فلم أجد شيئا أروح من ترك ما لا يعنيني و توحشت في القفر البلقع فلم أر وحشة أشد من قرين السوء و شهدت الزحوف و لقيت الأقران فلم أر قرنا أغلب من المرأة و نظرت إلى كل ما يذل العزيز و يكسره فلم أر شيئا أذل له و لا أكسر من الفاقة 356 أول رأي العاقل آخر رأي الجاهل 357 المسترشد موقى و المحترس ملقى 358 الحر عبد ما طمع و العبد حر ما قنع [ 294 ] 359 ما أحسن حسن الظن إلا أن فيه العجز و ما أقبح سوء الظن إلا أن فيه الحزم 360 ما الحيلة فيما أعنى إلا الكف عنه و لا الرأي فيما ينال إلا اليأس منه 361 الأحمق إذا حدث ذهل و إذا حدث عجل و إذا حمل على القبيح فعل 362 إثبات الحجة على الجاهل سهل و لكن إقراره بها صعب 363 كما تعرف أواني الفخار بامتحانها بأصواتها فيعلم الصحيح منها من المكسور كذلك يمتحن الإنسان بمنطقه فيعرف ما عنده 364 احتمال الفقر أحسن من احتمال الذل لأن الصبر على الفقر قناعة و الصبر على الذل ضراعة 365 الدنيا حمقاء لا تميل إلا إلى أشباهها 366 السفر ميزان الأخلاق 367 العقل ملك و الخصال رعيته فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها 368 الكذاب يخيف نفسه و هو آمن 369 لو لا ثلاث لم يسلل سيف سلك أدق من سلك و وجه أصبح من وجه و لقمة أسوغ من لقمة 370 قد يحسن الامتنان بالنعمة و ذلك عند كفرانها و لو لا أن بني إسرائيل [ 295 ] كفروا النعمة لما قال الله لهم اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ اَلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ 371 إذا تناهى الغم انقطع الدمع 372 إذا ولي صديقك ولاية فأصبته على العشر من صداقته فليس بصاحب سوء 373 أعجب الأشياء بديهة أمن وردت في مقام خوف 374 الحرص محرمة و الجبن مقتلة و إلا فانظر فيمن رأيت و سمعت أ من قتل في الحرب مقبلا أكثر أم من قتل مدبرا و انظر أ من يطلب بالإجمال و التكرم أحق أن تسخو نفسك له أم من يطلب بالشره و الحرص 375 إذا كان العقل تسعة أجزاء احتاج إلى جزء من جهل ليقدم به صاحبه على الأمور فإن العاقل أبدا متوان مترقب متخوف 376 عمل الرجل بما يعلم أنه خطأ هوى و الهوى آفة العفاف و ترك العمل بما يعلم أنه صواب تهاون و التهاون آفة الدين و إقدامه على ما لا يدري أ صواب هو أم خطأ لجاج و اللجاج آفة العقل 377 ضعف العقل أمان من الغم 378 لا ينبغي للعاقل أن يمدح امرأة حتى تموت و لا طعاما حتى يستمرئه و لا صديقا حتى يستقرضه و ليس من حسن الجوار ترك الأذى و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى 379 لا يتأدب العبد بالكلام إذا وثق بأنه لا يضرب 380 الفرق بين المؤمن و الكافر الصلاة فمن تركها و ادعى الإيمان كذبه فعله و كان عليه شاهد من نفسه [ 296 ] 381 من خاف الله خافه كل شي‏ء 382 من النقص أن يكون شفيعك شيئا خارجا عن ذاتك و صفاتك 383 و يلي على العبد اللئيم عبد بني ربيعة نزع به عرق الشرك العبشمي إلى مساءتي و تذكر دم الوليد و عتبة و شيبة أولى له و الله ليريني في موقف يسوءه ثم لا يجد هناك فلانا و فلانا يعني سالما مولى حذيفة 384 أنا قاتل الأقران و مجدل الشجعان أنا الذي فقأت عين الشرك و ثللت عرشه غير ممتن على الله بجهادي و لا مدل إليه بطاعتي و لكن أحدث بنعمة ربي 385 الصوم عبادة بين العبد و خالقه لا يطلع عليها غيره و كذلك لا يجازي عنها غيره 386 طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن لا يعرف الناس و لا يعرفه الناس طوبى لمن كان حيا كميت و موجودا كمعدوم قد كفى جاره خيره و شره لا يسأل عن الناس و لا يسأل الناس عنه 387 ما السيف الصارم في كف الشجاع بأعز له من الصدق 388 لا يكن فقرك كفرا و غناك طغيانا 389 ثمرة القناعة الراحة و ثمرة التواضع المحبة 390 الكريم يلين إذا استعطف و اللئيم يقسو إذا لوطف 391 أنكى لعدوك ألا تريه أنك اتخذته عدوا 392 عذابان لا يأبه الناس لهما السفر البعيد و البناء الكثير [ 297 ] 393 ثلاثة يؤثرون المال على أنفسهم تاجر البحر و صاحب السلطان و المرتشي في الحكم 394 أعجز الناس من قصر في طلب الصديق و أعجز منه من وجده فضيعه 395 أشد المشاق وعد كذاب لحريص 396 العادات قاهرات فمن اعتاد شيئا في سره و خلوته فضحه في جهره و علانيته 397 الأخ البار مغيض الأسرار 398 عدم المعرفة بالكتابة زمانة خفية 399 قديم الحرمة و حديث التوبة يمحقان ما بينهما من الإساءة 400 ركوب الخيل عز و ركوب البراذين لذة و ركوب البغال مهرمة و ركوب الحمير مذلة 401 العقل يظهر بالمعاملة و شيم الرجال تعرف بالولاية 402 قال له قائل علمني الحلم فقال هو الذل فاصطبر عليه إن استطعت 403 قلتم إن فلانا أفاد مالا عظيما فهل أفاد أياما ينفقه فيها 404 عيادة النوكى أشد على المريض من وجعه 405 المريض يعاد و الصحيح يزار 406 الشي‏ء الذي لا يحسن أن يقال و إن كان حقا مدح الإنسان نفسه [ 298 ] 407 الشي‏ء الذي لا يستغنى عنه بحال من الأحوال التوفيق 408 أوسع ما يكون الكريم مغفرة إذا ضاقت بالذنب المعذرة 409 ستر ما عاينت أحسن من إشاعة ما ظننت 410 التكبر على المتكبرين هو التواضع بعينه 411 إذا رفعت أحدا فوق قدره فتوقع منه أن يحط منك بقدر ما رفعت منه 412 إساءة المحسن أن يمنعك جدواه و إحسان المسي‏ء أن يكف عنك أذاه 413 اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم أضمروا لرسولك ص ضروبا من الشر و الغدر فعجزوا عنها و حلت بينهم و بينها فكانت الوجبة بي و الدائرة علي اللهم احفظ حسنا و حسينا و لا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم و أنت على كل شي‏ء شهيد 414 قال له قائل يا أمير المؤمنين أ رأيت لو كان رسول الله ص ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم و آنس منه الرشد أ كانت العرب تسلم إليه أمرها قال لا بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت إن العرب كرهت أمر محمد ص و حسدته على ما آتاه الله من فضله و استطالت أيامه حتى قذفت زوجته و نفرت به ناقته مع عظيم إحسانه إليها و جسيم مننه عندها و أجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته و لو لا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة و سلما إلى العز و الإمرة لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا [ 299 ] و لارتدت في حافرتها و عاد قارحها جذعا و بازلها بكرا ثم فتح الله عليها الفتوح فأثرت بعد الفاقة و تمولت بعد الجهد و المخمصة فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا و ثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا و قالت لو لا أنه حق لما كان كذا ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها و حسن تدبير الأمراء القائمين بها فتأكد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرين فكنا نحن ممن خمل ذكره و خبت ناره و انقطع صوته وصيته حتى أكل الدهر علينا و شرب و مضت السنون و الأحقاب بما فيها و مات كثير ممن يعرف و نشأ كثير ممن لا يعرف و ما عسى أن يكون الولد لو كان إن رسول الله ص لم يقربني بما تعلمونه من القرب للنسب و اللحمة بل للجهاد و النصيحة أ فتراه لو كان له ولد هل كان يفعل ما فعلت و كذاك لم يكن يقرب ما قربت ثم لم يكن عند قريش و العرب سببا للحظوة و المنزلة بل للحرمان و الجفوة اللهم إنك تعلم أني لم أرد الإمرة و لا علو الملك و الرئاسة و إنما أردت القيام بحدودك و الأداء لشرعك و وضع الأمور في مواضعها و توفير الحقوق على أهلها و المضي على منهاج نبيك و إرشاد الضال إلى أنوار هدايتك 415 البر ما سكنت إليه نفسك و اطمأن إليه قلبك و الإثم ما جال في نفسك و تردد في صدرك 416 الزكاة نقص في الصورة و زيادة في المعنى 417 ليس الصوم الإمساك عن المأكل و المشرب الصوم الإمساك عن كل ما يكرهه الله سبحانه [ 300 ] 418 إذا كان الراعي ذئبا فالشاة من يحفظها 419 كل شي‏ء يعصيك إذا أغضبته إلا الدنيا فإنها تطيعك إذا أغضبتها 420 رب مغبوط بنعمة هي داؤه و مرحوم من سقم هو شفاؤه 421 إذا أراد الله أن يسلط على عبد عدوا لا يرحمه سلط عليه حاسدا 422 شرب الدواء للجسد كالصابون للثوب ينقيه و لكن يخلقه 423 الحسد خلق دنئ و من دناءته أنه موكل بالأقرب فالأقرب 424 لو كان أحد مكتفيا من العلم لاكتفى نبي الله موسى و قد سمعتم قوله هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‏ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً 425 أستغفر الله مما أملك و أستصلحه فيما لا أملك 426 إذا قعدت و أنت صغير حيث تحب قعدت و أنت كبير حيث تكره 427 الولد العاق كالإصبع