متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
التاسعة و الاربعون بعد المائتين من حكمه عليه السّلام
( 249 ) و قال عليه السّلام : الوفاء لأهل الغدر غدر عند اللَّه ، و الغدر بأهل الغدر وفاء عند اللَّه .
المعنى
( الغدر ) هو نقض العهد و ترك الوفاء بالميثاق المؤكّد ، و العهد قد يكون بين المسلم و غيره ، و قد يكون بين غير المسلمين بعضهم مع بعض .
أمّا في القسم الأول فيجب الوفاء به ، و قد نهي عن الغدر في أخبار كثيرة و كان من وصايا النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله إذا بعث سريّة إلى الغزو مع الأعداء و اهتمّ به المسلمون و تجويز الغدر في كلامه هذا ناظر إلى القسم الثاني ، و المقصود أنّ العهود غير مانعة عن قبول الاسلام و قال ابن ميثم : و ذلك أنّ من عهد اللَّه في دينه الغدر و عدم الوفاء لهم إذا غدروا لقوله تعالى : « و إمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء إنّ اللَّه لا يحبّ الخائنين » 58 الانفال » قيل : نزلت في يهود بنى قينقاع ، و كان بينهم و بين الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله عهد فعزموا على نقضه فأخبره اللَّه تعالى بذلك و أمره بحربهم و مجازاتهم بنقض عهدهم ، فكان الوفاء لهم غدرا بعهد اللَّه ، و الغدر بهم إذا غدروا وفاء بعهد اللَّه انتهى .
أقول : في مثل هذا المورد لا يكون ترك الوفاء غدرا ، و إطلاق الغدر عليه بنحو من العناية من باب المشاكلة كقوله تعالى : « و جزاء سيّئة سيّئة مثلها » فانّ جزاء السيّئة لا يكون سيّئة حقيقة ، فتدبّر .
الترجمة
فرمود : وفاء با پيمانشكنان پيمان شكنى محسوب است نزد خدا ، و پيمان
[ 330 ]
شكني با أهل غدر وفاداريست در نزد خدا چه خوش سروده :
با بدان بد باش ، با نيكان نكو جاي گل گل باش ، جاى خار خار
فصل نذكر فيه شيئا من اختيار غريب كلامه المحتاج الى التفسير
( 1 ) في حديثه عليه السّلام :
فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف .
قال الرّضيّ رحمه اللَّه : اليعسوب : السّيّد العظيم المالك لامور النّاس يومئذ ، و القزع : قطع الغيم الّتي لا ماء فيها .
قال الشارح المعتزلى : أصاب في اليعسوب ، فأمّا القزع فلا يشترط فيها خالية من الماء ، بل القزع قطع من السحاب رقيقة سواء كان فيها ماء أ و لم يكن الخ .
أقول : يمكن دفع هذا الاعتراض بوجهين :
1 أنّه و إن لم يصرّح اللّغويّون في تفسير القزع بأنه لا ماء فيها ، و لكن يستفاد ذلك من تعبيراتهم قال في « المنجد » : « القزع : الواحدة قزعة ، كلّ شيء يكون قطعا متفرّقة ، قطع من السحاب صغار متفرّقة » و القطع الصغار المتفرّقة من السّحاب لا ماء فيها قطعا و خصوصا إذا كانت رقاقا كما فسّره به المعتزلى ، فانّ السحاب الماطر كثيف جدّا .
2 أنّه عليه السّلام أراد من كلامه مالا ماء فيها كما حمل عليه المعتزلي قول الشاعر :
« كان رعالة قزع الجهام » لأنّه عليه السّلام يريد الخفّة و السّرعة من هذا التشبيه و هي في السّحاب بلا ماء أوضح .
و قال أيضا : و هذا الخبر من أخبار الملاحم الّتي كان يخبر بها عليه السّلام و هو
[ 331 ]
يذكر فيه المهدىّ الّذي يوجد عند أصحابنا في آخر الزّمان ، و معنى قوله ( ضرب بذنبه ) أقام و ثبت بعد اضطرابه ، و ذلك لأنّ اليعسوب فحل النحل و سيّدها و هو أكثر زمانه طائر بجناحيه ، فاذا ضرب بذنبه الأرض فقد أقام و ترك الطيران .
فان قلت : فهذا يشيّد مذهب الاماميّة في أنّ المهديّ خائف مستتر ينتقل في الأرض و أنه يظهر آخر الزمان و يثبت و يقيم في دار ملكه .
