جستجو

و من خطبة له ع يومئ فيها إلى ذكر الملاحم

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 346 ] و من خطبة له عليه السّلام فى ذكر الملاحم و هى المأة و الثامنة و الثلاثون من المختار فى باب الخطب و شرحها في فصلين : الفصل الاول يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ، و يعطف الرّأى على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرّأى . منها : حتّى تقوم الحرب بكم على ساق باديا نواجذها ، مملوّة أخلافها ، حلوا رضاعها ، علقما عاقبتها ، ألا و في غد و سيأتي غد بما لا تعرفون ، يأخذ الوالي من غيرها عمّالها على مساوي أعمالها ، و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها ، و تلقي إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السّيرة ، و يحيى ميّت الكتاب و السّنّة . اللغة ( السّاق ) ما بين الركبة و القدم و الجمع سوق قال سبحانه : فطفق مسحا بالسّوق و الأعناق ، و السّاق أيضا الشدّة و منه قوله تعالى : و يوم يكشف عن ساق ، أى عن شدّة ، قال الفيروزآبادى : و التفت السّاق بالسّاق آخر شدّة الدّنيا بأوّل شدّة الآخرة و ( النّواجذ ) أقصى الأضراص و ( الأخلاف ) جمع الخلف بالكسر [ 347 ] كحمل و أحمال و هو من ذوات الخف و الظّلف كالثدى للانسان و ( العلقم ) الحفظل و قيل قثاء الحمار و يقال لكلّ شي‏ء مرّ . و ( الأفاليذ ) جمع أفلاذ و أفلاذ جمع فلذ و هى القطعة من الكبد ، هكذا في شرح المعتزلي ، و في المصباح للفيومى : الفلذة القطعة من الشي‏ء و الجمع فلذ كسدرة و سدر ، و قال الفيروزآبادى : الفلذ بالكسر كبد البعير و بهاء القطعة من الكبد و من الذّهب و الفضّة و اللّحم و الأفلاذ جمعها كالفلذ كعنب و من الأرض كنوزها و ( الكبد ) بفتح الكاف و كسرها و ككتف معروف و ( المقاليد ) المفاتيح الاعراب إذا ظرف للزّمان المستقبل و النّاصب فيها شرطها على مذهب المحقّقين فتكون بمنزلة متى و حيثما و ايّان و جزائها على قول الأكثرين كما عزاه إليهم ابن هشام و الأظهر هنا أن يكون ناصبها يعطف لحقّ التّقدم و لما حقّقه نجم الأئمة حيث قال : العامل في متى و كلّ ظرف فيه معنى الشّرط شرطه على ما قال الأكثرون و لا يجوز أن يكون جزاؤه على ما قال بعضهم كما لا يجوز في غير الظّروف أ لا ترى انك لا تقول أيّهم جائك فاضرب ، بنصب أيّهم ، و أمّا العامل في اذا فالأكثرون على أنّه جزاءه ، و قال بعضهم : هو الشّرط كما في متى و اخواتها ، و الأولى أن نفصّل و نقول : إن تضمّن إذا معنى الشّرط فحكمه حكم اخواته في متى و نحوها و إن لم يتضمّن نحو إذا غربت الشّمس جئتك بمعنى أجيئك وقت غروب الشّمس فالعامل هو الفعل الذي في محلّ الجزاء و ان لم يكن جزاء في الحقيقة دون الذي في محلّ الشّرط و هو مخصّص للظّروف انتهى . و من المعلوم أنّ إذا في هذا المقام من قبيل إذا في قوله : إذا غربت الشّمس جئتك ، و ليس فيها معنى الشّرط ، و الباء في قوله : حتّى تقوم الحرب بكم بمعنى في بدليل قوله تعالى لا تقم فيه أبدا لمسجد اسّس على التّقوى من أوّل يوم أحقّ أن تقوم فيه ، فتكون للظرفيّة المجازيّة . [ 348 ] و باديا و مملوّة و حلوا و علقما منصوبات على الحال و العامل تقوم ، و المرفوعات بعدها فواعل و رفع علقما لما بعده مع كونه اسما جامدا لأنّه بمعنى المشتق ، أى مريرة عاقبتها . و قوله : في غد متعلّق بقوله يأخذ ، و تقدّمه للتّوسّع ، و جملة و سيأتي غد بما لا تعرفون معترضة بين الظروف و المظروف ، و سلما منصوب على الحال من فاعل تلقى و لا بأس بجموده لعدم شرطيّة الاشتقاق في الحال أو لتأويله بالمشتق أى تلقى مستسلما منقادا كما في قوله اجتهد و حدك أى متوحّدا ، و قوله فيريكم كيف عدل السّيرة ، الفاء فصيحة و كيف خبر مقدّم و هو ظرف عند سيبويه و موضعها نصب و ما بعدها مبتدء و الجملة في محلّ النّصب مفعول ثان ليريكم ، و علق عنها العامل لأجل