جستجو

و من خطبة له ع يريد الشيطان أو يكني به عن قوم

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام و هى الخطبة العاشرة ألا و إنّ الشّيطان قد جمع حزبه ، و استجلب خيله و رجله ، و إنّ معي لبصيرتي ، ما لبّست على نفسي و لا لبّس عليّ ، و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ، لا يصدرون عنه ، و لا يعودون إليه . اللغة ( الخيل ) الفرسان و ( الرّجل ) بالفتح جمع راجل كالرّكب جمع راكب و ( أيم اللّه ) مخفّف أيمن قال الفيومي أيمن اسم استعمل في القسم و التزم رفعه كما التزم رفع لعمرو اللّه ، و همزته عند البصريّين وصل و اشتقاقه عندهم من اليمن و هو البركة ، و عند الكوفيّين قطع لانّه جمع يمين عندهم و قد يختصر منه و يقال و أيم اللّه بحذف الهمزة و النّون ثم اختصر ثانيا فيقال م اللّه بضم الميم و كسرها و ( افرطن ) إمّا بفتح الهمزة و ضم الراء مضارع فرط زيد القوم كقعد أى سبقهم و تقدم عليهم ، و فرط بفتحتين المتقدم في طلب الماء يهيئ الدلاء و الارشاء ، و إمّا بضم الهمزة و كسر الراء من باب الافعال مأخوذ من أفرط المزادة أى ملأها و ( الماتح ) كالمايح و هو المستقى من البئر إلا أن الفرق بينهما كاعجامهما كما قاله أبو علي ، يعني أنّ التاء بنقطتين من فوق و كذلك الماتح لأنّه المستقى فوق البئر و الياء بنقطتين من تحت و كذلك المايح لأنّه الذي ينزل إلى البئر فيملاء الدلو . [ 162 ] الاعراب ألا حرف تنبيه تدلّ على تحقّق ما بعدها لتركبها من همزة الاستفهام و لاء النّفى ، و همزة الاستفهام إذا دخلت على النّفى أفادت التحقيق نحو : « أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى‏ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى‏ » قال الزمخشري : و لكونها بهذا المنصب من التحقيق لا تكاد تقع الجملة بعدها إلا مصدّرة بنحو ما يتلقّى به القسم نحو : « أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » أقول : و كان ينبغي له أن يضيف إلى ذلك وقوع نفس القسم بعدها كما في كلامه عليه السّلام ، و أيم اللّه مرفوع بالابتداء خبره محذوف أى أيم اللّه قسمي و قد يدخله اللام للتّوكيد فيقال ليمن اللّه قسمي ، و افرطن إن كان من فعل فحوضا منصوب بنزع الخافض و اللام في لهم إمّا للتّقوية على حد قوله : يؤمن للمؤمنين ، أو تعليليّة أى لاسبقنهم أو لاسبقن لأجلهم إلى حوض على حد قوله : و اختار موسى قومه ، و إن كان من افعل فحوضا مفعول به و لهم مفعول لاجله أى لأملئن لأجلهم حوضا ، و جملة لا يصدرون عنه و لا يعودون اليه حالية أو صفة للحوض . المعنى اعلم أنّ هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة له عليه السّلام لما بلغه أنّ طلحة و الزبير خلعا بيعته و هو غير منتظم ، و قد أورد السّيد منها فصلا آخر و هي الخطبة الثّانية و العشرون و نورد تمام الخطبة هناك إنشاء اللّه و على ذلك فالمراد بقوله عليه السّلام : ( الا إنّ الشيطان قد جمع حزبه ) هو الشّيطان الحقيقي لا معاوية كما توهّمه الشّارح المعتزلي ، و حزبه هو طلحة و الزبير و أتباعهما و هم المراد أيضا بقوله : ( و استجلب خيله و رجله ) و فيه إشارة إلى أنّ الشّيطان هو الباعث لهم على مخالفة الحقّ و الجامع لهم على الباطل بوسوسته و اغرائه و تزيينه الباطل في قلوبهم و أنّ هؤلاء أطاعوا له و أجابوا دعوته و شاركوه في الدعاء إلى الباطل فصاروا حزبه قال تعالى : [ 163 ] « وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ في الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ و عِدْهُمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً » أي استخف من استطعت منهم أن تستفزه بدعائك إلى الفساد قال ابن عبّاس : كل راكب أو راجل في معصية اللّه فهو من خيل إبليس و جنوده و يدخل فيه كلّ راكب و ماش في معصية اللّه فخيله و رجله كلّ من شاركه في الدّعاء إلى المعصية . ثمّ أشار عليه السّلام إلى كمال عقله و استعداده بقوله : ( و انّ معي لبصيرتي ) يريد أنّ البصيرة التي كانت معي في زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم تتغير ، و إلى هذه اشيرت في قوله تعالى : « قُلْ هذِه‏ سَبيلي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَني » قال أبو جعفر عليه السّلام في رواية الكافي ذاك رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعدهما ، يعني أنّ الدّاعي إلى اللّه مع البصيرة هو رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء التّابعون له في الأقوال و الأفعال . ثمّ أكد كمال عقله بالاشارة إلى عدم انخداعه بخدع الشّيطان و بتلبيسه الباطل بصورة الحقّ كما يلبس على ذوى البصائر الضّعيفة و اولى العقول السخيفة سواء كان مخادعته بغير واسطة و هو المشار إليه بقوله : ( ما لبّست على نفسي ) أى لا يتلبس على نفسى المطمئنة ما تلقيه إليها نفسي الأمّارة ، أو بواسطة غيره و هو المشار إليه بقوله : ( و لا لبّس علىّ ) أى لم يحصل التّلبيس علىّ من الخارج من جنود إبليس و أتباعه الذين تلقفوا عنه الشّبه و صار في قوتهم أن يلبسوا الحقّ صورة الباطل ( و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ) هذا الكلام منه عليه السّلام وارد مورد التّهديد و جار على سبيل الاستعارة ، و معناه لاسبقنهم أو لاسبقنّ لأجلهم حياض الحرب التي أنا متدرّب بها ، أو لأملئنّ لهم حياض الحرب التي هي عادتي و أنا خبير بها [ 164 ] قال الشّارح البحراني : استعار إفراط الحوض لجمعه الجند و تهيئة أسباب الحرب و كنّى بقوله : أنا ماتحه ، أنّه هو المتولي لذلك و في تخصيص نفسه بالمتح تأكيد تهديد لعلمهم بشجاعته و قد حذف المضاف إليه أى أنا ماتح مائه إذ الحوض لا يوصف بالمتح و قوله : ( لا يصدرون عنه و لا يعودون إليه ) يعني أنّ الوارد منهم إليه لا يصدر عنه و لا ينجو منه فهو بمنزلة من يغرق فيه و أنّ من نجا منهم لا يطمع في الحرب مرّة اخرى و لا يعود إليها ابدا . الترجمة آگاه باش قسم بخدا كه بتحقيق شيطان ملعون جمع كرده است حزب خود را از براى اغواء و اضلال و جمع نموده است سواران و پيادگان يعني أعوان و انصار خود را ، و بدرستى بصيرتي كه داشتم در زمان حضرت رسالت مآب صلوات اللّه عليه و آله با من است ، نپوشانيده‏ام بر نفس خود باطل را بصورت حق ، و پوشانيده نشده است بر من يعني بر ضلالت نيفتاده‏ام نه از قبل نفس خود و نه بواسطه اضلال ديگرى قسم بخداوند هر آينه سبقت ميكنم ايشان را بسوى حوضهاى حرب يا پر ميكنم بجهة ايشان حوضهاى محاربه و مقاتله را كه من آب كشنده آن حوضها ميباشم ، يعنى خبير و بصير باشم بآنها چنان حوضهائيكه باز نگردد از آنها آنهائيكه آمده باشند و باز نيايند بسوى آنها آنهائيكه رهيده باشند ، يعنى هر كه بسوى بحر حرب شتابد غرق شود و جان بمالك دوزخ بسپارد ، و هر كه از آن درياى خونخوار نجات يابد ديگر باره طمع در جنگ نمينمايد ، و اللّه أعلم بالصّواب و إليه المرجع و المآب