قلت : لا يبعد على مذهبنا أن يكون الامام المهديّ الّذي يظهر في آخر الزمان مضطرب الأمر ، منتشر الملك في أوّل أمره لمصلحة يعلمه اللَّه الخ .
أقول : و يعترض عليه بما يلى :
1 اليعسوب كما في المنجد « أميرة النحل و ملكتها » و هي قليلة الطيران جدا فاذا طارت من محلّها يطير معه كلّ النحل ، فاذا استقرّت على شجرة أو عشبة تضرب بذنبها عليها و يستقرّ و تجتمع سائر النحل حولها و تحيط بها و تلازمها ، فالجملة كناية عن استقرار الامام و إظهار أمره لأتباعه ، فيجتمعون إليه سريعا و يحوطون به طائعين مخلصين لا يفارقونه أبدا ، و هذا من محاسن الاستعارة و التشبيه في إفادة المقصود لا مزيد عليها ، و يقرب من الكرامة و الاعجاز في البيان ، كما أنّه كذلك من جهة الاخبار بما يقع في آخر الزمان .
2 لا اشكال في أنّ ما أجاب به عمّا اعترضه على نفسه تعسّف محض تشبّث في الستر عليه بلفظة لا يبعد ، مع أنّه بعيد جدّا ، فالاعتراض وارد و الجواب غير طارد .
و قد ذكر ابن ميثم لقوله عليه السّلام : ضرب بذنبه ، تأويلات باردة أعرضنا عن ذكرها .
الترجمة
چون آخر الزمان شود پيشواى دين پرچم استوار سازد ، و پيروانش بمانند تيكههاى نازك أبر پائيز گردش فراهم شوند .
( 2 ) و في حديثه عليه السّلام :
هذا الخطيب الشّحشح .
[ 332 ]
يريد الماهر بالخطبة الماضى فيها ، و كلّ ماض في كلام أو سير فهو شحشح ، و الشّحشح في غير هذا الموضع ، البخيل الممسك .
اللغة
( شحشح ) البعير : ردّ هديره و الصّرد : صوّت ، و الطائر : طار مسرعا ، الشحشح : الفلاة الواسعة ، الرّجل الشجاع ، الغيور ، الخطيب البليغ و الشحشاح : الشحيح القليل الخير ، السيء الخلق المنجد و زاد في الشرح المعتزلي و الشحشح : الحاوى .
قال في الشرح المعتزلي : و هذه الكلمة قالها عليّ عليه السّلام لصعصعة بن صوحان العبدى رحمه اللَّه ، و كفى صعصعة بها فخرا أن يكون مثل عليّ عليه السّلام يثنى عليه بالمهارة و فصاحة اللّسان ، و كان صعصعة من أفصح النّاس ، ذكر ذلك شيخنا أبو عثمان .
و عن اسد الغابة أنّ صعصعة كان من سادات قومه عبد القيس و كان فصيحا خطيبا لسا دينا فاضلا يعدّ من أصحاب عليّ عليه السّلام و شهد معه حروبه ، و صعصعة هو القائل لعمر بن الخطّاب حين قسّم المال الّذي بعث إليه أبو موسى و كان ألف ألف درهم و فضلت فضلة فاختلفوا أين نضعها فخطب عمر النّاس و قال : أيّها النّاس قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق النّاس ، فقام صعصعة بن صوحان و هو غلام شاب فقال : إنّما نشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن فأمّا ما نزل به القرآن فضعه مواضعه الّتي وضعها اللَّه عزّ و جلّ فيها ، فقال : صدقت أنت منّي و أنا منك ، فقسّمه بين المسلمين .
و هو ممّن سيّره عثمان إلى الشام و توفّى أيّام معاوية و كان ثقة قليل الحديث انتهى .
الترجمة
از شرح معتزلي : علي عليه السّلام اين كلمه را : ( اين است سخنران تيز زبان ) در وصف صعصعة بن صوحان عبدى رحمه اللَّه فرمود : و همين بس است در افتخار صعصعة
[ 333 ]
كه مانند علي عليه السّلام او را در سخنراني و شيوائي گفتار بستايد ، صعصعة از شيواترين مردم بود .
بستود على صعصعه را گاه سخن كاينست سخنور اديب اندر فن
( 3 ) و في حديثه عليه السّلام :
إنّ للخصومة قحما .
