جستجو

و قال ع

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و قال عليه السلام و هو الستون من المختار فى باب الخطب لا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحقّ فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه . قال السّيد : يعنى معاوية و أصحابه . اللغة المراد ( بالحقّ و الباطل ) هنا كلّما هو مطلوب للّه سبحانه و مبغوض له . الاعراب الفاء في الموارد الثلاثة للسّببيّة إلاّ أنّها في الأوّل بمعنى لام السّببيّة دون الأخيرين بل هى فيهما للسّبب و العطف . و توضيحه يظهر ممّا حقّقه نجم الأئمة الرّضي حيث قال : و الفاء التي لغير العطف أيضا لا نخلو من معنى التّرتيب ، و هى التي تسمّى فاء السّببيّة و يختصّ بالجمل و تدخل ما هو جزاء مع تقدّم كلمة الشّرط ، نحو إن لقيته فأكرمه ، و من جائك فأعطه ، و بدونها ، نحو زيد فاضل فاكرمه إلى أن قال : و كثيرا ما يكون فاء السّببية بمعنى لام السببيّة ، و ذلك إذا كان ما بعده سببا لما قبله كقوله تعالى : أُخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجيمٌ . و تقول اكرم زيدا فانه فاضل فهذه تدخل على ما هو الشّرط في المعنى كما أنّ الاولى دخلت على ما هو الجزاء في المعنى ، و ذلك إنّك تقول : زيد فاضل فاكرمه فهذا دخل على الجزاء فاذا عكست الكلام فقلت أكرمه فانّه فاضل فقد دخل على ما هو شرط ، ثمّ اعلم أنّه لا تنافي بين السببية و العاطفة ، فقد تكون سببيّة و هى مع ذلك [ 382 ] عاطفة جملة على جملة ، نحو يقوم زيد فيغضب عمرو ، لكن لا يلازمها العطف نحو إن لقيته فاكرمه ، انتهى كلامه رفع مقامه . المعنى اعلم أنّه عليه السّلام نهى عن قتل الخوارج بعده مشيرا إلى علّة النّهى بقوله ( لا تقتلوا الخوارج بعدى ) فانّه ( ليس من طلب الحقّ فأخطاه كمن طلب الباطل فأدركه ) و محصّل التّعليل أنّ استحقاق القتل إنّما هو بطلب الباطل و الوقوع فيه عن علم و عمد لا مجرد الوقوع في الباطل و لو من حيث لا يشعر ، و الخوارج لمّا لم يكن مقصودهم بالذّات إلاّدرك الحقّ فخطئوا فيه و وقعوا في الباطل من حيث لا يشعرون لا جرم نهى عن قتله ، و أمّا معاوية و أصحابه فلما كان مطلوبهم بالذّات هو الباطل و محق الحقّ لم يمنع عليه السّلام عن قتلهم بل أمر به فيما سبق من كلامه بقوله : أما أنّه سيظر عليكم من بعدى رجل رحب البلعوم إلى قوله : فاقتلوه و لن تقتلوه آه . أمّا أنّ الخوارج كان مقصودهم بالذّات هو الحقّ و وقوعهم في الباطل كان بالعرض ، فلما عرفت من حالهم في شرح الخطبة السّادسة و الثلاثين و أنّهم كانوا أهل عبادة و زهادة حتّى أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال في حقهم : يخرج قوم من امتّي يقرؤون القرآن ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشي‏ء ، و لا صلاتكم إلى صلاتهم بشي‏ء و لا صومكم إلى صومهم بشي‏ء ، إلاّ أنّهم بالغوا في التّحرّى و شدّة الطلب للحقّ حتّى تجاوزوا عن فضيلة العدل فيه إلى رذيلة الافراط ، و زعموا أنّهم كفروا بالتحكيم ، و زعموا كفر أمير المؤمنين بذلك أيضا فوقعوا في الباطل و مرقوا من الدّين . و أما أنّ مقصود معاوية كان بالذّات هو الباطل و هكذا أصحابه فلما عرفت في شرح الخطبة الخامسة و العشرين و غيرها و ستعرف بعد ذلك أيضا أنّه كان أهل زندقة و الحادوذا تعرّض لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و محاربا لأمير المؤمنين عليه السّلام و سابّا له و لاعنا في الجمعة و الأعياد ، و كانت أحواله كلّها مؤدية بانسلاخه عن العدالة و اصراره على الباطل عليه لعنة اللّه و لعنة اللاّعنين من الملائكة و الانس و الجنّ أجمعين ملاّ السّماوات و الأرضين . [ 383 ] فان قلت : إذا كان علّة المنع من قتل الخوارج بعده هو عدم كونهم بالذّات طالبين للباطل ، فهذه العلّة بعينها كانت موجودة في زمانه فلم قاتلهم و قتلهم ؟ قلت : أجاب الشّارح البحراني بأنّه نهى عن قتلهم على تقدير لزوم كل منهم نفسه و اشتغالهم بها و استتارهم في بيوتهم ، و هو إنّما قتلهم من حيث إنّهم أفسدوا في الأرض و سفكوا الدّم الحرام و قتلوا جماعة من الصّالحين كعبد اللّه بن خباب ، و شقوا بطن امرءته و دعوا النّاس إلى بدعتهم ، و مع ذلك كان يقول لأصحابه : لا تبدؤهم بالقتال حتّى يبدؤكم ، و لم يشرع في قتلهم حتّى بدؤوا بقتل جماعة من أصحابه . قال : و يحتمل أن يقال : إنّه إنّما قتلهم لأنّه إمام عادل رأى الحقّ في ذلك و إنّما نهى عن قتلهم بعده لأنّه علم أنّه لا يلي هذا الأمر بعده من له بحكم الشريعة أن يقتل و يتولّى الحدود . أقول : و التّحقيق في الجواب ما ذكره في البحار تبعا للشّارح المعتزلي حيث قال : لعلّ المراد لا تقتلوا الخوارج بعدى ما دام ملك معاوية و أضرابه كما يظهر من التّعليل ، و قد كان يسبّه عليه السّلام و يبرء منه في الجمع و الأعياد و لم يكن إنكاره للحقّ عن شبهة كالخوارج ، و لم يظهر منهم من الفسوق ما ظهر منه و لم يكن مجتهدا في العبادة و حفظ قوانين الشّرع مثلهم ، فكان أولى بالجهاد ، إنتهى . و يدلّ على ذلك ما رواه أبو العباس المبرّد قال : و خرج من الخوارج على معاوية بعد قتل عليّ حوثرة الأسدى و حابس الطائي خرجا في جمعهما فصارا إلى موضع أصحاب النّخيلة و معاوية يومئذ بالكوفة و قد دخلها في عام الجماعة ، و وفد الحسن بن عليّ و خرج يزيد المدينة فوجه إليه معاوية و قد تجاوز في طريقه يسأله أن يكون المتولي لمحاربة الخوارج فكان جواب الحسن : و اللّه لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين 1 و ذاك يسعنى ، أفا قاتل عنك قوما أنت و اللّه أولى بالقتل منهم ----------- ( 1 ) البياض كان في اصل الرواية و الظاهر انه سقط هنا شي‏ء و لعلّ اصل الكلام و ليس ذاك يسعنى و اللّه العالم ، منه . [ 384 ] و هذا الجواب مطابق لكلام أبيه عليه السّلام ، و المقصود منهما أنّ الخوارج أعذر من معاوية و أقلّ ضلالا و معاوية أولى بالمحاربة منهم . الترجمة و فرموده است آن حضرك در شأن خوارج كه : نكشيد خارجيان را بعد از من ، پس نيست كسى كه طلب كند حق را پس خطا كند در آن مثل كسى كه طلب كند باطل را پس دريابد آنرا ، سيد رضى اللّه عنه گفته كه اراده فرموده حضرت بطالب باطل معاويه عليه الهاويه و أصحاب او را .