الاستفهام ، و المعنى يريكم عدل السّيرة على أى نحو . المعنى اعلم أنّ هذه الخطبة حسبما ذكره السّيد ( ره ) واردة في ذكر الملاحم أى الوقايع العظيمة المتضمّنة للقتل و الاستيصال ، و اتّفق الشراح على أنّ هذا الفصل منها اشارة إلى ظهور القائم المنتظر عجّل اللّه فرجه و سهل اللّه مخرجه و جعلنا اللّه فداه و منحنا اتّباع آثاره و هداه . فقوله ( يعطف الهوى على الهدى ) يريد به أنه عليه السّلام إذا ظهر يردّ النفوس الهائرة عن سبيل اللّه التابعة لظلمات أهوائها عن طرقها الفاسدة و مذاهبها المختلفة إلى سلوك النّهج القويم و الصّراط المستقيم ، فتهدى الامم بظهوره و تسفر الظّلم بنوره و ذلك ( إذا عطفوا الهدى على الهوى ) أى إذا ارتدّت تلك النّفوس عن اتّباع أنوار هدى اللّه تعالى في سبيله الواضح إلى اتّباع أهوائها فيجدّد الشّريعة المحمّديّة بعد اندحاضها ، و يبرم عقدها بعد انتقاضها ، و يعيدها بعد ذهابها و انقراضها . ( و يعطف الرّأى على القرآن ) أى يردّ الآراء الفاسدة المخالفة للقرآن [ 349 ] عليه و يأمر بالرّجوع إليه ، و يأخذ ما وافق الكتاب و طرح ما خالفه في كلّ باب و ذلك ( إذا عطفوا القرآن على الرّأى ) و تأوّلوه على ما يطابق مذاهبهم المختلفة و آرائهم المتشتّته فانّ فرق الاسلام من المرجية و المشبّهة و الكراميّة و القدرية و المعتزلة و غيرها قد تمسّك كلّ على مذهبه الفاسد و استشهد على رأيه الكاسد بآيات الكتاب و زعم أنّ ما رآه و دان به إنّما هو الحقّ و الصّواب مع أن كلاّ منهم قد حاد عن سوى الصّراط ، و اعتسف في طرفي التّفريط و الافراط ، لعدو لهم عن قيّم القرآن ، و استغنائهم عن خليفة الرّحمن ، و تركهم السؤال عن أهل الذّكر و الرجوع إلى وليّ الأمر ، و إنّما يعرف القرآن من خوطب به و من نزل ببيته ، و هم أهل بيت النّبوّة و معدن الوحى و الرّسالة ، فمن رجع في تفسيره إليهم كالشّيعة الاماميّة فقد اهتدى ، و من استغنى برأيه عنهم فقد ضلّ و غوى ، و من فسّره برأيه فليتبوّء مقعده النار ، و ليتهيأ غضب الجبار . و الفصل الثّاني منها اشارة إلى الفتن التي تظهر عند ظهور القائم عليه السّلام و هو قوله عليه السّلام ( حتّى تقوم الحرب بكم على ساق ) أراد به اشتدادها و التحامها ، قال الشّارح البحراني و العلاّمة المجلسي : و قيامها على ساق كناية عن بلوغها غايتها في الشدّة . و أقول : و التّحقيق أنّه اريد بالسّاق الشدّة فيكون تقوم بمعنى تثبت فيكون مجازا في المفرد و يكون المجموع كناية عن اشتدادها ، و ان اريد بالسّاق ما بين القدم و الرّكبة فيكون الكلام من باب الاستعارة التّمثيليّة حيث شبّه حال الحرب بحال من يقوم و لا يقعد ، على حدّ قولهم للمتردّد : أراك تقدّم رجلا و تؤخّر اخرى ، و لا تجوّز على ذلك في شي‏ء من مفرداته . و كذا لو قلنا إنّ المجموع مركّب من تلك المفردات موضوع للافادة المركّب من معانيها ، و لم يستعمل فيه و استعمل في مشابهه على طريق التّمثيل بأن شبّه ثبات الحرب و استقرارها بصورة موهومة و هى قيامها على ساق ، فعبّر عن المعنى [ 350 ] الأوّل بالمركّب الموضوع للمعني الثّاني ، كما ذهب عليه جماعة من الاصوليين من أنّ المركّبات موضوعة بازآء معانيها التركيبيّة كما أنّ المفردات موضوعة بازاء معانيها الافراديّة . و يمكن أن يقال : إنّ الحرب نزلت منزلة انسان ذى ساق على سبيل الاستعارة بالكناية ، و يكون ذكر السّاق تخييلا و القيام ترشيحا و كيف كان فالمراد الاشارة إلى شدّتها . و هو المراد أيضا بقوله ( باديا نواجذها ) لأنّ بدو النّواجذ و ظهورها من أوصاف الأسد عند غضبه و افتراسه ، فأثبته للحرب على سبيل التخييل بعد تنزيلها منزلة الأسد المغضب باعتبار الشدّة و الأذى على الاستعارة بالكناية . و قال الشّارح المعتزلي : و الكلام كناية عن بلوغ الحرب غايتها كما أنّ غاية الضّحك أن تبدو النّواجذ ، و اعترض عليه البحراني بأنّ هذا و إن