يريد بالقحم المهالك ، لأنّها تقحم أصحابها في المهالك و المتالف في الأكثر ، و من ذلك « قحمة الأعراب » و هو أن تصيبهم السّنة فتتعرّق أموالهم فذلك تقحّمها فيهم ، و قيل فيه وجه آخر ، و هو أنّها تقحمهم بلاد الرّيف ، أى تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو .
اللغة
( القحمة ) ج : قحم : الأمر الشّاق ، المهلكة ، القحم في الخصومات ما يحمل الانسان على ما يكرهه يقال : و للخصومة قحم أى ما يكره ( الريف ) ج : أرياف و ريوف : أرض فيها زرع و خصب ( محل ) المكان محولا : أجدب .
المعنى
قال ابن ميثم : يروى أنه وكّل أخاه في خصومة و قال : إنّ لها قحما و إنّ الشيطان يحضرها .
و قال الشارح المعتزلي : و هذه الكلمة قالها أمير المؤمنين عليه السّلام حين وكّل عبد اللَّه بن جعفر في الخصومة عنه و هو شاهد .
أقول : لم يؤرّخ في كلا الحديثين تاريخ هذه الوكالة و أنّها كانت في أيام الثلاثة و عند قضاتهم أو في أيامه عليه السّلام ، و لعلّ عدم حضوره في محضر الدعوى من هذه الجهة و أراد بقحم الخصومة الابتلاء بطرحها عند من لا ينبغي .
[ 334 ]
الترجمة
برادرش را درباره محاكمهاى از جانب خود وكيل كرد و فرمود : ترافع پرتگاههائى دارد و شيطان در محضر آن حاضر ميشود .
خصومت پرتگاه تلخكامى است براى راد مردان خوش نمانيست
( 4 ) و في حديثه عليه السّلام :
إذا بلغ النّساء نصّ الحقاق فالعصبة أولى .
( قال : و يروى نصّ الحقائق ، الشّرح المعتزلي ج 19 طبع مصر ) و النّص : منتهى الأشياء و مبلغ أقصاها كالنّص في السير لأنه أقصى ما تقدر عليه الدّابة ، و تقول : نصصت الرّجل عن الأمر ، إذا استقصيت مسألته لتستخرج ما عنده فيه ، فنص الحقاق يريد به الإدراك لأنّه منتهى الصّغر و الوقت الذي يخرج منه الصّغير إلى حدّ الكبر ، و هو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر و أغربها ، يقول : فإذا بلغ النّساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمّها إذا كانوا محرما مثل الإخوة و الأعمام و بتزويجها إن أرادوا ذلك ، و الحقاق محاقّة الأمّ للعصبة في المرأة و هو الجدال و الخصومة و قول كلّ واحد منهما للآخر « أنا أحقّ منك بهذا » يقال منه : حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا ، و قد قيل :
إنّ نصّ الحقاق بلوغ العقل ، و هو الإدراك ، لأنّه عليه السّلام إنّما أراد منتهى الأمر الّذي تجب فيه الحقوق و الأحكام ، و من رواه « نصّ الحقائق »
[ 335 ]
فإنما أراد جمع حقيقة .
هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام و الّذي عندي أنّ المراد بنصّ الحقاق هنا بلوغ المرأة إلى الحدّ الّذي يجوز فيه تزويجها و تصرّفها في حقوقها ، تشبيها بالحقاق من الابل ، و هى جمع حقّة و حق و هو الّذي استكمل ثلاث سنين و دخل في الرابعة ، و عند ذلك يبلغ إلى الحدّ الّذي يتمكّن فيه من ركوب ظهره و نصّه في السير ، و الحقائق أيضا جمع حقّة ، فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى واحد ، و هذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أوّلا .
اللغة
( نصّ ) نصّا الشيء : دفعه و أظهره ، و العروس : أقعدها على المنصّة . ( حاق ) محاقة و حقاقا في الأمر : خاصمه . الحقة ج حق و حقاق : المرأة المنجد .
