جستجو

و من خطبة له ع يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس خلقة الطيور

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 266 ] 166 و من خطبة له ع يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس اِبْتَدَعَهُمْ خَلْقاً عَجِيباً مِنْ حَيَوَانٍ وَ مَوَاتٍ وَ سَاكِنٍ وَ ذِي حَرَكَاتٍ وَ أَقَامَ مِنْ شَوَاهِدِ اَلْبَيِّنَاتِ عَلَى لَطِيفِ صَنْعَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ مَا اِنْقَادَتْ لَهُ اَلْعُقُولُ مُعْتَرِفَةً بِهِ وَ مَسَلِّمَةً لَهُ وَ نَعَقَتْ فِي أَسْمَاعِنَا دَلاَئِلُهُ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَ مَا ذَرَأَ مِنْ مُخْتَلِفِ صُوَرِ اَلْأَطْيَارِ اَلَّتِي أَسْكَنَهَا أَخَادِيدَ اَلْأَرْضِ وَ خُرُوقَ فِجَاجِهَا وَ رَوَاسِيَ أَعْلاَمِهَا مِنْ ذَاتِ أَجْنِحَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ هَيْئَاتٍ مُتَبَايِنَةٍ مُصَرَّفَةٍ فِي زِمَامِ اَلتَّسْخِيرِ وَ مُرَفْرِفَةٍ بِأَجْنِحَتِهَا فِي مَخَارِقِ اَلْجَوِّ اَلْمُنْفَسِحِ وَ اَلْفَضَاءِ اَلْمُنْفَرِجِ كَوَّنَهَا بَعْدَ إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَجَائِبِ صُوَرٍ ظَاهِرَةٍ وَ رَكَّبَهَا فِي حِقَاقِ مَفَاصِلَ مُحْتَجِبَةٍ وَ مَنَعَ بَعْضَهَا بِعَبَالَةِ خَلْقِهِ أَنْ يَسْمُوَ فِي اَلْهَوَاءِ خُفُوفاً وَ جَعَلَهُ يَدِفُّ دَفِيفاً وَ نَسَقَهَا عَلَى اِخْتِلاَفِهَا فِي اَلْأَصَابِيغِ بِلَطِيفِ قُدْرَتِهِ وَ دَقِيقِ صَنْعَتِهِ فَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي قَالَبِ لَوْنٍ لاَ يَشُوبُهُ غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيهِ وَ مِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي لَوْنِ صِبْغٍ قَدْ طُوِّقَ بِخِلاَفِ مَا صُبِغَ بِهِ الموات بالفتح ما لا حياة فيه و أرض موات أي قفر و الساكن هاهنا كالأرض و الجبال و ذو الحركات كالنار و الماء الجاري و الحيوان . [ 267 ] و نعقت في أسماعنا دلائله أي صاحت دلائله لظهورها كالأصوات المسموعة التي تعلم يقينا . و أخاديد الأرض شقوقها جمع أخدود و فجاجها جمع فج و هو الطريق بين الجبلين و رواسي أعلامها أثقال جبالها . مصرفة في زمام التسخير أي هي مسخرة تحت القدرة الإلهية . و حقاق المفاصل جمع حق و هو مجمع المفصلين من الأعضاء كالركبة و جعلها محتجبة لأنها مستورة بالجلد و اللحم . و عبالة الحيوان كثافة جسده و الخفوف سرعة الحركة و الدفيف للطائر طيرانه فويق الأرض يقال عقاب دفوف قال إمرؤ القيس يصف فرسه و يشبهها بالعقاب كأني بفتخاء الجناحين لقوة دفوف من العقبان طأطأت شملالي و نسقها رتبها و الأصابيغ جمع أصباغ و أصباغ جمع صبغ . و المغموس الأول هو ذو اللون الواحد كالأسود و الأحمر و المغموس الثاني ذو اللونين نحو أن يكون أحمر و عنقه خضراء . و روي قد طورق لون أي لون على لون كما تقول طارقت بين الثوبين . فإن قلت ما هذه الطيور التي يسكن بعضها الأخاديد و بعضها الفجاج و بعضها رءوس الجبال . قلت أما الأول فكالقطا