جستجو

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

الثانية و الخمسون بعد ثلاثمائة من حكمه عليه السّلام ( 352 ) و قال عليه السّلام : [ يا ] أيّها النّاس ، متاع الدّنيا حطام موبى‏ءٌ فتجنّبوا مرعاه ، قلعتها أحظى من طمأنينتها ، و بلغتها أزكى من ثروتها حكم على مكثريها بالفاقة ، و أعين من غنى عنها بالرّاحة ، و من راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها ، و من استشعر الشّعف بها ملأت ضميره أشجانا ، لهنّ رقص على سويداء قلبه ، همّ يشغله ، و همّ يحزنه ، كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء ، منقطعا أبهراه ، هيّنا على اللَّه فناؤه و على الإخوان إلقاؤه ، و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار و يقتات منها ببطن الإضطرار ، و يسمع فيها بأذن المقت و الإبغاض إن قيل أثرى قيل أكدى ، و إن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء ، هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون . اللغة ( الحطام ) : ما تكسّر من الحشيش و اليبس . ( موبي‏ء ) : محدث للوباء ، و هو [ 449 ] مرض مهلك معروف . ( مرعى ) : بقعة ترعى فيه الماشية كقولك : مأسدة أي فيه الأسد ( القلعة ) : الرحلة و الانخلاع . ( الحظوة ) : المنفعة و اللّذة ( البلغة ) : ما يتبلغ به من القوت ( الثروة ) : اليسار و الغنى ( راقه ) : أعجبه ( الزبرج ) : الزينة ( الكمه ) العمى الشديد و قيل : العمى خلقة . ( الشغف ) : الحبّ النافذ في القلب . ( الأشجان ) الأحزان و العوارض المولمة . ( الرقص ) بفتح القاف : الغليان و الحركة و الاضطراب ( الكظم ) بفتح الظاء مجرى النفس ( الابهران ) : عرقان متّصلان بالقلب ( أكدى ) : قلّ خيره ( الابلاس ) : اليأس من الرحمة . الاعراب موبى‏ء : من أوبى يوبى صفة لحطام . أحظى وصف تفضيل : خبر لقوله : قلعتها كمها مفعول ثان لقوله : أعقبت و فاعله ضمير مستتر راجع إلى الدّنيا ، همّ خبر لمبتدء محذوف أي هي همّ و جملة يحزنه صفة له . منقطعا حال من الضمير في قوله : يلقى نائب مناب الفاعل و أبهراه مفعول لقوله : منقطعا ، و هيّنا حال بعد حال . أثرى فعل من باب الافعال و فاعله ضمير مستتر يرجع إلى الموصول في قوله : من استشعر و كذا قوله أكدى ، فرح مبني للمفعول و له نائب عن فاعل ، و حزن مبنى للمفعول و عليه نائب مناب فاعله . المعنى قد نبّه عليه السّلام على أنّ متاع الدّنيا سواء كان مالا أو جمالا أو جاها موجب لتعرّض النفس الانسانية بمرض مهلك و هو حبّ الدّنيا ، و حبّ الدنيا للرّوح كالوباء للجسم قلّما ينجو منه المبتلى به ، و يصعب البرء عنه ، فالأولى الاجتناب عنه رأسا و الانخلاع عنه و عدم التملك منه إلاّ بمقدار الضّرورة و رفع الحاجة الماسّة . ثمّ نبّه على أنّ الاكثار من حطام الدنيا ليس موجبا لرفع الفاقة و الحاجة بل موجد للفاقة و مزيد الاحتياج إلى حفظه و تنميته . قال الشارح المعتزلى : و إنّما حكم على مكثريه بالفاقة و الفقر لأنّهم لا ينتهون إلى حدّ من الثروة و المال إلاّ و جدّوا و اجتهدوا و حرصوا في طلب الزيادة [ 450 ] عليه ، فهم في كلّ أحوالهم فقراء إلى تحصيل المال كما أنّ من لا مال له أصلا يجدّ و يجتهد في تحصيل المال ، بل ربما كان جدّهم و حرصهم على ذلك أعظم من كدح الفقير و حرصه . فمن غني عن متاع الدّنيا أى ترك ما لا ضرورة له به فقد استراح من كثير من الكدّ و الهمّ ، و لكن من أحبّه من صميم قلبه و نظر إليه كمحبوب بالذات يملأ ضميره من الأشجان و الهموم التي ترقص دائما على صفحة فؤاده ، و تسلب عنه الراحة و السكون في كل أوقاته ، و يعروه همّ نافذ في القلب يسدّ عليه التّنفس و يطيره في الفضاء حتّى يلقى هالكا يقطع عروق قلبه أي يسلب عن قلبه التعلّق بالعلم و العمل الاخروى . و كأنّه مقتبس من قوله تعالى : « و من يشرك باللّه فكأنّما خرّ من السّماء فتخطفه الطّير أو تهوى به الريح في مكان سحيق » 31 الحجّ » و قد سقط عن عين عناية اللَّه فيهون عليه فناؤه و عن عين الاخوان المؤمنين فيهون عليهم إلقاؤه في هذه المهلكة . و لكن المؤمن يتوجّه إلى الدّنيا باعتبار أنّها توجب العبرة و تدفع الاضطرار في المعيشة و إدامة الحياة ، فلا يأخذ منها إلاّ مقدار القوت ، و لا يسمع رنينها الفتانة إلاّ بالبغض ، لأنّ من أحبّها ذا أثرى و حصل متاعها قلّ خيره و اشتدّ فقره ، و إن سرّ أصدقاؤه بلقائه لم يلبثو أن يحزنوا بموته و فنائه ، و ان له يوم الابلاس و الافلاس من رحمة اللَّه . الترجمة أيا مردم ، كالاى دنيا هر چه باشد خرده گياه خشكيده و وباء خيزيست خود را از چراگاه آن بر كنار داريد ، دل كندن از آن لذت‏بخش‏تر است از دلدادن بدان و قوت زيستن آن دلنشين‏تر است از ثروت و أنباشتن آن ، هر كس بسيارش بدست آورد محكوم بنيازمندي شود ، و هر كس از آن بينيازي گزيد باستراحت خود كمك گرفته ، هر كه را زيورش دلربود دو چشمش را بدنبال كورى مادرزاد و عميق سپرد و هر كس عشقش بدل گرفت درون خود را پر از غمهاى متلاطم ساخت كه بر صفحه [ 451 ] قلبش رقصانند ، دچار اندوهى پيوسته شود كه نفس را بگيرد و بپرتگاهى او را بپراند و رگهاى دلش را بگسلاند ، نابوديش در نظر خداوند آسان آيد ، و به پرتگاه افتادنش نزد و دوستانش سهل و بي‏أهميت جلوه‏گر شود ، و كسى بر هلاكتش أفسوس نخورد همانا مؤمن دنيا را بديده عبرت‏انگيز نگرد ، و بأندازه رفع ضرورت قوت از آن بخورد ، آهنك دلرباى آنرا با گوش دشمنى و بغض نيوشد ، دوست دنيا را تا گويند كه توانگر شد گويند بي‏خير و بينوا گرديد ، و تا وجودش را مسرت بخش يابيد از مرگش بايست گريه كرد و ناليد ، با اين حال هنوز روز بدبختي و نوميدي آنان نرسيده و در انتظار آنها است . كالاى جهان حطام تب‏خيز وبا است بر صاحب خود غم است و اندوه و بلا است دوري كن از اين چراگه زهر آلود دل بر كن و آسوده زى و بى تش و دود هر كس كه غني‏تر است محتاج‏تر است آسوده‏تر آنكس كه ز دنيا بدر است هر ديده كه از زيور آن شد روشن در عاقبتش كوري آن مستيقن هر كس كه بدان عاشق و دلباخته شد صد كوره غم در دل او ساخته شد غمها همه در صفحه قلبش رقصان اندوه بر آرد نفسش در خفقان پرتاب شود چنانكه برّد دو رگش از قلب برآيدش جان ز لبش از ديده حق سهل بود نابوديش وز ديده خلق سرنگون بودن و ريش مؤمن بجهان ز چشم عبرت نگرد جز رفع ضرورتى از آن برنبرد آهنگ جهان گوش خراش است بر او نه سور و نه كاسه و نه آش است بر او