الاعراب
نصّ الحقاق منصوب بقوله : بلغ من باب الحذف و الايصال أى إلى نصّ الحقاق
المعنى
لا إشكال و لا اختلاف بين مفسّري الحديث في أنّ المراد من قوله : « نص الحقاق » البلوغ ، فالمقصود بيان انتهاء حضانة الامّ عن الصبية و أنها تنتهى ببلوغها فيكون عصبتها و هم بنوا الرّجل و قرابته لأبيه ، سمّوا بذلك لأنّهم عصبوا به و علّقوا عليه أحقّ بها من الامّ في امورها ، و إنّما الاشكال في تطبيق اللفظة على هذا المعنى من حيث اللغة ، فذكر له وجوه :
1 أنّ نصّ الحقاق استعمل في الادراك و البلوغ على وجه الكناية ، و الحقاق
[ 336 ]
مصدر حاقّه من باب المفاعلة ، و المعنى بلوغ وقت المحاقة فيه بين الامّ و بني أبيها 2 أنّ نصّ الحقاق بمعني بلوغ وقت الحقوق و الأحكام ، و اعترض عليه الشارح المعتزلي بأنّ أهل اللّغة لم ينقلوا عن العرب أنها استعملت الحقاق في الحقوق و لا يعرف هذا في كلامهم و لو كان « نصّ الحقائق » فلا يفهم منه شيئا .
3 أنّ حقاقا جمع حقّة من سنين الابل ، فنصّ الحقاق معناه وقت البلوغ من باب الاستعارة تشبيها بوقت بلوغ الابل و التمكن من ركوبه و الحمل عليه ، و الحقائق ترجع إلى ذلك ، لأنّه جمع الجمع لحقّ و حقّة ، اختاره السيد الرضيّ رحمه اللَّه .
4 أنّ معنى نصّ الحقاق ارتفاع الأثداء فالحقاق جمع حقّة تشبيها للثدى المرتفع بها ، ذكره ابن ميثم .
5 و هو الّذي أذكره أنّ نصّ الحقاق أي ظهور حالة المرأة فيها ، لأنّ أحد معاني النصّ الظهور و أحد معاني الحقاق جمع حقّ المرأة ، فالمقصود أنه إذا بلغ النساء إلى ظهور حالة المرأة فيهنّ يرتفع الصغر و الحجر و الحضانة عنهنّ ، و حالة المرأة الحيض و الولادة و أمثالهما ممّا جعله الفقهاء علامات بلوغ المرأة كما جعلوا نبت شعر الشارب و العانة علامة لبلوغ الرّجل .
الترجمة
چون زنان بالغه شوند خويشان پدرى سزاوارترند بكار آنان از مادر .
( 5 ) و في حديثه عليه السّلام :
إنّ الإيمان يبد و لمظة في القلب كلّما ازداد الإيمان ازدادت اللّمظة .
و اللّمظة مثل النّكتة أو نحوها من البياض ، و منه قيل : فرس ألمظ إذا كان بجحفلته شيء من البياض .
اللغة
قال أبو عبيدة : هي لمظة بضمّ اللاّم و المحدّثون يقولون : لمظة بالفتح
[ 337 ]
و المعروف من كلام العرب الفتح مثل الدّهمة و الشهبة و الحمرة ، و قد رواه بعضهم :
لمطة بالطاء المهملة ، و هذا لا نعرفه .
( اللمظة ) أي نكتة البياض . اللمظة : اليسير من السمن و نحوه تأخذه باصبعك ، الألمظ من الخيل : ما كان في شفته السّفلى بياض المنجد .
أقول : الأظهر أنّ قوله : يبدو لمظة ، أي يبدو فى القلب كأصبع من السمن كما هو أحد معاني لمظة ، ثمّ يزداد فينتشر ، فانّ القلب بطبعه أبيض كما في كثير من الأخبار ، و لا معنى لظهور نكتة بيضاء على الأبيض ، و المقصود أنّ الايمان يبدو فى القلب كالبذر فينمو شيئا فشيئا ، و لا بدّ من تقويته بما يؤثر في نموّ الايمان من الأعمال الصالحة ، و تزكية النفس من الرّذائل و كسب المعرفة و ذكر اللَّه على كلّ حال ، و التجنّب ممّا يمحي الايمان و يزيله .
قال ابن ميثم : و نصب لمظة على التميز فيكون من باب طاب نفسا ، و فيه خفاء و الأظهر أنه مفعول مطلق نوعي بحذف المضاف أي يبدو بدو لمظة .
الترجمة
براستيكه ايمان چون انگشت روغنى در دل پديد آيد ، و هر چه ايمان بيفزايد روغن دل بيفزايد .