و الصدى و الثاني كالقبج و الطيهوج و الثالث كالصقر و العقاب [ 268 ] وَ مِنْ أَعْجَبِهَا خَلْقاً اَلطَّاوُسُ اَلَّذِي أَقَامَهُ فِي أَحْسَنِ أَحْكَمِ تَعْدِيلٍ وَ نَضَّدَ أَلْوَانَهُ فِي أَحْسَنِ تَنْضِيدٍ بِجَنَاحٍ أَشْرَجَ قَصَبَهُ وَ ذَنَبٍ أَطَالَ مَسْحَبَهُ إِذَا دَرَجَ إِلَى اَلْأُنْثَى نَشَرَهُ مِنْ طَيِّهِ وَ سَمَا بِهِ مُطِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ كَأَنَّهُ قِلْعُ دَارِيٍّ عَنَجَهُ نُوتِيُّهُ يَخْتَالُ بِأَلْوَانِهِ وَ يَمِيسُ بِزَيَفَانِهِ يُفْضِي كَإِفْضَاءِ اَلدِّيَكَةِ وَ يَؤُرُّ بِمَلاَقِحِهِ أَرَّ اَلْفُحُولِ اَلْمُغْتَلِمَةِ لِلضِّرَابِ أُحِيلُكَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مُعَايَنَةٍ لاَ كَمَنْ يُحِيلُ عَلَى ضَعِيفٍ إِسْنَادُهُ وَ لَوْ كَانَ كَزَعْمِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُلْقِحُ بِدَمْعَةٍ تَسْفَحُهَا مَدَامِعُهُ فَتَقِفُ فِي ضَفَّتَيْ جُفُونِهِ وَ أَنَّ أُنْثَاهُ تَطْعَمُ ذَلِكَ ثُمَّ تَبِيضُ لاَ مِنْ لِقَاحِ فَحْلٍ سِوَى اَلدَّمْعِ اَلْمُنْبَجِسِ لَمَا كَانَ ذَلِكَ بِأَعْجَبَ مِنْ مُطَاعَمَةِ اَلْغُرَابِ الطاوس فاعول كالهاضوم و الكابوس و ترخيمه طويس و نضد رتب قوله أشرج قصبه القصب هاهنا عروق الجناح و غضاريفه عظامه الصغار و أشرجها ركب بعضها في بعض كما تشرج العيبة أي يداخل بين أشراجها و هي عراها واحدها شرج بالتحريك . ثم ذكر ذنب الطاوس و أنه طويل المسحب و أن الطاوس إذا درج إلى الأنثى للسفاد نشر ذنبه من طيه و علا به مرتفعا على رأسه و القلع شراع السفينة و جمعه قلاع و الداري جالب العطر في البحر من دارين و هي فرضة بالبحرين فيها سوق يحمل إليها المسك من الهند و في الحديث الجليس الصالح كالداري إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه قال الشاعر [ 269 ] إذا التاجر الداري جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقهم تجري و النوتي الملاح و جمعه نواتي . و عنجه عطفه و عنجت خطام البعير رددته على رجليه أعنجه بالضم و الاسم العنج بالتحريك و في المثل عود يعلم العنج يضرب مثلا لتعليم الحاذق . و يختال من الخيلاء و هي العجب و يميس يتبختر . و زيفانه تبختره زاف يزيف و منه ناقة زيافة أي مختالة قال عنترة زيافة مثل الفنيق المكدم و كذلك ذكر الحمام عند الحمامة إذا جر الذنابى و دفع مقدمه بمؤخره و استدار عليها . و يفضي يسفد و الديكة جمع ديك كالقرطة و الجحرة جمع قرط و جحر . و يؤر يسفد و الأر الجماع و رجل آر كثير الجماع و ملاقحه أدوات اللقاح و أعضاؤه و هي آلات التناسل . قوله أر الفحول أي أرا مثل أر الفحول ذات الغلمة و الشبق . ثم ذكر أنه لم يقل ذلك عن إسناد قد يضعف و يتداخله الطعن بل قال ذلك عن عيان و مشاهدة . [ 270 ] فإن قلت من أين للمدينة طواويس و أين العرب و هذا الطائر حتى يقول أمير المؤمنين ع أحيلك من ذلك على معاينة لا سيما و هو يعني السفاد و رؤية ذلك لمن تكثر الطواويس في داره و يطول مكثها عنده نادرة . قلت لم يشاهد أمير المؤمنين ع