كان محتملا إلاّ أنّ الحرب مظنّة إقبال الغضب لا إقبال الضّحك فكان الأوّل أنسب ، أقول : و يستظهر الثاني بجعله من باب التّهكم . و قوله ( مملوّة أخلافها ) تأكيد ثالث لشدّتها نزّلها منزلة الناقة ذات اللّبن في استعدادها و استكمالها عدّتها و رحالها كما تستكمل النّاقة باللّبن و تهيّئوه لولدها ، و ذكر الأخلاف تخييل و المملوّة ترشيح . و أراد بقوله : ( حلوا رضاعها و علقما عاقبتها ) أنّها عند اقبالها تستلذّ و تستحلي بطمع الظّفر على الأقران و الغلبة على الشجعان ، و يكون آخرها مرّا لأنّه القتل و الهلاك ، و مصير الاكثر إلى النّار ، و بئس القرار و في هذا المعنى قال الشّاعر : الحرب أوّل ما تكون فتية تسعى بزينتها لكلّ جهول حتّى إذا اشتعلت و شبّ ضرامها عادت عجوزا غير ذات خليل شمطاء جزّت رأسها و تنكّرت مكروهة للشمّ و التقبيل ثمّ أشار إلى بعض سيرة القائم فقال ( ألا و فى غد و سيأتي غد بما لا تعرفون ) [ 351 ] تنبيه على عظم شأن الغد الموعود بمجيئه و على معرفته بما لا يعرفون ( يأخذ ) أى يؤاخذ ( الوالى من غيرها عمالها على مساوى أعمالها ) قال الشّارح المعتزلي هذا الكلام منقطع عمّا قبله ، و قد كان تقدّم ذكر طائفة من النّاس ذات ملك و امرة فذكر عليه السّلام أنّ الوالي من غير تلك الطائفة يعني الامام الذي يخلفه في آخر الزمان يأخذ عمّال هذه الطائفة بسوء أعمالهم أى يؤاخذهم بذنوبهم . أقول : و من هذه المؤاخذة ما ورد في رواية أبي بصير و من غيره من أنّه عليه السّلام إذا ظهر أخذ مفتاح الكعبة من بني شيبة و قطع أيديهم و علّقها بالكعبة و كتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة . و ورد الأخبار أيضا بملك الجبابرة و الولاة السّوء عند ظهوره عليه السّلام في النبوي الذي رواه كاشف الغمّة من كتاب كفاية الطّالب عن الحافظ أبي نعيم في فوائده و الطّبراني في معجمه الأكبر عن جابر بن عبد اللّه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال : سيكون بعدى خلفاء و من بعد الخلفاء أمراء و من بعد الامراء ملوك جبابرة ، ثمّ يخرج المهدي من أهل بيتي يملاها عدلا كما ملئت جورا . ( و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها ) استعار لفظ الكبد لكنوز الأرض و خزائنها و الجامع مشابهة الكنوز للكبد في الخفاء و بذلك الاخراج فسّر قوله تعالى : و أخرجت الأرض أثقالها ، في بعض التّفاسير ( و تلقى إليه سلما ) أى منقادا ( مقاليدها ) و مفاتيحها قال الشّارح البحراني : أسند لفظ الالقاء إلى الأرض مجازا لأنّ الملقى للمقاليد مسالما هو أهل الأرض و كنّى بذلك عن طاعتهم و انقيادهم أجمعين لأوامره و تحت حكمه . أقول : و الأقرب أن يراد بالقاء المقاليد فتح المداين و الأمصار . و قد اشير إليهما أعني إخراج الكنوز و إلقاء المقاليد في رواية نبويّة عاميّة و هى ما رواه في كشف الغمّة عن الحافظ أبي نعيم أحمد بن أبي عبد اللّه باسناده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : بينكم و بين الروم أربع هدن يوم [ 352 ] الرّابعة على يد رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين فقال له رجل من عبد القيس يقال له للمستورد بن غيلان : يا رسول اللّه من إمام النّاس يومئذ ؟ قال : المهدي من ولدى ابن أربعين سنة كان وجهه كوكب درّى في خدّه الأيمن خال أسود عليه عبائتان قطوا نيّتان كأنّه رجال من بني إسرائيل يستخرج الكنوز و يفتح مدائن الشّرك . ( فيريكم كيف عدل السيرة ) أى العدل في السيرة أو السيرة العادلة ( و يحيى ميّت الكتاب و السّنة ) أى يعمل بهما و يحمل النّاس على أحكامهما بعد اندراس أثرهما و هو إشارة إلى بعض سيرته عليه السّلام عند قيامه و طريقة أحكامه . و قد اشير إلى نبذ منها و من علامات ظهورها فيما رواه كاشف الغمّة عن الشّيخ المفيد ( ره ) في كتاب الارشاد قال : قال : فأمّا سيرته عليه السّلام عند قيامه و طريقة أحكامه و ما يبيّنه اللّه تعالى من آياته فقد جائت الآثار به حسب ما قدّمناه . فروى المفضّل بن عمر الجعفي قال : سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام يقول : إذا أذن اللّه تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعى النّاس إلى نفسه و ناشدهم اللّه و دعاهم إلى حقّه و أن يسير فيهم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يعمل فيهم بعمله ، فيبعث اللّه تعالى جبرئيل حتّى يأتيه فنزل على الحطيم و يقول له : إلى أىّ شي‏ء تدعو ؟ فيخبره القائم عليه السّلام ، فيقول جبرئيل أنا أوّل من يبايعك و ابسط يدك فيمسح على يده و قد وافاه ثلاثمائة و سبعة عشر رجلا فيبايعونه و يقيم بمكّة حتّى يتمّ أصحابه عشرة آلاف و روى محمّد بن عجلان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إذا قام القائم عليه السّلام دعى النّاس إلى الاسلام جديدا ، و هديهم إلى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور ، و إنّما سمّى القائم مهديّا لأنّه هدى إلى أمر مضلول عنه ، و سمّى بالقائم لقيامه بالحقّ . و روى أبو بصير قال : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إذا قام القائم هدم المسجد الحرام [ 353 ] حتّى يردّه إلى أساسه ، و حوّل المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، و قطع أيدي بني شيبة و علّقها بالكعبة ، و كتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة . و روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث طويل أنّه إذا قام القائم فيخرج منها بضعة عشر ألف أنفس يدعون التبرية ، عليهم السّلاح ، فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة بنا إلى بني فاطمة ، فيضع عليهم السّيف حتّى يأتي إلى آخرهم ثمّ يدخل الكوفة فيقتل فيها كلّ منافق مرتاب ، و يهدم قصورها و يقتل مقتاتلها حتّى يرضى اللّه عزّ و جلّ . و روى أبو خديجة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال : إذا قام القائم جاء بأمر جديد كما دعى رسول اللّه في بدو الاسلام إلى أمر جديد . و روى عليّ بن عقبة عن أبيعبد اللّه عليه السّلام قال : إذا قام القائم حكم بالعدل و ارتفع في أيّامه الجور و امنت به السبل و اخرجت الأرض بركاتها و ردّ كلّ حقّ إلى أهله و لم يبق أهل دين حتّى يظهروا الاسلام و يعترفوا بالايمان أما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول : و له أسلم من في السّموات و الأرض طوعا و كرها و إليه يرجعون ، و حكم في النّاس بحكم داود و حكم محمّد صلّى اللّه عليهما فحينئذ يظهر الأرض كنوزها و تبدى بركاتها فلا يجد الرّجل منكم يومئذ موضعا لصدقته و لا لبرّه ، لشمول الغنى جميع المؤمنين ثمّ قال عليه السّلام إنّ دولتنا آخر الدّول و لم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاّ يقولوا إذا رأو سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، و هو قول اللّه عزّ و جلّ : و العاقبة للمتّقين . و روى كاشف الغمّة أيضا عن الشّيخ الطبرسي عن أبيجعفر عليه السّلام قال : المنصور القائم منّا منصور بالرّعب ، مؤيّد بالنّصر ، تطوى له الأرض ، و تظهر له الكنوز و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر اللّه دينه على الدّين كلّه و لو كره المشركون فلا يبقى على وجه الأرض خراب إلاّ عمّر ، و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّى خلفه . قال الرّاوي : فقلت يابن رسول اللّه و متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبّه [ 354 ] الرّجال بالنّساء و النّساء بالرجال و اكتفى الرّجال بالرجال و النّساء بالنساء ، و ركب ذوات الفروج السّروج ، و قبلت شهادة الزّور و ردّت شهادات العدل ، و استخفّ الناس بالرّياء و ارتكاب الزّناء و أكل الرّبا ، و اتقى الأشرار مخافة ألسنتهم ، و خرج السّفياني