ز إيمان درخشى بتابد بدل فزايد چه إيمان فزايد بدل
( 6 ) و في حديثه عليه السّلام :
إنّ الرّجل إذا كان له الدّين الظّنون يجب عليه أن يزكّيه [ لما مضى ] إذا قبضه .
فالظّنون الّذي لا يعلم صاحبه أيقضيه من الّذي هو عليه أم لا ، فكأنّه الّذي يظنّ به ذلك فمرّة يرجوه و مرّة لا يرجوه ، و هو من أفصح الكلام ، و كذلك كلّ أمر تطلبه و لا تدري على أيّ شيء أنت منه فهو ظنون ، و على ذلك
[ 338 ]
قول الأعشى :
ما يجعل الجدّ الظنون الّذي جنّب صوب اللّجب الماطر مثل الفراتيّ إذا ما طما يقذف بالبوصىّ و الماهر
و الجدّ : البئر العادية في الصّحراء ، و الظّنون : الّتي لا يعلم هل فيها ماء أم لا .
اللغة
( الجدّ ) : البئر ( الظنون ) : التى لا يعلم فيها ماء أم لا ( اللّجب ) :
السّحاب المصوّت ذو الرعد ( الفراتى ) نهر الفرات و الياء للتأكيد كقولهم « و الدّهر بالانسان دوّاريّ » أي دوّار ( البوصى ) : ضرب من صغار السفن ( الماهر ) :
السابح ابن ميثم .
أقول : و يحتمل أن يكون معنى الفراتى الجدّ الفراتى مقابل الجدّ الظنون و هى البئر العادية في الصحراء .
الاعراب
من الّذي هو عليه ، من : موصولة و ليست جارّة قال الشارح المعتزلي :
فأمّا ما ذكره الرضىّ من أنّ الجدّ هي البئر العادية في الصحراء فالمعروف عند أهل اللغة أنّ الجدّ البئر التى تكون في موضع كثير الكلاء و لا تسمّى البئر العادية في الصحراء الموات جدّا ، و شعر الأعشى لا يدلّ على ما فسّره الرّضى ، لأنه إنّما شبّه علقمة بالبئر و الكلاء يظن أنّ فيها ماء لمكان الكلاء ، و لا يكون موضع الظنّ ، هذا هو مراده و مقصوده ، و لهذا قال : الظنون و لو كانت عادية في بيداء مقفرة لم تكن ظنونا ، بل كان يعلم أنه لا ماء فيها ، فسقط عنه اسم الظنون .
أقول : في كلامه اضطراب ، و اعتراضه على الرّضى مبهم ، فانّه رحمه اللَّه
[ 339 ]
فسّر الجدّ بالبئر في الصحراء و لم يقيّده بالمقفرة حتى ينافى قول أهل اللغة بتقييده بكونه كثير الكلاء ، و البئر العادية في الصحراء و لو كان كثير الكلاء لا يعلم بوجود الماء فيها إلاّ بعد الفحص ، كما أنه إذا كانت البئر في بيداء مقفرة لا يعلم فقد الماء فيها إلاّ بعد الفحص ، و ما أفهم وجه الاعتراض على الرضيّ رحمه اللَّه .
و أما فقه الحديث
قال المعتزلي : قال أبو عبيدة : في هذا الحديث من الفقه أنّ من كان له دين على الناس فليس عليه أن يزكّيه حتى يقبضه ، فاذا قبضه زكّاه لما مضى و إن كان لا يرجوه ، قال : و هذا يردّه قول من قال : إنما زكاته على الّذي هو عليه الخ .
و قال ابن ميثم : يقول عليه السّلام : إذا كان لك مثلا عشرون دينارا دينا على رجل و قد أخذها منك و وضعها كما هي من غير تصرّف فيها و أنت تظنّ إن استرددتها ردّها إليك فاذا مضى عليها أحد عشر شهرا و استهلّ هلال الثاني عشر وجبت زكاتها عليك .
أقول : المشهور بين فقهاء الإمامية بل كاد أن يكون إجماعا عدم وجوب الزكاة في الدّين مطلقا إلاّ بعد قبضه و حلول الحول عليه في يده ، و حملوا ما دلّ على وجوب الزكاة في الدّين على الاستحباب أو التقية ، لأنه مذهب العامّة فالأظهر حمل كلامه على الاستحباب ، حيث إنّ وصول الدّين كان مرجوا لا قطعيا ، فبعد وصوله يستحبّ إخراج زكاته شكرا ، فهو من قبيل إرث من لا يحتسب الذي يجب فيه الخمس عند بعض الفقهاء ، و القول بوجوب زكاة الدّين الظنون بعد قبضه لا يخلو من وجه ، اعتمادا على قوله عليه السّلام و جعله مخصّصا للعمومات النافية لتعلّق الزكاة بالدّين قبل قبضه .
