جستجو

و من خطبة له ع و هي كلمة جامعة له فيها تسويغ قتال المخالف و الدعوة إلى طاعة

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام و هى الرابعة و العشرون من المختار فى باب الخطب و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ و خابط الغيّ من إدهان [ 344 ] و لا إيهان ، فاتّقوا اللّه عباد اللّه و فرّوا من اللّه إلى اللّه ، و امضوا في الّذي نهجه لكم ، و قوموا بما عصبه بكم ، فعليّ ضامن لفلجكم آجلا إن لم تمنحوه عاجلا . اللغة ( خابط الغىّ ) بصيغة المفاعلة خبط كلّ منهما في الآخر ، و الغىّ الضّلالة و ( الادهان ) و المداهنة المصانعة و المنافقة قال سبحانه : « ودّوا لو تدهن فيدهنون » و ( الايهان ) مصدر أوهنه أى أضعفه و ( نهج ) الأمر أوضحه و جعله نهجا اى طريقا بيّنا و ( عصبه بكم ) أى ربطه و ناطه كالعصابة التي يشدّ بها الرّأس و ( الفلج ) بالضّمّ الفوز و منه الفالج الذي قد مرّ في الخطبة السابقة و ( منحه ) كضربه و منعه أعطاه و الاسم المنحة و هي العطية . الاعراب العمر بفتح العين و ضمّنها البقاء و لا تستعمل فى القسم إلاّ بالفتح قال بعض المحقّقين : قول الشّخص لعمري مبتدء محذوف الخبر وجوبا و التقدير قسمي أو يميني و هو داير بين فصحاء العرب ، قال تعالى : « لعمرك إنّهم لفى سكرتهم يعمهون » لا يقال : إنّ الحلف بغير اللّه تعالى منهيّ عنه . لانّا نقول : ليس المراد به القسم الحقيقي بجعل غيره تعالى مثله في التّعظيم بل المراد صورته لترويج المقصود أو الكلام على حذف المضاف أى فبواهب عمري و عمرك . المعنى اعلم أنّ مقصوده عليه السّلام بهذا الكلام الرّد على قول من قال إنّ متابعته لمحاربيه و مصانعتهم كان اولى من محاربتهم ، فنبّه على فساد ذلك القول و بطلان هذا الزّعم و قال : ( لعمرى ما علىّ من قتال من خالف الحقّ و ) جهاد من ( خابط [ 345 ] الغىّ من ) مساهلة و ( ادهان و لا ) ضعف و ( ايهان ) إذ مقاتله أهل التّمرّد و الضّلالة واجبة و المداهنة فيها معصية . و لذلك إنّ اللّه سبحانه أوحى إلى شعيب النّبيّ إنّي معذّب من قومك مأة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستّين ألفا من خيارهم ، فقال : يا ربّ هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ فأوحى اللّه إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا بغضبي ( فاتقوا اللّه عباد اللّه ) بالحذر عن معاصى اللّه ( و فرّوا من ) غضب ( اللّه إلى ) رحمة ( اللّه و امضوا في ) الطريق ( الذي نهجه لكم ) و شرعه في حقّكم و هو جادة الشّريعة التي يجب سلوكها لكلّ أحد ( و قوموا بما عصبه بكم ) و ربطه عليكم و هو الأوامر الشّرعية و التّكاليف الالهيّة و إذا قمتم بواجب ما امرتم من هذه الأوامر ( فعليّ ) بن أبيطالب ( ضامن لفلجكم آجلا ) في دار القرار بجنّات تجرى من تحتها الأنهار ( إن لم تمنحوه عاجلا ) في دار الدّنيا لعدم تمام استعدادكم له ، و قديتمّ الفوز بالسّعادتين العاجليّة و الآجليّة لمن وفت قوته بالقيام بهما و كمل استحقاقه لذلك في علم اللّه سبحانه و لمّا كان حصول السّعادة و الفوز للدّرجات العالية من لوازم التّقوى ظاهر اللّزوم في علمه عليه السّلام لا جرم كان ضامنا له و زعيما به . اشراق في بيان معنى التّقوى لغة و شرعا و ما يترتّب عليه من الثّمرات الدّنيويّة و الاخرويّة . فنقول : التّقوى في اللّغة الاتقاء و هو اتّخاذ الوقاية ، و في العرف هى الاحتراز بطاعة اللّه عن عقوبته . و قيل هي بحسب