جستجو

و من كلام له ع لبعض أصحابه و قد سأله كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به فقال

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الواحد و الستون من المختار فى باب الخطب و هو مرويّ في إرشاد المفيد و في البحار من علل الشّرايع و أمالي الصّدوق على اختلاف تعرفه ، قال عليه السّلام لبعض أصحابه و قد سأله عليه السّلام كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به ؟ فقال : يا أخا بني أسد إنّك لقلق الوضين ترسل في غير سدد و لك بعد ذمامة الصّهر و حقّ المسئلة ، و قد استعلمت فاعلم أمّا الإستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا ، و الأشدّون بالرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نوطا فإنّها كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين ، و الحكم اللّه و المعود إليه القيمة و دع 1 عنك نهبا صيح في حجراته ----------- ( 1 ) فدع ، خ ل . [ 3 ] و هلمّ الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكنى الدّهر بعد إبكآئه و لا غرو و اللّه فيا له خطبا يستفرغ العجب ، و يكثر الأود ، حاول القوم إطفاء نور اللّه من مصباحه ، و سدّ فوّاره من ينبوعه ، و جدحوا بيني و بينهم شربا وبيئا ، فإن ترتفع عنّا و عنهم محن البلوى أحملهم من الحقّ على محضه ، و إن تكن الاخرى « فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللّهَ عَليمٌ بِما يَصنْعُونَ » . اللغة ( قلق ) قلقا من باب تعب اضطرب فهو قلق ككتف و ( الوضين ) كما عن النّهاية بطان منسوج بعضها على بعض يشدّ به الرّحل على البعير كالحزام للسّرج و ( الارسال ) الاطلاق و اهمال التّوجيه و ( السّدد ) محرّكة كالسّداد الصّواب و الاستقامة و ( الذّمامة ) بكسر الذّال المعجمة : الحرمة و ( الصهر ) القرابة قال ابن السكّيت : كلّ من كان من قبل الزّوج من أبيه أو أخيه أو أعمامه فهم الأحماء و من كان من قبل المرئة فهم الأختان ، و تجمع الصّنفين الأصهار . و ( استبدّ ) في الامر انفرد به من غير مشارك له فيه و رجل ( يستأثر ) على أصحابه أى يختار لنفسه أشياء حسنة ، و الاسم الأثرة محرّكة و الأثرة بالضمّ و الكسر و الأثرى كالحسنى و ( المعود ) إمّا اسم لمكان العود أو مصدر بمعناه . و في بعض النسخ يوم القيامة باضافة يوم و ( الحجرات ) النّواحي جمع حجرة كجمرة و جمرات و ( هلّم ) اسم فعل يستعمل بمعنى هات و تعال ، فعلى الأوّل متعدّ و على الثّاني لازم يستوى فيه الواحد و الجمع و المذكّر و المؤنّث في لغة أهل الحجاز ، و أهل نجد يقولون هلمّا و هلمّوا . و ( الأود ) محرّكة الاعوجاج و ( فوّار ) الينبوع بفتح الفاء و تشديد الواو [ 4 ] ثقب البئر و الفوار بالضمّ و التّخفيف ما يفور من حرّ القدر و بهما قرء و الأوّل أظهر و ( جدحه ) يجدحه من باب منع خلطه و مزجه و ( الشّرب ) بالكسر الحظّ من الماء قال تعالى : « لها شرب و لكم شرب يوم معلوم » و ( الوبى‏ء ) ذو الوباء و المرض . الاعراب قوله لقلق الوضين صفة حذف موصوفها للعلم به ، و جملة ترسل ، في محلّ الرّفع عطف بيان ، و لك خبر مقدّم و ذمامة الصهر و حقّ المسألة مرفوعان على الابتداء ، و بعد ، ظرف لغو متعلّق بذمامة تقديمه عليه للتّوسّع ، و جملة و نحن الأعلون في محلّ النّصب على الحال ، و نسبا و نوطا منصوبان على التميز ، و تعدية سخت بعن لتضمين معنى الاعراض ، و القيامة في بعض النّسخ بالرّفع و في بعضها بالنصب ، فالأوّل مبنىّ على أنّه خبر لمعود و جعله اسم مكان ، و الثّاني على كونه ظرفا له و جعله مصدرا . و البيت أعني قوله : و دع عنك نهبا