جستجو

و من خطبة له ع خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير صاحب معاوية لعين التمر و فيها يبدي عذره و يستنهض الناس لنصرته

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 300 ] 39 و من خطبة له ع مُنِيتُ بِمَنْ لاَ يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ وَ لاَ يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ لاَ أَبَا لَكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ أَ مَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَ لاَ حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً وَ أُنَادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً فَلاَ تَسْمَعُونَ لِي قَوْلاً وَ لاَ تُطِيعُونَ لِي أَمْراً حَتَّى تَكْشِفَ اَلْأُمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ اَلْمَسَاءَةِ فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَأْرٌ وَ لاَ يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ اَلْجَمَلِ اَلْأَسَرِّ وَ تَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ اَلنِّضْوِ اَلْأَدْبَرِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى اَلْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ قال الرضي رحمه الله قوله ع متذائب أي مضطرب من قولهم تذاءبت الريح أي اضطرب هبوبها و منه سمي الذئب ذئبا لاضطراب مشيته منيت أي بليت و تحمشكم تغضبكم أحمشه أي أغضبه و المستصرخ المستنصر و المتغوث القائل وا غوثاه . [ 301 ] و الجرجرة صوت يردده البعير في حنجرته و أكثر ما يكون ذلك عند الإعياء و التعب و الجمل الأسر الذي بكركرته دبرة و النضو البعير المهزول و الأدبر الذي به دبر و هو المعقور من القتب و غيره . هذا الكلام خطب به أمير المؤمنين ع في غارة النعمان بن بشير الأنصاري على عين التمر أمر النعمان بن بشير مع علي و مالك بن كعب الأرحبي ذكر صاحب الغارات أن النعمان بن بشير قدم هو و أبو هريرة على علي ع من عند معاوية بعد أبي مسلم الخولاني يسألانه أن يدفع قتلة عثمان إلى معاوية ليقيدهم بعثمان لعل الحرب أن تطفأ و يصطلح الناس و إنما أراد معاوية أن يرجع مثل النعمان و أبي هريرة من عند علي ع إلى الناس و هم لمعاوية عاذرون و لعلي لائمون و قد علم معاوية أن عليا لا يدفع قتلة عثمان إليه فأراد أن يكون هذان يشهدان له عند أهل الشام بذلك و أن يظهر عذره فقال لهما ائتيا عليا فانشداه الله و سلاه بالله لما دفع إلينا قتلة عثمان فإنه قد آواهم و منعهم ثم لا حرب بيننا و بينه فإن أبى فكونوا شهداء الله عليه . و أقبلا على الناس فأعلماهم ذلك فأتيا إلى علي ع فدخلا عليه فقال له أبو هريرة يا أبا حسن إن الله قد جعل لك في الإسلام فضلا و شرفا أنت ابن عم محمد رسول الله ص و قد بعثنا إليك ابن عمك معاوية يسألك أمرا تسكن به هذه [ 302 ] الحرب و يصلح الله تعالى ذات البين أن تدفع إليه قتلة عثمان ابن عمه فيقتلهم به و يجمع الله تعالى أمرك و أمره و يصلح بينكم و تسلم هذه الأمة من الفتنة و الفرقة ثم تكلم النعمان بنحو من ذلك . فقال لهما دعا الكلام في هذا حدثني عنك يا نعمان أنت أهدى قومك سبيلا يعني الأنصار قال لا قال