متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
و من خطبة له عليه السّلام
و هى المأة و الخامسة و الأربعون من المختار فى باب الخطب أيّها النّاس ، إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا ،
[ 44 ]
مع كلّ جرعة شرق ، و في كلّ أكلة غصص ، لا تنالون منها نعمة إلاّ بفراق أخرى ، و لا يعمر معمّر منكم يوما من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله ، و لا تجدّد له زيادة في أكله إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه ،
و لا يحيى له أثر إلاّ مات له أثر ، و لا يتجدّد له جديد إلاّ بعد أن يخلق جديد ، و لا تقوم له نابتة إلاّ و تسقط منه محصودة ، و قد مضت أصول نحن فروعها ، فما بقاء فرغ بعد ذهاب أصله منها
و ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة ، فاتّقوا البدع ، و ألزموا المهيع ، إنّ عوازم الامور أفضلها ، و إنّ محدثاتها شرارها
اللغة
( الغرض ) ما ينصب للرّمى و هو الهدف و ( ناضلته ) مناضلة و نضالا راميته فنضلته نضلا من باب قتل غلبته في الرمى ، و تناضل القوم و انتضلوا تراموا للسّبق و ( الشّرق ) محرّكة مصدر من شرق فلان بريقه من باب تعب غصّ و ( الغصص ) محرّكة أيضا مصدر من غصصت بالطّعام كتعب أيضا ، قال الشارح المعتزلي :
و روى غصص جمع غصّة و هى الشجى و ( المهيع ) من الطّريق وزان مقعد الواضح البيّن .
و ( العوازم ) جمع العوزم و هى النّاقة المسنّة و العجوز قال الشارح المعتزلي :
عوازم الامور ما تقادم منها ، من قولهم : عجوز عوزم ، أي مسنّة ، و يجمع فوعل على فواعل كدورق و هو جلّ و يجوز أن يكون جمع عازمة و يكون فاعل بمعنى مفعول
[ 45 ]
أي معزوم عليها أي مقطوع معلوم بيقين صحّتها ، و يجىء فاعلة بمعنى مفعولة كثيرا كقولهم : عيشة راضية بمعنى مرضيّة ، ثمّ قال : و الأوّل أظهر عندي ، لأنّ في مقابلته قوله : و انّ محدثاتها شرارها ، و المحدث في مقابلة القديم .
الاعراب
قوله : فما بقاء فرع ، الفاء فصيحة و الاستفهام إمّا للتّعجب كما في قوله تعالى :
« ما لى لا ارى الهدهد » أو للتحقير .
المعنى
اعلم أنّ مقصوده بهذه الخطبة التنفير عن الدّنيا و الترغيب عنها بالتنبيه على معائبها و مثالبها المنفرة منها فقوله ( أيّها النّاس انما أنتم في هذه الدّنيا غرض ) من باب التشبيه البليغ و رشّح التشبيه بقوله ( تنتضل فيه المنايا ) و هي استعارة بالكناية حيث شبّه المنايا بالمتناضلين بالسّهام باعتبار قصدها للانسان كقصد المتناضلين للهدف ،
و ذكر الانتضال تخييل ، و المعنى أنكم في هذه الدّنيا بمنزلة هدف تترامى فيه المنايا بسهامها ، و سهامها هي الأعراض و الأمراض ، و جمع المنايا إما باعتبار تعدّد الأسباب من الغرق و الحرق و التردّى في بئر و السّقوط من حائط و نحوها ، و إمّا باعتبار تعدّد من تعرض عليه و كثرة أفراد الأموات ، و لكلّ نفس موت مخصّص بها .
( مع كلّ جرعة شرق و في كلّ اكلة غصص ) قال الشّارح البحراني : كنّى بالجرعة و الاكلة عن لذّات الدّنيا ، و بالشرق و الغصص عما فى كلّ منها في ثبوت الكدورات اللاّزمة لها طبعا من الأمراض و المخاوف و ساير المنقصات لها .
أقول : و محصّل مراده عليه السّلام أنّ صحتها مقرونة بالمحنة ، و نعمتها مشفوعة بالنقمة و احسانها معقبة بالاسائة ، و لذّتها مشوبة بالكدورة .
