جستجو

و من كلام له ع قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفين

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 150 ] و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الثانى و العشرون من المختار فى باب الخطب قاله للاصحاب فى ساعة الحرب و أيّ امرء منكم أحسّ من نفسه رباطة جاش عند اللّقاء ، و راى من أحد من إخوانه فشلا ، فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته الّتي فضّل بها عليه كما يذبّ عن نفسه ، فلو شاء اللّه لجعله مثله ، إنّ الموت طالب حثيث ، لا يفوته المقيم ، و لا يعجزه الهارب ، إنّ أكرم الموت القتل ، و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش . اللغة ( ربطه ) يربطه من بابى نصر و ضرب شدّه ، قال الفيروز آبادى و رابط الجاش و ربيطه شجاع و ربط جاشه رباطه بالكسر أشدّ قلبه و اللّه على قلبه ألهمه الصبر و قوّاه و ( النجدة ) الشجاعة قال الشارح المعتزلي ( الميتة ) بالكسر هيئة الموت كالجلسة و الركبة هيئة الجالس و الراكب يقال مات فلان ميتة حسنة قال : و المروىّ في نهج البلاغة بالكسر في أكثر الروايات ، و قد روى من موتة ، و هو الأليق يعني المرّة الواحدة ليقع في مقابل الألف الاعراب أىّ شرطية مرفوعة على الابتداء ، و جملة أحسن خبر ، و جملة فليذبّ جواب و الباقي واضح . [ 151 ] المعنى اعلم أنّ هذا الكلام ( قاله عليه السّلام للأصحاب في ساعة الحرب ) و لم أظفر بعد على أنه أىّ حرب ، و المقصود به امرهم بقضاء حقّ الاخوّة و رعاية شرايط المواساة و المحبة و الذّب عن اخوانهم المسلمين و حماية بيضة الاسلام و حوزة الدّين قال عليه السّلام ( و أىّ امرء منكم أحسّ ) أى علم و وجد ( من نفسه رباطة جاش ) و قوّة قلب ( عند اللّقاء ) أى عند القتال و لقاء الأبطال ( و رأى من أحد من اخوانه ) المؤمنين ( فشلا ) و جبنا ( فليذبّ ) أى ليدفع المكروه ( عن أخيه بفضل نجدته ) و شجاعته ( التي فضّل ) أى فضّله اللّه ( بها عليه كما يذبّ ) و يدفع ( عن نفسه ) بنهاية الاهتمام و الجدّ ( فلو شاء اللّه لجعله مثله ) أى لجعل أخاه الجبان شجاعا مثله ، و حيث آثره بتلك النعمة و تفرّد بهذه الفضيلة و اختصّ بها و لم يجعل أخوه مثله فلا بدّ له من القيام بوظائف النعم و التشكّر بالدفع عن الآخر و ذلك ل ( أنّ الموت طالب ) للانسان ( حثيث ) أى سريع في طلبه ( لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب ) يعنى لا يخلص 1 منه الراضي به المقيم له ، و لا ينجو منه السّاخط له الهارب عنه ، و مع ذلك فلا ينبغي للعاقل أن يختار الفرار على القرار ، و يؤثر البقاء على اللقاء ، مع ايجابه العارفى الأعقاب ، و النار يوم الحساب ----------- ( 1 ) قال الشاعر : ارى الموت لقيام الكرام و يصطفى عقيلة مال الفاحش المتشدّد ارى العيش كنزا ناقصا كلّ ليلة و ما تنقص الايام و الدّهر ينفد لعمرك ان الموت ما أخطأ الفتى لكاء لطول المرخى و ثنياه باليد يعنى ارى الموت يختار الكرام بالافناء و يصطفى كريمة مال البخيل بالابقاء أو