فكل قومك قد اتبعني إلا شذاذا منهم ثلاثة أو أربعة أ فتكون أنت من الشذاذ فقال النعمان أصلحك الله إنما جئت لأكون معك و ألزمك و قد كان معاوية سألني أن أؤدي هذا الكلام و رجوت أن يكون لي موقف اجتمع فيه معك و طمعت أن يجري الله تعالى بينكما صلحا فإذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملازمك و كائن معك . فأما أبو هريرة فلحق بالشام و أقام النعمان عند علي ع فأخبر أبو هريرة معاوية بالخبر فأمره أن يعلم الناس ففعل و أقام النعمان بعده شهرا ثم خرج فارا من علي ع حتى إذا مر بعين التمر أخذه مالك بن كعب الأرحبي و كان عامل علي ع عليها فأراد حبسه و قال له ما مر بك بيننا قال إنما أنا رسول بلغت رسالة صاحبي ثم انصرفت فحبسه و قال كما أنت حتى أكتب إلى علي فيك فناشده و عظم عليه أن يكتب إلى علي فيه فأرسل النعمان إلى قرظة بن كعب الأنصاري و هو كاتب عين التمر يجبي خراجها لعلي ع فجاءه مسرعا فقال لمالك بن كعب خل سبيل ابن عمي يرحمك الله فقال يا قرظة اتق الله و لا تتكلم في هذا فإنه لو كان من عباد الأنصار و نساكهم لم يهرب من أمير المؤمنين إلى أمير المنافقين . فلم يزل به يقسم عليه حتى خلى سبيله و قال له يا هذا لك الأمان اليوم و الليلة [ 303 ] و غدا و الله إن أدركتك بعدها لأضربن عنقك فخرج مسرعا لا يلوي على شي‏ء و ذهبت به راحلته فلم يدر أين يتسكع من الأرض ثلاثة أيام لا يعلم أين هو فكان النعمان يحدث بعد ذلك يقول و الله ما علمت أين أنا حتى سمعت قول قائلة تقول و هي تطحن شربت مع الجوزاء كأسا روية و أخرى مع الشعرى إذا ما استقلت معتقة كانت قريش تصونها فلما استحلوا قتل عثمان حلت فعلمت أني عند حي من أصحاب معاوية و إذا الماء لبني القين فعلمت أني قد انتهيت إلى الماء . ثم قدم على معاوية فخبره بما لقي و لم يزل معه مصاحبا لم يجاهد عليا و يتتبع قتلة عثمان حتى غزا الضحاك بن قيس أرض العراق ثم انصرف إلى معاوية و قد كان معاوية قال قبل ذلك بشهرين أو ثلاثة أ ما من رجل أبعث به بجريدة خيل حتى يغير على شاطئ الفرات فإن الله يرعب بها أهل العراق فقال له النعمان فابعثني فإن لي في قتالهم نية و هوى و كان النعمان عثمانيا قال فانتدب على اسم الله فانتدب و ندب معه ألفي رجل و أوصاه أن يتجنب المدن و الجماعات و ألا يغير إلا على مصلحة و أن يعجل الرجوع . فأقبل النعمان بن بشير حتى دنا من عين التمر و بها مالك بن كعب الأرحبي الذي جرى له معه ما جرى و مع مالك ألف رجل و قد أذن لهم فرجعوا إلى الكوفة فلم يبق معه إلا مائة أو نحوها فكتب مالك إلى علي ع أما بعد فإن النعمان بن بشير قد نزل بي في جمع كثيف فرأيك سددك الله تعالى و ثبتك و السلام . فوصل الكتاب إلى علي ع فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال [ 304 ] اخرجوا هداكم الله إلى مالك بن كعب أخيكم فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع من أهل الشام ليس بالكثير فانهضوا إلى إخوانكم لعل الله يقطع بكم من الكافرين طرفا ثم نزل . فلم يخرجوا فأرسل إلى وجوههم و كبرائهم فأمرهم أن ينهضوا و يحثوا الناس على المسير فلم يصنعوا شيئا و اجتمع منهم نفر يسير نحو ثلاثمائة فارس أو دونها فقام ع فقال ألا إني منيت بمن لا يطيع الفصل الذي