متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الحادى و الاربعون من المختار في باب الخطب .
أيّها النّاس من عرف من أخيه وثيقة دين و سداد طريق فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرّجال ، أما أنّه قد يرمي الرّامي ، و تخطىء السّهام و يحيل الكلام و باطل ذلك يبور ، و اللّه سميع و شهيد ، أما أنّه ليس بين الباطل و الحقّ إلاّ أربع أصابع ، فسئل عن معني قوله عليه السّلام هذا ، فجمع أصابعه و وضعها بين اذنه و عينه ثمّ قال : الباطل أن تقول سمعت ، و الحقّ أن تقول رأيت .
اللغة
( وثق ) الشيء بالضمّ وثاقة قوى و ثبت فهو وثيق ثابت محكم و ( السّداد ) بالفتح الصّواب من القول و الفعل و ( الأقاويل ) جمع أقوال و هو جمع قول و ( أخطأ السّهم ) الغرض تجاوزه و لم يصبه و ( يحيل الكلام ) في أكثر النّسخ باللام مضارع حال بمعنى يستحيل أى يكون محالا قال في القاموس : و كلّ ما تغيّر أو تحرّك من الاستواء إلى العوج فقد حال و استحال ، و قال أيضا : و المحال بالضم من الكلام ما عدل عن وجهه كالمستحيل ، أحال أتى به ، و في المصباح المحال
[ 394 ]
الباطل الغير الممكن الوقوع ، و في بعض النسخ بالكاف مضارع حاك أو أحاك قال في القاموس : حاك القول في القلب يحيك حيكا أخذ ، و السّيف اثر و الشفرة قطعت كأحاك فيهما و ( بار ) الشىء يبور بورا بالضّم هلك .
الاعراب
إضافة وثيقة دين و سداد طريق من إضافة الصّفة إلى موصوفه و التاء في الوثيقة للنّقل من الوصفيّة إلى الاسميّة كما قيل أو للمبالغة ، و جملة فلا يسمعنّ ، في محلّ الرّفع خبر من و لتضمّن المبتدء معنى الشّرط اتى بالفاء في خبره ، و الضمير في قوله : إنّه ، للشأن ، و الواو في قوله : و باطل ذلك ، للحال .
المعنى
اعلم أنّ المقصود بهذا الكلام النّهى عن التسّرع إلى التصديق بما يقال في حقّ الانسان الموصوف بحسن الظاهر المشهور بالوثوق و الصّلاح و التدّين ممّا يعيبه و يقدحه ، و يدلّ عليه الأدلّة الدّالة على حرمة الاصغاء إلى الغيبة على ما تقدّم في شرح الكلام السّابق ، و إليه اشير في قوله سبحانه : يا أيّها الّذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبا فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين إذا عرفت ذلك فأقول قوله : ( أيّها النّاس من عرف من أخيه وثيقة دين و سداد طريق ) أى دينا محكما و طريقا صوابا ، قيل المراد بوثيقة الدّين اللّزوم للأحكام الشرعيّة و التقييد لا كمن يعبد اللّه على حرف فان أصابه خير اطمأنّ به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه .
و لعلّ المراد بوثيقة الدّين العقيدة و بسداد الطريق حسن العمل كما يشعر به ما رواه الحافظ أبو نعيم بسنده عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال لابنه الحسن عليه السّلام :
يا بنيّ ما السّداد ؟ فقال : يا أبتي السداد دفع المنكر بالمعروف ، أي من عرف من أخيه المؤمن حسن الاعتقاد و العمل ( فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرّجال ) أى أقاويلهم الّتي توجب شينه و تهدم مروّته و تسقطه عن أعين النّاس .
[ 395 ]
روى الصّدوق في عقاب الأعمال باسناده عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال : قلت له : جعلت فداك الرّجل من اخواني بلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك و قد أخبرني عنه قوم ثقات ، فقال عليه السّلام لي :
يا محمّد كذّب سمعك و بصرك عن أخيك و إن شهد عندك خمسون قسامة و قال لك قولا فصدّقه و كذّبهم ، و لا تذيعنّ عليه شيئا تشينه به و تهدم به مروّته فتكون من الذّين قال اللّه : إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدّنيا و الآخرة .
