جستجو

و من كتاب له ع إلى زياد ابن أبيه و هو خليفة عامله عبد الله بن عباس على البصرة و عبد الله عامل أمير المؤمنين ع يومئذ عليها و على كور الأهواز و فارس و كرمان و غيرها

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 330 ] و من كتاب ( كلام خ ل ) له عليه السّلام الى زياد بن ابيه و هو خليفة عامله عبد اللّه بن العباس على البصرة ( و عبد الله عامل أمير المؤمنين عليه السلام يومئذ عليها و على كور الاهواز و فارس و كرمان نسخة ) . و هو المختار العشرون من باب الكتب و الرسائل : و إنّي أقسم باللّه قسما صادقا لئن بلغني أنّك خنت من فيى‏ء المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا لأشدّنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر ، ثقيل الظّهر ، ضئيل الأمر ، و السّلام . المصدر أتى بالكتاب ابن واضح الأخباري الكاتب المعروف باليعقوبي في تاريخه ( ص 180 ج 2 طبع النجف 1358 ه ق ) ، قال : كتب يعني أمير المؤمنين عليه السّلام إلى زياد و كان عامله على فارس : أمّا بعد فإنّ رسولي أخبرني بعجب ، زعم أنّك قلت له فيما بينك و بينه إنّ الأكراد هاجت بك فكسرت عليك كثيرا من الخراج و قلت له : لا تعلم بذلك أمير المؤمنين يا زياد و اقسم باللّه إنّك لكاذب و لئن لم تبعث بخراجك لأشدّنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر ، ثقيل الظهر إلاّ أن تكون لما كسرت من الخراج محتملا ، انتهى . و الظّاهر أنّهما كتاب واحد روى على نسختين ، و إن أمكن أن يكون كلّ واحد منهما كتابا على حياله . [ 331 ] اللغة ( خنت ) مشتق من الخيانة بمعنى نقيض الأمانة ، يقال : خانه في كذا يخونه خونا و خيانة و خانة و مخانة من باب نصر : إذا اوتمن فلم ينصح ، قال الراغب في المفردات : الخيانة و النّفاق واحد إلاّ أنّ الخيانة تقال اعتبارا بالعهد و الأمانة ، و النّفاق يقال اعتبارا بالدّين ثمّ يتداخلان ، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، و نقيض الخيانة : الأمانة ، يقال : خنت فلانا و خنت أمانة فلان و على ذلك قوله : « لا تخونوا اللّه و الرّسول و تخونوا أماناتكم » . ( فيى‏ء ) و قد تقدّم معناه و الفرق بينه و بين الغنيمة و الأنفال على التفصيل في شرح المختار 230 من باب الخطب ( ج 15 ص 23 ) . ( لأشدّنّ عليك ) شدّ على العدوّ شدّا و شدّة و شدودا من بابى نصر و ضرب أي حمل عليه يقال : شدّوا عليهم شدّة صادقة . ( تدعك ) أي تتركك . ( الوفر ) بالفتح فالسكون : المال الكثير الواسع ، و الغنى ، و اليسار قال مالك بن الحارث الاشتر النخعي رضوان اللّه عليه ( الحماسة 25 ) : بقيت وفري و انحرفت عن العلا و لقيت أضيافي بوجه عبوس و قال آخر ( البيان و التبيين ص 359 ج 2 ) : رأيت النّاس لمّا قلّ مالي و أكثرت الغرامة ودّعوني فلمّا أن غنيت و ثاب وفري إذاهم لا أبا لك راجعوني ( الظهر ) خلاف البطن ، و هو من الحيوان اعلاه و من الإنسان من لدن مؤخر الكاهل إلى أدنى العجز ، و من الأرض ظاهرها يجمع على أظهر و ظهور و ظهران . ( ضئيل ) في النهاية لابن الأثير : في حديث إسرافيل 1 و إنّه ليتضاءل من خشية اللّه ، و في رواية لعظمة اللّه أي يتصاغر تواضعا له ، و يقال : تضاءل الشي‏ء إذا ----------- ( 1 ) قال الطريحى في المجمع : فى حديث جبرائيل الخ ، منه . [ 332 ] تقبض و انضمّ بعضه إلى بعض فهو ضئيل أي نحيف دقيق حقير ، و قال الطريحي في مجمع البحرين : و مثله حديث وصفه تعالى : هو إله يتضاءل له