جستجو

و من خطبة له ع لما عزموا على بيعة عثمان

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من كلام له عليه السلام لما عزموا على بيعة عثمان و هو الثالث و السبعون من المختار فى باب الخطب لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري ، و و اللّه لاسلّمنّ ما سلمت أمور المسلمين ، و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة التماسا لأجر ذلك من فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفها و زبرجها . اللغة ( نافست ) في الشي‏ء منافسة و نفاسا إذا رغبت فيه على وجه المبارات و ( الزّخرف ) بالضمّ الذّهب و كمال حسن الشي‏ء قال تعالى : حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها و ( الزّبرج ) بالكسر الزّينة . الاعراب كلمة ما في قوله ما سلمت ظرفيّة مصدرية ، و خاصّة منصوب على الحاليّة ، و التماسا مفعول له و العامل لاسلّمن و من زخرفها بيان لما . [ 223 ] المعنى المستفاد من شرح المعتزلي أنّ هذا الكلام صدر منه عليه السّلام بعد أن بايع أهل الشّورى عثمان و عدّ عليه السّلام فضائله و سوابقه ، و ناشد أصحاب الشّورى فقطع عبد الرّحمن ابن عوف كلامه و قال يا علي : قد أبى النّاس إلاّ على عثمان فلا تجعلنّ على نفسك سبيلا ، ثمّ قال عليه السّلام : يا باطلحة ما الذى أمرك به عمر ؟ قال : أن أقتل من شقّ عصا الجماعة ، فقال عبد الرّحمن لأمير المؤمنين بايع إذن و إلاّ كنت متّبعا غير سبيل المؤمنين و انفذنا فيك ما أمرنا به فعند ذلك قال : ( لقد علمتم أنّى أحقّ بها ) أى بالخلافة المستفادة من قرينة المقام ( من غيرى ) لاستجماعه عليه السّلام الكمالات النّفسانية و الفضايل الدّاخليّة و الخارجيّة مضافا إلى وصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بها ، فيكون أولى و أحقّ و ذلك لا يستلزم كون غيره حقيقا أيضا إذا سم التّفضيل في كلامه نحوه في قوله تعالى : قُلْ أَ ذلِكَ خَيرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ . ثمّ نبه عليهما السّلام على أنّ رغبته فيها ليست حرصا على زخارف الدّنيا و زينتها و امارتها كما هي في غيره ، و إنّما هى لرعاية مصلحة الاسلام و صلاح حال المسلمين فقال ( و و اللّه لاسلمنّ ) و أتركن المخالفة ( ما سلمت امور المسلمين ) أي مهما كان في تسليمي سلامة امور المسلمين ( و لم يكن فيها جور إلاّ علىّ خاصّة ) و إنّما سلمت ذلك ( التماسا لأجر ذلك من فضله ) أى لأجر المظلوميّة و الجور الواقع في حقّي من فضل اللّه سبحانه ( و زهدا فيما تنافستموه ) و رغبة عمّا رغبتم فيه ( من زخرفها و زبرجها ) أى ذهب الدّنيا و زينتها . قال المحدّث المجلسي : في هذا الكلام دلالة على أنّ خلافة غيره جور مطلقا و أنّ التّسليم على التّقدير المفروض و هو سلامة امور المسلمين و إن لم يتحقّق الفرض لرعاية مصالح الاسلام و التّقية انتهى . و بذلك يظهر ما فى كلام الشّارح المعتزلي حيث قال : فان قلت : فهلاّ سلم إلى معاوية و إلى أصحاب الجمل و اغضى على اغتصاب [ 224 ] حقّه حفظا للاسلام من الفتنة . قلت : إنّ الجور الدّاخل عليه من أصحاب الجمل و من معاوية و أهل الشّام لم يكن مقصورا عليه خاصّة ، بل كان يعمّ الاسلام و المسلمين جميعا ، لأنّهم عنده لم يكونوا ممّن يصلح لرياسة الامّة و تحمّل أعباء