و أمّا ما ذكره ابن ميثم في تفسير كلامه عليه السّلام فلا يوافق ظاهر كلامه ،
و لا يوافق ما ذكره كلام الفقهاء ، فان ظاهره وجوب زكاة الدّين مع عدم قبضه عن المديون ، فتدبّر .
الترجمة
فرمود : مرديكه قرضه سوختى دارد لازمست چون دريافتش كرد زكاة سال گذشته آنرا بدهد .
[ 340 ]
( 7 ) و في حديثه عليه السّلام :
أنّه شيّع جيشا يغزيه فقال : أعزبوا عن النّساء ما استطعتم .
و معناه : أصدفوا عن ذكر النّساء و شغل القلب بهنّ ، و امتنعوا من المقاربة لهنّ ، لأنّ ذلك يفتّ في عضد الحميّة ، و يقدح في معاقد العزيمة و يكسر عن العدو ، و يلفت عن الابعاد في الغزو ، و كلّ من امتنع عن شيء فقد أعزب عنه ، و العازب و العزوب : الممتنع من الأكل و الشرب .
اللغة
( اعزب ) : بعد ، أعزبه : أبعده ( لفت ) لفتا : صرفه .
الاعراب
اعزبوا : أمر من الثلاثى فهمزته وصل ، أو من أعزبه باب الافعال فهمزته قطع المنجد . العدو : الحضر و أعديت فرسى أى استحضرته صحاح .
المعنى
قال المعتزلي : التفسير صحيح لكن قوله : « من امتنع عن شيء فقد أعزب عنه » ليس بجيّد و الصحيح « فقد عزب عنه » ثلاثى .
أقول : قد عرفت أنّ اللغة ضبط أعزب لازما و متعدّيا ، فالاعتراض و ما رتّب عليه ساقط من أصله .
و قد أمر عليه السّلام جيشه بالعزوبة و الاجتناب عن النساء و إن كان على الوجه الحلال لأنّ المقاربة معهنّ يفتّ في عضد الحمية إذا كانت من العدوّ فتسلب قلب المجاهد بجمالها و تستهويه و تصرفه عن عزيمة الجهاد .
و الاستمتاع من النساء موجب الضّعف و فوت الوقت و يمنع عن العدو و الرّكض وراء العدوّ ، و يصرف الجيش عن الابعاد في الغزو و تعقيب العدوّ في كلّ سهل و جبل و حصن و وغل .
[ 341 ]
الترجمة
قشونى را كه به جهاد اعزام ميكرد بدرقه كرد و بآنها چنين سفارش داد :
تا ميتوانيد خود را از زنان بدور داريد .
سيد رضى گويد : مقصود اينست كه نام آنها را بزبان نياوريد و دل بدانها ندهيد و از نزديكى با آنها دورى كنيد ، زيرا اين خود مايه سستى غيرت و شكست عزيمت و واماندن از دويدن دنبال دشمن و منصرف شدن از دنبال كردن أمر جهاد است . چه خوش سروده است :
عاشقى مرد سپاهي كجا دادن دل دست ملاهى كجا قلب سپاه است چه مأواى من قلب فلان زن نشود جاي من
( 8 ) و في حديثه عليه السّلام :
كالياسر الفالج ينتظر أوّل فوزة من قداحه .
الياسرون : هم الّذين يتضاربون بالقداح على الجزور ، و الفالج :
القاهر الغالب ، يقال : قد فلج عليهم و فلجهم ، قال الرّاجز :
لمّا رأيت فالجا قد فلجا .
اللغة
( الياسر ) فاعل ج : أيسار : السّهل ، الّذي يتولّى قسمة جزور الميسر ، الياسر ج : أيسار خلاف اليامن ( القدح ) ج : قداح : سهم الميسر المنجد .
