جستجو

و من كتاب له ع إلى زياد ابن أبيه و قد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 84 ] المختار الثالث و الاربعون و من كتاب له عليه السلام الى زياد بن أبيه ، و قد بلغه أن معاوية كتب اليه يريد خديعته باستلحاق‏ه و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك ، و يستفلّ غربك ، فاحذره ، فإنّما هو الشّيطان : يأتي المرء [ المؤمن ] من بين يديه و من خلفه ، و عن يمينه و عن شماله ، ليقتحم غفلته ، و يستلب غرّته . و قد كان من أبي سفيان في زمن عمر بن الخطّاب فلتة من حديث النّفس ، و نزغة من نزغات الشّيطان ، لا يثبت بها نسب ، و لا يستحقّ بها إرث ، و المتعلّق بها كالواغل المدفّع ، و النّوط المذبذب . فلمّا قرأ زياد الكتاب قال : شهد بها و ربّ الكعبة ، و لم تزل في نفسه حتّى ادّعاه معاوية . قال الرّضيّ : قوله عليه السّلام : الواغل : هو الذي يهجم على الشّرب ليشرب معهم و ليس منهم ، فلا يزال مدّفعا محاجزا ، و النّوط مذبذب هو ما يناط برحل الراكب من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك ، فهو أبدا يتقلقل إذا حثّ ظهره ، و استعجل سيره . [ 85 ] اللغة ( يستزلّ لبّك ) : يطلب زلله و خطأه ، اللّبّ : العقل و القلب ، ( يستفلّ غربك ) : يريد أن يفلّ عزمك ، الغرب : حدّ السيف و هو مجاز عن العزم ، و يصح أن يكون الجملة مجازا مركّبا ، ( فلتة ) : الكلام أو الأمر بغير رويّة ، ( نزغة من نزغات الشيطان ) : نزغ الشيطان بينهم أى أغرى بعضهم على بعض و نزغه الشيطان إلى المعاصي أى حثّه ، ( محاجزا ) : ممنوعا ، ( القعب ) : القدح الضّخم الغليظ المنجد . الاعراب فلتة : اسم كان و خبره من أبي سفيان و هو ظرف مستقرّ و في زمن جارّ و مجرور متعلّق بالظرف المتقدّم و يمكن أن يكون مستقرا خبرا بعد خبر . من حديث النفس : متعلّق بقوله عليه السّلام « فلتة » . الهاء في قول الرضي نقلا عن زياد « شهد بها » يرجع إلى مقدّر و هو « القصّة » . المعنى قد حكم عليه السّلام في هذا الكتاب بأنّ معاوية هو الشيطان باعتبار أنّه يوسوس من كلّ جانب مشيرا إلى ما ورد في وصف الشيطان في قوله تعالى « ثمّ لاتينّهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ، 17 الأعراف » . قال الشارح المعتزلي « ص 178 ج 16 ط مصر » : و قال شقيق البلخي : ما من صباح إلاّ قعد لى الشيطان على أربعة مراصد : من بين يدىّ ، و من خلفي و عن يميني ، و عن شمالي ، أمّا من بين يديّ فيقول : لا تخف فإنّ اللّه غفور رحيم ، فأقرأ « و إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثمّ اهتدى ، 82 طه » و أمّا من خلفي فيخوّفني الضيعة على مخلّفي ، فأقرأ : و ما من دابّة في الأرض إلاّ على اللّه رزقها ، 6 هود » و أمّا من قبل يميني فيأتيني من جهة الثناء ، فأقرأ : « و العاقبة للمتّقين » و أمّا من قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات ، فأقرأ : « و حيل بينهم و بين ما يشتهون ، 54 السباء » . [ 86 ] و قد تعرّض فيه لنفي نسب زياد من أبي سفيان و تكذيب معاوية في ادّعائه أخا له و إنكاره استلحاقه به طمعا في نصره له و هذه مسألة دقيقة و لا بدّ من النظر فيه من وجوه : 1 قد ادّعى أبو سفيان في زمن عمر أنّ زياد بن سميّة مع كون امّها زوجة لعبيد مكوّنة من نطفته و هو الّذي وضعه في رحم أمّه ، قال المعتزلي : و روى أبو عمر بن عبد البرّ في كتاب « الاستيعاب » عن هشام بن محمّد بن سائب الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، أنّ عمر بعث زيادا في إصلاح فساد واقع باليمن ، فلمّا رجع من وجهه خطب عند عمر خطبة لم يسمع مثلها و أبو سفيان حاضر و عليّ عليه السّلام و عمرو بن العاص فقال عمرو بن العاص : للّه أبو هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه ، فقال أبو سفيان : إنّه لقرشيّ ، و إنّي لأعرف الّذي وضعه في رحم امّه ، فقال عليّ عليه السّلام : و من هو ؟ قال أنا فقال : مهلا يا أبا سفيان ، فقال أبو سفيان : أما و اللّه لو لا خوف شخص يراني يا عليّ من الأعادي لأظهر أمره صخر بن حرب و لم يخف المقالة في زياد و قد طالت مجاملتي ثقيفا و تركي فيهم ثمر الفؤاد و في رواية نقلها عن الواقدي أنّه قال في جواب عليّ عليه السّلام : أتيت امّه في الجاهليّة سفاحا ، فقال عليّ عليه السّلام : مه يا أبا سفيان فإنّ عمر إلى المساءة سريع ، فعرف زياد ما دار بينهما ، فكانت في نفسه . و قد روى في هذا المعنى أحاديث اخر كلّها صريحة في دعوى أبي سفيان لزياد ابنا له قطعا و الكلام في أنّه ادّعى هذه الدعوى جزافا و على سبيل الخرص و السلف أو له علم بذلك و من أين علم ذلك فإنّ مجرّد بغائه مع سميّة مرّة و زوجها معها حاضر عندها ثمّ حملها و ولادتها لا يدلّ على كونه منه . و هذا ما روى عن المدائني من حديث الاستلحاق ، قال : لمّا أراد معاوية استلحاق زياد و قد قدم عليه الشام جمع الناس و صعد المنبر ، و أصعد زيادا معه [ 87 ] فأجلسه بين يديه على المرقاة الّتي تحت مرقاته ، و حمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال : أيّها الناس إنّي قد عرفت نسبتنا أهل البيت في زياد ، و من كان عنده شهادة فليقم بها إلى أن قال فقام أبو مريم السلولي و كان خمّارا في الجاهليّة فقال : أشهد يا أمير المؤمنين أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطائف ، فأتاني فاشتريت له لحما و خمرا و طعاما ، فلمّا أكل قال : يا أبا مريم ، أصب لي بغيّا فخرجت ، فأتيت بسميّة فقلت لها : إنّ أبا سفيان ممّن قد عرفت شرفه و جوده ، و قد أمرني أن اصيب له بغيا ، فهل لك ؟ فقالت : نعم ، يجى‏ء الان عبيد بغنمه و كان راعيا فإذا تعشّى و وضع رأسه أتيته فرجعت إلى أبي سفيان فأعلمته ، فلم تلبث أن جائت تجرّ ذيلها ، فدخلت معه ، فلم تزل عنده حتّى أصبحت ، فقلت له لمّا انصرفت : كيف رأيت صاحبتك ؟ قال : خير صاحبة ، لو لا ذفر في إبطيها . و ربّما طال مصاحبة أبي سفيان مع سميّة حتّى عرف ذلك و أنّه كان كثيرا يزور الطائف للبغى و المصاحبة مع بغاتها كما يدلّ عليه ما تقدّم من شعره : و قد طالت مجاملتي ثقيفا و تركي فيهم ثمر الفؤاد ثمّ إنّه عليه السّلام تذكّر في كتابه ما أظهره أبو سفيان في زمان عمر ، و وصفه بأنه فلتة من حديث النفس و نزغة من نزغات الشيطان ، و يحتمل كلامه عليه السّلام وجهين : 1 أنّ زعمه كون زياد منه لا أصل له ، و إنّما هو صرف حديث نفس بلا رويّة و تخيّل شيطانيّ كاذب لا أصل له . 2 أنّ إظهار هذه الحقيقة فلتة و كلام بلا رويّة و استلحاق زياد بمجرّد كونه من مائه نزغة من نزغات الشيطان لأنّ الماء من الزنا لا يثبت به النسب كما صرّح به النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله « الولد للفراش و للعاهر الحجر » . و كأنّ زيادا حمل كلامه عليه السّلام على الوجه الثاني حيث استفاد منه إثبات كونه متكوّنا من ماء أبي سفيان فقال : شهد بها و ربّ الكعبة ، و لكنّ الظاهر منه هو الأوّل و الظاهر أنّ شهادة أبى مريم السلولي شهادة زور زوّره معاوية و حمّلها عليه أو زوّرها هو طمعا في التقرّب و العطاء و كان أبو بكر أخو زياد [ 88 ] ينكر ذلك أشدّ الانكار ، و حلف أن لا يكلّم زياد أبدا و قال : هذا زنّى امّه و انتفى من أبيه ، و لا و اللّه ما علمت سميّة رأت أبا سفيان قبل . الترجمة از نامه‏اى كه حضرتش عليه السّلام بزياد بن ابيه نوشت چون بآنحضرت گزارش رسيد كه معاويه به او نامه‏اى نوشته و قصد دارد او را بفريبد و به برادرى خود پيوندش دهد : من دانستم كه معاويه بتو نامه نوشته است تا دلت را بلغزاند و تصميمت را بگرداند ، از او در حذر باش ، همانا كه او شيطانى است كه بمؤمن در آيد از پيش رو و از پشت سر و از سمت راست و از سمت چپ او از همه سو بآدم در آويزد تا او را غافلگير كند و فريب دهد . از أبى سفيان در دوران خلافت عمر بن الخطّاب يك سخن پريشان و بيجائى سر زد كه ناشى از جهش نفس أمّاره بود و يك پرشى بود از پرشهاى شيطان ، با اين سخن بى پرو پا و بيجا نه نسب ثابت مى‏شود و نه پايه استحقاق ارث و ميراثى مى‏تواند بود ، كسى كه باين سخن چنگ زند چون شتريست بيگانه كه با اشتران بر آبگاهشان در آيد و او را برانند و يا چون ظرفى است كه ببار مركبى بياويزند و هميشه در لرزش و اضطراب باشد ، رضي عليه الرحمة گويد : اينكه فرموده است ( الواغل ) آنست كه هجوم برد براى نوشيدن از آب و بيگانه باشد و پيوسته او را برانند و دور كنند و ( نوط مذبذب ) آن ظرفى است كه شتر سوار به بند زير پاى خود بندد مانند قدحى يا سبوئى يا هر چه بدانها ماند و آن در موقع راندن مركب يا شتاباندن آن پيوسته در لرزش است و زيرورو مى‏شود .