الطواويس بالمدينة بل بالكوفة و كانت يومئذ تجبى إليها ثمرات كل شي‏ء و تأتي إليها هدايا الملوك من الآفاق و رؤية المسافدة مع وجود الذكر و الأنثى غير مستبعدة . و اعلم أن قوما زعموا أن الذكر تدمع عينه فتقف الدمعة بين أجفانه فتأتي الأنثى فتطعمها فتلقح من تلك الدمعة و أمير المؤمنين ع لم يحل ذلك و لكنه قال ليس بأعجب من مطاعمة الغراب و العرب تزعم أن الغراب لا يسفد و من أمثالهم أخفى من سفاد الغراب فيزعمون أن اللقاح من مطاعمة الذكر و الأنثى منهما و انتقال جزء من الماء الذي في قانصته إليها من منقاره و أما الحكماء فقل أن يصدقوا بذلك على أنهم قد قالوا في كتبهم ما يقرب من هذا قالوا في السمك البياض إن سفاده خفي جدا و إنه لم يظهر ظهورا يعتد به و يحكم بسببه . هذا لفظ ابن سينا في كتاب الشفاء ثم قال و الناس يقولون إن الإناث تأخذ زرع الذكور في أفواهها إلى بطونها ثم قال و قد شوهدت الإناث منها تتبع الذكور مبتلعة للزرع و أما عند الولادة فإن الذكور تتبع الإناث مبتلعة بيضها . قال ابن سينا و القبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر و من سماع صوته . قال و النوع المسمى مالاقيا تتلاصق بأفواهها ثم تتشابك فذاك سفادها و سمعت [ 271 ] أن الغراب يسفد و أنه قد شوهد سفاده و يقول الناس إن من شاهد سفاد الغراب يثري و لا يموت إلا و هو كثير المال موسر . و الضفتان بفتح الضاد الجنابان و هما ضفتا النهر و قد جاء ذلك بالكسر أيضا و الفتح أفصح . و المنبجس المنفجر و يسفحها يصبها و روي تنشجها مدامعه من النشيج و هو صوت الماء و غليانه من زق أو حب أو قدر : تَخَالُ قَصَبَهُ مَدَارِيَ مِنْ فِضَّةٍ وَ مَا أُنْبِتَ عَلَيْهَا مِنْ عَجِيبِ دَارَاتِهِ وَ شُمُوسِهِ خَالِصَ اَلْعِقْيَانِ وَ فِلَذَ اَلزَّبَرْجَدِ فَإِنْ شَبَّهْتَهُ بِمَا أَنْبَتَتِ اَلْأَرْضُ قُلْتَ جَنِيٌّ جَنًى جُنِيَ مِنْ زَهْرَةِ كُلِّ رَبِيعٍ وَ إِنْ ضَاهَيْتَهُ بِالْمَلاَبِسِ فَهُوَ كَمَوْشِيِّ اَلْحُلَلِ أَوْ كَمُونِقِ عَصْبِ اَلْيَمَنِ وَ إِنْ شَاكَلْتَهُ بِالْحُلِيِّ فَهُوَ كَفُصُوصٍ ذَاتِ أَلْوَانٍ قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَيْنِ اَلْمُكَلَّلِ يَمْشِي مَشْيَ اَلْمَرِحِ اَلْمُخْتَالِ وَ يَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَ جَنَاحَهُ جَنَاحَيْهِ فَيُقَهْقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ سِرْبَالِهِ وَ أَصَابِيغِ وِشَاحِهِ فَإِذَا رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى قَوَائِمِهِ زَقَا مُعْوِلاً بِصَوْتٍ يَكَادُ يُبِينُ عَنِ اِسْتِغَاثَتِهِ وَ يَشْهَدُ بِصَادِقِ تَوَجُّعِهِ لِأَنَّ قَوَائِمَهُ حُمْشٌ كَقَوَائِمِ اَلدِّيَكَةِ اَلْخِلاَسِيَّةِ قصبه عظام أجنحته و المداري جمع مدرى و هو في الأصل القرن قال النابغة يصف الثور و الكلاب شك الفريصة بالمدرى فأنفذها شك المبيطر إذ يشفي من العضد [ 272 ] و كذلك المدراة و يقال المدرى لشي‏ء كالمسلة تصلح بها الماشطة شعور النساء قال الشاعر تهلك المدراة في أكنافه و إذا ما أرسلته يعتفر و تمدرت