جستجو

و من كتاب له ع إلى بعض عماله

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 126 ] المختار الخامس و الاربعون من كتبه عليه السّلام و من كتاب له عليه السّلام الى بعض عماله أمّا بعد ، فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدّين ، و أقمع به نخوة الأثيم ، و أسدّ به لهاة الثغر المخوف ، فاستعن باللّه على ما أهمّك ، و أخلط الشّدّة بضغث من اللّين ، و ارفق ما كان الرّفق أرفق ، و اعتزم بالشّدّة حين لا يغني عنك إلاّ الشّدّة و اخفض للرّعيّة جناحك ، و ابسط لهم وجهك ، و ألن لهم جانبك ، و آس بينهم في اللّحظة و النّظرة و الإشارة و التّحيّة ، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك ، و لا ييأس الضّعفاء من عدلك ، و السّلام . اللغة ( أستظهر ) : أجعلك كظهري أتقوّى بك ، ( النخوة ) : الكبر ، ( الأثيم ) : المخطى‏ء المذنب ، ( اللهات ) : ما بين الفكّين الأعلى و الأسفل ، و هى كناية عن هجوم العدوّ كالسبع فاتحا فاه لأخذ الصيد ، ( الضغث ) : النصيب من الشى‏ء يختلط بغيره . الاعراب ما كان الرفق : ما مصدريّة زمانيّة و كان صلتها ، حتّى لا يطمع : لفظة حتّى تفيد التعليل . [ 127 ] المعنى لم يشر الشراح إلى من كاتبه عليه السّلام بهذا الكتاب و إلى من خاطبه بهذه التوصيات الحكيمة ، و لكن يستفاد من قوله عليه السّلام ( و أسدّ به لهاة الثغر المخوف ) أنّه كان من الأمراء و العمّال المرابطين في أحد الثغور الهامّة الهائلة ، و الثغور الّتي لا بدّ من المراقبة منها في عصر حكومته على قسمين : منها ما كانت بين المسلمين و الكفار من ناحية المشرق و المغرب ، و منها ما كان بين المؤمنين و الفسّاق في داخل البلاد الاسلاميّة كثغور الشام و العراق ، فانّ معاوية يحكم في قطعة واسعة من البلاد الاسلاميّة تمتدّ من شمال الجزيرة إلى نواحي العراق ، و كان يراقب الغرّة من المجاهدين المؤمنين الّذين يطيعون عليّا للفتك بهم و التسلّط على ما في يدهم كما فعله بحسّان بن حسّان البكري عامل عليّ عليه السّلام على أنبار ، و ربما يشعر قوله عليه السّلام ( و اقمع به نخوة الأثيم ) على الوجه الثاني كما أنّ قوله عليه السّلام « لهاة الثغر المخوف » لا يخلو من ايماء إلى ذلك فانّ الثغور الداخليّة حينئذ كانت أخوف من الثغور الخارجيّة المجاورة مع الكفّار ، و قد ارتكب معاوية أيّام الهدنة المضروبة طيلة سنة في قضيّة الحكمين من العيث و الفساد في نواحي العراق و الحجاز ما لا يرتكبه الكفّار في الثغور الاسلاميّة الخارجيّة . و قد أمر عليّ عليه السّلام عامله على محافظة امور ثلاثة : 1 الاعانة على إقامة الدين الّذي هو برنامج تربية المسلمين مادّة و معنا . 2 قمع العصاة و المخالفين الّذين يريدون الفساد و الافساد في حوزة المسلمين . 3 المراقبة على الثغر الاسلامى و الدفاع عن هجوم الأعداء ، و أمر عامله بالاستعانة على ما يهمّه من اللّه تعالى و الاستمداد من سياسة ذات جهتين مخلوطة و مركّبة من الرفق و الشدّة و اللين و الضغط ، بحسب ما يعترضه من الحوادث و العوارض تجاه العدوّ و المخالف ، فانّ مدار التدبير و السياسة على الانذار و التبشير و الاحسان و التقتير كما قال الشاعر : [ 128 ] فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضرّ كوضع السيف في موضع الندى و وصّاه في معاملته مع الرعايا المطيعين بمراعاة أربعة امور : 1 التواضع لهم و خفض الجناح تجاههم لحفظ حرمتهم و عدم إظهار الكبرياء في وجوههم كما أمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله في السلوك مع المؤمنين فقال تعالى : « و اخفض جناحك للمؤمنين 88 الحجر » . 2 لقائهم بالبشر و البشاشة و الفرح للدلالة على مودّتهم و لتحكيم الرابطة الاخوية معهم 3 الاستيناس بهم و التلطف معهم ليطمئنوا برحمة الحكومة و يخلصوا لها ايمانهم بها . 4 المواساة بينهم و رفع التبعيض بحيث ينسلكون في نظم الأخوّة الاسلامية كملا ، و لا يطمع العظماء و أرباب الثروة و النفوذ في سوء الاستفادة من الحاكم في الظلم على الضعفاء ، و لا ييئس الضعفاء من عدل الحاكم و الشكاية عن الظالم . الترجمة در نامه‏اى بيكى از كارگزاران خود چنين مينويسد : أمّا بعد ، تو يكى از كسانى هستى كه من براى پايدار كردن دين بدانها پشت گرم هستم ، و سر بزرگى گنهكار را بوسيله آنها ميكوبم ، و مرز معرض هجوم و بيمناك را مسدود ميسازم ، از خدا در كارهائيكه بعهده تو است يارى بجو ، سخت گيرى را با أندكى نرمش در آميز ، تا آنجا كه نرمش براى پيشرفت كارت هموارتر است نرمش كن ، و چون جز سخت گيرى چاره‏اى نماند بر دشمن سخت‏گير . در برابر رعيّت فرمانبر تواضع پيشه كن و بزرگى بدانها مفروش ، با خوشروئى با آنها روبرو شو ، و آنانرا بخود راه بده و مأنوس كن ، و مساوات و برابرى كامل را ميان آنها رعايت كن تا آنجا كه نگاه و توجّه و إشاره و درود را ميان همه پخش كنى و برابرى را رعايت كنى تا آنكه بزرگان و أرباب نفوذ در طرفدارى و ستم تو طمع نورزند و بوسيله تقرّب بتو بر ديگران ستم نكنند و بينوايان از عدالت و داد خواهيت نوميد نگردند ، و از شكايت ستمكاران دم در نبندند .