جستجو

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

السادسة عشرة بعد المائة من حكمه عليه السّلام ( 116 ) و سئل عليه السّلام عن قريش فقال : أمّا بنو مخزوم فريحانة قريش تحبّ حديث رجالهم ، و النّكاح في نسائهم ، و أمّا بنو عبد شمس فأبعدها رأيا ، و أمنعها لما وراء ظهورها ، و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا ، و أسمح عند الموت بنفوسنا ، و هم أكثر و أمكر و أنكر ، و نحن أفصح و أنصح و أصبح . المعنى كانت العرب في الجاهليّة متمسكين بالعصبيّة أشدّ تمسّكا ، و يتفاخرون بالاباء و الأمجاد ، و يتكاثرون ، فتفرّقوا طبقات و مراتب ، و تباغضوا و تعادوا بعضهم بعضا حتّى صارت الحرب و العدوان شغلا شاغلا لهم ، و تخلّصت قريش من بينهم اعتصاما بأجداد الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله ، و بالبيت الحرام ، فقرّرت الأشهر الحرم أربعة في كلّ سنة يلوذ كلّ القبائل في ظلّ الأمن إلى الكعبة و الحرم . و لمّا بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله رحمة للعالمين ، و مصلحا للبشر أجمعين دعاهم بالتوحيد و رفض العصبيّة ، و شرع التّمسك بالاخوّة الاسلاميّة ، و نزل سورة في هذا الشأن [ 183 ] « ألهيكم التكاثر حتّى زرتم المقابر » و سعى الاسلام في المنع عن المفاخرات الجاهليّة بكلّ جهد و عناء . و لمّا دبّ بنو اميّة في حجر الاسلام و تمكّنوا من تدبير سياستها القبليّة المشئومة المسمومة في قلب الجامعة الاسلاميّة رجعوا إلى إحياء هذه العادة الجاهليّة الّتي أماتها الاسلام ، فأثاروا العصبيّات ، و أشاعوا المفاخرات حتّى جرّت ذيلها إلى حضرة عليّ عليه السّلام . و لمّا سئل عن قريش و هم قبائل عديدة استخلص منهم هذه الثلاث : بنو مخزوم و بنو عبد شمس ، و بنو هاشم ، و اقتصر على هذا البيان الوجيز و وصف بني مخزوم و هم أفخر قريش و أكثرهم مالا و أوفرهم جمالا ، بما افتخروا به في جاهليتهم و هو أنهم « ريحانه قريش » . و هذا لقب اكتسبوه بين قريش بنفوذهم و ثروتهم و رفاهيّتهم و تنعّم رجالهم و نسائهم . و فسّره عليه السّلام بما هو أشبه بالذمّ من المدح ، فقال : إنّ لبّ هذا الوصف الافتخارى أنّ رجال بني مخزوم حلو اللّسان ، و مليح البيان ، و أهل للمنادمة و الانس الأدبي تحبّ الحديث و المقاولة معهم ، و نساءهم جميلة و صالحة للتعيش و النكاح ، و أين هذا من المعالي الروحية و الاداب الاسلامية الّتي وصف عليه السّلام بها شيعته من أنهم : خمص البطون ، و ذبل الشفاه ، و ما وصف بها المتقون في خطبة الهمام . و وصف بني عبد الشمس « بأنهم أبعدها رأيا ، و أمنعها لما وراء ظهورها » و قد فسّره ابن ميثم بأنهم جيّد الرأى و اولى حميّة ، و لكن الظاهر أنّ المقصود من بعد الرأى بعد نظرهم عن الإسلام و المعارف القرآنية ، فانهم حاربوا الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله و القرآن إلى أن بلغت أرواحهم التراقي ، ثمّ اسلموا كرها ، و أنّى هذا من جودة الرأى . و المقصود من منع ما وراء ظهورهم حبّ الدّنيا و الوله بها مالا و جاها ، و كأنّه إشارة إلى قوله تعالى : « 94 الأنعام « و تركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم » . [ 184 ] و هذا التمنع هو السبب الأكبر في مخالفتهم مع النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و الكيد على الاسلام أكثر من عشرين سنة ، فدبّروا المؤامرات ، و جهّزوا الجيوش ، و وطدوا المعسكرات ليمنعوا ما وراء ظهورهم ، و أنّى هذا من الحميّة و العفّة . و قد كانت هند زوجة أبي سفيان حميم بني عبد شمس إحدى ذوات الأعلام في الجاهليّة . و زوجها يرتكب الفاحشة حتّى مع ذوات الأزواج ، و قصّتها في الفحشاء مع سميّة أمّ ابن زياد معروفة مشهورة ، كيف : و بيتهم بيت الأدعياء ، و دعاتهم و حماتهم من الأدعياء . و يؤيّد ذلك قوله عليه السّلام ( و هم أكثر و أمكر و أنكر ) و هل المراد من قوله : أمكر ، إلاّ أنهم أعوان الشياطين ، و من قوله : أنكر ، إلاّ أنهم من أهل المنكرات الّتي نهى اللَّه عنها في غير موضع من القرآن الشريف . ثمّ وصف بنو هاشم بأنّهم ( أفصح ) لأنّ القرآن جرى على لسان النبيّ الّذي افتخر بعده بجوامع كلمه ( و أنصح ) للامّة لأنّ منهم هداة الخلق و أئمّة الحق ( و أصبح ) لأنّ وجوههم منوّرة بعبادة الحقّ ، و سيماهم في وجوههم من أثر السجود . و قد أطال الشارح المعتزلى كلامه في هذا المقام بذكر المفاخرات القبليّة المنكرة في الاسلام ، و كأنّه استشمّ من كلامه عليه السّلام ما ذكرناه ، فقال في اخريات رواياته الشعريّة مشعرا بالعتاب عليه صلوات اللَّه عليه : و ينبغي أن يقال في الجواب : إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقل هذا الكلام احتقارا لهم ، و لا استصغارا لشأنهم ، و لكن أمير المؤمنين عليه السّلام كان أكثر همّه يوم المفاخرة أنّ يفاخر بني عبد شمس ، لما بينه و بينهم . أقول : و أنت ترى ما في هذا الكلام من التعسّف ، و أين عليّ عليه السّلام من هذه المفاخرات الجاهليّة و خصوصا مع بني عبد شمس ، و أين الثرى من الثريا و الذّهب من الرغام ؟ . [ 185 ] الترجمة پرسيدنش از قريش ، فرمود : أمّا بني مخزوم گل بوستان قريشند ، دوست دارى با مردانشان سخن كنى و زنانشانرا جفت بگيرى . و أمّا بني عبد شمس بنى اميه تيره آنهايند در رأى دورترند و در حفظ آنچه دارند كوشاترند . و أمّا ما بنى‏هاشم در آنچه داريم بخشنده‏تريم ، و در پيكار جانبازتر ، آنان در شمار بيشترند و نيرنگ بازتر و زشت كردارتر ، و ما شيواتر و اندرزگوتر و زيباتر . از علي پرسش شد از وضع قريش گفت بن مخزوم گل باشند و عيش مردمي شيرين زبان و خوش‏سخن از زنانشان جفت بايد خواستن عبد شمسيهاش دور انديشتر حافظان مال و منصب بيشتر ما ببذل مال زانان در سبق بيش از آنان پر دل و جانباز حق أكثرند و أمكرند و زشتتر أفصحيم و أنصح خوش كيشتر