انه يعم الجواد و البخلاء فيصطفى الكرام و كرائم اموال البخلاء أى لا خلاص منه لواجد من الصنفين فلا يجدى البخيل بخله و الجواد جوده و قوله في البيت الثالث لكاء لطول المرخى الطول الحبل الذى يطول للدابة لترعى فيه و الارخاء الارسال و الثنى الطرف و الجمع الاثناء يقول اقسم بحياتك ان الموت في مدة اخطائه الفتى بمنزلة حبل طول للدابة ترعى فيه و طرفاه بيد صاحبه يريد انه لا يتخلص منه كما ان الدابة لا تفلت مادام صاحبها اخذ بطرفى طولها منه [ 152 ] و أيضا قال ( إنّ أكرم الموت القتل ) حيث إنّه موجب للذكر الجميل في الدّنيا و الأجر الجزيل في العقبا و مع ذلك فلا يجوز للبصير تفويت هذا النفع الكثير على نفسه و الاقدام على الموت بحتف أنفه قال الشاعر : و إن تكن الأبدان للموت انشئت فقتل امرء و اللّه بالسيف أفضل ثمّ حاول عليه السّلام تحريص أصحابه و تحريضهم على الجهاد و الثبات عليه و جعل طباعهم مناسبة لطبيعته فقال ( و الذى نفس ابن أبيطالب بيده لألف ضربة بالسّيف أهون علىّ ) و أسهل ( من ميتة على الفراش ) . فان قلت : حلفه ذلك هل هو على الحقيقة أو من باب المجاز و المبالغة ترغيبا لأصحابه في الجهاد ؟ قلت : بل هو على حقيقته ، لأنّه لفرط محبّته في اللّه و منتهى شوقه إلى اللّه و غاية رغبته في ابتغاء مرضات اللّه سبحانه كان في أعلى مراتب الفناء في اللّه و البقاء باللّه ، فارغا عن نفسه في جنب مولاه ، و مع ذلك الحال لا تأثير فيه لضربات السيوف و طعنات الرّماح البتّة و يشهد بذلك ما رواه غير واحد من أنه عليه السّلام قد أصابت رجله الشريف نشابة في غزوة صفّين و لم يطق الجرّاحون إخراجها من رجله لاستحكامها فيه ، فلما قام إلى الصّلاة أخرجوها حين كونه في السجدة ، فلما فرغ من الصّلاة علم باخراجه و حلف أنه لم يحس ذلك أصلا و يؤيد ذلك ما عن الخرائج مسندا عن أبي جعفر عليه السّلام قال الحسين عليه السّلام قبل أن يقتل إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال : يا بنىّ انّك ستساق إلى العراق و هى أرض قد التقى بها النّبيون و أوصياء النّبيين ، و هى أرض تدعى غمور او أنك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد ، و تلى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : يا نار كونى بردا و سلاما على إبراهيم ، يكون الحرب عليك و عليهم سلما ، الحديث وجه التأييد أنّ أصحاب الحسين عليه السّلام مع كونهم من أدنى عبيد أمير المؤمنين إذا لم يجدوا ألم الحديد بما فيهم من المحبّة و الشوق إلى لقاء الحقّ فكيف به عليه السّلام [ 153 ] مع خوضه في بحار المعرفة و كماله في مقام المحبّة . هذا كلّه على ما في أكثر النسخ من رواية كلامه عليه السّلام كما أوردنا و في نسخة الشارح المعتزلي هكذا : لألف ضربة بالسيف أهون من ميتة على فراش في غير طاعة اللّه ، و عليه فلا اشكال أصلا لأنّ ألم السيوف دنيوىّ ، و الميتة على الفراش بغير الطاعة معقبة للألم الاخروى ، و الأوّل أهون و أسهل من الثاني لا محالة و لعذاب الآخرة أشدّ و أبقى . و العجب من الشارح