العرف الشّرعي تعود إلى خشية الحقّ سبحانه المستلزمة للاعراض عن كلّما يوجب الالتفات عنه من متاع الدّنيا و زينتها و تنحية مادون وجهة القصد . و قال الصّادق عليه السّلام في تفسيرها : أن لا يفقدك حيث أمرك ، و لا يراك حيث نهاك . [ 346 ] و قال بعض العارفين : إنّ خيرات الدّنيا و الآخرة جمعت تحت لفظة واحدة و هي التقوى انظر إلى ما في القرآن الكريم من ذكرها ، فكم علن عليها من خير و وعد لها من ثواب و أضاف إليها من سعادة دنيويّة و كرامة اخرويّة . و في عدّة الدّاعي هي العدّة الكافية في قطع الطريق إلى الجنّة بل هي الجنّة الواقية من متالف الدّنيا و الآخرة ، و هى الممدوحة بكلّ لسان و المشرفة لكلّ إنسان ، و قد شحن بمدحها القرآن و كفاها شرفا قوله تعالى : « و لقد وصّينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم و إيّاكم أن اتّقوا اللَّه » و لو كان في العالم خصلة هى أصلح للعبد و أجمع للخير و أعظم بالقدر و أولى بالايجال و انجح للامال من هذه الخصلة التي هي التّقوى لكان اللّه أوصى بها عباده لمكان حكمته و رحمته ، فلمّا أوصى بهذه الخصلة الواحدة . جمع الأوّلين و الآخرين و اقتصر عليها علم أنّها الغاية التي لا يتجاوز عنها و لا مقتصر دونها و القرآن مشحون بمدحها و عدّد في مدحها خصالا : الأوّل المدحة و الثّناء « و إن تصبروا و تتّقوا فانّ ذلك من عزم الامور » . الثّاني الحفظ و التّحصين من الأعداء « و إن تصبروا و تتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا » . الثّالث التّاييد و النّصر « إنّ اللّه مع المتّقين » الرّابع إصلاح العمل « يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللَّه و قولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم » الخامس غفران الذّنوب « و يغفر لكم ذنوبكم » السّادس محبة اللّه « إنّ اللَّه يحبّ المتّقين » السّابع قبول الأعمال « إنّما يتقبّل اللَّه من المتّقين » الثّامن الاكرام « إنّ أكرمكم عند اللَّه أتقيكم » التّاسع البشارة عند الموت « الّذين آمنوا و كانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا و في الآخرة » [ 347 ] العاشر النّجاة عن النّار « ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا » . الحادي عشر الخلود في الجنّة « اُعدّت للمتّقين » . الثاني عشر تيسير الحساب « و ما على الّذين يتّقون من حسابهم من شي‏ء » . الثّالث عشر النّجاة من الشّدايد و الرّزق الحلال « و من يتّق اللَّه يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكّل على اللَّه فهو حسبه إنّ اللَّه بالغ أمره قد جعل اللَّه لكلِّ شي‏ء قدراً » فانظر ما جمعت هذه الخصلة الشّريفة من السّعادات فلا تنس نصيبك منها . الترجمة از جمله خطب شريفه آن حضرت است در اظهار ثبات قدم خود در محاربه جماعت طاغيه و ردّ قول كسى كه قايل بمداهنه اوست در محاربه و ترهيب مردمان از تمرّد و عصيان و ترغيب ايشان بطاعت خداوند عالميان مى‏فرمايد : قسم بزندگانى خود كه نيست بر من از مقاتله مخالفين حق و شريعت و سالكين طريق ضلالت هيچ مدارا كردن و سستى نمودن ، پس بترسيد از خدا اى بندگان خدا و بگريزيد بسوى رحمت خدا از غضب خدا و برويد در آن راهى كه روشن ساخته است آن را از براى شما ، و قيام نمائيد بآنچه باز بسته است آن را بشما ، و هر گاه اينطور حركت نمائيد پس عليّ بن أبيطالب ضامن است بر رستگارى شما در آخرت اگر داده نشويد فيروزى و بمراد خود نرسيد در دنيا