و في الوسائل عن العياشي في تفسيره عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : لمّا نزلت المائدة على عيسى قال للحواريّين : لا تأكلوا منها حتّى آذن لكم ، فأكل منها رجل فقال بعض الحواريّين : يا روح اللّه أكل منها فلان ، فقال له عيسى عليه السّلام : أكلت منها ؟ فقال : لا ، فقال الحواريّون : بلى و اللّه يا روح اللّه لقد أكل منها ، فقال عيسى عليه السّلام : صدّق أخاك و كذّب بصرك .
ثمّ علّل عليه السّلام عدم جواز استماع أقاويل الرّجال و تصديقها بالمثل الّذي ضربه بقوله ( أما أنّه قد يرمى الرّامى و تخطىء السهام ) يعني أنّه ربما يرمى الرّامى سهمه فلا يصيب الغرض بل يخطيه ( و ) كذلك قد يتكلّم إنسان بكلام يعيب به على غيره أو يغتابه ف ( يحيل الكلام ) و يستحيل و يعدل عن وجه الصّواب و يخالف الواقع و لا يعيبه إما لغرض شخصىّ فاسد للقائل في المقول عليه من العداوة و الشحناء و الحسد و نحوها فيرميه بالعيب و يطعنه بالغيب لذلك ، و إمّا لشبهة منه فيه بأن يشتبه الأمر عليه فيظنّ المعروف منكرا مثل ما لو رأى في يد أحد قارورة مملوّة يشرب منها فظنّها خمرا و هو خلّ فيتّهمه بشرب الخمر .
و لذلك ورد في الأخبار المستفيضة حمل فعل المسلم على الصّحة مثل ما رواه في الكافي عن الحسين بن المختار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام في كلام له : ضع أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيك ما يغلبك منه ، و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا .
[ 396 ]
و عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء .
هذا كلّه على رواية يحيل باللاّم و أمّا على الرّواية الاخرى فالمراد به التنبه على أنّ ضرر الكلام أقوى من ضرر السهام ، و تأثيره أشدّ من تأثيرها ، و ذلك لأنّ الرّامى قد يرمي فتخطىء سهامه و لا تصيب الغرض ، و أمّا الكلام فيؤثر لا محالة و إن كان باطلا لأنّه يلوث العرض في نظر من لا يعرفه و يسقط محلّ المقول فيه و منزلته من القلوب .
ثمّ قال تهديدا أو تحذيرا و تنبيها على ضرر ذلك الكلام الفاسد و القول الباطل على سبيل إرسال المثل ( و باطل ذلك يبور و اللّه سميع و شهيد ) يعني أنّ الغرض و الغاية من ذلك القول الّذي يعاب به باطل نشأ من الحقد و الحسد أو التّصادم في مال أو جاه أو نحو ذلك من الأغراض الباطلة ، و الباطل انّما يبور أى يهلك و يفنى كما قال تعالى : إنّ الباطل كان زهوقا ، و وزره يدوم و يبقى لأنّه بعين اللّه السميع البصير الشّاهد الخبير بمحاسن الأفعال و الأقوال و مقابحها المجازى بالحسنات عظيم الثواب و بالسيّئات أليم العقاب .
ثمّ نبّه على الفرق بين الحقّ و الباطل بقوله ( أما أنّه ليس بين الحقّ و الباطل إلاّ أربع أصابع فسئل عليه السّلام عن معنى قوله هذا ) لاجماله و إبهامه ( فجمع أصابعه ) الأربع ( و وضعها بين أذنه و عينه ثمّ قال : الباطل أن تقول سمعت ، و الحقّ أن تقول رأيت ) يعنى أنّ الباطل هو المسموع و الحقّ هو المرئى ، فتسامح عليه السّلام في التفرقة بما ذكر تعويلا على الظهور ، ضرورة أنّ الباطل ليس قولك سمعت ، و لا الحقّ قولك رأيت ، لأنّ قولك إخبار عن نفسك بالسّماع أو الرّؤية ، و الحقّ و الباطل و صفان للمخبر عنه لا الخبر كما هو ظاهر .