المرأة أي سرحت شعرها شبه عظام أجنحة الطاوس بمدارى من فضة لبياضها و شبه ما أنبت الله عليها من تلك الدارات و الشموس التي في الريش بخالص العقيان و هو الذهب . و فلذ الزبرجد جمع فلذة و هي القطعة و الزبرجد هذا الجوهر الذي تسميه الناس البلخش . ثم قال إن شبهته بنبات الأرض قلت إنه قد جني من زهرة كل ربيع في الأرض لاختلاف ألوانه و أصباغه . و إن ضاهيته بالملابس المضاهاة المشاكلة يهمز و لا يهمز و قرئ يضاهون قول الذين كفروا و يُضاهِؤُنَ و هذا ضهي هذا على فعيل أي شبيهه . و موشي الحلل ما دبج بالوشي و هو الأرقم الملون و العصب برود اليمن . و الحلي جمع حلي و هو ما تلبسه المرأة من الذهب و الفضة مثل ثدي و ثدي و وزنه فعول و قد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي و قرئ مِنْ حُلِيِّهِمْ بالضم و الكسر . و نطقت باللجين جعلت الفضة كالنطاق لها و المكلل ذو الإكليل . [ 273 ] و زقا صوت يزقو زقوا و زقيا و زقاء و كل صائح زاق و الزقية الصيحة و هو أثقل من الزواقي أي الديكة لأنهم كانوا يسمرون فإذا صاحت الديكة تفرقوا . و معولا صارخا أعولت الفرس صوتت و منه العويل و العولة . و قوائمه حمش دقاق و هو أحمش الساقين و حمش الساقين بالتسكين و قد حمشت قوائمه أي دقت و تقول العرب للغلام إذا كانت أمه بيضاء و أبوه عربيا آدم فجاء لونه بين لونيهما . خلاسي بالكسر و الأنثى خلاسية و قال الليث الديكة الخلاسية هي المتولدة من الدجاج الهندي و الفارسي . يقول ع إن الطاوس يزهى بنفسه و يتيه إذا نظر في أعطافه و رأى ألوانه المختلفة فإذا نظر إلى ساقيه وجم لذلك و انكسر نشاطه و زهوه فصاح صياح العويل لحزنه و ذلك لدقة ساقيه و نتوء عرقوبيه : وَ قَدْ نَجَمَتْ مِنْ ظُنْبُوبِ سَاقِهِ صِيصِيَةٌ خَفِيَّةٌ وَ لَهُ فِي مَوْضِعِ اَلْعُرْفِ قُنْزُعَةٌ خَضْرَاءُ مُوَشَّاةٌ وَ مَخْرَجُ عَنُقِهِ كَالْإِبْرِيقِ وَ مَغْرِزُهَا إِلَى حَيْثُ بَطْنُهُ كَصِبْغِ اَلْوَسْمَةِ اَلْيَمَانِيَّةِ أَوْ كَحَرِيرَةٍ مُلْبَسَةٍ مِرْآةً ذَاتَ صِقَالٍ وَ كَأَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَرٍ أَسْحَمَ إِلاَّ أَنَّهُ يُخَيَّلُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وَ شِدَّةِ بَرِيقِهِ أَنَّ اَلْخُضْرَةَ اَلنَّاضِرَةَ مُمْتَزِجَةٌ بِهِ وَ مَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطٌّ كَمُسْتَدَقِّ اَلْقَلَمِ فِي لَوْنِ اَلْأُقْحُوَانِ أَبْيَضُ يَقَقٌ فَهُوَ بِبَيَاضِهِ فِي سَوَادِ [ 274 ] مَا هُنَالِكَ يَأْتَلِقُ وَ قَلَّ صِبْغٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ بِقِسْطٍ وَ عَلاَهُ بِكَثْرَةِ صِقَالِهِ وَ بَرِيقِهِ وَ بَصِيصِ دِيبَاجِهِ وَ رَوْنَقِهِ فَهُوَ كَالْأَزَاهِيرِ اَلْمَبْثُوثَةِ لَمْ تُرَبِّهَا أَمْطَارُ رَبِيعٍ وَ لاَ شُمُوسُ قَيْظٍ نجمت ظهرت و الظنبوب حرف الساق و هو هذا العظم اليابس . و الصيصية في الأصل شوكة الحائك التي يسوي بها السداة و اللحمة و منه قوله كوقع الصياصي في النسيج الممدد و نقل إلى صيصية الديك لتلك الهيئة التي في رجله . و العرف