متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
السادسة و الاربعون بعد اربعمائة من حكمه عليه السّلام
( 446 ) و سئل عليه السّلام عن التوحيد و العدل فقال : التّوحيد أن لا
[ 535 ]
تتوهّمه ، و العدل أن لا تتّهمه .
المعنى
حكمته هذه تتضمّن تحقيق أصلين هامّين من اصول الاسلام على وجازتها و عمقها العميق ، فهنا بحثان :
1 الوهم من الحواسّ الباطنة و من القوى الفعّالة في وجود الانسان يشكّل في باطنه فضاء غير متناه أعظم و أوسع من الفضاء اللاّيتناهي الخارجي المحسوس فانّ الوهم يمثّل في باطن الانسان هذه الفضاء مرّات و ألف مرّة و لا يضيق بها و لا يتعب ، فالأعداد اللاّنهائي من الوهم و الأشكال الهندسي اللاّنهائي من الوهم و خلاصة القول أنّه كلّ مدرك له كم و بعد في باطن الانسان إن كان صورة لوجود عينيّ دخل فيه بواسطة الحواسّ الظاهرة فهو خيال و حفظ ، و إلاّ فهو من الواهمة و حدّه أن يكون محدودا بالكم أو الكيف ، و موصوفا بالبعد خطا أو سطحا أو جسما فالوهم في باطن وجود الانسان الصغير الجثّة أكبر العوالم المادّية ، بل يصحّ أن يعبّر عنه بعالم اللاّتناهي في اللاّتناهي ، و التعدّد من منشآت الوهم و يبدأ من عدد الواحد الّذي بعده الاثنان ، فالواحد العددي من عالم الوهم و لا يطلق على اللَّه كما لا يطلق عليه الاثنان و الثلاث و هذا هو المقصود من قوله عليه السّلام : واحد لا بالعدد ، فاذا جاوزنا عن عالم الوهم فلا يبقى إلاّ الوحدة الحقة الصّرفة ، و يتبيّن سرّ قوله عليه السّلام :
( التوحيد أن لا تتوهّمه ) .
فكلّ انحراف في التوحيد الذاتى من الثنوية و التثليث و غيرهما و الوثنيّة و ما يشاكلها ، ناش عن الوهم ، بل الانحراف في التوحيد الصفاتي كالقول بزيادة الصفات على الذات و وجود المعاني في الذات كما اعتقده الأشاعرة ، ناش عن الوهم أيضا لأنه مبنيّ على تصوّر ذات معها صفة المستلزم للتعدّد الكمّي و هو من عالم الوهم أيضا .
فقوله عليه السّلام : « التوحيد أن لا تتوهّمه » حدّ جامع مانع فلا سبيل إلى الاعتقاد
[ 536 ]
باللّه تعالى بما له من الوحدة الحقّة إلاّ بتعقّل بسيط عبّر عنه في الأحاديث بأنه شيء لا كالأشياء ، فليس في المفاهيم التي تكون مرآتا للحقائق ما هو أبسط من مفهوم « الشيء » المساوق لمفهوم « الوجود المطلق البسيط » .
روى الكلينى في باب اطلاق القول بأنه شيء ، يسنده إلى عبد الرّحمن بن أبى نجران قال : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن التوحيد فقلت : أتوهّم شيئا ؟ فقال :
نعم غير معقول و لا محدود فما وقع و همك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء و لا تدركه الأوهام ، كيف تدركه ؟ و هو خلاف ما يعقل و خلاف ما يتصوّر في الأوهام ، إنما يتوهّم شيء غير معقول و لا محدود .
و بسنده عن الحسين بن سعيد قال : سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام يجوز أن يقال للّه إنّه شيء ؟ قال : نعم يخرجه عن الحدّين : حدّ التعطيل و حدّ التشبيه .
و قد شرحنا أخبار هذا الباب في كتابنا شرح اصول الكافي مستوفى ، فمن أراد مزيد الاطلاع فليرجع إليه ( ج 1 ) .
2 في العدل يظهر من كلامه عليه السّلام : أنّ العدل يعدّ أصلا إسلاميّا بعد التوحيد و مقررا في تعليمات الاسلامية الاصوليّة من زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و الصحابة حتّى ظهرت بدعة الأشاعرة فأنكروا هذا الأصل و أسقطوه من الاصول ، و حقيقة العدل هو الاعتقاد بأنّ اللَّه خير مطلق و لا يصدر منه إلاّ الخير و الاحسان ، و كلّما يلقاه الانسان في الدّنيا مما يتصوّره شرّا و ظلما و نقصانا في نفسه أو غيره فلا يخلو من وجوه :
1 الاشتباه في اعتقاده و احساسه لجهله بالحقيقة و الواقع ، فربما يكون بعض الامور المكروهة في نظرنا عند اللَّه من قبيل حرش الأشجار بقطع فضول الأغصان للنموّ و الاستثمار ، فالجاهل يراه نقصانا و تخريبا ، أو كقطع الغرلة في الختان يؤلم الولد و يؤسف الناظر ، و الجاهل يتصوّره ظلما و ليس كذلك .
2 آلام و نواقص ينعكس في عالم المادّة و في وجود الانسان من العدم المحيط به و المختلط بوجوده ، فانّ عالم المادّة المحسوس حدّ للوجود المطلق و مشوب
[ 537 ]
بالعدم من نواح شتّى ، فهذه النواقص و الأعدام لا يستند إلى اللَّه تعالى ، و هو معنى التسبيح و التنزيه الّذي يكون أحد الاداب التعليمات العامة في الاسلام ، و قد بيّن اللَّه ذلك في قوله تعالى : « ما أصابك من حسنة فمن اللَّه و ما أصابك من سيئة فمن نفسك » 79 النساء » .
3 من الشرور و الاحساسات المرّة ما لا واقع له أصلا و إنما هو سوء نظر و سوء تفاهم و توهّم في الامور ، فهي آلام مجعولة و هميّة لا واقعيّة ، و قد أكّد الاسلام بتصفية النفس و التزكية بالأخلاق الفاضلة لدفع هذه الالام ، و هو الهدف الأساسي من الرّضا و التسليم الّذي جعل من وظائف الايمان القلبى في غير واحد من الأخبار ، فكلّما يراه الانسان خلاف العدل و ينسبه إلى اللَّه بجهله فقد اتّهم اللَّه بما لا يكون منه حقيقة ، فقال عليه السّلام : ( العدل أن لا تتّهمه ) .
الترجمة
پرسش شد از توحيد و عدل در پاسخ فرمود : حقيقت توحيد اينست كه خدا را برتر از وهم بدانى ، و حقيقت عدل اينست كه او را بهيچ بدى و ظلمى متّهم ندانى .