من الشّام ، و اليماني من اليمن ، و خسف بالبيداء ، و قتل غلام من آل محمّد بين الرّكن و المقام و اسمه محمّد بن الحسن النّفس الزكيّة ، و جائت صيحة من السّماء بأنّ الحقّ معه و مع شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع عليه ثلاثمأة و ثلاثة عشر رجلا ، فأوّل ما ينطق به هذه الآية : بقيّة اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين ، ثمّ يقول : أنا بقية اللّه و خليفته و حجّته عليكم فلا يسلّم عليه مسلّم إلاّ قال : السّلام عليك يا بقيّة اللّه في الأرض ، فاذا اجتمع له العدّة عشرة آلاف رجل فلا يبقى في الأرض معبود من دون اللّه من صنم إلاّ وقعت فيه نار فاحترق ، و ذلك بعد غيبة طويلة ليعلم اللّه من يطيعه بالغيب و يؤمن به . تنبيه قال الشّارح المعتزلي في شرح هذا الفصل من الخطبة : هذا اشارة إلى إمام يخلقه اللّه تعالى في آخر الزّمان و هو الموعود به في الأخبار و الآثار انتهى . أقول : لا خلاف بين العامّة و الخاصّة في أنّ اللّه يبعث في آخر الزّمان حجّة يملاء الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا ، و أنّه المهدي من أولاد فاطمة سلام اللّه عليها ، و إنّما وقع الخلاف في وقت ولادته و تعيين أمّه و أبيه . فذهب العامة إلى أنّه يخلقه اللّه في مستقبل الزّمان و أنّه غير موجود الآن استنادا إلى حجج ضعيفة و وجوه سخيفة مذكورة في محالّها ، و عمدة أدلّتهم استبعاد طول عمره الشّريف ، فانّ بنية الانسان على ما هو المشاهد بالعيان يأخذها السّن و يهدمها طول العمر و العناصر لا يبقى تركيبها أزيد من العمر المتعارف . و ذهبت الخاصّة إلى أنّه الامام الثاني عشر صاحب الزّمان محمّد بن الامام حسن العسكري ابن الامام على الهادي ابن الامام محمّد الجواد ابن عليّ الرّضا ابن [ 355 ] الامام موسى الكاظم ابن الامام جعفر الصّادق ابن الامام محمّد الباقر ابن الامام علىّ زين العابدين ابن الامام الحسين الشّهيد ابن الامام عليّ بن أبيطالب عليهم السّلام ، و امّه نرجس امّ ولد و أنّه حىّ موجود الآن غائب عن أعين النّاس لمصالح اقتضت غيبته . فإمامته و غيبته من ضروريّات مذهب الاماميّة و عليه دلّت الأخبار المتواترة من طرقهم و من طرق العامّة ، و قد دوّنوا فيها أى في الغيبة الكتب ، و صنّفوا فيها التصانيف مثل كتاب محمّد بن إبراهيم النعماني الشهير بالغيبة ، و كتاب الغيبة للشيخ أبي جعفر الطوسي و كتاب إكمال الدّين و إتمام النّعمة للشّيخ الصّدوق ، و المجلّد الثالث عشر من بحار الأنوار للمحدّث العلاّمة المجلسي و غيرها . بل من العامة من صرّح بتواتر الأخبار عندهم بذلك و استدلّ على إمامته بروايات كثيرة و براهين محكمة : مثل الشّيخ أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن محمّد الگنجي الشّافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزّمان في الجواب عن الاعتراض في الغيبة ، و كمال الدّين أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن النصيبي الشافعي في كتاب مطالب السؤول في مناقب الرّسول ، و إبراهيم بن محمّد الحموينى في كتاب فرايد السّمطين في فضل المرتضى و البتول و السّبطين . و قد أورد المحدّث العلامة السّيد هاشم البحراني أكثر ما أورده في كتاب غاية المرام و كذلك عليّ بن عيسى الأربلى في كشف الغمّة ، و قد كفانا سلفنا الصّالحون و مشايخنا الماضون مؤنة الاستدلال في هذا المقال ، و قد أوردوا في كتبهم شبه العامّة و أجابوا عنها بوجوه شافية وافية ، و لا حاجة بنا إلى ايرادها إلاّ الجواب عن قولم : إنّه لا يمكن أن يكون في العالم بشر له من السّنّ ما تصفونه لامامكم و هو مع ذلك كامل العقل صحيح الحسّ . و محصّل الجواب أنّ من لزم طريق النّظر و فرّق بين المقدور و المحال لم ينكر ذلك إلاّ أن يعدل عن الانصاف إلى العناد و الخلاف ، لأنّ تطاول الزّمان للدّنيا في وجود الحياة و مرور