أنه حمل ذلك على المجاز و المبالغة حيث قال ، بعد ايراد كلامه عليه السّلام على ما حكينا من نسخته : الواجب أن يحمل كلامه إمّا على جهة التحريص فيكون قد بالغ كعادة العرب و الخطباء في المبالغات المجازية ، و إمّا أن يكون أقسم على أنه يعتقد ذلك و هو صادق فيما اقسم لأنّه هكذا كان يعتقد بناء على ما هو مركوز في طبعه من محبّة القتال و كراهيّة الموت على الفراش ، انتهى . و فيه ما فيه . الترجمة از جمله كلام آنحضرتست كه فرموده آنرا بأصحاب خود در ساعت جنگ و هر مردى از شما كه احساس كند و بفهمد از نفس خود قوت قلب را هنگام ملاقات أعداء و ببيند از يكى از برادران خود ترس و جبن را پس بايد كه دفع نمايد از برادر خود بزيادتى شجاعت خود كه تفضيل داده شده بآن شجاعت ببرادر خود همچنانكه دفع ميكند از نفس خود ، پس اگر ميخواست خداوند تعالى هر آينه ميگردانيد او را در شجاعت مثل آن ، بدرستيكه مرگ طلب كننده است شتابان كه فوت نميشود از او اقامت كننده ، و عاجز نميكند او را گريزنده ، بدرستيكه كه گرامى‏ترين مرگ كشته شدن است ، بحق آنكسيكه جان پسر أبي طالب بيد قدرت او است هر آينه هزار ضربت با شمشير سهل و آسان‏تر است بر من از مردن بر روى بستر . [ 154 ] و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الثالث و العشرون من المختار فى باب الخطب و كأنّي أنظر إليكم تكشّون كشيش الضّباب ، لا تأخذون حقّا ، و لا تمنعون ضيما ، قد خلّيتم و الطّريق ، فالنّجاة للمقتحم ، و الهلكة للمتلوّم . اللغة ( كششت ) الأفعى كشيشا من باب ضرب إذا صاتت من جلدها لا من فمها قال الشارح المعتزلي : الكشيش الصوت يشوبه خور مثل الخشخشة قال الراجز : كشيش افعى اجمعت بعض فهى تحكّ بعضها ببعض و عن النهاية كشيش الافعى صوت جلدها إذا تحرّكت ، و قد كشت تكش و ليس صوت فمها لأنّ ذلك فصحيحها ، و ( الضبّ ) دابة بريّة و جمعه ضباب بالكسر كسهم و سهام الاعراب جملة لا تأخذون آه في محلّ النصب على الجال من فاعل تكشّون ، و الطريق منصوب على المفعول معه المعنى اعلم أنّ المستفاد من بعض نسخ النّهج أنّ هذا الكلام و كذلك الكلام الآتي كليهما من فصول الكلام السّابق ، حيث إنّ العنوان فيه في كلّ منهما بلفظ منه و في بعضها عنوان ذلك بلفظ منه ، و عنوان ما يتلوه بلفظ و من كلام له عليه السّلام و في نسخة ثالثة العنوان في كلّ منهما بلفظ منها ، و الظاهر أنّه سهو من النساخ لأنّ العنوان فيما سبق حسبما عرفت بلفظ و من كلام له عليه السّلام فلا يناسبه ارجاع الضمير المؤنث إليه و لعلّ الأظهر أنّ كلاّ منها كلام مستقلّ لعدم ارتباط أحدها بالآخر ، حيث إنّ الكلام السابق حسبما عرفت قاله للأصحاب في ساعة الحرب للتحريض و التشجيع [ 155 ] و هذا الكلام كما ترى وارد في مقام التوبيخ و التقريع لهم ، و الكلام الآتي وارد في مقام تعليم رسوم الحرب ، فلا مناسبة لأحدها مع الآخر لو لم يكن الوسط مصادّا لهما ، اللّهمّ إلاّ أن يكون السيد ( ره ) قد اسقط ما يوجب الائتلاف و الارتباط على ما جرت عليه عادته في الكتاب من الاسقاط