و لكمال الاتصال بين هذه الجملة و بين الجملة التالية لها أعني قوله ( لا تنالون منها نعمة إلاّ بفراق اخرى ) وصل بينهما و لم يفصل بالعاطف ، فانه لما أشار إلى أنّ الدّنيا رنق المشرب ردغ المشرع لذّاتها مشوبة بالكدورات عقّبه بهذه الجملة ،
[ 46 ]
لأنها توكيد و تحقيق و بيان لما سبق ، و فيه زيادة تثبيت له .
و المراد بها أنّ الانسان لا يكون مشغولا بنوع من اللّذات الجسمانية إلاّ و هو تارك لغيره ، و ما استلزم مفارقة نعمة اخرى لا يعدّ في الحقيقة نعمة ملتذا بها .
توضيح ذلك ما أشار إليه الشّارح البحراني : من أنّ كلّ نوع من نعمة فانما يتجدّد شخص منها و يلتذّبه بعد مفارقة مثله ، كلذّة اللّقمة مثلا ، فانّها تستدعى فوت اللّذة باختها السّابقة ، و كذلك لذّة ملبوس شخصى أو مركوب شخصى و سائر ما يعدّ نعما دنيويّة ملتذّا بها ، فانّها إنّما تحصل بعد مفارقة ما سبق من أمثالها ، بل و أعمّ من ذلك فانّ الانسان لا يتهيّأ له الجمع بين الملاذّ الجسمانيّة في وقت واحد ، بل و لا اثنين منها ، فانه حال ما يكون آكلا لا يكون مجامعا و حال ما هو في لذّة الأكل لا يكون يلتذّ بمشروب ، و لا حال ما يكون خاليا على فراشه الوثير يكون راكبا للنزهة و نحو ذلك .
( و لا يعمّر معمّر منكم يوما من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله ) لظهور أنّ بقائك إلى الغد مثلا لا يحصل إلاّ بانقضاء اليوم الذي أنت فيه و هو من جملة أيّام عمرك و بانقضائه ينقص يوم من عمرك ، و تقرب إلى الموت بمقدار يوم ، و اللّذة بالبقاء المستلزم للقرب من الموت ليست لذّة في الحقيقة ( و لا تجدّد له زيادة في أكله إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه ) أي من رزقه المعلوم أنّه رزقه و هو ما وصل إلى جوفه مثلا ، فانّ ما لم يصل جاز أن يكون رزقا لغيره ، و من المعلوم أنّ الانسان لا يأكل لقمة إلاّ بعد الفراغ من أكل اللّقمة الّتي قبلها فهو اذا لا يتجدّد له زيادة في أكله إلاّ بنفاد رزقه السّابق و ما استلزم نفاد الرّزق لا يكون لذيذا في الحقيقة .
( و لا يحيى له أثر الاّ مات له أثر ) قال الشّارح البحراني : أراد بالأثر الذكر أو الفعل ، فانّ ما كان يعرف به الانسان في وقت ما من فعل محمود أو مذموم أو ذكر حسن أو قبيح و يحيى له بين النّاس يموت منه ما كان معروفا به قبله من الآثار و ينسى .
[ 47 ]
( و ) كذلك ( لا يتجدّد له جديد ) من زيادات بدنه و نقصانه و أوقاته ( الاّ بعد أن يخلق له جديد ) إلاّ بتحلّل بدنه و معاقبة شيخوخته بشبابه و مستقبل أوقاته لسالفها .
( و ) كذلك ( لا تقوم له نابتة إلاّ و تسقط منه محصودة ) أراد بالنابتة ما ينشأ من الأولاد و الأحفاد ، و بالمحصودة من يموت من الآباء و الأجداد ، و لذلك قال ( و قد مضت اصول ) يعنى الآباء ( نحن فروعها ) .
و لما استعار الاصول و الفروع اللّذين هما من وصف الأشجار و نحوها للسّلف و الخلف و كان بناء الاستعارة على تناسى التشبيه حسن التّعجب بقوله ( فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله ) لأنّ الشجر إذا انقطع أصله أو انقلع لا يبقى لفرعه قوام ،
و لا يكون له ثبات و مثل هذا التّعجب له المبنى على تناسي التشبيه قول الشّاعر :
فبتّ ألثم عينها و من عجب إنّي اقبّل أسيافا سفكن دمى .
و قد مرّ مثال آخر في التّقسيم السّادس من تقسيمات الاستعارة في أوائل هذا الشّرح .