الزائدة إن تركت شانت و إن قطعت آلمت 428 خرج العز و الغنى يجولان فلقيا القناعة فاستقرا 429 الصديق نسيب الروح و الأخ نسيب الجسم 430 جزية المؤمن كراء منزله و عذابه سوء خلق زوجته 431 الوعد وجه و الإنجاز محاسنه 432 أنعم الناس عيشا من عاش في عيشه غيره 433 لا تشاتمن أحدا و لا تردن سائلا إما هو كريم تسد خلته أو لئيم تشتري عرضك منه [ 301 ] 434 النمام سهم قاتل 435 ثلاثة أشياء لا دوام لها المال في يد المبذر و سحابة الصيف و غضب العاشق 436 الزاهد في الدينار و الدرهم أعز من الدينار و الدرهم 437 رب حرب أحييت بلفظة و رب ود غرس بلحظة 438 إذا تزوج الرجل فقد ركب البحر فإن ولد له فقد كسر به 439 صلاح كل ذي نعمة في خلاف ما فسد عليه 440 أنعم الناس عيشة من تحلى بالعفاف و رضي بالكفاف و تجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف 441 التواضع نعمة لا يفطن لها الحاسد 442 ينبغي للعاقل أن يمنع معروفه الجاهل و اللئيم و السفيه أما الجاهل فلا يعرف المعروف و لا يشكر عليه و أما اللئيم فأرض سبخة لا تنبت و أما السفيه فيقول إنما أعطاني فرقا من لساني 443 خير العيش ما لا يطغيك و لا يلهيك 444 ما ضرب الله العباد بسوط أوجع من الفقر 445 إذا أراد الله أن يزيل عن عبد نعمة كان أول ما يغير منه عقله 446 خير الدنيا و الآخرة في خصلتين الغنى و التقى و شر الدنيا و الآخرة في خصلتين الفقر و الفجور 447 ثمانية إذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم الآتي طعاما لم يدع إليه [ 302 ] و المتأمر على رب البيت في بيته و طالب المعروف من غير أهله و الداخل بين اثنين لم يدخلاه و المستخف بالسلطان و الجالس مجلسا ليس له بأهل و المقبل بحديثه على من لا يسمعه و من جرب المجرب 448 أنفس الأعلاق عقل قرن إليه حظ 449 اللطافة في الحاجة أجدى من الوسيلة 450 احتمال نخوة الشرف أشد من احتمال بطر الغنى و ذلة الفقر مانعة من الصبر كما أن عز الغنى مانع من كرم الإنصاف إلا لمن كان في غريزته فضل قوة و أعراق تنازعه إلى بعد الهمة 451 أبعد الناس سفرا من كان في طلب صديق يرضاه 452 استشارة الأعداء من باب الخذلان 453 الجاهل يعرف بست خصال الغضب من غير شي‏ء و الكلام في غير نفع و العطية في غير موضعها و ألا يعرف صديقه من عدوه و إفشاء السر و الثقة بكل أحد 454 سوء العادة كمين لا يؤمن 455 العادة طبيعة ثانية غالبة 456 التجني وافد القطيعة 457 صديقك من نهاك و عدوك من أغراك 458 يا عجبا من غفلة الحساد عن سلامة الأجساد 459 من سعادة المرء أن يطول عمره و يرى في أعدائه ما يسره 460 الضغائن تورث كما تورث الأموال [ 303 ] 461 رب عزيز أذله خرقه و ذليل أعزه خلقه 462 لا يصلح اللئيم لأحد و لا يستقيم إلا من فرق أو حاجة فإذا استغنى أو ذهب خوفه عاد إليه جوهره 463 ثلاثة في المجلس و ليسوا فيه الحاقن و الضيق الخف و السيئ الظن بأهله 464 و سئل ما أبقى الأشياء في نفوس الناس فقال أما في أنفس العلماء فالندامة على الذنوب و أما في نفوس السفهاء فالحقد 465 إذا انقضى ملك قوم خيبوا في آرائهم 466 الضعيف المحترس من العدو القوي أقرب إلى السلامة من القوي المغتر بالعدو الضعيف 467 الحزن سوء استكانة و الغضب لؤم قدرة 468 كل ما يؤكل ينتن و كل ما يوهب يأرج 469 الطرش في الكرام و الهوج في الطوال و الكيس في القصار و النبل في الربعة و حسن الخلق في الحول و الكبر في العور و البهت في العميان و الذكاء في الخرس 470 ألأم الناس من سعى بإنسان ضعيف إلى سلطان جائر 471 أعسر الحيل تصوير الباطل في صورة الحق عند العاقل المميز 472 الغدر ذل حاضر و الغيبة لؤم باطن 473 القلب الفارغ يبحث عن السوء و اليد الفارغة تنازع إلى الإثم 474 لا كثير مع إسراف و لا قليل مع احتراف و لا ذنب مع اعتراف [ 304 ] 475 المتعبد على غير فقه كحمار الرحى يدور و لا يبرح 476 المحروم من طال نصبه و كان لغيره مكسبه 477 في الاعتبار غنى عن الاختبار 478 غيظ البخيل على الجواد أعجب من بخله 479 أذل الناس معتذر إلى اللئيم 480 أشجع الناس أثبتهم عقلا في بداهة الخوف 481 المعتذر منتصر و المعاتب مغاضب 482 المروءة بلا مال كالأسد الذي يهاب و لم يفترس و كالسيف الذي يخاف و هو مغمد و المال بلا مروءة كالكلب الذي يجتنب عقرا و لم يعقر 483 عليكم بالأدب فإن كنتم ملوكا برزتم و إن كنتم وسطا فقتم و إن أعوزتكم المعيشة عشتم بأدبكم 484 الملوك حكام على الناس و العلماء حكام على الملوك 485 لا ينبغي للعاقل أن يكون إلا في إحدى منزلتين أما في الغاية القصوى من مطالب الدنيا و أما في الغاية القصوى من الترك لها 486 من أفضل أعمال البر الجود في العسر و الصدق في الغضب و العفو عند القدرة 487 إن الله أنعم على العباد بقدر قدرته و كلفهم من الشكر بقدر قدرتهم 488 العيش في ثلاث صديق لا يعد عليك في أيام صداقتك ما يرضى به أيام عداوتك و زوجة تسرك إذا دخلت عليها و تحفظ غيبك إذا غبت عنها و غلام يأتي على ما في نفسك كأنه قد علم ما تريد [ 305 ] 489 تحتاج القرابة إلى مودة و لا تحتاج المودة إلى قرابة 490 الصابر على مخالطة الأشرار و صحبتهم كراكب البحر إن سلم ببدنه من التلف لم يسلم بقلبه من الحذر 491 لأخيك عليك إذا حزبه أمر أن تشير عليه بالرأي ما أطاعك و تبذل له النصر إذا عصاك 492 الغيبة ربيع اللئام 493 أطول الناس نصبا الحريص إذا طمع و الحقود إذا منع 494 الشريف دون حقه يقتل و يعطي نافلة فوق الحق عليه 495 اجعل عمرك كنفقة دفعت إليك فكما لا تحب أن يذهب ما تنفق ضياعا فلا تذهب عمرك ضياعا 496 من أظهر شكرك فيما لم تأت إليه فاحذر أن يكفرك فيما أسديت إليه 497 لا تستعن في حاجتك بمن هو للمطلوب إليه أنصح منه لك 498 لا يؤمننك من شر جاهل قرابة و لا جوار فإن أخوف ما تكون لحريق النار أقرب ما تكون إليها 499 كن في الحرص على تفقد عيوبك كعدوك 500 عليك بسوء الظن فإن أصاب فالحزم و إلا فالسلامة 501 رضا الناس غاية لا تدرك فتحر الخير بجهدك و لا تبال بسخط من يرضيه الباطل [ 306 ] 502 لا تماكس في البيع و الشراء فما يضيع من عرضك أكثر مما تنال من عرضك 503 الدين رق فلا تبذل رقك لمن لا يعرف حقك 504 احذر كل الحذر أن يخدعك الشيطان فيمثل لك التواني في صورة التوكل و يورثك الهوينى بالإحالة على القدر فإن الله أمر بالتوكل عند انقطاع الحيل و بالتسليم للقضاء بعد الإعذار فقال خُذُوا حِذْرَكُمْ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى اَلتَّهْلُكَةِ و قال النبي ص اعقلها و توكل 505 لا تصحب في السفر غنيا فإنك إن ساويته في الإنفاق أضر بك و إن تفضل عليك استذلك 506 إذا سألت كريما حاجة فدعه يفكر فإنه لا يفكر إلا في خير و إذا سألت لئيما حاجة فغافصه فإنه إذا فكر عاد إلى طبعه 507 ما أقبح بالصبيح الوجه أن يكون جاهلا كدار حسنة البناء و ساكنها شر و كجنة يعمرها بوم أو صرمة يحرسها ذئب 508 قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة و قد أمكنه أن يكون إنسانا و قد أمكنه أن يكون ملكا و أن يرضى لنفسه بقنية معارة و حياة مستردة و له أن يتخذ قنية مخلدة و حياة مؤبدة 509 الذي يستحق اسم السعادة على الحقيقة سعادة الآخرة و هي أربعة أنواع بقاء بلا فناء و علم بلا جهل و قدرة بلا عجز و غنى بلا فقر [ 307 ] 510 ما خاب من استخار 511 الدين قد كشف عن غطاء قلبه يرى مطلوبه قد طبق الخافقين فلا يقع بصره على شي‏ء إلا رآه فيه 512 من غرس النخل أكل الرطب و من غرس الصفصاف و العليق عدم ثمرته و ذهبت ضياعا خدمته 513 إذا أردت العلم و الخير فانفض عن يدك أداة الجهل و الشر فإن الصائغ لا يتهيأ له الصياغة إلا إذا ألقى أداة الفلاحة عن يده 514 الصبر مفتاح الفرج 515 غاية كل متعمق في علمنا أن يجهل 516 ستعرف الحال على حقيقتها و لكن حيث لا تستطيع أن تذاكر أحدا بها 517 السعادة التامة بالعلم و السعادة الناقصة بالزهد و العبادة من غير علم و لا زهادة تعب الجسد 518 الآمال مطايا و ربما حسرت و نقبت أخفافها 519 حب الرئاسة شاغل عن حب الله سبحانه 520 يا أبا عبيدة طال عليك العهد فنسيت أم نافست فأنسيت لقد سمعتها و وعيتها فهلا رعيتها 521 قال لما سمعت خطبة عمر بالمدينة التي شرح فيها قصة السقيفة معذرة و رب الكعبة و لكن بعد ما ذا هيهات علقت معالقها و صر الجندب 522 أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه [ 308 ] غيره و أضرم نارا كان لهبها عليه و ضوءها لأعدائه 523 ما لنا و لقريش يخضمون الدنيا باسمنا و يطئون على رقابنا فيا لله و للعجب من اسم جليل لمسمى ذليل 524 الخير كله في