المتكبرون 1 ، وضؤل الشي‏ء بالهمز و زان قرب فهو ضئيل كقريب : صغير الجسم قليل اللّحم ، انتهى . قال جوّاس الكلبيّ ( الحماسة 632 ) : و كنت إذا أشرفت في رأس رامة تضاءلت إنّ الخائف المتضاءل يقول : إنّك حينئذ متى أشرفت في رأس هذه الهضبة تخاشعت و تذلّلت لاستشعارك الخوف الشديد و استظهارك بالإتّقاء من أعدائك البليغ و الخائف هذا دأبه و عادته قاله المزروقي في الشرح . الاعراب ( لإن ) اللاّم للإيذان و تسمّى اللاّم المؤذنة و الموطّئة أيضا و هي تؤذن من أوّل الأمر بأنّ الجواب بعدها مبنيّ على قسم قبلها لا على الشرط سواء كان ذلك القسم مذكورا كما نحن فيه أو مقدرا كقوله تعالى : و إن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الّذين كفروا منهم عذاب أليم ( المائدة 78 ) فقوله تعالى « ليمسّنّ » جواب قسم محذوف و سدّ مسدّ جواب الشرط الّذي هو « و إن لم ينتهوا » . و كقوله تعالى : ألم تر إلى الّذين نافقوا يقولون لإخوانهم الّذين كفرا من أهل المكاتب لئن اخرجتم لنخرجنّ معكم و لا نطبع فيكم أحداً أبداً و إن قوتلتم لننصرنكم و اللّه يشهد انّهم لكاذبون لئن اخرجوا لا يخرجون معهم و لئن قوتلوا لا ينصرونهم و لئن نصروهم ليولنّ الأدبار ثمّ لا ينصرون ( الحشر 14 ) فاللاّم في لئن الأربعة للقسم و في ليولنّ جواب القسم و استغنى به عن جواب الشرط في المواضع الخمسة . ----------- ( 1 ) في خطبة العيدين لامير المؤمنين على عليه السلام كما رواه الصدوق في الفقيه و أتى به الفيض في الوافى ( ص 196 ج 5 ) : و هو اله لها و قاهر يذل له المتعززون و يتضاءل له المتكبرون الخ ، منه . [ 333 ] ( لأشدّنّ ) اللاّم لام جواب القسم نحو قوله تعالى في سورة يوسف : تاللّه لقد آثرك اللّه علينا ، و في سورة الأنبياء : و تا اللّه لأكيدنّ أصنامكم و كلامه عليه السّلام كان وزان قوله تعالى : لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم و ليمسنّكم منّا عذاب أليم ( يس 19 ) و هذا الجواب للقسم سدّ مسد جواب الشرط الّذي هو : لئن بلغني فاستغنى به عن جواب الشرط . و حرف إن في لإن من أداة الشرط ، و جملة بلغني فعل الشرط ، أنّك خنت الخ مأوّل بالمصدر فاعل بلغني ، شيئا مفعول به لقوله خنت ، صغيرا و كبيرا صفتان له ، جملة ( تدعك ) صفة للمصدر و يرجع ضمير الفعل إليه و كلّ واحد من قليل الوفر و أخويه حال للضمير المنصوب في تدعك ، خبر السّلام محذوف أي و السلام على من اتّبع الهدى ، أو السلام لأهله ككتبه اللاتية . المعنى زياد بن أبيه هو زياد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن اميّة ، و يقال زياد بن أبيه و زياد بن امّه و زياد بن سميّة ، و امّه سميّة هي جارية الحارث بن كلدة و كان يطؤها بملك اليمين كما في الاستيعاب لابن عبد البرّ ، و اسد الغابة لابن الأثير ، و الاصابة لابن حجر . كان يكنّى أبا المغيرة ، ليست له صحبة و لا رواية و كان رجلا عاقلا في دنياه ، داهية خطيبا له قدر و جلالة عند أهل الدّنيا ، كما في الاستيعاب و روى بإسناده عن أبيصالح عن ابن عبّاس قال : بعث عمر بن الخطّاب زيادا في اصلاح فساد وقع باليمن فرجع من وجهه ، و خطب خطبة لم يسمع النّاس مثلها فقال عمرو بن العاصي : أما و اللّه لو كان هذا الغلام قرشيّا لساق العرب بعصاه فقال أبو سفيان : و اللّه إنّي لأعرف الّذي وضعه في رحم امّه ، فقال له عليّ بن أبي طالب : و من هو يا أبا سفيان ؟ قال : أنا الخ . [ 334 ] و قال : قال الشاعر : زياد لست أدري من أبوه و لكن الحمار أبو زياد و قال ابن النديم في أوّل الفن الأول من المقالة الثالثة من الفهرست ( ص 131 طبع مصر ) : قال محمّد بن إسحاق : قرأت بخطّ أبي الحسن ابن الكوفي أوّل من ألّف في المثالب كتابا زياد بن أبيه فإنّه لما ظفر عليه و على نسبه عمل ذلك و دفعه إلى ولده و قال : استظهروا به على العرب فإنّهم يكفون عنكم انتهى كلامه . و قد روي أنّ أوّل من دعاه ابن أبيه عائشة حين سئلت لمن يدعى و سيأتي إن شاء اللّه تعالى تمام الكلام في ذلك في شرح المختار 44 من باب الكتب المعنون بقول الرّضي و من كتاب له عليه السّلام إلى زياد بن أبيه و قد بلغه أنّ معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه . ثمّ إنّ ما جعلناه بين الهلالين في عنوان الكتاب ليس بمذكور في نسخة الرضي و كانّه هامشة الحقت بالمتن . و قال أبو جعفر الطبري في التاريخ : أمّر عليّ عليه السّلام ابن عبّاس على البصرة و ولّى زيادا الخراج و بيت المال ، و أمر ابن عبّاس أن يسمع منه إلى آخر ما تقدّم في شرح المختار الثّاني من باب الكتب و الرسائل ( ص 96 ج 17 ) . و قال ابن قتيبة في الإمامة و السياسة ( ص 85 ج 1 ) : ذكروا أنّ عليّا لما صار من البصرة بعد فراغه من أصحاب الجمل استعمل عليها عبد اللّه بن عبّاس و قال له : اوصيك بتقوى اللّه إلى أن قال : فلم يلبث عليّ عليه السّلام حين فدم الكوفة و أراد المسير إلى الشام أن أنضمّ إليه ابن عبّاس ، و استعمل على البصرة زياد بن أبي سفيان . و حاصل الفصل أنّ الامير عليه السّلام لما اطّلع على أنّ زيادا خان بيت المال و فيى‏ء المسلمين كما في تاريخ اليعقوبي هدّده و رعّبه بأنّه إن لم يبعث إليه ما خان ليحملنّ عليه حملة صادقة تدعه قليل المال بطرده عن المناصب ، أو بأخذه ماله من يده تقاصّا ، و تدعه ثقيل الظهر بأعمال شاقّة و امور مزمنة مفضحة لا يقدر بها على [ 335 ] القيام و الإرتقاء إلى معالي الامور و كأنّ من هذا القبيل قول سعد بن أبي وقاص في جواب معاوية : فانّ الشرّ أصغره كثير و إنّ الظهر تثقله الدّماء أو يفقره على حدّ يصعب عليه مؤنة عياله فإنّ كون ثقل الظهر كناية عن نحو هذا المعنى غير عزيز في محاوراتهم ، و منه حديث أمير المؤمنين عليه السّلام : من أراد البقاء و لا بقاء فليباكر بالغداء ، و ليجود الحذاء ، و ليخفّف الرّداء ، و ليقلّ من مجامعة النساء قيل : و ما خفّة الرداء ؟ قال : قلّة الدين ، و لكنّ إرادة هذا الوجه من كلامه هذا لا يخلو من بعد فتأمّل . أو تدعه ثقيل الظهر بأوزاره و آثامه أي على أنّه لا مال له ينتفع به ، كانت عليه تبعاته و ذنوبه فهو في الدّنيا و الاخرة من الخاسرين . و تدعه ضئيل الأمر أي حقيرا خامل الذكر ، دنيّ المرتبة ، لا منزلة و لا قدر له عند النّاس لأنّه إنّما كان له شأن و نباهة بتولّيه معالي الامور من قبل الأمير عليه السّلام فإذا عزله عن منصبه مع كونه قليل المال و معروفا بالخيانة فلا قدر له عندهم ، بل لا يساوى فردا خامل الذكر لاشتهاره بالخيانة و عزله عن منصبه بخيانته . الترجمة اين نامه‏ايست كه أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام به زياد بن أبيه نوشت در حاليكه از طرف عبد اللّه بن عبّاس عامل أمير المؤمنين عليه السّلام بر بصره حكومت داشت : و من سوگند راست بخدا ياد ميكنم كه اگر بمن خبر رسد تو از غنيمت مسلمانان چيزى خرد يا بزرگ خيانت كرده‏اى چنان بر تو سخت بگيرم كه كم مال و گران پشت و ناچيز بماني ، و السلام .