الخلافة ، فلم يكن الشّرط الذي اشترطه متحقّقا و هو قوله : و لم يكن فيها جور إلاّ علىّ خاصّة . ثمّ قال : و هذا الكلام يدلّ على أنّه عليه السّلام لم يكن يذهب إلى أنّ خلافة عثمان تتضمّن جورا على المسلمين و الاسلام و إنّما يتضمّن جورا عليه خاصّة و إنّما وقعت على جهة مخالفة الاولى لا على جهة الفساد الكلّى و البطلان الأصلى و هذا محض مذهب أصحابنا انتهى . و أقول : أماما ذكره من التفرقة بين المتخلّفين الثلاثة و بين النّاكثين و القاسطين بكون جور الأولين مقصورا عليه خاصّة و جور الآخرين عامّا له و للاسلام و المسلمين ، فضعيف جدّا كضعف توهّمه صلاحية الأوّلين عنده عليه السّلام لرياسة الامة و عدم صلاحية الآخرين لها . أما أولا فلمنع انحصار جور الأولين فيه خاصّة ألم يبعث الأوّل خالد بن الوليد لعنه اللّه إلى مالك بن نويرة فقتله و أصحابه و زنى امرئته بمجرّد امساكه عن الزكاة و منع بضعة الرّسول من فدك أليس جورا بيّنا و ظلما فاحشا فضلا عن ساير ما صدر عنه ؟ أو لم يأمر الثّاني باحراق بيت الصّديقة و منعها حقّها و أعطى عايشة و حفصة عشرة آلاف درهم في كلّ سنة و ظلم المسلمين في بيت مالهم ؟ أولا تنظر إلى الثّالث كيف اخرج أبي ذر إلى الرّبذة و كسر ضلع عبد اللّه بن المسعود و حمل بني أبي معيط على رقاب النّاس و أتلف مال المسلمين و ظلمهم في حقّهم و قام معه بنو اميّة « أبيه » يخضمون مال اللّه خضم الابل نبتة الرّبيع ؟ و لو لم يكن منهم جور إلاّ فى حقّه عليه السّلام لكفى في بطلان خلافتهم إذ الجائر لا يكون إماما لقوله تعالى : [ 225 ] لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ . و اما ثانيا فلمنع صلاحيّة الأولين عنده عليه السّلام للرياسة ، و كيف يتوّهم ذلك مع تصريحه في الخطبة الشّقشّقية و غيرها ممّا مرّت و يأتى بعد ذلك ببطلان خلافتهم و اغتصابهم حقّه فضلا عما حقّقنا سابقا في غير موضع فساد خلافتهم و بطلان دعواهم لها . فان قلت : فلم أمسك عنهم و نهض إلى معاوية و أصحاب الجمل ؟ قلت : قد بيّنا جواب ذلك فيما سبق و قلنا إنّ إمساكه النكير على الأوّلين لعدم وجود ناصر و معين له يومئذ ينصره و يحمى له فأمسك عنهم تقيّة و حقنا لدمه بخلاف يوم الجمل ، و صفّين كما مر تفصيلا في تنبيهات كلامه السّابع و الثّلاثين ، و بالجملة لا ريب في بطلان خلافة الجميع و كون الكلّ جايرا ظالما في حقّه و في حقّ المسلمين ، غاية الأمر أنّ معاوية و أصحاب الجمل هتكوا حرمة الاسلام بالمرّة و أعلنوا بعداوته عليه السّلام و شهر و اسيوفهم عليه ، و الأولين لم يبلغوا هذه المثابة . و بهذا كلّه ظهر فساد ما توّهمه أخيرا و نسبه إليه عليه السّلام من عدم ذهابه إلى بطلان خلافة عثمان أصلا و رأسا و إنّما كان يذهب إلى أنّها متضمنة للجور عليه خاصة فافهم جيدا . الترجمة از جمله كلام آن امام همام است كه فرموده در زمانيكه عزم كردند أهل شورى ببيعت عثمان . بتحقيق هر آينه دانسته‏ايد كه آنكه بدرستى من سزاوارترم بخلافت از غير من و قسم بذات خداوند كه هر آينه تسليم ميكنم ماداميكه سلامت باشد كارهاى مسلمانان و نباشد در خلافت ديگران ستمى مگر بر من تنها از جهت خواهش نمودن ثواب آنرا از فضل خداوند تبارك و تعالى و از جهت اعراض نمودن در آنچه شما رغبت نموديد در آن از طلاى آن و زينت و آرايش آن .