السيف و ما قام هذا الدين إلا بالسيف أ تعلمون ما معنى قوله تعالى وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ هذا هو السيف 525 لم يفت من لم يمت 526 من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء فإنه لو غص بغيره لأساغ الماء غصته 527 من ضن بعرضه فليدع المراء 528 من أيقظ فتنة فهو آكلها 529 من أثرى كرم على أهله و من أملق هان على ولده 530 من أمل أحدا هابه و من جهل شيئا عابه 531 أسوأ الناس حالا من لا يثق بأحد لسوء ظنه و لا يثق به أحد لسوء أثره 532 أحب الناس إليك من كثرت أياديه عندك فإن لم يكن فمن كثرت أياديك عنده 533 من طال صمته اجتلب من الهيبة ما ينفعه و من الوحشة ما لا يضره 534 من زاد عقله نقص حظه و ما جعل الله لأحد عقلا وافرا إلا احتسب به عليه من رزقه 535 من عمل بالعدل فيمن دونه رزق العدل ممن فوقه [ 309 ] 536 من طلب عزا بظلم و باطل أورثه الله ذلا بإنصاف و حق 537 من وطئته الأعين وطئته الأرجل 538 ينادي مناد يوم القيامة من كان له أجر على الله فليقم فيقوم العافون عن الناس ثم تلا فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اَللَّهِ 539 اصحب الناس بأي خلق شئت يصحبوك بمثله 540 كأنك بالدنيا لم تكن و كأنك بالآخرة لم تزل 541 قال لمريض أبل من مرضه إن الله ذكرك فاذكره و أقالك فاشكره 542 الدار دار من لا دار له و بها يفرح من لا عقل له فأنزلوها منزلتها 543 لا تستصغرن أمر عدوك إذا حاربته فإنك إن ظفرت به لم تحمد و إن ظفر بك لم تعذر و الضعيف المحترس من العدو القوي أقرب إلى السلامة من القوي المغتر بالضعيف 544 لا تصحب من تحتاج إلى أن تكتمه ما يعرف الله منك 545 لا تسأل غير الله فإنه إن أعطاك أغناك 546 الصاحب كالرقعة في الثوب فاتخذه مشاكلا 547 إياك و كثرة الإخوان فإنه لا يؤذيك إلا من يعرفك 548 دع اليمين لله إجلالا و للناس إجمالا 549 العادات قاهرات فمن اعتاد شيئا في سره فضحه في علانيته 550 إذا كان لك صديق و لم تحمد إخاءه و مودته فلا تظهر ذلك للناس فإنما هو بمنزلة السيف الكليل في منزل الرجل يرهب به عدوه و لا يعلم العدو أ صارم هو أم كليل [ 310 ] 551 دع الذنوب قبل أن تدعك 552 إذا نزل بك مكروه فانظر فإن كان لك حيلة فلا تعجز و إن لم يكن فيه حيلة فلا تجزع 553 تعلموا العلم فإنه زين للغني و عون للفقير و لست أقول إنه يطلب به و لكن يدعوه إلى القناعة 554 لا ترضين قول أحد حتى ترضى فعله و لا ترض فعله حتى ترضى عقله و لا ترض عقله حتى ترضى حياءه فإن الإنسان مطبوع على كرم و لؤم فإن قوي الحياء عنده قوي الكرم و إن ضعف الحياء قوي اللؤم 555 تعلموا العلم و إن لم تنالوا به حظا فلأن يذم الزمان لكم أحسن من أن يذم بكم 556 اجعل سرك إلى واحد و مشورتك إلى ألف 557 إن الله خلق النساء من عي و عورة فداووا عيهن بالسكوت و استروا العورة بالبيوت 558 لا تعدن عدة لا تثق من نفسك بإنجازها و لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا و اعلم أن للأعمال جزاء فاتق العواقب و أن للأمور بغتات فكن على حذر 559 لا تجاهد الطلب جهاد المغالب و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة و الإجمال في الطلب من العفة و ليست العفة برافعة رزقا و لا الحرص بجالب فضلا 560 من لم تستقم له نفسه فلا يلومن من لم يستقم له [ 311 ] 561 من رجي الرزق لديه صرفت أعناق الرجال إليه 562 من انتجعك مؤملا فقد أسلفك حسن الظن 563 إذا شئت أن تطاع فاسأل ما يستطاع 564 من أعذر كمن أنجح 565 من كانت الدنيا همه كثر في القيامة غمه 566 من أجمل في الطلب أتاه رزقه من حيث لا يحتسب 567 من ركب العجلة لم يأمن الكبوة 568 من لم يثق لم يوثق به 569 من أفاده الدهر أفاد منه 570 من أكثر ذكر الضغائن اكتسب العداوة 571 من لم يحمد صاحبه على حسن النية لم يحمده على حسن الصنيعة 572 تأمل ما تتحدث به فإنما تملي على كاتبيك صحيفة يوصلانها إلى ربك فانظر على من تملي و إلى من تكتب 573 أقم الرغبة إليك مقام الحرمة بك و عظم نفسك عن التعظم و تطول و لا تتطاول 574 عاملوا الأحرار بالكرامة المحضة و الأوساط بالرغبة و الرهبة و السفلة بالهوان 575 كن للعدو المكاتم أشد حذرا منك للعدو المبارز 576 احفظ شيئك ممن تستحيي أن تسأله عن مثل ذلك الشي‏ء إذا ضاع لك [ 312 ] 577 إذا كنت في مجلس و لم تكن المحدث و لا المحدث فقم 578 لا تستصغرن حدثا من قريش و لا صغيرا من الكتاب و لا صعلوكا من الفرسان و لا تصادقن ذميا و لا خصيا و لا مؤنثا فلا ثبات لموداتهم 579 لا تدخل في مشورتك بخيلا فيقصر بفعلك و لا جبانا فيخوفك ما لا تخاف و لا حريصا فيعدك ما لا يرجى فإن الجبن و البخل و الحرص طبيعة واحدة يجمعها سوء الظن بالله تعالى 580 لا تكن ممن تغلبه نفسه على ما يظن و لا يغلبها على ما يستيقن 581 أعص هواك و النساء و افعل ما بدا لك 582 ما كنت كاتمه من عدوك فلا تظهر عليه صديقك 583 كل من الطعام ما تشتهي و البس من الثياب ما يشتهي الناس 584 و لتكن دارك أول ما يبتاع و آخر ما يباع 585 من كان في يده شي‏ء من رزق الله سبحانه فليصلحه فإنكم في زمان إذا احتاج المرء فيه إلى الناس كان أول ما يبذله لهم دينه 586 ابذل لصديقك مالك و لمعرفتك رفدك و محضرك و للعامة بشرك و تحننك و لعدوك عدلك و إنصافك و اضنن بدينك و عرضك عن كل أحد 587 جالس العقلاء أعداء كانوا أو أصدقاء فإن العقل يقع على العقل 588 كن في الحرب بحيلتك أوثق منك بشدتك و بحذرك أفرح منك بنجدتك فإن الحرب حرب المتهور و غنيمة المتحذر 589 النعم وحشية فقيدوها بالمعروف [ 313 ] 590 إذا أخطأتك الصنيعة إلى من يتقي الله فاصنعها إلى من يتقي العار 591 لا تشتغل بالرزق المضمون عن العمل المفروض 592 إذا أكرمك الناس لمال أو سلطان فلا يعجبنك ذاك فإن زوال الكرامة بزوالهما و لكن ليعجبك إن أكرمك الناس لدين أو أدب 593 ينبغي لمن لم يكرم وجهه عن مسألتك أن تكرم وجهك عن رده 594 إياك و مشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن و عزمهن إلى وهن و اكفف من أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك من الارتياب و ليس خروجهن بأشد عليك من دخول من لا تثق به عليهن و إن استطعت ألا يعرفن غيرك فافعل و لا تمكن امرأة من الأمر ما جاوز نفسها فإن ذلك أنعم لبالها و أرخى لحالها و إنما المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة فلا تعد بكرامتها نفسها و لا تعطها أن تشفع لغيرها و لا تطل الخلوة معهن فيملنك و تملهن و استبق من نفسك بقية فإن إمساكك عنهن و هن يردنك ذلك باقتدار خير من أن يهجمن منك على انكسار و إياك و التغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم 595 إذا أردت أن تختم على كتاب فأعد النظر فيه فإنما تختم على عقلك 596 إن يوما أسكر الكبار و شيب الصغار لشديد 597 كم من مبرد له الماء و الحميم يغلى له 598 الصلاة صابون الخطايا 599 إن امرأ عرف حقيقة الأمر و زهد فيه لأحمق و إن امرأ جهل حقيقة الأمر مع وضوحه لجاهل [ 314 ] 600 إذا قال أحدكم و الله فلينظر ما يضيف إليها 601 رأيك لا يتسع لكل شي‏ء ففرغه للمهم من أمورك و مالك لا يغني الناس كلهم فاخصص به أهل الحق و كرامتك لا تطيق بذلها في العامة فتوخ بها أهل الفضل و ليلك و نهارك لا يستوعبان حوائجك فأحسن القسمة بين عملك و دعتك 602 أحي المعروف بإماتته 603 اصحبوا من يذكر إحسانكم إليه و ينسى أياديه عندكم 604 جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم 605 إذا رغبت في المكارم فاجتنب المحارم 606 لا تثقن كل الثقة بأخيك فإن سرعة الاسترسال لا تقال 607 انتقم من الحرص بالقناعة كما تنتقم من العدو بالقصاص 608 إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر 609 من لم ينشط لحديثك فارفع عنه مؤنة الاستماع منك 610 الزمان ذو ألوان و من يصحب الزمان ير الهوان 611 لا تزهدن في معروف فإن الدهر ذو صروف كم من راغب أصبح مرغوبا إليه و متبوع أمسى تابعا 612 إن غلبت يوما على المال فلا تغلبن على الحيلة على كل حال 613 كن أحسن ما تكون في الظاهر حالا أقل ما تكون في الباطن مالا 614 لا تكونن المحدث من لا يسمع منه و الداخل في سر اثنين لم يدخلاه [ 315 ] فيه و لا الآتي وليمة لم يدع إليها و لا الجالس في مجلس لا يستحقه و لا طالب الفضل من أيدي اللئام و لا المتحمق في الدالة و لا المتعرض للخير من عند العدو 615 اطبع الطين ما دام رطبا و اغرس العود ما دام لدنا 616 خف الله حتى كأنك لم تطعه و ارج الله حتى كأنك لم تعصه 617 لا تبلغ في سلامك على الإخوان حد