جستجو

و من خطبة له ع يذم فيها أتباع الشيطان

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام و هى الخطبة السابعة إتّخذوا الشّيطان لأمرهم ملاكا ، و اتّخذهم له أشراكا ، فباض و فرّخ في صدورهم ، و دبّ و درج في حجورهم ، فنظر في أعينهم ، و نطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل ، و زيّن لهم الخطل ، فعل من قد شرّكه الشّيطان في سلطانه ، و نطق بالباطل على لسانه . اللغة ( الشّيطان ) فيعال من شطن إذا تباعد فكأنّه يتباعد عند ذكر اللّه تعالى ، و قيل إنّه فعلان من شاط يشيط إذا احترق غضبا لأنّه يحترق و يغضب إذا أطاع العبد للّه سبحانه و ( ملاك ) الامر ما به قوامه و ( الاشراك ) إمّا جمع شريك كشريف و أشراف و هو الأظهر ، أو جمع شرك و هو حبائل الصّيد و الغالب في جمعه شرك بضمّتين و قد يجمع على أشراك كجبل و أجبال و ( باض ) الطائر و نحوه يبيض بيضا فهو بائض و ( فرّخ ) من باب التّفعيل و ( دبّ ) الصّغير دبيبا من باب ضرب سار و ( درج ) الصّبي دروجا من باب قعد مشى قليلا ، و قد يختصّ الدّبيب بالحركة الخفيّة و ( الخطل ) الكلام الفاسد يقال : أخطل في كلامه أى أخطأ . الاعراب فعل من قد شركه مفعول مطلق مجازى لقوله : اتّخذوا إذ العامل محذوف و التقدير [ 151 ] فعلوا ذلك فعل من اه . المعنى اعلم أنّه عليه السّلام أشار في هذه الخطبة إلى ذمّ المنابذين و المخالفين له و المتمرّدين عن طاعته فقال : ( اتّخذوا الشّيطان لأمرهم ملاكا ) أى به قوام امورهم و نظام حالهم فجعلوه وليا لهم سلطانا عليهم متصرّفا فيهم بالأمر و النّهي كما قال سبحانه : « إِتَّخَذُوا الشَّيْطانَ أَوْلِيآءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ » و قال تعالى : « إِنّا جَعَلْنَا الشَّياطينَ أَوْلِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ » أي حكمنا بذلك لأنّهم يتناصرون على الباطل يؤمنون به و يتولّون الشّيطان و يشركون بالرّحمن كما قال تعالى : « إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذينَ هُمْ بِه‏ مُشْرِكُونَ » ( و انّخذهم له أشراكا ) يعني أنّهم بعد ما ملكوا الشّيطان امورهم فتصرّف فيهم بأن أخذهم شركاء له و جعلهم جنوده و أتباعه كما قال تعالى : « إِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْسيهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ » و أمّا على جعل الاشراك جمعا لشرك فقد قال الشّارح البحراني أنّه استعارة حسنة ، فإنّه لمّا كان فايدة الشّرك اصطياد ما يراد صيده و كان هؤلاء القوم بحسب ملك الشّيطان لآرائهم و تصرّفه فيهم على حسب حكمه أسبابا لدعوة الخلق إلى مخالفة الحقّ و منابذة إمام الوقت و خليفة اللّه في أرضه اشبهوا الأشراك لاصطيادهم الخلق بألسنتهم و أموالهم و جذبهم إلى الباطل بالأسباب الباطلة التي ألقاها إليهم الشّيطان و نطق بها على ألسنتهم فاستعار لهم لفظ الاشراك . ثمّ أشار عليه السّلام إلى ملازمة الشّيطان لهم بقوله ( فباض و فرخ في صدورهم ) كالطاير الذي يبيض و يفرخ و ذلك لا يكون إلاّ بعد طول الملازمة و الاقامة ، فشبّه [ 152 ] عليه السّلام صدورهم بعشّ الطاير و موطنه إذا البائض لا يبيض إلاّ في مسكنه ، و كنّى بالبيض و الفرخ عن إقامته عليهم و مكثه في قلوبهم لاغوائهم ، و يمكن أن يكون المراد بهما معناهما الاصلي لأنّه لا نتاج له و إنّما يبيض و يفرخ بنفسه . كما يدلّ عليه ما رواه في البحار من الخصال بإسناده عن أبي عبد الرّحمن عن معاوية بن عمّار عن أبيعبد اللّه عليه السّلام قال : الآباء ثلاثة آدم ولد مؤمنا ، و الجانّ ولد كافرا و إبليس ولد كافرا و ليس فيهم نتاج إنّما يبيض و يفرخ و ولده ذكور ليس فيهم اناث . و فيه من العلل بإسناده عن عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : إنّ اللّه عزّ و جلّ حين