الأوقات لا تأثير له في القدرة ، و من قرء الأخبار و نظر في كتاب المعمّرين علم أنّ ذلك ممّا جرت العادة به ، و قد نطق الكتاب [ 356 ] الكريم بذكر نوح و أنّه لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ، و قد تظافرت الأخبار بأنّ أطول بني آدم عمرا الخضر عليه السّلام ، و أجمعت الشّيعة و أصحاب الحديث بل الامّة بأسرها ما خلا المعتزلة و الخوارج على أنّه موجود في هذا الزّمان كامل العقل صحيح الحسّ معتدل المزاج ، و وافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب . و في حديث الصّدوق باسناده عن الصّادق عليه السّلام و أمّا العبد الصّالح أعنى الخضر عليه السّلام فانّ اللّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، و لا كتاب نزّله عليه ، و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء و لا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها ، و لا لطاعة يفرضها له ، بل إنّ اللّه تبارك و تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم ما يقدّر من عمر الخضر ، و ما قدّر في أيّام غيبته ما قدّر و علم ما يكون من انكار عباده بمقدار ذلك العمر في الظّول ، قدّر عمر العبد الصّالح في غير سبب يوجب ذلك إلاّ لعلّة الاستدلال به على عمر القائم ، و ليقطع بذلك حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للنّاس على اللّه حجّة . و لا خلاف أيضا أنّ سلمان الفارسي أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد قارب أربعمأة سنة ، فهب أنّ المعتزلة و الخوارج يحملون أنفسهم على دفع الأخبار فكيف يمكنهم دفع القرآن في عمر نوح و في دوام أهل الجنّة و النّار ، و لو كان ذلك منكرا من جهة العقول لما جاء به القرآن ، فمن اعترف بالخضر عليه السّلام لم يصحّ منه هذا الاستبعاد ، و من أنكره فحجّته الأخبار و الآثار المنبئة عن طول عمر المعمّرين زائدا على قدر المعتاد المتعارف . و قال محمّد بن يوسف بن محمّد الگنجي الشافعى : و أمّا بقاء المهديّ عليه السّلام فقد جاء في الكتاب و السّنة ، أمّا الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عزّ و جل : ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون ، قال : هو المهدي عليه السّلام من عترة فاطمة ، و قد قال مقاتل بن سليمان في تفسير قوله عزّ و جل : و إنّه لعلم للسّاعة ، قال هو المهديّ يكون في آخر الزّمان و يكون بعد خروجه قيام السّاعة و اماراتها و أمّا السّنة فقد تقدّم في كتابنا هذا من الأحاديث الصحيحة الصّريحة انتهى . [ 357 ] و لا حاجة بنا إلى اطالة الكلام في هذا المقام و ذكر وجوه النقض و الابرام ، لأنّ في كتب علمائنا الصّالحين هداية للمسترشد ، و غنية للطالب ، و إبطالا لقول المنكر المجاحد ، و لنعم ما قيل فيه عليه السّلام : بهم عرف النّاس الهدى فهداهم يضلّ الّذي يقلى و يهدى الذي يهوى موالاتهم فرض و حبّهم هدى و طاعتهم قربى و ودّهم تقوى الترجمة از جمله خطب شريفه آن امام عاليمقام است در ذكر واقعات عظيمه و فتن كثيره كه واقع ميشود در زمان آينده در وقت ظهور امام زمان و ولىّ حضرت سبحان عجّل اللّه فرجه ميفرمايد كه : بر ميگرداند صاحب الزّمان عليه السّلام هواى نفس مردمانرا بر هدايت در زمانيكه بر گردانند هدايترا بر هوى ، و بر ميگرداند رأى خلقرا بر طبق قرآن در وقتى كه برگردانند قرآن را بر طبق رأى . بعضى از اين خطبه اشارتست بشدّة أيام ظهور آن بزرگوار ميفرمايد : تا اينكه قائم شود محاربه بشما بر ساق خود در حالتيكه كه ظاهر شده باشد دندانهاى آن حرب چون شير غضبناك ، و در حالتيكه پر شده باشد پستانهاى آن و شيرين باشد شيردادن آن و تلخ باشد عاقبت آن ، آگاه باشيد در فردا و زود باشد بيايد فردا بحيثيتي كه نميشناسيد شما مؤاخذه ميكند والى كه از غير آن طائفه است كه در روى زمين سلطنت مينمايند عمّال و امراء ايشان