النفاق و لا تقصرهم عن درجة الاستحقاق 618 انصح لكل مستشير و لا تستشير إلا الناصح اللبيب 619 ما أقبح بك أن ينادي غدا يا أهل خطيئة كذا فتقوم معهم ثم ينادي ثانيا يا أهل خطيئة كذا فتقوم معهم ما أراك يا مسكين إلا تقوم مع أهل كل خطيئة 620 ما أصاب أحد ذنبا ليلا إلا أصبح و عليه مذلته 621 الاستغفار يحت الذنوب حت الورق ثم تلا قوله تعالى وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اَللَّهَ يَجِدِ اَللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً 622 أيها المستكثر من الذنوب إن أباك أخرج من الجنة بذنب واحد 623 إذا عصى الرب من يعرفه سلط عليه من لا يعرفه 624 لقاء أهل الخير عمارة القلوب 625 أنا من رسول الله ص كالعضد من المنكب و كالذراع [ 316 ] من العضد و كالكف من الذراع رباني صغيرا و آخاني كبيرا و لقد علمتم أني كان لي منه مجلس سر لا يطلع عليه غيري و أنه أوصى إلي دون أصحابه و أهل بيته و لأقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة فقال أفعل ثم قام فصلى فلما رفع يده للدعاء استمعت عليه فإذا هو قائل اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي فقلت يا رسول الله ما هذا فقال أ واحد أكرم منك عليه فأستشفع به إليه 626 و الله ما قلعت باب خيبر و دكدكت حصن يهود بقوة جسمانية بل بقوة إلهية 627 يا ابن عوف كيف رأيت صنيعك مع عثمان رب واثق خجل و من لم يتوخ بعمله وجه الله عاد مادحه من الناس له ذاما 628 لو رأيت ما في ميزانك لختمت على لسانك 629 ليس الحلم ما كان حال الرضا بل الحلم ما كان حال الغضب 630 ليس شي‏ء أقطع لظهر إبليس من قول لا إله إلا الله كلمة التقوى 631 لا تحملوا ذنوبكم و خطاياكم على الله و تذروا أنفسكم و الشيطان 632 إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة من الدجال أئمة مضلون و هم رؤساء أهل البدع 633 إذا زللت فارجع و إذا ندمت فاقلع و إذا أسأت فاندم و إذا مننت فاكتم و إذا منعت فأجمل و من يسلف المعروف يكن ربحه الحمد [ 317 ] 634 استشر عدوك تجربة لتعلم مقدار عداوته 635 لا تطلبن من نفسك العام ما وعدتك عاما أول 636 أطول الناس عمرا من كثر علمه فتأدب به من بعده أو كثر معروفه فشرف به عقبه 637 استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه 638 لا دين لمن لا نية له و لا مال لمن لا تدبير له و لا عيش لمن لا رفق له 639 من اشتغل بتفقد اللفظة و طلب السجعة نسي الحجة 640 الدنيا مطية المؤمن عليها يرتحل إلى ربه فأصلحوا مطاياكم تبلغكم إلى ربكم 641 من رأى أنه مسي‏ء فهو محسن و من رأى أنه محسن فهو مسي‏ء 642 سيئة تسوءك خير من حسنة تعجبك 643 اطلبوا الحاجات بعزة الأنفس فإن بيد الله قضاءها 644 عذب حسادك بالإحسان إليهم 645 إظهار الفاقة من خمول الهمة 646 يا عالم قد قام عليك حجة العلم فاستيقظ من رقدتك 647 الرفق يفل حد المخالفة 648 أرجح الناس عقلا و أكملهم فضلا من صحب أيامه بالموادعة و إخوانه بالمسالمة و قبل من الزمان عفوه [ 318 ] 649 الوجوه إذا كثر تقابلها اعتصر بعضها ماء بعض 650 أداء الأمانة مفتاح الرزق 651 حصن علمك من العجب و وقارك من الكبر و عطاءك من السرف و صرامتك من العجلة و عقوبتك من الإفراط و عفوك من تعطيل الحدود و صمتك من العي و استماعك من سوء الفهم و استئناسك من البذاء و خلواتك من الإضاعة و غراماتك من اللجاجة و روغانك من الاستسلام و حذراتك من الجبن 652 لا تجد للموتور المحقود أمانا من أذاه أوثق من البعد عنه و الاحتراس منه 653 احذر من أصحابك و مخالطيك الكثير المسألة الخشن البحث اللطيف الاستدراج الذي يحفظ أول كلامك على آخره و يعتبر ما أخرت بما قدمت و لا تظهرن له المخافة فيرى أنك قد تحرزت و تحفظت و اعلم أن من يقظة الفطنة إظهار الغفلة مع شدة الحذر فخالط هذا مخالطة الآمن و تحفظ منه تحفظ الخائف فإن البحث يظهر الخفي و يبدي المستور الكامن 654 من سره الغنى بلا سلطان و الكثرة بلا عشيرة فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته فإنه واجد ذلك كله 655 الشيب إعذار الموت 656 من ساس نفسه بالصبر على جهل الناس صلح أن يكون سائسا 657 لله تعالى كل لحظة ثلاثة عساكر فعسكر ينزل من الأصلاب إلى الأرحام و عسكر ينزل من الأرحام إلى الأرض و عسكر يرتحل من الدنيا إلى الآخرة [ 319 ] 658 اللهم ارحمني رحمة الغفران إن لم ترحمني رحمة الرضا 659 إلهي كيف لا يحسن مني الظن و قد حسن منك المن إلهي إن عاملتنا بعدلك لم يبق لنا حسنة و إن أنلتنا فضلك لم يبق لنا سيئة 660 العلم سلطان من وجده صال به و من لم يجده صيل عليه 661 يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإذا مضى يوم مضى بعضك 662 حيث تكون الحكمة تكون خشية الله و حيث تكون خشيته تكون رحمته 663 اللهم إني أرى لدي من فضلك ما لم أسألك فعلمت أن لديك من الرحمة ما لا أعلم فصغرت قيمة مطلبي فيما عاينت و قصرت غاية أملي عند ما رجوت فإن ألحفت في سؤالي فلفاقتي إلى ما عندك و إن قصرت في دعائي فبما عودت من ابتدائك 664 من كان همته ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه 665 يقول الله تعالى : يا ابن آدم لم أخلقك لأربح عليك إنما خلقتك لتربح علي فاتخذني بدلا من كل شي‏ء فإني ناصر لك من كل شي‏ء 666 الرجاء للخالق سبحانه أقوى من الخوف لأنك تخافه لذنبك و ترجوه لجوده فالخوف لك و الرجاء له 667 أسألك بعزة الوحدانية و كرم الإلهية ألا تقطع عني برك بعد مماتي كما لم تزل تراني أيام حياتي أنت الذي تجيب من دعاك و لا تخيب من رجاك ضل من يدعو إلا إياك فإنك لا تحجب من أتاك و تفضل على من [ 320 ] عصاك و لا يفوتك من ناواك و لا يعجزك من عاداك كل في قدرتك و كل يأكل رزقك 668 لا تطلبن إلى أحد حاجة ليلا فإن الحياء في العينين 669 من ازداد علما فليحذر من توكيد الحجة عليه 670 العاقل ينافس الصالحين ليلحق بهم و يحبهم ليشاركهم بمحبته و إن قصر عن مثل عملهم و الجاهل يذم الدنيا و لا يسخو بإخراج أقلها يمدح الجود و يبخل بالبذل يتمنى التوبة بطول الأمل و لا يعجلها لخوف حلول الأجل يرجو ثواب عمل لم يعمل به و يفر من الناس ليطلب و يخفى شخصه ليشتهر و يذم نفسه ليمدح و ينهى عن مدحه و هو يحب ألا ينتهي من الثناء عليه 671 الأنس بالعلم من نبل الهمة 672 اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصن وجهي عن مسألة غيرك 673 من الناس من ينقصك إذا زدته و يهون عليك إذا خاصصته ليس لرضاه موضع تعرفه و لا لسخطه مكان تحذره فإذا لقيت أولئك فابذل لهم موضع المودة العامة و احرمهم موضع الخاصة ليكون ما بذلت لهم من ذلك حائلا دون شرهم و ما حرمتهم من هذا قاطعا لحرمتهم 674 من شبع عوقب في الحال ثلاث عقوبات يلقى الغطاء على قلبه و النعاس على عينه و الكسل على بدنه 675 ذم العقلاء أشد من عقوبة السلطان 676 يقطع البليغ عن المسألة أمران ذل الطلب و خوف الرد 677 المؤمن محدث [ 321 ] 678 قل أن ينطق لسان الدعوى إلا و يخرسه كعام الامتحان 679 انظر ما عندك فلا تضعه إلا في حقه و ما عند غيرك فلا تأخذه إلا بحقه 680 إذا صافاك عدوك رياء منه فتلق ذلك بأوكد مودة فإنه إن ألف ذلك و اعتاده خلصت لك مودته 681 لا تألف المسألة فيألفك المنع 682 لا تسأل الحوائج غير أهلها و لا تسألها في غير حينها و لا تسأل ما لست له مستحقا فتكون للحرمان مستوجبا 683 إذا غشك صديقك فاجعله مع عدوك 684 لا تعدن من إخوانك من آخاك في أيام مقدرتك للمقدرة و اعلم أنه ينتقل عنك في أحوال ثلاث يكون صديقا يوم حاجته إليك و معرضا يوم غناه عنك و عدوا يوم حاجتك إليه 685 لا تسرن بكثرة الإخوان ما لم يكونوا أخيارا فإن الإخوان بمنزلة النار التي قليلها متاع و كثيرها بوار 686 كفاك خيانة أن تكون أمينا للخونة 687 لا تحقرن شيئا من الخير و إن صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه و لا تحقرن شيئا من الشر و إن صغر فإنك إذا رأيته ساءك مكانه 688 يا ابن آدم ليس بك غناء عن نصيبك من الدنيا و أنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر [ 322 ] 689 معصية العالم إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها و إذا ظهرت ضرت صاحبها و العامة 690 يجب على العاقل أن يكون بما أحيا عقله من الحكمة أكلف منه بما أحيا جسمه من الغذاء 691 أعسر العيوب صلاحا العجب و اللجاجة 692 لكل نعمة مفتاح و مغلاق فمفتاحها الصبر و مغلاقها الكسل 693 الحزن و الغضب أميران تابعان لوقوع الأمر بخلاف ما تحب إلا أن المكروه إذا أتاك ممن فوقك نتج عليك حزنا و إن أتاك