أمر آدم أن يهبط ، هبط آدم و زوجته و هبط إبليس و لا زوجة له و هبطت الحيّة و لا زوج لها فكان أوّل من يلوط بنفسه إبليس فكانت ذرّيته من نفسه ، و كذلك الحيّة و كانت ذرّية آدم من زوجته فأخبرهما أنّهما عدوّ ان لهما هذا . و لكنّ الأظهر هو المعنى الأوّل لأنّ الكناية أبلغ من الافصاح و أسدّ من التّصريح ، فيكون ذلك نظير قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : إنّ الشّيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدّم ، فإنّ المقصود به ليس أنّه يدخل عروقه و أوراده و تجاويف أعضائه بل المعنى أن الشّيطان لا يزال يراقب العبد و يوسوس إليه في نومه و يقظته ، إذ هو جسم لطيف هوائيّ يمكنه أن يصل إلى ذلك الانسان فيوصل كلامه و وسواسه إلى باطن اذنه فيصير إلى قلبه ، و اللّه العالم بكيفيّة ذلك . و بالجملة كلام العرب إشارات و تلويحات و الكلام إذا ذهب عنه المجاز و الاستعارة و الكناية زالت براعته و فارقه رونقه و بقى مغسولا و صار عاميّا مرذولا و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كذلك سيّد الأوصياء عليه السّلام أفصح الفصحاء و أكمل البلغاء ، فيكون فائدة كلامه صلوات اللّه عليه أنّ الشّيطان يلازمك و يراصدك من حيث لا تعلم فعليك بالاحتراز منه و التّوقّي من كيده و مكره ، و فائدة كلامه عليه السّلام أنّ الشّيطان استوطن قلوبهم و لزم صدورهم لزوم الطير البائض على بيضته ( و دبّ و درج في حجورهم ) دبيب الولد في حجر والديه فهو معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه ، و على الوجه الآخر [ 153 ] الذي ذكرناه من احتمال استعمال باض و فرّخ في معناهما الحقيقي فالأظهر رجوع الضّميرين في دبّ و درج إلى الفرخ المستفاد من فرخ . ثمّ أشار عليه السّلام إلى شدّة اتّحاده معهم بقوله ( فنظر بأعينهم و نطق بألسنتهم ) و ذلك لأنّ النّظر و النّطق و ساير أفعال الأعضاء و الجوارح بأسرها تابعة لارادة القلب ، إذ القلب هو الحاكم عليها بالأمر و النهى و المتصرّف في مملكة البدن و الرّئيس على الجوارح و المشاعر الباطنة و الظاهرة . و لمّا جعلوا هؤلاء قلوبهم عش الشّيطان و موطنه و ألقوا مقاليد امورهم إليه و عزلوا عقولهم عن التّصرف و التّدبير ، كان إرادتهم القلبيّة التي هي منشأ الحركات و الأفعال للجوارح تبعا له و منبعثة من وسوسته و إغوائه ، فيكون جميع الأفعال و الحركات و السّكنات لهم مستندة إليه و صادرة عن حكمه ، فيكون نظرهم نظر الشّيطان و نطقهم نطق الشّيطان لا ينظرون إلاّ إلى ما فيه رضاه ، و لا ينطقون إلاّ بما هو مطلوبه و مناه . ( ف ) عند ذلك ( ركب بهم الزّلل ) و الضّلالة ( و زيّن لهم الخطل ) و الفكاهة و فعلوا ذلك مثل ( فعل من قد شركه الشّيطان في سلطانه و نطق بالباطل على لسانه ) يعني كما أنّ من جعله الشّيطان شريكا له في تسلطه و أمره و نهيه و كان ناطقا بالباطل على لسانه ، يكون جميع أفعاله و أقواله في جميع أحواله تبعا لذلك اللعين ، فكذلك هؤلاء المنافقين و المنابذين لعنة اللّه عليهم أجمعين . الترجمة أخذ نمودند منافقان شيطان را بجهة كارهاى خودشان محلّ اعتماد و ما به القوام ، و اخذ نمود شيطان ايشان را بجهة خود شريكان ، پس تخم شقاوت نهاد و جوجه در آورد و در سينه ايشان بحركت درآمد و با تدريج رفتار كرد در كنار ايشان ، پس با چشم آنها نگاه نمود و با زبان ايشان گويا گرديد ، پس سوار نمود ايشان را بر مركب لغزش و گناه و زينت داد بجهة ايشان قول فاسد و تباه را ، مينمائيد كارها را مثل كردن كسيكه شريك نموده باشد او را شيطان در سلطان و طغيان خود ، و همچو [ 154 ] كردن كسيكه گويا باشد بامر باطل بر زبان او ، يعني افعال و أقوال اينها مثل فعل و قول كسى است كه من جميع الوجوه مطيع شيطان بوده باشد و از غايت اختلاط و امتزاج با شيطان اثنينيت از ميانه برداشته شود .