الشعر المرتفع من عنقه على رأسه و القنزعة واحدة القنازع و هي الشعر حوالي الرأس و في الحديث غطي عنا قنازعك يا أم أيمن . و موشاة ذات وشي . و الوسمة بكسر السين العظلم الذي يخضب به و يجوز تسكين السين . و الأسحم الأسود و المتلفع الملتحف و يروى متقنع بمعجر و هو ما تشده المرأة على رأسها كالرداء . و الأقحوان البابونج الأبيض و جمعه أقاح . [ 275 ] و أبيض يقق خالص البياض و جاء يقق بالكسر و يأتلق يلمع . و البصيص البريق و بص الشي‏ء لمع . و تربها الأمطار تربيها و تجمعها . يقول ع كأن هذا الطائر ملتحف بملحفة سوداء إلا أنها لكثرة رونقها يتوهم أنه قد امتزج بها خضرة ناضرة و قل أن يكون لون إلا و قد أخذ هذا الطائر منه بنصيب فهو كأزاهير الربيع إلا أن الأزهار تربيها الأمطار و الشموس و هذا مستغن عن ذلك : وَ قَدْ يَنْحَسِرُ مِنْ رِيشِهِ وَ يَعْرَى مِنْ لِبَاسِهِ فَيَسْقُطُ تَتْرَى وَ يَنْبُتُ تِبَاعاً فَيَنْحَتُّ مِنْ قَصَبِهِ اِنْحِتَاتَ أَوْرَاقِ اَلْأَغْصَانِ ثُمَّ يَتَلاَحَقُ نَامِياً حَتَّى يَعُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ لاَ يُخَالِفُ سَالِفَ أَلْوَانِهِ وَ لاَ يَقَعُ لَوْنٌ فِي غَيْرِ مَكَانِهِ وَ إِذَا تَصَفَّحَتْ شَعْرَةً مِنْ شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتْكَ حُمْرَةً وَرْدِيَّةً وَ تَارَةً خُضْرَةً زَبَرْجَدِيَّةً وَ أَحْيَاناً صُفْرَةً عَسْجَدِيَّةً فَكَيْفَ تَصِلُ إِلَى صِفَةِ هَذَا عَمَائِقُ اَلْفِطَنِ أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ اَلْعُقُولِ أَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ اَلْوَاصِفِينَ وَ أَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ أَعْجَزَ اَلْأَوْهَامَ أَنْ تُدْرِكَهُ وَ اَلْأَلْسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ فَسُبْحَانَ اَلَّذِي بَهَرَ اَلْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْقٍ جَلاَّهُ لِلْعُيُونِ فَأَدْرَكَتْهُ مَحْدُوداً مُكَوَّناً وَ مُؤَلَّفاً مُلَوَّناً وَ أَعْجَزَ اَلْأَلْسُنَ عَنْ تَلْخِيصِ صِفَتِهِ وَ قَعَدَ بِهَا عَنْ تَأْدِيَةِ نَعْتِهِ وَ سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ اَلذَّرَّةِ وَ اَلْهَمَجَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ اَلْحِيتَانِ وَ اَلْفِيَلَةِ [ 276 ] وَ وَأَى عَلَى نَفْسِهِ أَلاَّ يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيهِ اَلرُّوحَ إِلاَّ وَ جَعَلَ اَلْحِمَامَ مَوْعِدَهُ وَ اَلْفَنَاءَ غَايَتَهُ ينحسر من ريشه ينكشف فيسقط و يروى يتحسر . تترى أي شيئا بعد شي‏ء و بينهما فترة قال الله تعالى ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا لأنه لم يرسلهم على تراسل بل بعد فترات و هذا مما يغلط فيه قوم فيعتقدون أن تترى للمواصلة و الالتصاق و أصلها الواو من الوتر و هو الفرد و فيها لغتان تنون و لا تنون فمن ترك صرفها للمعرفة جعل ألفها ألف تأنيث و من نونها جعل ألفها للإلحاق . قال ع و ينبت تباعا أي لا فترات بينهما