و الالتقاط ، و بعض فقرات هذا الكلام يأتي في رواية الارشاد ، و هو أيضا يخيّل كونه كلاما مستقلا ، و ستطّلع في شرح الكلام الآتي ما يفيد استقلاله أيضا . و كيف كان فقد قال عليه السّلام لأصحابه ( و كأنّي أنظر إليكم ) بما فيكم من الجبن و الفشل ( تكشّون كشيش الضباب ) المجتمعة يعني أنّ أصواتكم غمغمة بينكم من الهلع الذي قد اعتراكم ، فهى أشبه شي‏ء بأصوات الضباب ، أو المراد بيان حالهم في الازدحام و الهزيمة ( لا تأخذون ) للّه ( حقّا و لا تمنعون ضيما ) و ذلاّ ( قد خلّيتم و الطريق ) أى طريق الآخرة ( فالنجاة للمقتحم و الهلكة للمتلوّم ) أى النجاة في الدنيا من العار و في الآخرة من النار للداخل في الجهاد و المقدم عليه ، و الهلاك الدائم للمتوقف عن القتال المتثبّط فيه ، أو أنّ النجاة من سيف الأعداء للمطرق المقدم ، لانه مع اقدامه و تجلّده يرتاع له خصمه و ينخذل عنه نفسه و الهلاك بسيف الأعداء للمتثبط المتلوّم لأنّ نفس خصمه تقوى عليه و طمعه يزداد فيه كما هو مشاهد بالعيان و تشهد به التجربة و الوجدان و في هذا المعنى قال : ذق الموت ان شئت العلى و اطعم الرّدى قتيل الأماني بالمنيّة مكتوب خض الحتف تأمن خطة الخسف انما يبوح ضرام الخطب و الخطب مشيوب تنبيه يشبه أن يكون هذا الكلام ملتقطا من كلام له عليه السّلام رواه في البحار من الارشاد قال : من كلامه صلوات اللّه عليه في هذا المعنى 1 بعد حمد اللّه و الثناء عليه : ما أظن هؤلاء القوم يعني أهل الشام إلاّ ظاهرين عليكم ، فقالوا له : بما ذا ----------- ( 1 ) اى فى استنفار القوم الى الجهاد و استبطائهم عنه بعد بلوغ خبر مسير بسر بن ارطاة الى اليمن كما سبق اليه الاشارة فى الارشاد ، منه [ 156 ] يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السّلام : أرى أمورهم قد علت ، و نيرانكم قد خبت ، و أراهم جادين ، و أراكم و انين ، و أراهم مجتمعين ، و أراكم متفرّقين ، و أراهم لصاحبهم مطيعين ، و أراكم لى عاصين ، أم و اللّه لئن ظهروا عليكم لتجدنّهم أرباب سوء من بعدى لكم ، لكأني أنظر اليهم و قد شاركوكم في بلادكم ، و حملوا إلى بلادهم فيئكم ، و كأني أنظر اليكم تكشّون كشيش الضباب ، و لا تأخذون حقّا ، و لا تمنعون للّه من حرمة ، و كأنّي أنظر إليهم يقتلون صالحيكم ، و يحيفون 1 قرائكم ، و يحرمونكم ، و يحجبونكم ، و يدنون الناس دونكم . فلو قد رأيتم الحرمان و الاثرة و وقع السّيوف و نزول الخوف ، لقد ندمتم و حسرتم 2 على تفريقكم في جهادكم و تذاكرتم ما أنتم فيه اليوم من الخفض و العافية حين لا ينفعكم التذكار الترجمة از جمله كلام آن امام أنام است كه فرمود : گويا نظر ميكنم بسوى شما كه آواز ميكنيد در ازدحام نمودن بهزيمت و فرار همچو آواز نمودن پوستهاى سوسمار كه بر هم خورند در رفتار ، در حالتيكه أخذ نميكنيد بجهة خدا حقّى را ، و منع نميكنيد ذلّتى را ، بتحقيق كه رها شده‏ايد با طريق آخرت ، پس نجات مر كسى راست كه داخل شود بدون تأمّل در قتال و جهاد و هلاكت مر كسى راست كه توقّف كند از محاربه أعداء .