فان قلت : كيف يقول الباطل ما يسمع و الحقّ ما يرى مع أنّ كثيرا من المسموعات حقّ لا ريب فيه ، فانّ جلّ الأحكام الشرعيّة قد ثبت علينا بطريق النّقل
[ 397 ]
و السماع ، و كذلك كثير من العقائد الاصولية كنبوّة نبينا و معجزاته و كذا نبوّة سائر الأنبياء و إمامة الأئمة و معجزاتهم عليهم السّلام و أخبار المعاد من الحشر و النّشر و البعث و الحساب و الجنّة و النّار و غيرها .
قلت : قد أجاب عنه الشّارح المعتزلي بأنه ليس كلامه في المتواتر من الأخبار و إنّما كلامه في الأقوال الشّاذّة الواردة من طريق الآحاد الّتي تتضمّن القدح فيمن قد علمت « غلبت خ » نزاهته ، فلا يجوز العدول عن المعلوم بالمشكوك .
و أجاب الشّارح البحراني بأنّ قوله : الباطل أن تقول سمعت ، لا يستلزم الكلّية حتّى يكون كلّ ما سمعه باطلا ، فانّ الباطل و المسموع مهملان يعني انه ليس بقضية كلّية بل كلام خطابي مهمل يصدق بجزئي .
أقول : و لعلّ مرادهما أنّ اللاّم في قوله : الباطل و الحقّ ، للعهد و مراده عليه السّلام ليس تعريف مطلق الباطل و الحقّ بل التفرقة في افراد ما يعاب به الغير و يتضمّن قدحه بأنّه على قسمين : أحدهما ما سمعته من غيرك ، فهو باطل لأنّ من جائك به فاسق لا يمكن الرّكون إليه فلا بدّ من الحكم ببطلان خبره و إن كان ما خاله صدقا في نفس الأمر و الواقع ، و ثانيهما ما أبصرته بعينك فهو الحقّ .
فان قلت : كيف التوفيق بين قوله عليه السّلام ذلك المفيد لحقيّة المرئى و بين روايتي عقاب الأعمال و الوسائل المتقدّمتين في شرح قوله عليه السّلام : فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرّجال ، حيث أمر فيهما بتكذيب البصر فيما شاهدته .
قلت : لا منافاة بينهما ، لأنّ المراد بتكذيب البصر فيهما عدم ترتيب الآثار على العيب الذي رآه و النّهى عن إذاعته و إفشائه للغير ، لا أنّ ما رآه ليس بحق و محصلهما وجوب ستر ما رآه من أخيه و عدم هتك عرضه عند الغير ، مثلا إذا رأى أنّه يشرب الخمر فان وجد لفعله محملا صحيحا كأن يحتمل أنّه خلّ أو أنّ شربه للدواء و العلاج ، فلا بدّ من حمل فعله على الصّحة ، و إن لم يجد له محملا فيحكم في نفسه بفسق الشّارب ، و لا يأتمنه في امور يشترط فيها العدالة ، و مع
[ 398 ]
ذلك فلا يجوز إظهار ما فعله لغيره تنقيصا له على ما تقدّم في شرح الكلام السّابق و اللّه العالم .
الترجمة
از جمله كلام آن قدوه أنام است كه فرموده :
اى مردمان هر كس كه شناخت از برادر مؤمن خودش دين محكم و راه راستى را پس بايد البتّه نشنود در حق او گفتارهاى مردمان را ، آگاه شويد كه گاهست مىاندازد اندازنده و خطا مىكند تيرها و محال ميباشد سخن و حال اينكه باطل كلام فاسد و تباه ميشود و خداى تعالى شنونده است كلام بدگو را و شاهد است بر آن و جزا دهنده است بآن ، آگاه باشيد بدرستى كه نيست ميان حق و باطل مگر چهار انگشت پس سؤال كرده شد از آن حضرت از معنى اين فرمايش او ، پس جمع فرمود أنگشتان مبارك خود را و نهاد آنها را ميان گوش و چشم خود بعد از آن فرمود باطل آنست كه گوئي شنيدم ، و حق آنست كه گوئى ديدم ، يعنى ماداميكه عيب أحديرا با چشم خود نديده و يقين نكرده بمجردّ شنيدن از ديگران باور مكن