و كذلك حال الريش الساقط يسقط شيئا بعد شي‏ء و ينبت جميعا . و ينحت يتساقط و انحتات الورق تناثرها و ناميا زائدا يقول ع إذا عاد ريشه عاد مكان كل ريشة ريشة ملونة بلون الريشة الأولى فلا يتخالف الأوائل و الأواخر . و الخضرة الزبرجدية منسوبة إلى الزمرد و لفظة الزبرجد تارة تستعمل له و تارة لهذا الحجر الأحمر المسمى بلخش و العسجد الذهب و عمائق الفطن [ 277 ] البعيدة القعر و القريحة الخاطر و الذهن و بهر غلب و جلاه أظهره و يروى بالتخفيف و أدمج القوائم أحكمها كالحبل المدمج الشديد الفتل . و الذرة النملة الصغيرة و الهمجة واحدة الهمج و هو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمر و أعينها . و وأى وعد و الوأي الوعد . و اعلم أن الحكماء ذكروا في الطاوس أمورا قالوا إنه يعيش خمسا و عشرين سنة و هي أقصى عمره و يبيض في السنة الثالثة من عمره عند ما ينتقش لونه و يتم ريشه و يبيض في السنة مرة واحدة اثنتي عشرة بيضة في ثلاثة أيام و يحضنها ثلاثين يوما فيفرخ و يلقي ريشه مع سقوط ورق الشجر و ينبته مع ابتداء نبات الورق . و الدجاج قد يحضن بيض الطاوس و إنما يختار الدجاج لحضانته و إن وجدت الطاوسة لأن الطاوس الذكر يعبث بالأنثى و يشغلها عن الحضانة و ربما انفقص البيض من تحتها و لهذه العلة يخبأ كثير من الإناث محاضنها عن ذكرانها و لا تقوى الدجاجة على أكثر من بيضتي طاوس و ينبغي أن يتعهد الدجاجة حينئذ بتقريب العلف منها . و قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رحمه الله في كتاب الحيوان إن الطاوسة قد تبيض من الريح بأن يكون في سفالة الريح و فوقها طاوس ذكر فيحمل ريحه فتبيض منه و كذلك القبجة . قال و بيض الريح قل أن يفرخ [ 278 ] مِنْهَا فِي صِفَةِ اَلْجَنَّةِ فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى اَلدُّنْيَا مِنْ شَهَوَاتِهَا وَ لَذَّاتِهَا وَ زَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا وَ لَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اِصْطِفَافِ اِصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ اَلْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا وَ فِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اَللُّؤْلُؤِ اَلرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا وَ أَفْنَانِهَا وَ طُلُوعِ تِلْكَ اَلثِّمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا تُجْنَى مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ فَتَأْتِي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا وَ يُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالْأَعْسَالِ اَلْمُصَفَّقَةِ وَ اَلْخُمُورِ اَلْمُرَوَّقَةِ قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ اَلْكَرَامَةُ تَتَمَادَى بِهِمْ حَتَّى حَلُّوا دَارَ اَلْقَرَارِ وَ أَمِنُوا نُقْلَةَ اَلْأَسْفَارِ فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا اَلْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ اَلْمَنَاظِرِ اَلْمُونِقَةِ لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا وَ لَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ اَلْقُبُورِ اِسْتِعْجَالاً بِهَا جَعَلَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِهِ إِلَى مَنَازِلِ اَلْأَبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ قال الرضي رحمه الله تعالى تفسير بعض ما في هذه الخطبة من الغريب قوله ع يؤر بملاقحه الأر كناية عن النكاح يقال أر الرجل المرأة يؤرها إذا نكحها . و قوله ع كأنه قلع داري عنجه نوتيه القلع شراع السفينة و داري منسوب إلى دارين و هي بلدة على البحر يجلب منها الطيب و عنجه أي عطفه يقال عنجت الناقة أعنجها عنجا إذا عطفتها و النوتي الملاح . [ 279 ] و قوله ع ضفتي جفونه أراد جانبي جفونه و الضفتان الجانبان . و قوله و فلذ الزبرجد الفلذ جمع فلذة و هي القطعة . و قوله ع كبائس اللؤلؤ الرطب الكباسة العذق و العساليج الغصون واحدها عسلوج رميت ببصر قلبك أي أفكرت و تأملت و عزفت نفسك كرهت و زهدت و الزخارف جمع زخرف و هو الذهب و كل مموه . و اصطفاف الأشجار انتظامها صفا و يروى في اصطفاق أغصان أي اضطرابها . و يأتي على منية مجتنيها لا يترك له منية أصلا لأنه يكون قد بلغ نهاية الأماني . و العسل المصفق المصفى تحويلا من إناء إلى إناء و المونقة المعجبة و زهقت نفسه مات . و اعلم أنه لا مزيد في التشويق إلى الجنة على ما ذكره الله تعالى في كتابه فكل الصيد في جانب الفرا . [ 280 ] و قد جاء عن رسول الله ص في ذلك أخبار صحيحة فروى أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله ص يذكر الجنة فقال أ لا مشتر لها هي و رب الكعبة ريحانة تهتز و نور يتلألأ و نهر يطرد و زوجة لا تموت مع حبور و نعيم و مقام الأبد و روى أبو سعيد الخدري عنه ص أن الله سبحانه لما حوط حائط الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و غرس غرسها قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال طوبى لك منزل الملوك و روى جابر بن عبد الله عنه ع إذا دخل أهل الجنة الجنة قال لهم ربهم تعالى أ تحبون أن أزيدكم فيقولون و هل خير مما أعطيتنا فيقول نعم رضواني أكبر و عنه ع إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل و الشرب فقيل له فهل يكون منهم حدث أو قال خبث قال عرق يفيض من أعراضهم كريح المسك يضمر منه البطن و روى الزمخشري في ربيع الأبرار و مذهبه في الاعتزال و نصرة أصحابنا معلوم و كذلك في انحرافه عن الشيعة و تسخيفه لمقالاتهم أن رسول الله محمدا ص قال لما أسري بي أخذني جبرئيل فأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة فبينا أنا أقلبها انفلقت فخرجت منها جارية لم أر أحسن منها فسلمت فقلت من أنت قالت أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف أعلاي من عنبر [ 281 ] و أوسطي من كافور و أسفلي من مسك ثم عجنني بماء الحيوان و قال لي كوني كذا فكنت خلقني لأخيك و ابن عمك علي بن أبي طالب . قلت الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل و يشبه به فروة البعير قال الراجز جعد الدرانيك رفل الأجلاد