صيح في حجراته ، مطلع قصيدة لامرء القيس ابن حجر الكندي و تمامه : و لكن حديثا ما حديث الرّواحل ، و قد أثبت المصراع الثّاني أيضا في بعض النّسخ ، و الظّاهر أنّه سهو من النسّاخ ، و أنّه لم يتمثّل إلاّ بصدر البيت و أقام قوله : و هلمّ الخطب ، مقام المصراع الثّاني كما نبّه عليه الشّارح المعتزلي و غيره . و كيف كان فقوله : حديثا ما اه انتصب حديثا باضمار فعل أي حدّثنى أو أسمع أو هات ، و يروى بالرّفع على أنّه خبر محذوف المبتداء أى غرضى حديث و ما هيهنا تحتمل أن تكون ابهاميّة و هي التّي إذا اقترنت بنكرة زادته إبهاما و شياعا كقولك : اعطنى كتابا ما ، تريد ، أى أىّ كتاب كان ، و تحتمل أن تكون صلة مؤكّدة كما في قوله تعالى « فبما نقضهم ميثاقهم » و أمّا حديث الثّاني فقد ينصب على البدل من الأوّل ، و قد يرفع على أن [ 5 ] يكون ما موصولة و صلتها الجملة أي الذي هو حديث الرّواحل ، ثمّ حذف صدر الصّلة كما في « اتماما على الذي أحسن » أو على أن تكون استفهامية بمعنى أيّ قوله : و لا غرو ، لا لنفى الجنس محذوف خبرها ، و قوله : فيا له خطبا النّداء للتعجّب و التفخيم و خطبا منصوب على التميز من الضمير . المعنى اعلم أنّ المستفاد من روايتي العلل و الأمالي الآتيتين أنّ هذا الكلام ( قاله لبعض أصحابه ) بصفّين ( و ) ذلك أنّه ( قد سأله ) و قال له ( كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام ) أى مقام الخلافة و الوصاية ( و أنتم أحقّ به ) منهم و من غيرهم لعلوّ النسب و شرافة الحسب و ماسّة الرّحم و مزيد التقرّب و غزارة العلم و وفور الحلم و ملكة العصمة و فضيلة الطّهارة و ثبوت الوصيّة و حقوق الوراثة و ساير خصايص الولاية ( فقال عليه السّلام ) مجيبا للسّائل ( يا أخا بني أسد انّك ل ) رجل ( قلق الوضين ) أي مضطرب البطان أراد به خفّته و قلّة ثباته كالحزام إذا كان رخوا ، لأنّه قد سأله في غير مقامه كما أبان عنه بقوله ( ترسل في غير سدد ) أى تطلق عنان دابّتك و تهملها و توجّهها في غير مواضعها ، أى تتكلّم في غير موضع الكلام ، و تسئل مثل هذا الأمر الذي لا يمكن التصريح فيه بمخّ الحقّ بمجمع النّاس ، أو تسئل مثل هذا الأمر الذي يحتاج إلى تفصيل الجواب في مقام لا يسع ذلك ، و الأخير أظهر بملاحظة ما يأتي في روايتي العلل و الأمالي من أنّه سأله بينا هو في أصعب موقف بصفّين . و كيف كان فلمّا اعترض عليه السّلام على السائل يكون سؤاله في غير موقعه المناسب ، و لما كان ذلك مظنّة لأن ينكسر منه قلب السائل استدرك عليه السّلام ذلك بمقتضى سودده و مكارم خلقه فقال استعطافا و تلطّفا : ( و لك بعد ذمامة الصّهر و حقّ المسئلة ) أى حرمة القرابة و حقّ السؤال . قال الشّارح المعتزلي : و إنّما قال : لك بعد ذمامة الصّهر لأنّ زينب بنت جحش زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانت أسديّة ، و شنّع الشّارح على القطب الرّاوندي [ 6 ] حيث علّل ذلك بأنّ أمير المؤمنين قد تزوّج في بني أسد بأنّ عليّا لم يتزوّج في بني أسد البتّة . ثمّ فصّل أولاده و أزواجه ، ثمّ قال : فهؤلاء أولاده و ليس فيهم أحد من أسديّة و لا بلغنا أنّه تزوّج في بني أسد و لم يولد . و ردّه الشّارح البحراني بأنّ الانكار لا معنى له إذ ليس كلّ ما لم يبلغنا من حالهم لا يكون حقّا و يلزم أن لا يصل إلى غيره . أقول : الحقّ مع البحراني إذ عدم نقل التزوّج إلينا لا يكون دليلا على العدم لكنّه يبعّده كما لا يخفى هذا . و أمّا حقّ المسئلة فلأنّ للرّعيّة من الامام حقّ السؤال و إن لم يفرض عليه الجواب لو لم يكن فيه المصلحة . يدلّ على ذلك ما رواه في الكافي عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشا قال : سألت الرّضا عليه السّلام فقلت له جعلت فداك « فَاسْئَلوُا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » فقال عليه السّلام : نحن أهل الذكر و نحن المسؤلون ، قلت : أفأنتم المسؤلون و نحن السائلون ؟ قال : نعم فقلت : حقّا علينا أن نسئلكم ؟ قال : نعم ، قلت : حقّا عليكم أن تجيبونا ؟ قال : لا ، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أما تسمع قول اللّه تبارك و تعالى : « هذا عَطآؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ » . و ما بمعناه أخبار كثيرة مرويّة في الكافي و غيره . ثمّ تصدّى لجواب السّائل لما علم المصلحة في الجواب فقال ( و قد استعلمت فاعلم أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ) أى استقلال الغاصبين للخلافة و تفرّدهم بهذا المقام الّذي هو مقام الأوليآء و الأوصياء ( و نحن الأعلون نسبا و الأشدّون بالرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نوطا ) أى مع كوننا أولى منهم بهذا المقام و أحقّ به بشرافة النّسب و شدّة التعلّق و اللّصوق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّا شرافة النسب فقد مرّ في ديباجة [ 7 ] الشرح ، و أما شدّة العلاقة فيكفى في الدّلالة عليها جعل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له منه بمنزلة هارون من موسى و تنزيله منزلة نفسه في آية أنفسنا مضافا إلى ساير ما تضمّنت ذلك المعنى ممّا عرفتها في تضاعيف الشرح و تعرفها بعد ذلك انشاء اللّه تعالى . ( فانها ) أى الخلافة المعلومة من السياق ( كانت اثرة ) أى شيئا مرغوبا يتنافس فيه النفوس و يزيده كلّ لنفسه و أن يخصّ به من دون مشاركة الغير ( شحّت ) أى بخلت ( عليها نفوس قوم ) أراد بهم أهل السقيفة ( و سخت عنها ) أى جادت بها و تركتها معرضة عنها ( نفوس آخرين ) أراد بهم أهل البيت عليهم السّلام و إعراضهم عنها لعدم رغبتهم في الخلافة من حيث إنّها سلطنة ظاهرية و أمارة على الخلق . كما يدلّ عليه قوله عليه السّلام لابن عباس في عنوان الخطبة الثالثة و الثلاثين : و اللّه لهى أحبّ إلىّ من امرتكم إلاّ أن اقيم حقّا أو أدفع باطلا . نعم لو كان متمكّنا من الخلافة و إقامة مراسمها على ما هو حقّها لرغب فيه البتّة لكنّه لم يتمكّن منها لعدم وجود النّاصر كما يؤمى إليه قوله عليه السّلام في الخطبة الثّالثة المعروفة بالشقشقيّة : و طفقت أرتأى بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء ، و قوله في الخطبة السّادسة و العشرين : فنظرت فاذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن الموت اه ، و غير ذلك ممّا تضمّن هذا المعنى . ( و الحكم ) الحقّ و الحاكم العدل هو ( اللّه ) سبحانه ( و المعود إليه القيامة ) كما قال : « ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى‏ عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » و يقضى بين الخلق بالحقّ و يجعل لعنته على الظالمين ، و تمثّل عليه السّلام بقول امرء القيس فقال : ( و دع عنك نهبا صيح في حجراته ) و لكن حديثا ما حديث الرّواحل و كان من قصّة هذا الشّعر أنّ امرء القيس لمّا انتقل في أحياء العرب بعد قتل أبيه نزل على رجل من جذيلة طيّى‏ء يقال له : طريف فأحسن جواره فمدحه فأقام [ 8 ] عنده ، ثمّ إنّه لم يولّه نصيبا في الجبلين : اجاء و سلمى ، فخاف أن لا يكون له منعة فتحوّل فنزل على خالد بن سدوس بن اصمع النبهاني فأغارت بنو جذيلة على امرء القيس و هو في جوار خالد بن سدوس فذهبوا بابله و كان الذي أغار عليه منهم باعث بن حويص ، فلمّا أتى امرء القيس الخبر ذكر ذلك لجاره ، فقال له : اعطنى رواحلك ألحق عليها القوم فأردّ عليك ابلك ، ففعل فركب خالد في أثر القوم حتّى أدركهم فقال : يا بني جذيلة أغرتم على ابل جارى ؟ قالوا : ما هو لك بجار ، قال : بلى و اللّه و هذه رواحله ، قالوا : كذلك ، قال : نعم ، فرجعوا إليه فأنزلوه عنهنّ و ذهبوا بهنّ و بالابل ، و قيل بل انطوى خالد على الابل فذهب بها ، فقال امرء القيس : دع عنك نهبا ، القصيدة . أى اترك عنك منهوبا يعني غنيمة صيح في جوانبه و نواحيه صياح الغارة ، و لكن هات حديثا الذي هو حديث الرّواحل أي النّوق التّي تصلح لأن يشدّ الرّحل على ظهرها . و غرضه عليه السّلام بالتمثيل بالبيت الاشارة إلى أنّ المتخلّفين الثلاثة الماضين قد نهبوا تراثى و أغاروا على حقّي مع صياح عند النّهب و الغارة يريد به الاحتجاجات و المناشدات الّتي كانت منه عليه السّلام و من أتباعه بعد السقيفة و في مجلس الشّورى حسبما عرفتها في شرح الخطبة الشقشقيّة و غيرها . يقول عليه السّلام : دع عنك ذكر تلك الغارة و حديثها و لا تسئل عنها فانّه نهب صيح في حجراته و مضى و انقضى ( و لكن هلمّ الخطب في ابن أبي سفيان ) أى لكن هات ذكر الحدث الجليل و الأمر العظيم الّذي نحن مبتلى به الآن في منازعة معاوية بن أبي سفيان و طمعه في الخلافة ، فانّه حديث عجيب ينبغي أن يتحدّث و يذاكر و يستمع ( فلقد أضحكنى الدّهر بعد إبكائه ) أى صرت ضاحكا ضحك تعجّب من تصرّفات الدّهر و تقلّباته و تربيته لأراذل النّاس و جعله مثل ابن النّابغة الآكلة للأكباد و الطّليق ابن الطّليق منازعا لي في الخلافة ، و معارضا علىّ في الرّياسة مع غاية بعده عنها و انحطاط رتبته عن الطمع في مثلها بعد ما كانت بي من الكأبة و الحزن لتقدّم من سلف . [ 9 ] و محصّل المراد أنّ الدّهر أضحكنى من فرط التعجّب بعد ما أحزنني لأنّه 1 أنزلني ثمّ أنزلني حتّى قيل معاوية و علىّ ( و لا غرو و اللّه ) أي لا عجب و اللّه من تقلّبات الدّهر و أحواله و قوّة الباطل و غلبة أهله فيه ممّا بي نزل و إضحاكه بي بعد إبكائه ، لأنّ عادته قد جرت دائما على وضع الأشراف و رفع الأراذل حتّى صار سجيّة له و مجبولا عليها ، و إليه ينظر قول مولانا الحسين عليه السّلام ليلة العاشور : يا دهر افّ لك من خليل كم لك بالاشراق و الأصيل ( فيا له خطبا يستفرغ العجب ) كلام مستأنف لاستعظام هذا الأمر ، و على هذا فالوقف على اللّه ، و يجوز أن لا يكون استينافا بل وصلا على سابقه و تفسيرا له فانّه عليه السّلام لمّا أشار إلى أنّ الدّهر أعجبه أتبعه بقوله : و لا غرو ، أي ليس ذلك بعجب و فسّر هذا بقوله : فيا له خطبا يستفرغ العجب ، أى يستنفده و يفنيه أى قد صار العجب لا عجب لأنّ هذا الخطب قد استغرق المتعجّب فلم يبق منه ما يطلق عليه لفظ التعجّب ، و هذا من باب الاغراق و المبالغة في المبالغة أى هذا أمر يجلّ عن التعجّب كقول ابن هاني : قد صرت في الميدان يوم طرادهم فعجبت حتّى كدت لا أتعجّب هذا ( و ) وصف الخطب أيضا بأنّه ( يكثر الأود ) لأنّ كلّ امرء بعد عن الشريعة ازداد الأمر به اعوجاجا ( حاول القوم ) أراد به معاوية و اتباعه ( إطفاء نور اللّه من مصباحه ) أراد بنور اللّه الولاية و الخلافة و بمصباحه نفسه الشّريف الحامل لذلك النّور ، يعني أنّ معاوية و من تبعه أرادوا إطفاء نور الولاية و إزالة الأمر عن الأحقّ به كما أنّ من تقدّم عليهم من المتخلّفين الثلاث و أشياعهم و طلحة و الزّبير و أتباعهما كان غرضهم إطفاء النّور هذا . ( و سدّ فوّاره من ينبوعه ) أى سدّ مجراه و منبعه ( و جدحوا ) أى مزجوا و خلطوا ( بيني و بينهم شربا وبيئا ) أراد بالشرب الوبي‏ء الفتنة الحاصلة من عدم انقيادهم له كالشّرب المخلوط بالسمّ . ----------- ( 1 ) علّة الضحك و التعجب منه . [ 10 ] و قال الشارح البحراني : استعار لفظ الشرب لذلك الأمر و لفظ الجدح للكدر الواقع بينهم و المجاذبة لهذا الأمر ، و استعار وصف الوبى‏ء له باعتبار كونه سببا للهلاك و القتل بينهم ( فان ترتفع عنّا و عنهم محن البلوى ) و يجتمعوا على رأيى و يتّبعوا أمري ( أحملهم من الحقّ على محضه ) أى خالصه الذي لا يشوبه شبهة و ريب ( و إن تكن الاخرى ) أى و إن لم يكشف اللّه هذه الغمّة و كانت الدّولة و الغلبة لأهل الضلال ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إنّ اللّه عليم بما يصنعون ) اقتباس من الآية الشريفة في سورة الفاطر قال : أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِه فَرَاهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشآءُ وَ يَهْدي مَنْ يَشآءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ الآية . أى لا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيّهم و ضلالهم و إصرارهم على التكذيب « إنّ اللّه عليم بما يصنعون » فيجازيهم عليه . و في الصافي عن القمّي مرفوعا قال : نزلت في زريق و حبتر ، و عليه فالاقتباس بها غير خال من اللّطف و المناسبة . لطيفة قال الشارح المعتزلي بعد الفراغ من شرح هذا الكلام : و سألت أبا جعفر يحيى ابن محمّد العلوي نقيب البصرة وقت قرائتي عليه عن هذا الكلام و كان على ما يذهب عليه من مذهب العلويّة منصفا وافر العقل فقلت له : من يعني عليه السّلام بقوله : كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين ؟ و من القوم الّذين عناهم الأسدى بقوله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به ؟ هل المراد يوم السقيفة أو يوم الشورى ؟ فقال : يوم السقيفة فقلت : إنّ نفسي لا تسامحني أن أنسب إلى الصحابة عصيان الرسول و دفع النصّ ، فقال : و أنا فلا تسامحنى نفسى أن أنسب الرّسول إلى إهمال أمر الامامة و أن يترك الناس سدى مهملين ، و قد كان لا يغيب عن المدينة إلاّ و يؤمّر عليها أميرا و هو حىّ ليس بالبعيد عنها ، فكيف لا يؤمّر و هو ميّت لا يقدر على استدراك ما يحدث ؟ [ 11 ] ثمّ قال : ليس يشكّ أحد من الناس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان عاقلا كامل العقل أمّا المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم ، و أمّا اليهود و النصارى و الفلاسفة فيزعمون أنّه حكيم تامّ الحكمة سديد الرّأى أقام ملّة و شرع شريعة فاستجد ملكا عظيما بعقله و تدبيره ، و هذا الرجل العاقل الكامل يعرف طباع العرب و غرايزهم و طلبهم بالثارات و الذّحول 1 و لو بعد الأزمان المتطاولة ، و كان يقتل الرّجل من القبيلة رجلا من بيت آخر ، فلا يزال أهل ذلك المقتول و أقاربه يتطلّبون القاتل ليقتلوه حتى يدركوا ثارهم منه ، فان لم يظفروا به قتلوا بعض أقاربه و أهله فان لم يظفروا بأحدهم قتلوا واحدا أو جماعة من تلك القبيلة و إن لم يكونوا رهطه الأدنين ، و الاسلام لم يحل طبايعهم و لا غيّر هذه السجيّة المركوزة في أخلاقهم و الغرايز بحالها . فكيف يتوهّم لبيب أنّ هذا العاقل وتر العرب و على الخصوص قريشا و ساعده على سفك الدّماء و إزهاق الأنفس و تقلّد الضغاين ابن عمّه الأدنى و صهره و هو يعلم أنه سيموت كما يموت الناس و يتركه بعده و عنده ابنته ولد منها ابنان يجريان عنده مجرى ابنين من ظهره حنوا عليهما و محبّة لهما ، و يعدل عنه في الأمر بعده و لا ينصّ عليه و لا يستخلفه ، فيحقن دمه