ممن دونك نتج عليك غضبا 694 أول المعروف مستخف و آخره مستثقل تكاد أوائله تكون للهوى دون الرأي و أواخره للرأي دون الهوى و لذلك قيل رب الصنيعة أشد من الابتداء بها 695 لا تدع الله أن يغنيك عن الناس فإن حاجات الناس بعضهم إلى بعض متصلة كاتصال الأعضاء فمتى يستغني المرء عن يده أو رجله و لكن ادع الله أن يغنيك عن شرارهم 696 احترس من ذكر العلم عند من لا يرغب فيه و من ذكر قديم الشرف عند من لا قديم له فإن ذلك مما يحقدهما عليك 697 ينبغي لذوي القرابات أن يتزاوروا و لا يتجاوروا 698 لا تواخ شاعرا فإنه يمدحك بثمن و يهجوك مجانا 699 لا تنزل حوائجك بجيد اللسان و لا بمتسرع إلى الضمان [ 323 ] 700 كل شي‏ء طلبته في وقته فقد فات وقته 701 إذا شككت في مودة إنسان فاسأل قلبك عنه 702 العقل لم يجن على صاحبه قط و العلم من غير عقل يجني على صاحبه 703 يا ابن آدم هل تنتظر إلا هرما حائلا أو مرضا شاغلا أو موتا نازلا 704 ابنك يأكلك صغيرا و يرثك كبيرا و ابنتك تأكل من وعائك و ترث من أعدائك و ابن عمك عدوك و عدو عدوك و زوجتك إذا قلت لها قومي قامت 705 إذا ظفرتم فأكرموا الغلبة و عليكم بالتغافل فإنه فعل الكرام و إياكم و المن فإنه مهدمة للصنيعة منبهة للضغينة 706 من لم يرج إلا ما يستوجبه أدرك حاجته 707 بلغ من خدع الناس أن جعلوا شكر الموتى تجارة عند الأحياء و الثناء على الغائب استمالة للشاهد 708 من احتاج إليك ثقل عليك و من لم يصلحه الخير أصلحه الشر و من لم يصلحه الطالي أصلحه الكاوي 709 من أكثر من شي‏ء عرف به و من زنى زني به و من طلب عظيما خاطر بعظمته و من أحب أن يصرم أخاه فليقرضه ثم ليتقاضه و من أحبك لشي‏ء ملك عند انقضائه و من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار [ 324 ] 710 من بلغ السبعين اشتكى من غير علة 711 في المال ثلاث خصال مذمومة إما أن يكتسب من غير حله أو يمنع إنفاقه في حقه أو يشغل بإصلاحه عن عبادة الله تعالى 712 يباعدك من غضب الله ألا تغضب 713 لا تستبدلن بأخ لك قديم أخا مستفادا ما استقام لك فإنك إن فعلت فقد غيرت و إن غيرت تغيرت نعم الله عليك 714 أشد من البلاء شماتة الأعداء 715 ليس يزني فرجك إن غضضت طرفك 716 كما ترك لكم الملوك الحكمة و العلم فاتركوا لهم الدنيا 717 الهدية تفقأ عين الحكيم 718 ليكن أصدقاؤك كثيرا و اجعل سرك منهم إلى واحد 719 يا عبيد الدنيا كيف تخالف فروعكم أصولكم و عقولكم أهواءكم قولكم شفاء يبرئ الداء و عملكم داء لا يقبل الدواء و لستم كالكرمة التي حسن ورقها و طاب ثمرها و سهل مرتقاها و لكنكم كالشجرة التي قل ورقها و كثر شوكها و خبث ثمرها و صعب مرتقاها جعلتم العلم تحت أقدامكم و الدنيا فوق رءوسكم فالعلم عندكم مذال ممتهن و الدنيا لا يستطاع تناولها فقد منعتم كل أحد من الوصول إليها فلا أحرار كرام أنتم و لا عبيد أتقياء ويحكم يا أجراء السوء أما الأجر فتأخذون و أما العمل فلا تعملون إن عملتم فللعمل تفسدون و سوف تلقون ما تفعلون يوشك رب العمل أن ينظر في عمله الذي أفسدتم و في أجره الذي أخذتم يا غرماء السوء تبدءون بالهدية قبل قضاء [ 325 ] الدين تتطوعون بالنوافل و لا تؤدون الفرائض إن رب الدين لا يرضى بالهدية حتى يقضى دينه 720 الدنيا مزرعة إبليس و أهلها أكرة حراثون له فيها 721 وا عجبا ممن يعمل للدنيا و هو يرزق فيها بغير عمل و لا يعمل للآخرة و هو لا يرزق فيها إلا بالعمل 722 لا تجالسوا إلا من يذكركم الله رؤيته و يزيد في عملكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله 723 كثرة الطعام تميت القلب كما تميت كثرة الماء الزرع 724 ضرب الوالد الولد كالسماد للزرع 725 إذا أردت أن تصادق رجلا فأغضبه فإن أنصفك في غضبه و إلا فدعه 726 إذا أتيت مجلس قوم فارمهم بسهم الإسلام ثم اجلس يعني السلام فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك مع سهامهم و إن أفاضوا في غيره فخلهم و انهض 727 الأوطار تكسب الأوزار فارفض وطرك و اغضض بصرك 728 إذا قعدت عند سلطان فليكن بينك و بينه مقعد رجل فلعله أن يأتيه من هو آثر عنده منك فيريد أن تتنحى عن مجلسك فيكون ذلك نقصا عليك و شينا 729 ارحم الفقراء لقلة صبرهم و الأغنياء لقلة شكرهم و ارحم الجميع لطول غفلتهم [ 326 ] 730 العالم مصباح الله في الأرض فمن أراد الله به خيرا اقتبس منه 731 لا يهونن عليك من قبح منظره و رث لباسه فإن الله تعالى ينظر إلى القلوب و يجازي بالأعمال 732 من كذب ذهب بماء وجهه و من ساء خلقه كثر غمه و نقل الصخور من مواضعها أهون من تفهيم من لا يفهم 733 كنت في أيام رسول الله ص كجزء من رسول الله ص ينظر إلي الناس كما ينظر إلى الكواكب في أفق السماء ثم غض الدهر مني فقرن بي فلان و فلان ثم قرنت بخمسة أمثلهم عثمان فقلت وا ذفراه ثم لم يرض الدهر لي بذلك حتى أرذلني فجعلني نظيرا لابن هند و ابن النابغة لقد استنت الفصال حتى القرعى 734 أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أن الأمة ستغدر بك من بعدي 735 لامته فاطمة على قعوده و أطالت تعنيفه و هو ساكت حتى أذن المؤذن فلما بلغ إلى قوله أشهد أن محمدا رسول الله قال لها أ تحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا قالت لا قال فهو ما أقول لك 736 قال لي رسول الله ص إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك و إلا فألصق كلكلك بالأرض فلما تفرقوا عني جررت على المكروه ذيلي و أغضيت على القذى جفني و ألصقت بالأرض كلكلي 737 الدنيا حلم و الآخرة يقظة و نحن بينهما أضغاث أحلام [ 327 ] 738 لما عرف أهل النقص حالهم عند أهل الكمال استعانوا بالكبر ليعظم صغيرا و يرفع حقيرا و ليس بفاعل 739 لو تميزت الأشياء كان الكذب مع الجبن و الصدق مع الشجاعة و الراحة مع اليأس و التعب مع الطمع و الحرمان مع الحرص و الذل مع الدين 740 المعروف غل لا يفكه إلا شكر أو مكافأة 741 كثرة مال الميت تسلي ورثته عنه 742 من كرمت عليه نفسه هان عليه ماله 743 من كثر مزاحه لم يسلم من استخفاف به أو حقد عليه 744 كثرة الدين تضطر الصادق إلى الكذب و الواعد إلى الإخلاف 745 عار النصيحة يكدر لذتها 746 أول الغضب جنون و آخره ندم 747 انفرد بسرك و لا تودعه حازما فيزل و لا جاهلا فيخون 748 لا تقطع أخاك إلا بعد عجز الحيلة عن استصلاحه و لا تتبعه بعد القطيعة وقيعة فيه فتسد طريقه عن الرجوع إليك و لعل التجارب أن ترده عليك و تصلحه لك 749 من أحس بضعف حيلته عن الاكتساب بخل 750 الجاهل صغير و إن كان شيخا و العالم كبير و إن كان حدثا 751 الميت يقل الحسد له و يكثر الكذب عليه 752 إذا نزلت بك النعمة فاجعل قراها الشكر [ 328 ] 753 الحرص ينقص من قدر الإنسان و لا يزيد في حظه 754 الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود 755 أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه 756 لا تتبع الذنب العقوبة و اجعل بينهما وقتا للاعتذار 757 اذكر عند الظلم عدل الله فيك و عند القدرة قدرة الله عليك 758 لا يحملنك الحنق على اقتراف الإثم فتشفي غيظك و تسقم دينك 759 الملك بالدين يبقى و الدين بالملك يقوى 760 كأن الحاسد إنما خلق ليغتاظ 761 عقل الكاتب في قلمه 762 اقتصر من شهوة خالفت عقلك بالخلاف عليها 763 اللهم صن وجهي باليسار و لا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق طالبي رزقك و أستعطف شرار خلقك و أبتلى بحمد من أعطاني و أفتتن بذم من منعني و أنت من وراء ذلك ولي الإعطاء و المنع إنك على كل شي‏ء قدير 764 كل حقد حقدته قريش على رسول الله ص أظهرته في و ستظهره في ولدي من بعدي ما لي و لقريش إنما وترتهم بأمر الله و أمر رسوله أ فهذا جزاء من أطاع الله و رسوله إن كانوا مسلمين 765 عجبا لسعد و ابن عمر يزعمان أني أحارب على الدنيا أ فكان رسول الله ص يحارب على الدنيا فإن زعما أن رسول الله ص حارب لتكسير الأصنام و عبادة الرحمن فإنما حاربت لدفع الضلال و النهي عن [ 329 ] الفحشاء و الفساد أ فمثلي يزن بحب الدنيا و الله لو تمثلت لي بشرا سويا لضربتها بالسيف 766 اللهم أنت خلقتني كما شئت فارحمني كيف شئت و وفقني لطاعتك حتى تكون ثقتي كلها بك و خوفي كله منك 767 لا تسبن إبليس في العلانية و أنت صديقه في السر 768 من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها فما وقرها 769 لا تطمع في كل ما تسمع 770 من عاتب و وبخ فقد استوفى حقه 771 الجود الذي يستطاع أن يتناول به كل أحد هو أن ينوي الخير لكل أحد 772 من صحب السلطان بالصحة و النصيحة كان أكثر عدوا ممن صحبه بالغش و الخيانة 773 من عاب سفلة