جستجو

و من كلام له ع و فيه بيان لما يخرب العالم به من الفتن و بيان هذه الفتن

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السلام و هى الخمسون من المختار فى باب الخطب و رواها ثقة الاسلام الكليني عطر اللّه مضجعه في أصول الكافي و في كتاب [ 292 ] الرّوضة منه أيضا مسندة بالسّندين الآيتين باختلاف يسير في الأوّل و مبسوطة في الثّاني . إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع ، و أحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، و يتولّى عليها رجال رجالا على غير دين اللّه ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين ، و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان ، فهنالك يستولى الشّيطان على أوليائه ، و ينجو الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى . اللغة ( البدء ) بفتح الباء و سكون الدالّ و الهمزة أخيرا بمعنى الأوّل و بمعنى الابتداء أيضا يقال بدءت بالشي‏ء بدء أى أنشأته إنشاء ، و منه بدء اللّه الخلق أى أنشأهم و ( الفتن ) جمع الفتنة و هو الاختبار و الامتحان تقول : فتنت الذّهب إذا أدخلته النّار لتنظر جودته ، و قد أكثر استعمالها فيما يقع به الاختبار كما في قوله تعالى : إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ثمّ اكثر استعمالها في الاثم و الكفر و الضّلال و الاحراق و الازالة و الصّرف عن الشّي‏ء كذا حكى عن النّهاية و ( البدعة ) اسم من ابتدع الامر اى ابتدئه ثمّ غلب على ما هو زيادة في الدّين أو نقصان منه و ( التّولّى ) الاتباع و منه قوله سبحانه : وَ مَنْ يَتَوَلَّهُ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ أى من يتّبعهم و ( المزاج ) ككتاب ما يمزج به قال سبحانه : عَيْناً كانَ مِزاجُها كافُوراً و قال الشّاعر : [ 293 ] كانّ سبيئة من بيت رسّ يكون مزاجها عسل و ماء و الارتياد ) الطلب و المرتاد الطالب و ( الضّغث ) قبضة حشيش مختلط رطبها بيابسها و يقال ملاء الكفّ من قضبان أو حشيش أو شماريخ و في التنزيل : وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِه وَ لا تَحْنَثْ الاعراب جملة تتّبع و تبتدع مرفوعة المحلّ على الوصفيّة ، و جملة يخالف و يتولّى إمّا في محلّ الرّفع على الوصف أيضا أو في محلّ النّصب على الحاليّة ، و قوله : على غير دين اللّه متعلّق بالمقدّر ، و هو إمّا حال من رجالا أو صفة له و إضافة المزاج إلى الحقّ بيانيّة المعنى اعلم أنّ مقصوده بهذه الخطبة هو توبيخ الخلق على متابعة الأهواء المبتدعة و الآراء المضلّة ، و على مخالفة الكتاب القويم ، و العدول عن الصّراط المستقيم المؤدّي إلى وقوع الفتن و فساد نظم العالم كما قال عليه السّلام : ( إنّما بدء وقوع الفتن ) و الضّلالات ( أهواء ) مضلّة ( تتبع و أحكام ) باطلة ( تبتدع ) الّتي ( يخالف فيها ) أى في تلك الأحكام ( كتاب اللّه ) إذ الاحكام المبتدعة خارجة من الكتاب و السّنة مخالفة لهما لما قد عرفت سابقا أنّ البدعة عبارة عن إدخال ما ليس من الدّين في الدّين فهى لا محالة مخالفة لاصول الشّريعة المستفادة من الكتاب و السّنة . و من ذلك 1 أنّ يونس بن عبد الرّحمن لمّا قال لأبي الحسن عليه السّلام : بما أوحّد اللّه ؟ قال له : يا يونس لا تكوننّ مبتدعا من نظر برأيه هلك ، و من ترك أهل بيت نبيّه ضلّ ، و من ترك كتاب اللّه و قول نبيّه كفر . فانّ المستفاد منه أنّ في العمل بالرّأى و متابعة الهوى مخالفة لكتاب اللّه و عدولا عن سنة رسول اللّه ( و يتولّى فيها رجال رجالا على غير دين اللّه ) أى يتّخذ طايفة من المايلين إلى تلك الأهواء الزّايفة و الآراء الباطلة طايفة أخرى من أمثالهم أولياء ----------- ( 1 ) الرواية في الكافى في باب البدع و الراى و المقاييس ، منه . [ 294 ] و نواصر لهم ، فيتّبعونهم و يحبّونهم تربية لأهوائهم الفاسدة و تقوية لبدعهم الضّالة . ثمّ أشار عليه السّلام إلى أنّ أسباب تلك الآراء أيضا إنّما هى امتزاج المقدّمات الحقّة بالباطلة في الحجج التي يستعملها المبطلون في استخراج المجهولات ، و نبّه على ذلك بشرطيّتين متّصلتين . إحداهما قوله ( فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ) وجه الملازمة أنّ مقدّمات الشّبهة إذ كانت كلّها باطلة أدرك طالب الحقّ بظلانها بأدنى سعى و لم يخف عليه فسادها ، مثال ذلك قول قوم من الباطنيّة : البارى تعالى لا موجود و لا معدوم و كلّ ما لا يكون موجودا و لا معدوما يصح أن يكون حيّا قادرا فالبارى تعالى يصحّ أن يكون قادرا فهاتان المقدّمتان جميعا باطلتان و لذلك صار هذا القول مرغوبا عنه عند العقلاء . و الاخرى قوله : ( و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين ) لأنّ المقدّمات إذا كانت صحيحة حقّة كانت النتيجة حقّا و انقطع عنها اللّجاج و العناد ، كقولنا : العالم حادث و كلّ حادث محتاج إلى المحدث فالعالم محتاج إلى المحدث ، و لكن لما لم يخلص الباطل من المزاج و لم يمحض الحقّ من الالتباس بل امتزج الباطل بالحقّ و اختلط الحقّ بالباطل و تركّبت القضايا من المقدّمات الحقّة