قال السيّد ره ( منها ) أي بعض هذه الخطبة في النّهى عن متابعة البدعات و التّنبيه على ضلالها و الأمر بالتجنّب عنها ، و قد مضى معنى البدعة و تحقيق الكلام فيها في شرح الكلام السّابع عشر ، و قال الشّارح المعتزلي هنا : البدعة كلّ ما احدث لم يكن على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ، فمنها الحسن كصلاة التراويح ، و منها القبيح كالمنكرات التّي ظهرت في أوائل الخلافة العثمانيّة و إن كانت قد تكلّفت الاعذار عنها .
إذا عرفت ذلك فنقول قوله : ( و ما احدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة ) معناه انّ السّنة مقتضيه لترك البدعة و حرمتها بقوله صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم : كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار ،
فاحداث البدعة يوجب ترك السنة أعنى مخالفة قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم لا محالة ، و في هذا تعريض على الخلفاء في بدعاتهم التي أحدثوها بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم على ما تقدّمت تفصيلها في الخطبة التي رويناها عن أمير المؤمنين عليه السّلام في شرح الخطبة الخمسين فتذكّر .
[ 48 ]
( فاتقوا البدع و الزموا المهيع ) أي الطريق الواضح و النّهج المستقيم و هي الجادّة الوسطى الّتى من سلكها فازونجى ، و من عدل عنها ضلّ و غوى ، و هي الّتي تقدّمت ذكرها في شرح الفصل الثّاني من الكلام السّادس عشر عند شرح قوله هناك : اليمين و الشّمال مضلّة و الطريق الوسطى هى الجادّة ، عليها باقي الكتاب و آثار النّبوة ، و منها منفذ السّنة ، فليراجع ثمّة .
و علّل وجوب التجنّب من البدع و لزوم سلوك المهيع بقوله : ( إنّ عوازم الامور أفضلها ) أراد بها الامور القديمة التي كانت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و على التفسير الآخر الامور المقطوع بصحتّها و الخالية عن الشكوك و الشبهات و المصداق واحد .
( و انّ محدّثاتها شرارها ) لكونها خارجة عن قانون الشريعة مستلزمة للهرج و المرج و المفاسد العظيمة ، ألا ترى إلى البدعة التّي أحدثها عمر من التفضيل في العطاء فضلا عن سائر بدعاته أيّ مفاسد ترتّبت عليها حسب ما عرفتها في شرح الكلام المأة و السّادس و العشرين ، و اللَّه الموفق و المعين .
الترجمة
از جمله خطب شريفه آن امام مبين و وصيّ رسول ربّ العالمين است در مذمّت دنيا و تنبيه بر معائب آن غدّار بى وفا ميفرمايد :
أي گروه مردمان جز اين نيست كه شما در اين دنيا بمنزله هدف و نشانگاهيد كه تير اندازند در او مرگها ، با هر آشاميدنى از شراب دنيا اندوهى است گلو گير ،
و در هر خوردني محنتها است گلو گرفته ، نمىرسيد از دنيا بنعمتي مگر بجدا شدن از نعمت ديگر ، و معمّر نميشود هيچ طويل العمري از شما يك روزي از عمر خود مگر بويرانى يك روز ديگر از عمر او ، و تجديد كرده نميشود از براى او زيادتي در خوردن او مگر به نابود شدن آنچه پيش از اين زيادتي است از روزى
[ 49 ]
او ، و زنده نميشود از براى او اثرى مگر آنكه ميميرد از براى او اثر ديگر ، و تازه نميشود از براى او هيچ تازه مگر بعد از آنكه كهنه شود از براى او تازه ديگر ،
و قائم نميشود از براى او روينده مگر آنكه ميافتد از او روينده خشك شده ، و بتحقيق كه گذشت اصلهائى كه ما فرعهاى ايشانيم يعنى پدرانى كه ما فرزندان ايشانيم ،
پس چه عجب است باقى ماندن فرع بعد از رفتن اصل او .
از جمله فقرات اين خطبه در نهى از متابعت بدعت ميفرمايد :
و پديد آورده نشد هيچ بدعتى مگر آنكه ترك كرده شد بجهت آن بدعت سنّتي ، پس پرهيز نمائيد از بدعتها ، و لازم شويد براه روشن آشكارا ، بدرستى كه أمرهاى قديمه بهترين أمرها است ، و بدرستى كه امور متجدّده تازه پيدا شده بدترين امور است ، زيرا كه مخالف دين خاتم النّبيّين است .