را بر بديهاى عملهاى ايشان ، و خارج ميكند از براى آن بزرگوار زمين جگرپارها يعني خزائن و دفائن خود را ، و بيندازد بسوى او در حالتي كه اطاعت كننده است كليدهاى خود را ، پس بنمايد بشما كه چگونه است عدالت در روش مملكت دارى و رعيّت پرورى ، و زنده كند مرده كتاب خدا و سنت خاتم الأنبيا را ، يعني أحكام متروكه قرآن و سنّت نبويرا احيا مينمايد ، و رواج ميدهد و بر پا ميدارد . [ 358 ] الفصل الثانى منها كأنّي قد نعق بالشّام ، و فحص براياته في ضواحي كوفان ، فعطف عليها عطف الضّروس ، و فرش الأرض بالرّؤوس قد فغرت فاغرته ، و ثقلت في الأرض وطأته ، بعيد الجولة ، عظيم الصّولة ، و اللّه ليشرّدنّكم في أطراف الأرض حتّى لا يبقى منكم إلاّ قليل كالكحل في العين ، فلا تزالون كذلك حتّى تؤب إلى العرب عوازب أحلامها ، فالزموا السّنن القائمة ، و الآثار البيّنة ، و العهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة ، و اعلموا أنّ الشّيطان إنّما يسنّي لكم طرقه لتتّبعوا عقبه . اللغة ( نعق ) الرّاعي ينعق من باب ضرب نعيقا صاح بغنمه و زجرها و ( فحصت ) عن الشّي‏ء و تفحّصت استقصيت في البحث عنه ، و فحص المطر التّراب قلبه و فحص فلان أسرع و ( ضواحى ) البلد نواحيه البارزة لأنّها تضحى و قيل ما قرب منه من القرى و ( الضّروس ) النّاقة السّيئة الخلق و ( فغر ) الفم فغرا من باب نفع انفتح و فغرته فتحته يتعدّى و لا يتعدّى و ( شرد ) البعير شرودا من باب قعد ندّ و نفر و شرّدته تشريدا و ( عزب ) الشي‏ء عزوبا من باب قعد أيضا بعد و عزب من بابي قتل و ضرب غاب و خفى فهو عازب و الجمع عوازب و ( سنّاه ) تسنية سهّله و فتحه و ( العقب ) مؤخر القدم . الاعراب الباء في قوله : بالشام ، بمعنى في ، و في قوله : و فحص براياته ، للمصاحبة [ 359 ] أو زائدة و قال الشّارح المعتزلي : ههنا مفعول محذوف تقديره و فحص النّاس براياته أى نحاهم و قلبهم يمينا و شمالا . أقول : إن كان فحص بمعنى أسرع فلا حاجة إلى حذف المفعول و على جعله بمعنى قلب فيمكن جعل براياته مفعولا و الباء فيها زائدة ، و قوله : بعيد الجولة منصوب على الحال و كذلك عظيم الصّولة و يرويان بالرفع فيكونان خبرين لمبتدء محذوف ، و إضافتها لفظيّة لأنّها من إضافة الصّفة إلى فاعلها . قال نجم الأئمة الرّضى : و أمّا الصفة المشبّهة فهى أبدا جائزة العمل ، فاضافتها أبدا لفظيّة ، و الفاء في قوله : فالزموا فصيحة . المعنى اعلم أنّ هذا الفصل من كلامه عليه السّلام الظاهر أنّه اشارة إلى السّفياني كما استظهره المحدّث العلاّمة المجلسي طاب ثراه ، و قال أكثر الشّراح إنّه إخبار عن عبد الملك بن مروان ، و ذلك لأنّه ظهر بالشّام حين جعله أبوه الخليفة من بعده و سار لقتال مصعب بن الزبير إلى الكوفة بعد قتل مصعب مختار بن أبي عبيدة الثقفي فالتقوا بأرض مسكن بكسر الكاف من نواحى الكوفة ، ثمّ قتل مصعبا و دخل الكوفة فبايعه أهلها ، و بعث الحجّاج بن يوسف إلى عبد اللّه بن الزّبير بمكّة فقتله و هدم الكعبة و ذلك سنة ثلاث و سبعين من الهجرة ، و قتل خلقا عظيما من العرب في وقايع عبد الرّحمن بن الأشعث . إذا عرفت ذلك فلنعد إلى شرح كلامه عليه السّلام فنقول قوله ( كأنّى به ) أى كانّى ابصر بالشخص الذي يظهر و أراه رأى العين ( قد نعق ) و صاح بجيشه للشخوص ( بالشّام و فحص ) أى أسرع ( براياته في صواحى كوفان ) أي أطراف الكوفة و نواحيها البارزة ( فعطف عليها عطف الضّروس ) شبّه عطفه أى حمله بعطف النّاقة السّيئة الخلق التي تعضّ حالبها لشدة الغضب و الأذى الحاصل منه كما فيه . ( و فرش الأرض بالرّؤوس ) استعارة تبعيّة أى غطّاها بها كما يغطى المكان [ 360 ] بالفراش ، أو استعارة بالكناية حيث شبّه الرّؤوس بالفراش في كون كلّ منهما ساترا لوجه الأرض و مغطيّا لها فيكون ذكر فرش تخييلا و الأظهر جعله كناية عن كثرة القتلى فيها ( قد فغرت فاغرته ) استعارة بالكناية حيث شبّه بالسّبع الضارى يصول و ينفتح فمه عند الصّيال و الغضب فاثبت الفغر تخييلا . ( و ثقلت في الأرض و طأته ) كناية عن استيلائه و تمكنه في الأرض لا عن ظلمه و جوره كما توهّمه الشّارح المعتزلي إذ لا ملازمة بين ثقل الوطى و الجور عرفا كما هو ظاهر ( بعيد الجولة ) أى جولان خيوله و جيوشه في البلاد و اتساع ملكه أو جولان رجاله في الحروب بحيث لا يتعقّبه السكون ( عظيم الصّولة ) أى صياله في القتال . و لما فرغ من صفاته العامّة أشار إلى ما يفعله بهم مفتتحا بالقسم البارّ تحقيقا لوقوع المخبر به و تحقّقه لا محالة فقال ( و اللّه ليشردّنكم ) أى يطردنكم و يذهبنّ بكم ( في أطراف الأرض حتّى لا يبقى منكم إلاّ قليل كالكحل في العين ) شبّه النّاجي من شرّهم بالكحل بالاشتراك فى القلّة ( فلا تزالون كذلك ) مشرّدين مطرودين منقضين محتقرين ( حتّى تؤب ) و ترجع ( إلى العرب عوازب أحلامها ) أى ما كان ذهب من عقولهم العملية في نظام أحوالهم و انتظام امورهم . قال الشارح المعتزلي : و العرب ههنا بنو العبّاس و من اتّبعهم من العرب أيّام ظهور الدّولة كقحطبة بن شبيب الطّائى و ابنيه حميد و الحسن و كبني رزيق بتقديم الراء المهملة منهم طاهر بن الحسين و إسحاق بن إبراهيم المصعبى و عدادهم في خزاعة و غيرهم من العرب من شيعة بني العبّاس و قد قيل إنّ أبا مسلم أيضا عربيّ أصله ، و كلّ هؤلاء و آباؤهم كانوا مستضعفين مقهورين مغمورين في دولة بني اميّة لم ينهض منهم ناهض و لا وثب إلى الملك واثب إلى أن أفاء اللّه تعالى هؤلاء ما كان ذهب و عزب عنهم من إبائهم و حميتهم فغاروا للدّين و المسلمين من جور بني مروان و ظلمهم و قاموا بالأمر و أزالوا تلك الدّولة التي كرهها اللّه تعالى و أذن في انتقالها . [ 361 ] ثمّ أمرهم باتّباع السّنة النبويّة و سلوك جادّة الشّريعة بقوله ( فالزموا السّنن القائمة و الآثار البيّنة ) أى الواضحة الرّشد ( و العهد القريب الذي عليه باقي النّبوة ) يعني عهده و أيّامه عليه السّلام . قال الشّارح المعتزلي : و كأنه عليه السّلام خاف من أن يكونوا باخباره لهم بأنّ دولة هذا الجبّار تنقضى إذا آبت إلى العرب عوازب أحلامها يتوهّمون وجوب اتّباع ولاة الدّولة الجديدة في كلّ ما تفعله ، فوصّيهم بهذه الوصيّة ، أنّه إذا تبدّلت تلك الدّولة فالزموا الكتاب و السنّة و العهد الّذي فارقتكم عليه . ثمّ نبّه على خدع الشيطان و تسهيله طرق المعاصى ليتنبّهوا عليها و يحذروا منها فقال ( و اعلموا أن الشّيطان يسنى ) و يسهل ( لكم طرقه لتتّبعوا عقبه ) حتّى يوقعكم في العذاب الأليم و الخزى العظيم . الترجمة اين فصل از خطبه اشارتست بفتنه سفيانى كه قبل از ظهور امام زمان عليه السّلام خروج خواهد كرد ، يا بفتنه عبد الملك بن مروان عليه اللّعنة و النّيران ميفرمايد كه : گويا مينگرم باو در حالتي كه فرياد كند در شام و بر گرداند علمهاى خود را يا سرعت مى‏كند با علمهاى خود در أطراف شهر كوفه ، پس حمله مى‏كند بر آن أطراف مثل حمله كردن ناقه بد خلق گزنده بدندان بر دوشندگان خود ، و فرش ميكند زمين را با سرهاى مردمان در حالتى كه گشاده شود دهان او بجهت استيصال قبائل مثل سبع صائل ، و سنگين باشد در زمين قدم نهادن او در حالتي كه دور و دراز باشد جولان او در شهرها ، و بزرگ باشد حمله او ، قسم بذات پاك خدا كه كه ألبته پراكنده گرداند شما را در أطراف زمين بظلم و جفاء تا اينكه باقي نماند از شما مگر أندكى مانند سرمه در چشم ، پس ثابت ميباشيد تا اين كه باز گردد [ 362 ] بسوى جماعت عرب عقلهاى غايب شده ايشان ، و چونكه حال بر اين منوال باشد پس لازم شويد بر سنّتهاى ثابته ، و نشانهاى واضحه و بر عهد و پيمان نزديك كه بر او است باقي پيغمبرى ، و بدانيد كه بدرستى شيطان ملعون جز اين نيست كه آسان مى‏گرداند از براى شما راههاى خود را تا تبعيّت نمائيد در عقب او .