المعنى
قال المعتزلي : أوّل الكلام أنّ المرأ المسلم ما لم يغش دنائة يخشع لها إذا ذكرت ، و يغرى به لئام النّاس كالياسر الفالج ينتظر أول فوزة من قداحه ، أو داعي اللَّه ، فما عند اللَّه خير و أبقى إلى أن قال و ليس يعني بقوله : الفالج القامر الغالب كما فسّره الرّضي رحمه اللَّه ، لأنّ الياسر الغالب القامر لا ينتظر أوّل فوزة من قداحه ، و كيف ينتظر و قد غلب ، و أيّ حاجة له إلى الانتظار ، و لكنه يعني بالفالج
[ 342 ]
الميمون النقيبة الّذي له عادة مطّردة أن يغلب و قلّ أن يكون مقهورا .
أقول : مقصود الرّضي أنّه عليه السّلام شبّه المؤمن السالم بالمقامر الّذي يكون غالبا بحسب الواقع فينتظر فوزة قداحه ، فالفالج بمعنى المستقبل فانتظاره لظهور فوزه الواقعي ، و ليس المراد منه المقامر الّذي ظهر فوزه ليكون الفالج في معنى الماضي و لم يكن للانتظار معنى ، مع أنّ تفسيره الفالج بميمون النقيبة خلاف اللغة ، و لم يضبط اللغة هذا التفسير للفظة ياسر ، فمقصوده عليه السّلام أنّ المؤمن السالم الغير الاثم يتربّص إحدى الحسنيين : إمّا الفوز بالسعادة الدنيويّة ، أو ما عند اللَّه في الاخرة و هو خير و أبقى .
الترجمة
فرمود : مسلمان تا بيك زشتكارى آلوده نشده كه مايه سرشكست او و پايه گمراه كردن مردم پست است ، مانند كسيست كه در قمار برنده است و در انتظار برد خود است ، و يا در انتظار دعوت إلهى است و آنچه نزد خدا است بهتر و پايندهتر است .
مرد مسلمان كه بزهكار نيست مايه گمراهي و بدكار نيست همچو برنده است ببازي خود منتظر فوز نهائي خود يا كه خدايش ببر خود برد بهتر و پاينده ترش آورد
( 9 ) و في حديثه عليه السّلام :
كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدوّ منه .
و معنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدوّ و اشتدّ عضاض الحرب فزع المسلمون إلى قتال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله بنفسه فينزل اللَّه تعالى النّصر عليهم به ، و يأمنون ممّا كانوا يخافونه بمكانه .
و قوله : « إذا احمرّ البأس » كناية عن اشتداد الأمر ، و قد قيل
[ 343 ]
في ذلك أقوال أحسنها : أنّه شبّه حمى الحرب بالنّار الّتي تجمع الحرارة و الحمرة بفعلها و لونها ، و ممّا يقوّى ذلك قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و قد رأى مجتلد النّاس يوم حنين و هى حرب هوازن : الآن حمى الوطيس و الوطيس مستوقد النّار ، فشبّه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ما استحرّ من جلاد القوم باحتدام النّار و شدّة التهابها .
قال المعتزلي : الجيّد في تفسير هذا اللفظ أن يقال : البأس الحرب نفسها قال اللَّه تعالى : « و الصابرين في البأساء و الضرّاء و حين البأس » 177 البقرة » و في الكلام حذف مضاف تقديره : إذا احمرّ موضع البأس و هو الأرض الّتي عليها معركة القوم ، و احمرارها لما يسيل عليها من الدّم .
أقول : ما ذكره حسن جدّا إلاّ أنّه لا يحتاج إلى تقدير في الكلام ، فاحمرار البأس منظره الدّموى الهائل الملطخ بها من أرض و من عليها من الرجال و الدواب و الالات ، بل و الهواء الّتي يترشّح فيها قطرات الدّم ، فالبأس محمرّ بكلّ ما فيه إذا جرى الدّماء فيه .
الترجمة
هر گاه جبهه جنگ ، خونين و سرخ فام ميشد ما برسولخدا پناهنده ميشديم و در اين گاه كسي از ماها از خود آنحضرت بدشمن نزديكتر نبود .
چه رخساره جنگ خونين شدى رسولخدا حصن روئين بدى پناهنده گشتيم بر گرد وي كه دشمن ننوشد ز ما خون چه مى از او كس بدشمن رساتر نبود بدشمن هم او بد كه يورش نمود
[ 344 ]
انقضى هذا الفصل و رجعنا الى سنن الغرض الاول في هذا الباب