فقد رفعه و من عاب كريما فقد وضع نفسه 774 الموالي ينصرون و بنو العم يحسدون 775 الصدق عز و الكذب مذلة و من عرف بالصدق جاز كذبه و من عرف بالكذب لم يجز صدقه 776 إذا سمعت الكلمة تؤذيك فطأطئ لها فإنها تتخطاك 777 نحن نريد ألا نموت حتى نتوب و نحن لا نتوب حتى نموت 778 أنزل الصديق منزلة العدو في رفع المئونة عنه و أنزل العدو منزلة الصديق في تحمل المئونة له [ 330 ] 779 أول عقوبة الكاذب أن صدقه يرد عليه 780 الأدب عند الأحمق كالماء العذب في أصول الحنظل كلما ازداد ريا ازداد مرارة 781 إياكم و حمية الأوغاد فإنهم يرون العفو ضيما 782 الكريم لا يستقصي في محاقة المعتذر خوفا أن يجزي من لا يجد مخرجا من ذنبه 783 العفو عن المقر لا عن المصر 784 ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه 785 من جاد بماله فقد جاد بنفسه فإن لم يكن جاد بها بعينها فقد جاد بقوامها 786 الدين ميسم الكرام و طالما وقر الكرام بالدين 787 الماضي قبلك هو الباقي بعدك و التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية بعاجل المصاب 788 مما تكتسب به المحبة أن تكون عالما كجاهل و واعظا كموعوظ 789 لا تحمدن الصبي إذا كان سخيا فإنه لا يعرف فضيلة السخاء و إنما يعطي ما في يده ضعفا 790 خير الإخوان من إذا استغنيت عنه لم يزدك في المودة و إن احتجت إليه لم ينقصك منها 791 عجبا للسلطان كيف يحسن و هو إذا أساء وجد من يزكيه و يمدحه [ 331 ] 792 إذا صادقت إنسانا وجب عليك أن تكون صديق صديقه و ليس يجب عليك أن تكون عدو عدوه لأن هذا إنما يجب على خادمه و ليس يجب على مماثل له 793 ليس تكمل فضيلة الرجل حتى يكون صديقا لمتعاديين 794 من سعادة الحدث ألا يتم له فضيلة في رذيلة 795 إذا منعت من شي‏ء قد التمسته فليكن غيظك منه على نفسك في المسألة أكثر من غيظك على من منعك 796 الأسخياء يشمتون بالبخلاء عند الموت و البخلاء يشمتون بالأسخياء عند الفقر 797 ليس يضبط العدد الكثير من لا يضبط نفسه الواحدة 798 إذا أحسن أحد من أصحابك فلا تخرج إليه بغاية برك و لكن اترك منه شيئا تزيده إياه عند تبينك منه الزيادة في نصيحته 799 الوقوع في المكروه أسهل من توقع المكروه 800 الحسود ظالم ضعفت يده عن انتزاع ما حسدك عليه فلما قصر عليك بعث إليك تأسفه 801 أعم الأشياء نفعا موت الأشرار 802 الشي‏ء المعزي للناس عن مصائبهم علم العلماء أنها نقعاء اضطرارية و تأسي العامة بعضها ببعض 803 العقل الإصابة بالظن و معرفة ما لم يكن بما كان [ 332 ] 804 يا عجبا للناس قد مكنهم الله من الاقتداء به فيدعون ذلك إلى الاقتداء بالبهائم 805 سلوا القلوب عن المودات فإنها شهود لا تقبل الرشا 806 إنما يحزن الحسدة أبدا لأنهم لا يحزنون لما ينزل بهم من الشر فقط بل و لما ينال الناس من الخير 807 العشق جهد عارض صادف قلبا فارغا 808 تعرف خساسة المرء بكثرة كلامه فيما لا يعنيه و إخباره عما لا يسأل عنه 809 لا تؤخر إنالة المحتاج إلى غد فإنك لا تعرف ما يعرض في غد 810 إن تتعب في البر فإن التعب يزول و البر يبقى 811 أجهل الجهال من عثر بحجر مرتين 812 كفاك موبخا على الكذب علمك بأنك كاذب و كفاك ناهيا عنه خوفك من تكذيبك حال إخبارك 813 العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا و الجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالما 814 لا تتكلوا على البخت فربما لم يكن و ربما كان و زال و لا على الحسب فطالما كان بلاء على أهله يقال للناقص هذا ابن فلان الفاضل فيتضاعف غمه و عاره و لكن عليكم بالعلم و الأدب فإن العالم يكرم و إن لم ينتسب و يكرم و إن كان فقيرا و يكرم و إن كان حدثا [ 333 ] 815 خير ما عوشر به الملك قلة الخلاف و تخفيف المئونة و أصعب الأشياء على الإنسان أن يعرف نفسه و أن يكتم سره 816 العدل أفضل من الشجاعة لأن الناس لو استعملوا العدل عموما في جميعهم لاستغنوا عن الشجاعة 817 أولى الأشياء أن يتعلمها الأحداث الأشياء التي إذا صاروا رجالا احتاجوا إليها 818 لا ترغب في اقتناء الأموال و كيف ترغب فيما ينال بالبخت لا بالاستحقاق و يأمر البخل و الشره بحفظه و الجود و الزهد بإخراجه 819 إذا عاتبت الحدث فاترك له موضعا من ذنبه لئلا يحمله الإخراج على المكابرة 820 ما انتقم الإنسان من عدوه بأعظم من أن يزداد من الفضائل 821 إنما لم تجتمع الحكمة و المال لعزة وجود الكمال 822 يمنع الجاهل أن يجد ألم الحمق المستقر في قلبه ما يمنع السكران أن يجد مس الشوكة في يده 823 القنية مخدومة و من خدم غير نفسه فليس بحر 824 لا تطلب الحياة لتأكل بل اطلب الأكل لتحيا 825 إذا رأت العامة منازل الخاصة من السلطان حسدتها عليها و تمنت أمثالها فإذا رأت مصارعها بدا لها 826 الشي‏ء الذي لا يستغني عنه أحد هو التوفيق [ 334 ] 827 ليس ينبغي أن يقع التصديق إلا بما يصح و لا العمل إلا بما يحل و لا الابتداء إلا بما تحسن فيه العاقبة 828 الوحدة خير من رفيق السوء 829 لكل شي‏ء صناعة و حسن الاختبار صناعة العقل 830 من حسدك لم يشكرك على إحسانك إليه 831 البغي آخر مدة الملوك 832 لأن يكون الحر عبدا لعبيده خير من أن يكون عبدا لشهواته 833 من أمضى يومه في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد بناه أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه 834 أرسل إليه عمرو بن العاص يعيبه بأشياء منها أنه يسمي حسنا و حسينا ولدي رسول الله ص فقال لرسوله قل للشانئ ابن الشانئ لو لم يكونا ولديه لكان أبتر كما زعمه أبوك 835 قال معاوية لما قتل عمار و اضطرب أهل الشام لرواية عمرو بن العاص كانت لهم تقتله الفئة الباغية إنما قتله من أخرجه إلى الحرب و عرضه للقتل فقال أمير المؤمنين ع فرسول الله ص إذن قاتل حمزة 836 هذا يدي يعني محمد بن الحنفية و هذان عيناي يعني حسنا و حسينا و ما زال الإنسان يذب بيده عن عينيه قالها لمن قال له إنك تعرض محمدا للقتل و تقذف به في نحور الأعداء دون أخويه 837 شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب و رزقت خيره و بره خذ إليك أبا الأملاك قالها لعبد الله بن العباس لما ولد ابنه علي بن عبد الله [ 335 ] 838 ما يسرني أني كفيت أمر الدنيا كله لأني أكره عادة العجز 839 اجتماع المال عند الأسخياء أحد الخصبين و اجتماع المال عند البخلاء أحد الجدبين 840 من عمل عمل أبيه كفي نصف التعب 841 المصطنع إلى اللئيم كمن طوق الخنزير تبرا و قرط الكلب درا و ألبس الحمار وشيا و ألقم الأفعى شهدا 842 الحازم إذا أشكل عليه الرأي بمنزلة من أضل لؤلؤة فجمع ما حول مسقطها من التراب ثم التمسها حتى وجدها و لذلك الحازم يجمع وجوه الرأي في الأمر المشكل ثم يضرب بعضه ببعض حتى يخلص إليه الصواب 843 الأشراف يعاقبون بالهجران لا بالحرمان 844 الشح أضر على الإنسان من الفقر لأن الفقير إذا وجد اتسع و الشحيح لا يتسع و إن وجد 845 أحب الناس إلى العاقل أن يكون عاقلا عدوه لأنه إذا كان عاقلا كان منه في عافية 846 عليك بمجالسة أصحاب التجارب فإنها تقوم عليهم بأغلى الغلاء و تأخذها منهم بأرخص الرخص 847 من لم يحمدك على حسن النية لم يشكرك على جميل العطية 848 لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن و لا لأموالهن [ 336 ] فعسى أموالهن أن تطغيهن و انكحوهن على الدين و لأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل 849 أفضل العبادة الإمساك عن المعصية و الوقوف عند الشبهة 850 ذم الرجل نفسه في العلانية مدح لها في السر 851 من عدم فضيلة الصدق في منطقه فقد فجع بأكرم أخلاقه 852 ليس يضرك أن ترى صديقك عند عدوك فإنه إن لم ينفعك لم يضرك 853 قل أن ترى أحدا تكبر على من دونه إلا و بذلك المقدار يجود بالذل لمن فوقه 854 من عظمت عليه مصيبة فليذكر الموت فإنها تهون عليه و من ضاق به أمر فليذكر القبر فإنه يتسع 855 خير الشعر ما كان مثلا و خير الأمثال ما لم يكن شعرا 856 الق الناس عند حاجتهم إليك بالبشر و التواضع فإن نابتك نائبة و حالت بك حال لقيتهم و قد أمنت ذلة التنصل إليهم و التواضع 857 إن الله يحب أن يعفى عن زلة السري 858 من طال لسانه و حسن بيانه فليترك التحدث بغرائب ما سمع فإن الحسد لحسن ما يظهر منه يحمل أكثر الناس على تكذيبه و من عرف أسرار الأمور الإلهية فليترك الخوض فيها و إلا حملتهم المنافسة على تكفيره 859 ليس كل مكتوم يسوغ إظهاره لك و لا كل معلوم يجوز أن تعلمه غيرك [ 337 ] 860 ليس يفهم كلامك من كان كلامه لك أحب إليه من الاستماع منك و لا يعلم نصيحتك من غلب هواه على رأيك و لا يسلم لك من اعتقد أنه أتم معرفة