و دم بنيه و أهله باستخلافه . ألا يعلم هذا العاقل الكامل أنّه إذا تركه و ترك بنيه و أهله سوقة رعيّة فقد عرض دماءهم للاراقة بعده ، بل يكون هو الّذي قتله و أشاط بدمائهم ، لأنّهم لا يعتصمون بعده بأمر يحميهم ، و إنّما يكونون مضغة للآكل و فريسة للمفترس يتخطّفهم النّاس و يبلغ فيهم الأغراض . فأمّا إذا جعل السّلطان فيهم و الأمر اليهم فانّه يكون قد عصمهم و حقن دماءهم بالرّياسة الّتي يصولون بها ، و يرتدع النّاس عنهم لأجلها ، و مثل هذا معلوم بالتّجربة . ألا ترى أنّ ملك بغداد أو غيرها من البلاد لو قتل النّاس و وترهم و أبقي في ----------- ( 1 ) الذحل : الثار أو طلب مكافاة بجناية جنيت عليك أو عداوة اتيت اليك ، أو هو العداوة و الحقد ، جمعه اذحال و ذحول . ق . [ 12 ] نفوسهم الأحقاد العظيمة عليه ثمّ أهمل أمر ولده و ذرّيّته من بعده ، و فسح للنّاس أن يقيموا ملكا من عرضهم و واحدا منهم ، و جعل بنيه سوقة كبعض العامّة ، لكان بنوه بعده قليلا بقاؤهم سريعا هلاكهم ، و لوثب عليهم النّاس ذوو الاحقاد و التراث من كلّ جهة يقتلونهم و يشردونهم كلّ شرد . و لو أنّه عيّن ولدا من أولاده للملك ، و قام خواصّه و خدمه ، و خوّله 1 بامرة بعده ، لحقنت دماء أهل بيته و لم تطل يد أحد من النّاس إليهم لناموس الملك و ابهة السلطنة و قوّة الرّياسة و حرمة الامارة . أفترى ذهب عن رسول اللّه هذا المعنى أم أحبّ أن يستأصل أهله و ذريّته من بعده و أين موضع الشّفقة على فاطمة العزيزة عنده الحبيبة إلى قلبه ؟ أتقول : إنّه أحبّ أن يجعلها كواحدة من فقراء المدينة تتكفّف النّاس ؟ و أن يجعل عليّا المكرّم المعظّم عنده الّذي كانت حاله معه معلومة كأبي هريرة الدّوسي و أنس بن مالك الأنصاري يحكم الأمراء في دمه و عرضه و نفسه و ولده فلا يستطيع الامتناع و على رأسه مأة ألف سيف مسلول يتلظّى أكباد أصحابها عليه و يودّون أن يشربوا دمه بأفواههم و يأكلوا لحمه بأسيافهم قد قتل أبنائهم و اخوانهم و آبائهم و أعمامهم ، و العهد لم يطل ، و القروح لم تنفرق ، و الجروح لم تندمل ؟ فقلت : لقد أحسنت فيما قلت : إلاّ أنّ لفظه عليه السّلام يدلّ على أنّه لم يكن نصّ عليه ، ألا تراه يقول : و نحن الأعلون نسبا و الأشدّون بالرّسول نوطا ، فجعل الاحتجاج بالنّسب و شدّة القرب ، فلو كان عليه نصّ لقال عوض ذلك : و أنا المنصوص علىّ المخطوب باسمي . فقال : إنّما أتاه من حيث يعلم لا من حيث يجهل ، أ لا ترى أنّه سأله فقال : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به ، فهو إنّما سأل عن دفعهم عنه و هم أحقّ به من جهة اللّحمة و العترة ، و لم يكن الأسدي يتصوّر النصّ و لا يعتقد و لا يخطر بباله ، لأنه لو كان هذا في نفسه لقال له : لم دفعك الناس عن هذا المقام ----------- ( 1 ) خوله المال اعطاه اياه متفضلا . [ 13 ] و قد نصّ عليك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، و لم يقل له هذا ، و إنما قال كلاما عاما لبني هاشم كافة : كيف دفعكم قومكم عن هذا و أنتم أحقّ به أي باعتبار الهاشمية و القربى ، فأجابه بجواب أعاد قبله المعنى الذي تعلّق به الأسدي بعينه تمهيدا للجواب ، فقال : إنما فعلوا ذلك مع أنا أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من غيرنا لأنهم استأثروا علينا و لو قال له : أنا المنصوص علىّ المخطوب باسمي في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما كان قد أجابه ، لأنه ما سأله هل أنت منصوص عليك أم لا ، و لا هل نصّ رسول اللّه بالخلافة على أحد أم لا ، و إنما قال : لم دفعكم قومكم عن الأمر و أنتم أقرب إلى