شرحناه إلى آخره ثم نزل . فدخل منزله فقام عدي بن حاتم فقال هذا و الله الخذلان على هذا بايعنا أمير المؤمنين ثم دخل إليه فقال يا أمير المؤمنين إن معي من طيئ ألف رجل لا يعصونني فإن شئت أن أسير بهم سرت قال ما كنت لأعرض قبيلة واحدة من قبائل العرب للناس و لكن اخرج إلى النخيلة فعسكر بهم و فرض علي ع لكل رجل سبعمائة فاجتمع إليه ألف فارس عدا طيئا أصحاب عدي بن حاتم . و ورد على علي ع الخبر بهزيمة النعمان بن بشير و نصرة مالك بن كعب فقرأ الكتاب على أهل الكوفة و حمد الله و أثنى عليه ثم نظر إليهم و قال هذا بحمد الله و ذم أكثركم . فأما خبر مالك بن كعب مع النعمان بن بشير قال عبد الله بن حوزة الأزدي قال كنت مع مالك بن كعب حين نزل بنا النعمان بن بشير و هو في ألفين و ما نحن إلا مائة فقال لنا قاتلوهم في القرية و اجعلوا الجدر في ظهوركم و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة و اعلموا أن الله تعالى ينصر العشرة على المائة و المائة على الألف و القليل على الكثير ثم قال إن أقرب من هاهنا إلينا من شيعة أمير المؤمنين و أنصاره و عماله قرظة بن كعب [ 305 ] و مخنف بن سليم فاركض إليهما فأعلمهما حالنا و قل لهما فلينصرانا ما استطاعا فأقبلت أركض و قد تركته و أصحابه يرمون أصحاب ابن بشير بالنبل فمررت بقرظة فاستصرخته فقال إنما أنا صاحب خراج و ليس عندي من أعينه به فمضيت إلى مخنف بن سليم فأخبرته الخبر فسرح معي عبد الرحمن بن مخنف في خمسين رجلا و قاتل مالك بن كعب النعمان و أصحابه إلى العصر فأتيناه و قد كسر هو و أصحابه جفون سيوفهم و استقبلوا الموت فلو أبطأنا عنهم هلكوا فما هو إلا أن رآنا أهل الشام و قد أقبلنا عليهم فأخذوا ينكصون عنهم و يرتفعون و رآنا مالك و أصحابه فشدوا عليهم حتى دفعوهم عن القرية فاستعرضناهم فصرعنا منهم رجالا ثلاثة و ارتفع القوم عنا و ظنوا أن وراءنا مددا و لو ظنوا أنه ليس غيرنا لأقبلوا علينا و لأهلكونا و حال الليل بيننا و بينهم فانصرفوا إلى أرضهم و كتب مالك بن كعب إلى علي ع أما بعد فإنه نزل بنا النعمان بن بشير في جمع من أهل الشام كالظاهر علينا و كان عظم أصحابي متفرقين و كنا للذي كان منهم آمنين فخرجنا إليهم رجالا مصلتين فقاتلناهم حتى المساء و استصرخنا مخنف بن سليم فبعث إلينا رجالا من شيعة أمير المؤمنين و ولده فنعم الفتى و نعم الأنصار كانوا فحملنا على عدونا و شددنا عليهم فأنزل الله علينا نصره و هزم عدوه و أعز جنده و الحمد لله رب العالمين و السلام على أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته . [ 306 ] و روى محمد بن فرات الجرمي عن زيد بن علي ع قال قال علي ع في هذه الخطبة أيها الناس إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني و ضربتكم بالدرة فأعييتموني أما إنه سيليكم بعدي ولاة لا يرضون عنكم بذلك حتى يعذبوكم بالسياط و بالحديد فأما أنا فلا أعذبكم بهما إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة و آية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم فيأخذ العمال و عمال العمال رجل يقال له يوسف بن عمرو و يقوم عند ذلك رجل منا أهل البيت فانصروه فإنه داع إلى الحق . قال و كان الناس يتحدثون أن ذلك الرجل هو زيد ع