بما أشرت عليه به منك 861 خف الضعيف إذا كان تحت راية الإنصاف أكثر من خوفك القوي تحت راية الجور فإن النصر يأتيه من حيث لا يشعر و جرحه لا يندمل 862 إخافة العبيد و التضييق عليهم يزيد في عبوديتهم و صيانتهم و إظهار الثقة بهم يكسبهم أنفة و جبرية 863 أضر الأشياء عليك أن تعلم رئيسك أنك أعرف بالرئاسة منه 864 عداوة العاقلين أشد العداوات و أنكاها فإنها لا تقع إلا بعد الإعذار و الإنذار و بعد أن يئس إصلاح ما بينهما 865 لا تخدمن رئيسا كنت تعرفه بالخمول وسمت به الحال و يعرف منك أنك تعرف قديمه فإنه و أن سر بمكانك من خدمته إلا إنه يعلم العين التي تراه بها فينقبض عنك بحسب ذلك 866 إذا احتجت إلى المشورة في أمر قد طرأ عليك فاستبده ببداية الشبان فإنهم أحد أذهانا و أسرع حدسا ثم رده بعد ذلك إلى رأي الكهول و الشيوخ ليستعقبوه و يحسنوا الاختيار له فإن تجربتهم أكثر 867 الإنسان في سعيه و تصرفاته كالعائم في اللجة فهو يكافح الجرية في إدباره و يجري معها في إقباله 868 ينبغي للعاقل أن يستعمل فيما يلتمسه الرفق و مجانبة الهذر [ 338 ] فإن العلقة تأخذ بهدوئها من الدم ما لا تأخذه البعوضة باضطرابها و فرط صياحها 869 أقوى ما يكون التصنع في أوائله و أقوى ما يكون التطبع في أواخره 870 غاية المروءة أن يستحيي الإنسان من نفسه و ذلك أنه ليس العلة في الحياء من الشيخ كبر سنه و لا بياض لحيته و إنما علة الحياء منه عقله فينبغي إن كان هذا الجوهر فينا أن نستحيي منه و لا نحضره قبيحا 871 من ساس رعية حرم عليه السكر عقلا لأنه قبيح أن يحتاج الحارس إلى من يحرسه 872 لا تبتاعن مملوكا قوي الشهوة فإن له مولى غيرك و لا غضوبا فإنه يؤذيك في استخدامك له و لا قوي الرأي فإنه يستعمل الحيلة عليك لكن اطلب من العبيد من كان قوي الجسم حسن الطاعة شديد الحياء 873 لا تعادوا الدول المقبلة و تشربوا قلوبكم بغضها فتدبروا بإقبالها 874 الغريب كالفرس الذي زايل شربه و فارق أرضه فهو ذاو لا يتقد و ذابل لا يثمر 875 السفر قطعة من العذاب و الرفيق السوء قطعة من النار 876 كل خلق من الأخلاق فإنه يكسد عند قوم من الناس إلا الأمانة فإنها نافقة عند أصناف الناس يفضل بها من كانت فيه حتى أن الآنية إذا لم تنشف [ 339 ] و بقي ما يودع فيها على حاله لم ينقص كانت أكثر ثناء من غيرها مما يرشح أو ينشف 877 اصبر على سلطانك في حاجاتك فلست أكبر شغله و لا بك قوام أمره 878 قوة الاستشعار من ضعف اليقين 879 إذا أحسست من رأيك بإكداد و من تصورك بفساد فاتهم نفسك بمجالستك لعامي الطبع أو لسيئ الفكر و تدارك إصلاح مزاج تخيلك بمكاثرة أهل الحكمة و مجالسة ذوي السداد فإن مفاوضتهم تريح الرأي المكدود و ترد ضالة الصواب المفقود 880 من جلس في ظل الملق لم يستقر به موضعه لكثرة تنقله و تصرفه مع الطباع و عرفه الناس بالخديعة 881 كثير من الحاجات تقضى برما لا كرما 882 أصحاب السلطان في المثل كقوم رقوا جبلا ثم سقطوا منه فأقربهم إلى الهلكة و التلف أبعدهم كان في المرتقى 883 لا تضع سرك عند من لا سر له عندك 884 سعة الأخلاق كيمياء الأرزاق 885 العلم أفضل الكنوز و أجملها خفيف المحمل عظيم الجدوى في الملإ جمال و في الوحدة أنس 886 السباب مزاح النوكى و لا بأس بالمفاكهة يروح بها الإنسان عن نفسه و يخرج عن حد العبوس [ 340 ] 887 ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها الهدية و الرسول و الكتاب 888 التعزية بعد ثلاث تجديد للمصيبة و التهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة 889 أنت مخير في الإحسان إلى من تحسن إليه و مرتهن بدوام الإحسان إلى من أحسنت إليه لأنك إن قطعته فقد أهدرته و إن أهدرته فلم فعلته 890 الناس من خوف الذل في ذل 891 إذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيا و إذا كان الإيجاز مقصرا كان الإكثار واجبا 892 بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد 893 الخلق عيال الله و أحب الناس إلى الله أشفقهم على عياله 894 تحريك الساكن أسهل من تسكين المتحرك 895 العاقل بخشونة العيش مع العقلاء آنس منه بلين العيش مع السفهاء 896 الانقباض بين المنبسطين ثقل و الانبساط بين المنقبضين سخف 897 السخاء و الجود بالطعام لا بالمال و من وهب ألفا و شح بصحفة طعام فليس بجواد 898 إن بقيت لم يبق الهم 899 لا يقوم عز الغضب بذلة الاعتذار 900 الشفيع جناح الطالب 901 الأمل رفيق مؤنس إن لم يبلغك فقد استمتعت به 902 إعادة الاعتذار تذكير بالذنب [ 341 ] 903 الصبر في العواقب شاف أو مريح 904 من طال عمره رأى في أعدائه ما يسره 905 لا نعمة في الدنيا أعظم من طول العمر و صحة الجسد 906 الناس رجلان أما مؤجل بفقد أحبابه أو معجل بفقد نفسه 907 العقل غريزة تربيها التجارب 908 النصح بين الملأ تقريع 909 لا تنكح خاطب سرك 910 من زاد أدبه على عقله كان كالراعي الضعيف مع الغنم الكثير 911 الدار الضيقة العمى الأصغر 912 النمام جسر الشر 913 لا تشن وجه العفو بالتقريع 914 كثرة النصح تهجم بك على كثرة الظنة 915 لكل ساقطة لاقطة 916 ستساق إلى ما أنت لاق 917 عاداك من لاحاك 918 جدك لا كدك 919 تذكر قبل الورد الصدر و الحذر لا يغني من القدر و الصبر من أسباب الظفر 920 عار النساء باق يلحق الأبناء بعد الآباء 921 أعجل العقوبة عقوبة البغي و الغدر و اليمين الكاذبة و من إذا تضرع إليه و سئل العفو لم يغفر [ 342 ] 922 لا ترد بأس العدو القوي و غضبه بمثل الخضوع و الذل كسلامة الحشيش من الريح العاصف بانثنائه معها كيفما مالت 923 قارب عدوك بعض المقاربة تنل حاجتك و لا تفرط في مقاربته فتذل نفسك و ناصرك و تأمل حال الخشبة المنصوبة في الشمس التي إن أملتها زاد ظلها و إن أفرطت في الإمالة نقص الظل 924 إذا زال المحسود عليه علمت أن الحاسد كان يحسد على غير شي‏ء 925 العجز نائم و الحزم يقظان 926 من تجرأ لك تجرأ عليك 927 ما عفا عن الذنب من قرع به 928 عبد الشهوة أذل من عبد الرق 929 ليس ينبغي للعاقل أن يطلب طاعة غيره و طاعة نفسه عليه ممتنعة 930 الناس رجلان واجد لا يكتفي و طالب لا يجد 931 كلما كثر خزان الأسرار زادت ضياعا 932 كثرة الآراء مفسدة كالقدر لا تطيب إذ كثر طباخوها 933 من اشتاق خدم و من خدم اتصل و من اتصل وصل و من وصل عرف 934 عجبا لمن يخرج إلى البساتين للفرجة على القدرة و هلا شغلته رؤية القادر عن رؤية القدرة 935 كل الناس أمروا بأن يقولوا لا إله إلا الله إلا رسول الله فإنه رفع قدره عن ذلك و قيل له فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمر بالعلم لا بالقول [ 343 ] 936 كل مصطنع عارفة فإنما يصنع إلى نفسه فلا تلتمس من غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك و تممت به لذتك و وقيت به عرضك 937 ولدك ريحانتك سبعا و خادمك سبعا ثم هو عدوك أو صديقك 938 من قبل معروفك فقد باعك مروءته 939 إلى الله أشكو بلادة الأمين و يقظة الخائن 940 من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحا و عند الخطإ عاذرا 941 من كثر حقده قل عتابه 942 الحازم من لم يشغله البطر بالنعمة عن العمل للعاقبة و الهم بالحادثة عن الحيلة لدفعها 943 كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحا فيها 944 من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم و لو لا من يقبل الجود لم يكن من يجود 945 إخوان السوء كشجرة النار يحرق بعضها بعضا 946 زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و يغرق معها خلق 947 أهون الأعداء كيدا أظهرهم لعداوته 948 أبق لرضاك من غضبك و إذا طرت فقع قريبا 949 لا تلتبس بالسلطان في وقت اضطراب الأمور عليه فإن البحر لا يكاد يسلم صاحبه في حال سكونه فكيف يسلم مع اختلاف رياحه و اضطراب أمواجه 950 إذا خلي عنان العقل و لم يحبس على هوى نفس أو عادة دين أو عصبية لسلف ورد بصاحبه على النجاة [ 344 ] 951 إذا زادك الملك تأنيسا فزده إجلالا 952 من تكلف ما لا يعنيه فاته ما يعنيه 953 قليل يترقى منه إلى كثير خير من كثير ينحط عنه إلى قليل 954 جنبوا موتاكم في مدافنهم جار السوء فإن الجار الصالح ينفع في الآخرة كما ينفع في الدنيا 955 زر القبور تذكر بها الآخرة و غسل الموتى يتحرك قلبك فإن الجسد الخاوي عظة بليغة و صل على الجنائز لعله يحزنك فإن الحزين قريب من الله 956 الموت خير للمؤمن و الكافر أما المؤمن فيتعجل له النعيم و أما الكافر فيقل عذابه و آية ذلك من كتاب الله تعالى وَ ما عِنْدَ اَللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ وَ لا يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً 957 جزعك في مصيبة صديقك أحسن من صبرك و صبرك في مصيبتك أحسن من جزعك 958 من خاف إساءتك اعتقد مساءتك و من رهب صولتك ناصب دولتك 959 من فعل ما شاء لقي ما شاء 960 يسرني من القرآن كلمة أرجوها لمن أسرف على نفسه قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فجعل الرحمة عموما و العذاب خصوصا [ 345 ] 961 الاستئثار يوجب الحسد و الحسد يوجب البغضة و البغضة توجب الاختلاف و الاختلاف يوجب الفرقة و الفرقة توجب الضعف و الضعف يوجب الذل و الذل يوجب زوال الدولة و ذهاب النعمة 962 لا يكاد يصح رؤيا الكذاب لأنه يخبر في اليقظة بما لم يكن فأحر به أن يرى في المنام ما لا يكون 963 يفسدك الظن على صديق قد أصلحك اليقين له 964 لا تكاد الظنون تزدحم على أمر مستور إلا كشفته 965 المشورة راحة لك و تعب على غيرك 966 حق كل سر أن يصان و أحق الأسرار بالصيانة سرك مع مولاك و سره معك و اعلم أن من فضح فضح و من باح فلدمه أباح 967 يا من ألم بجناب الجلال احفظ ما عرفت و اكتم ما استودعت و اعلم أنك قد رشحت لأمر فافطن له و لا ترض لنفسك أن تكون خائنا فمن يؤد الأمانة فيما استودع أخلق الناس بسمة الخيانة و أجدر الناس بالإبعاد و الإهانة 968 لا تعامل العامة فيما أنعم به عليك من العلم كما تعامل الخاصة و اعلم أن لله سبحانه رجالا أودعهم أسرارا خفية و منعهم عن إشاعتها و اذكر قول العبد الصالح لموسى و قد قال له هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 969 لكل دار باب و باب دار الآخرة الموت 970 إن لك فيمن مضى من آبائك و إخوانك لعبرة و إن ملك الموت دخل [ 346 ] على داود النبي فقال من أنت قال من لا يهاب الملوك و لا تمنع منه القصور و لا يقبل الرشا قال فإذن أنت ملك الموت جئت و لم أستعد بعد فقال فأين فلان جارك أين فلان نسيبك قال ماتوا قال أ لم يكن لك في هؤلاء عبرة لتستعد 971 ما أخسر صفقة الملوك إلا من عصم الله باعوا الآخرة بنومة 972 إن هذا الموت قد أفسد على الناس نعيم الدنيا فما لكم لا تلتمسون نعيما لا موت بعده 973 انظر العمل الذي يسرك أن يأتيك الموت و أنت عليه فافعله الآن فلست تأمن أن تموت الآن 974 لا تستبطئ القيامة فتسكن إلى طول المدة الآتية عليك بعد الموت فإنك لا تفرق بعد عودك بين ألف سنة و بين ساعة واحدة ثم قرأ وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ اَلنَّهارِ الآية 975 لا بد لك من رفيق في قبرك فاجعله حسن الوجه طيب الريح و هو العمل الصالح 976 رب مرتاح إلى بلد و هو لا يدري أن حمامه في ذلك البلد 977 الموت قانص يصمي و لا يشوي 978 ما من يوم إلا يتصفح ملك الموت فيه وجوه الخلائق فمن رآه على معصية أو لهو أو رآه ضاحكا فرحا قال له يا مسكين ما أغفلك عما يراد بك اعمل ما شئت فإن لي فيك غمرة أقطع بها وتينك [ 347 ] 979 إذا وضع الميت في قبره اعتورته نيران أربع فتجي‏ء الصلاة فتطفئ واحدة و يجي‏ء الصوم فيطفئ واحدة و تجي‏ء الصدقة فتطفئ واحدة و يجي‏ء العلم فيطفئ الرابعة و يقول لو أدركتهن لأطفأتهن كلهن فقر عينا فأنا معك و لن ترى بؤسا 980 استجيروا بالله تعالى و استخيروه في أموركم فإنه لا يسلم مستجيرا و لا يحرم مستخيرا 981 أ لا أدلكم على ثمرة الجنة لا إله إلا الله بشرط الإخلاص 982 من شرف هذه الكلمة و هي الحمد لله أن الله تعالى جعلها فاتحة كتابه و جعلها خاتمة دعوى أهل جنته فقال و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين 983 ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الهشيم و كالدار العامرة بين الربوع الخربة 984 أفضل الأعمال أن تموت و لسانك رطب بذكر الله سبحانه 985 الذكر ذكران أحدهما ذكر الله و تحميده فما أحسنه و أعظم أجره و الثاني ذكر الله عند ما حرم الله و هو أفضل من الأول 986 ما أضيق الطريق على من لم يكن الحق تعالى دليله و ما أوحشها على من لم يكن أنيسه و من اعتز بغير عز الله ذل و من تكثر بغير الله قل 987 اللهم إن فههت عن مسألتي أو عمهت عن طلبتي فدلني على مصالحي و خذ بناصيتي إلى مراشدي اللهم احملني على عفوك و لا تحملني على عدلك 988 مخ الإيمان التقوى و الورع و هما من أفعال القلوب و أحسن أفعال الجوارح ألا تزال مالئا فاك بذكر الله سبحانه [ 348 ] 989 اللهم فرغني لما خلقتني له و لا تشغلني بما تكفلت لي به و لا تحرمني و أنا أسألك و لا تعذبني و أنا أستغفرك 990 سبحان من ندعوه لحظنا فيسرع و يدعونا لحظنا فنبطئ خيره إلينا نازل و شرنا إليه صاعد و هو مالك قادر 991 اللهم إنا نعوذ بك من بيات غفلة و صباح ندامة 992 اللهم إني أستغفرك لما تبت منه إليك ثم عدت فيه و أستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك و أستغفرك للنعم التي أنعمت بها علي فتقويت بها على معصيتك 993 اللهم إني أعوذ بك أن أقول حقا ليس فيه رضاك ألتمس به أحدا سواك و أعوذ بك أن أتزين للناس بشي‏ء يشينني عندك و أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك و أعوذ بك أن يكون أحد من خلقك أسعد بما علمتني مني 994 يا من ليس إلا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو اعف عني 995 اللهم إن الآمال منوطة بكرمك فلا تقطع علائقها بسخطك اللهم إني أبرأ من الحول و القوة إلا بك و أدرأ بنفسي عن التوكل على غيرك 996 اللهم صل على محمد و آل محمد كلما ذكره الذاكرون و صل على محمد و آل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون اللهم صل على محمد و آل محمد عدد كلماتك و عدد معلوماتك صلاة لا نهاية لها و لا غاية لأمدها 997 سبحان الواحد الذي ليس غيره سبحان الدائم الذي لا نفاد له سبحان القديم الذي لا ابتداء له سبحان الغني عن كل شي‏ء و لا شي‏ء من الأشياء يغني عنه [ 349 ] 998 يا الله يا رحمان يا رحيم يا حي يا قيوم يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام اعف عني و هذا حين انتهاء قولنا في شرح نهج البلاغة و لم ندرك ما أدركناه منه بقوتنا و حولنا فإنا عاجزون عما هو دونه و لقد شرعنا فيه و إنه لفي أنفسنا كالطود الأملس تزل الوعول العصم عن قذفاته بل كالفلك الأطلس لا تبلغ الأوهام و العقول إلى حدود غاياته فما زالت معونة الله سبحانه و تعالى تسهل لنا حزنه و تذلل لنا صعبه حتى أصحب أبيه و أطاع عصيه و فتحت علينا بحسن النية و إخلاص الطوية في تصنيفه أبواب البركات و تيسرت علينا مطالب الخيرات حتى لقد كان الكلام ينثال علينا انثيالا و يؤاتينا بديهة و ارتجالا فتم تصنيفه في مدة قدرها أربع سنين و ثمانية أشهر و أولها غرة شهر رجب من سنة أربع و أربعين و ستمائة و آخرها سلخ صفر من سنة تسع و أربعين و ستمائة و هو مقدار مدة خلافة أمير المؤمنين ع و ما كان في الظن و التقدير أن الفراغ منه يقع في أقل من عشر سنين إلا أن الألطاف الإلهية و العناية السماوية شملتنا بارتفاع العوائق و انتفاء الصوارف و شحذت بصيرتنا فيه و أرهفت همتنا في تشييد مبانيه و تنضيد ألفاظه و معانيه . و كان لسعادة المجلس المولوي المؤيدي الوزيري أجرى الله بالخير أقلامه و أمضى [ 350 ] في طلى الأعداء حسامه في المعونة عليه أوفر قسط و أوفى نصيب و حظ إذ كان مصنوعا لخزانته و موسوما بسمته و لأن همته أعلاها الله ما زالت تتقاضى عنده بإتمامه و تحثه على إنجازه و إبرامه و ناهيك بها من همة راضت الصعب الجامح و خففت العب‏ء الفادح و يسرت الأمر العسير و قطعت المدى الطويل في الزمن القصير . و قد استعملت في كثير من فصوله فيما يتعلق بكلام المتكلمين و الحكماء خاصة ألفاظ القوم مع علمي بأن العربية لا تجيزها نحو قولهم المحسوسات و قولهم الكل و البعض و قولهم الصفات الذاتية و قولهم الجسمانيات و قولهم أما أولا فالحال كذا و نحو ذلك مما لا يخفى عمن له أدنى أنس بالأدب و لكنا استهجنا تبديل ألفاظهم و تغيير عباراتهم فمن كلم قوما كلمهم باصطلاحهم و من دخل ظفار حمر . و النسخة التي بني هذا الشرح على نصها أتم نسخة وجدتها بنهج البلاغة فإنها مشتملة على زيادات تخلو عنها أكثر النسخ . و أنا أستغفر الله العظيم من كل ذنب يبعد من رحمته و من كل خاطر يدعو إلى الخروج عن طاعته و أستشفع إليه بمن أنصبت جسدي و أسهرت عيني و أعملت فكري و استغرقت طائفة من عمري في شرح كلامه و التقرب إلى الله بتعظيم منزلته و مقامه أن يعتق رقبتي من النار و ألا يبتليني في الدنيا ببلاء تعجز عنه قوتي و تضعف عنه طاقتي و أن يصون وجهي عن المخلوقين و يكف عني عادية الظالمين إنه سميع مجيب و حسبنا الله وحده و صلواته على سيدنا محمد النبي و آله و سلامه