ينبوعه و معدنه منهم ، فأجابه جوابا ينطبق على السؤال و يلايمه . و أيضا فلو أخذ يصرّح له بالنصّ و يعرّفه تفاصيل باطن الأمر لنفر عنه و اتّهمه و لم يقبل قوله و لم يتجذّب الى تصديقه فكان أولى الامور في حكم السياسة و تدبير الناس أن يجيب بما لا نفرة منه و لا مطعن عليه فيه انتهى . أقول : و للّه درّ النقيب العلوي فلقد أجاد فيما أفاد ، و نهج منهج الرّشاد ، و راقب العدل و الانصاف ، و جانب العصبيّة و الاعتساف ، و كشف الظلام عن وجه المرام و أوضح المقام بكلام ليس فوقه كلام ، أودعه من البيان و البرهان ما يجلى الغشاوة عن أبصار متأمّليه ، و العمى عن عيون متناوليه ، و بعد ذلك فان كان إذعانه على طبق بيانه فأجزل اللّه له الجزاء في دار خلده و جنانه ، و إلاّ فليضاعف عليه العذاب في يوم الحساب ، و لكن يبعد جدّا مع هذا التحقيق أن يكون معتقده خلاف المذهب الحقّ ، بل الظاهر من الشارح المعتزلي أيضا حيث نقل هذا التفصيل عن النقيب و سكت مضافا إلى نظايره الكثيرة في تضاعيف الشرح أنّ معتقده أيضا ذلك ، و لولا تصريحه في غير موضع من شرحه بعدم النصّ في الخلافة لحكمنا بكونه من الفرقة الناجية ، و هو الذي ظنّه بعض أصحابنا في حقّه و قال : إنّ الشارح شيعيّ المذهب إلاّ أنه سلك في الشرح مسلك أهل السنة من باب الالجاء و التقيّة ، و اللّه العالم بسرائر العباد و المجازي كلاّ ما يستحقّه يوم التناد ، نسئل اللّه العصمة و السداد ، و نعوذ به من الزلل و الفساد في المذهب و الاعتقاد . [ 14 ] تكملة قد أشرنا إلى أنّ هذا الكلام مرويّ عنه عليه السّلام بطرق عديدة مختلفة أحببت أن أوردها جريا على عادتنا المستمرّة فأقول : قال المفيد ( ره ) في الارشاد : روى نقلة الآثار أنّ رجلا من بني أسد وقف على أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له : يا أمير المؤمنين العجب فيكم يا بني هاشم كيف عدل بهذا الأمر عنكم و أنتم الأعلون نسبا و سببا و نوطا بالرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فهما للكتاب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا ابن دودان إنّك لقلق الوضين ، ضيّق المخرم ترسل غير ذي مسد لك ذمامة الصهر و حقّ المسئلة ، و قد استعلمت فاعلم : كانت اثرة سخت بها نفوس قوم و شحّت عليها نفوس آخرين فدع عنك نهبا صيح في حجراته و هلمّ الخطب في أمر ابن أبي سفيان ، فلقد أضحكنى الدّهر بعد إبكائه و لا غرو ، بئس القوم و اللّه من خفضني و هيّنني و حاولوا الادّهان في ذات اللّه ، و هيهات ذلك منّي و قد جدحوا بيني و بينهم شربا وبيئا ، فان تتحسّر عنّا محن البلوى أحملهم من الحقّ على محضه ، و إن تكن الاخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فلا تأس على القوم الفاسقين . و فى البحار من علل الشّرايع و الأمالي عن الحسين بن عبيد اللّه العسكري عن إبراهيم بن رعد العبشمي ، عن ثبيت بن محمّد ، عن أبي الأحوص المصري عمّن حدّثه عن آبائه عن أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السّلام عن جماعة من أهل العلم ، عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه السّلام في أصعب موقف بصفين اذ قام إليه رجل من بني دودان فقال : ما بال قومكم دفعوكم عن هذا الأمر و أنتم الأعلون نسبا و اشدّ نوطا بالرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فهما بالكتاب و السنّة ؟ فقال عليه السّلام : سئلت يا أخا بني دودان و لك حقّ المسئلة و ذمام الصّهر و إنّك لقلق الوضين ترسل عن ذي مسد انّها إمرة شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين ، و نعم الحكم اللّه فدع عنك نهبا صيح في حجراته [ 15 ] و هلمّ الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكنى الدّهر بعد إبكائه و لا اغزو إلاّ جارتي و سؤالها الاهل لنا أهل سألت كذلك بئس القوم من خفضني و حاولوا الادهان في دين اللّه ، فان ترفع عنّا محن البلوى أحملهم من الحقّ على محضه ، و إن تكن الأخرى فلا تأس على « عن خ ل » القوم الفاسقين ، إليك عنّي يا أخا بني سيدان . بيان لما في هاتين الرّوايتين من الألفاظ الغريبة التّي لم تكن في رواية السيّد ( ره ) فأقول : « دودان » بن أسد بن خزيمة بالضمّ أبو قبيلة فلا ينافي ما في رواية السيّد أنّه كان من بني أسد و « المحزم » بالحاء المهملة وزان منبر و المحزمة كمكنسة و الحزام ككتاب ما حزم به قيل : و يقال للرّجل المضطرب في أمره أنّه قلق الوضين أى مضطرب شاكّ فيه و لعلّ ضيق المحزم كناية عن عدم طرفيّته . 1 و « المسد » حبل مفتول من ليف محكم الفتل و يقال على نفس اللّيف قال سبحانه : في جيدها حبل من مسد ، فقوله في رواية الارشاد : « ترسل غير ذي مسد » أراد به أنك تطلق عنان كلامك من غير تأمّل ، و قوله في رواية البحار « ترسل عن ذي مسد » أراد به أنّك تطلق حيوانا له مسد ربط به ، فيكون كناية عن التكلّم بما له مانع عن التكلّم به . و « هينني » أي أهانني و استهان و « حسر » الشي‏ء فانحسر كشفه فانكشف و « امرأة » في رواية الأمالي لعلّه تصحيف امرة بالكسر أي أمارة و قوم « جارة » و جورة أى جائرون و « الادهان » كالمداهنة إظهار خلاف ما تضمر و الغشّ . الترجمة از جمله كلام آن امام انامست ببعض أصحاب خود در حالتي كه سؤال كرد از آن بزرگوار چگونه دفع كردند شما را قوم شما از مقام خلافت و حال آنكه شما سزاوارتريد بآن ؟ . پس فرمود أى برادر بني اسد بدرستي كه تو مردى هستي كه پاردم تو ----------- ( 1 ) بل الصحيح ما قدّمناه و هو المخرم بالخاء المعجمة و الراء موضع القلادة من الانف و المعنى واضح . [ 16 ] مضطرب و متحركست ، رها ميكني أفسار گفتار خود را در غير صواب ، يعني در غير موقع مناسب سؤال مى‏نمائي و با وجود اينكه مر تو راست حرمت قرابت و حقّ مسألت و بتحقيق كه تو طلب آگاهي نمودي پس بدان و آگاه باش . أمّا استقلال ايشان بر ضرر ما بمقام خلافت و حال آنكه ما بلندتريم از ايشان از حيثيّت نسب و محكم‏تريم بحضرت رسالت از حيثيّت علاقه و قرب منزلت ، پس جهتش اينست كه بود خلافت چيز مرغوبي بخيلي كرد بآن نفوس خسيسه طائفه ، و سخاوت كرد و اعراض نمود از آن نفوس نفيسه طائفه ديگر ، و حاكم بحق خداى متعالست و بازگشت بسوى او در قيامت است ، و ترك بكن از خودت غارتي را كه در أطراف آن صدا بلند شد يعني غارت خلافت را كه پيش از اين ابو بكر و عمر و عثمان غارت كردند . و بيار امر عظيم را يا اينكه بيا بأمر عظيم در خصوص پسر أبو سفيان ملعون ، پس بدرستى كه خندانيد مرا روزگار بد رفتار بعد از گرياندن او ، و هيچ تعجّب نيست قسم بخدا خندانيدن بعد از گريانيدن ، پس بيائيد تعجّب كنيد باين أمر عظيم و عجيب كه فاني كند تعجّب را ، و بسيار مي‏كند كجروي را ، طلب كردند مخالفان قريش خاموش كردن نور خداوند را از چراغ او ، و بستن فواره آن از چشمه آن ، و آميختند ميان من و ميان ايشان شربت و با آورده ، پس اگر برداشته شود از ما و از ايشان محنتهاى بلاها حمل مي كنم ايشان را از دين حق بر خالص آن ، و اگر باشد آن حالت ديگر يعني غلبه أهل ضلالت و سلطنت ايشان پس بايد كه هلاك نشود نفس تو بر كار ايشان از جهة حسرتها بر ضلال ايشان ، بدرستي كه خداوند عالمست بآنچه كه مى‏كنند و البته جزا خواهد داد بر قبايح أعمال ايشان .