و الباطلة ، مثل ما قال المدّعون للرؤية : الباري تعالى موجود و كلّ موجود يصحّ أن يكون مرئيا فالباري تعالى يصحّ أن يكون مرئيا ، لا جرم خفى الامر على الطالب المرتاد و كثر لذلك اللّجاج و العناد . و هذا هو معنى قوله عليه السّلام ( و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان ) أى الضّغثان ( فهنا لك يستولى الشيطان على أوليائه ) و يغلب على اتباعه و أحبّائه و يجد مجالا للاضلال و الاغواء ، و يزيّن لهم اتباع الآراء و الأهواء ، فاولئك سيجدون قبايح أعمالهم و عقايدهم و هم عليها واردون و أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون ( و ) أمّا العارفون باللّه بعين الحقيقة و السّالكون لسبيله بنور البصيرة ف ( ينجو ) ن من ذلك و يتخلّصون من المهالك و هم ( الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى ) و العناية [ 295 ] الازليّة و قادتهم التوفيقات الرّبانية و هؤلاء عن النّار مبعدون و أولئك في الجنّة هم خالدون . و اعلم أنّ ما ذكرته في شرح المقام إنّما هو جريا على ما هو المستفاد من ظاهر كلامه عليه السّلام المسوق على نحو العموم و الاطلاق ، و الذي ظهر لي منه بعد النظر الدّقيق خصوصا بملاحظة الزّيادات الآتية في رواية الرّوضة هو أنّ غرضه بذلك الطعن على المتخلّفين الغاصبين للخلافة و التابعين لهم و على من حذا حذوهم من الناكثين و القاسطين و المارقين و أضرابهم ، فانّهم أخذوا بظاهر أحكام الشّريعة ، و دسّوا فيها بدعاتهم الباطلة النّاشئه من متابعة أهوائهم المضلّة ، فخلطوا عملا صالحا بآخر سيّئا و صار ذلك سببا لافتتان النّاس بهم و اتباع أفعالهم و أقوالهم و اشتباه الأمر عليهم . لأنّ كلّ باطل و كذب ما لم يكن فيه شبه حقّ و صدق لا يقبله ذو عقل و حجى كما أنّ كلّ مزيف كاسد ما لم يكن مغشوشا بنقد رايج لا يصير رايجا في سوق ذوى الأبصار إذ التّميز بين الذهب و النّحاس و الفضة و الرّصاص ممّا لا يخفى على ذوي العقول السّليمة . لأنّ الباطل الصّرف لاحظّ له في الوجود و لا يقع في توّهم ذوي العقول إلاّ إذا اقترن بشبه الحقّ ، و لا الكذب المحض ممّا يصدق به ذو عقل إلاّ إذا امتزج بالصّدق فلما حصل الامتزاج و الاختلاط و اشتبك الظلمة بالنّور التبس الأمر على النّاس فأضلّهم الشيطان و زيّن لهم أعمالهم فصدّوا عن سبيل الدّين و انحرفوا عن الامام المبين ، فارتدّ كلّهم أجمعون إلاّ أولياء اللّه المخلصين ، ف إنّه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربّهم يتوكلون ، إنّما سلطانه على الّذين بتولّونه و الّذينهم به مشركون . تكملة قد أشرنا سابقا إلى أنّ هذه الخطبة مرويّة مسندة في الكافي فينبغى لنا أن نورد ما هناك جريا على ما هو دأبنا في هذا الشّرح ثمّ نعقبه بتفسير بعض كلماته الغريبة و توضيح ما فيه من النّكات اللطيفة الشّريفة فأقول : [ 296 ] في باب البدع و الرأى و المقاييس من كتاب العقل و الجهل منه عن الحسين بن محمّد الأشعرى ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّا ، و عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضال جميعا ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه السّلام النّاس فقال : أيّها الناس إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب يتولّى فيها رجل « رجال خ ل » رجالا ، فلو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذى حجى ، و لو أنّ الحقّ خلص لم يكن اختلاف ، و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجيئآن معافهنا لك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجى الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى . و في كتاب الرّوضة عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن ابراهيم ابن عثمان عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : خطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ صلّى على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ قال : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خلّتان : اتّباع الهوى و طول الأمل أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ ، و أمّا طول الأمل فينسى الآخرة ، ألا إنّ الدّنيا قد ترحّلت مدبرة ، و إنّ الآخرة قد ترحّلت مقبلة ، و لكلّ واحدة بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدّنيا ، فانّ اليوم عمل و لا حساب و إنّ غدا حساب و لا عمل . و إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع و آراء تبتدع يخالف فيها حكم اللّه يتولّى فيها رجال رجلا إنّ الحقّ لو خلص لم يكن اختلاف ، و لو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجتمعان فيجللان معا فهنا لك يستولى الشّيطان على أوليائه و نجى الذين سبقت لهم من اللّه « منّاخ » الحسنى . إنّى سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصّغير و يهرم فيها الكبير ، يجرى النّاس عليها و يتّخذونها سنّة ، فاذا غيّر منها شي‏ء قيل قد غيّرت السنّة و قد أتى النّاس منكرا ثمّ تشتدّ البليّة و نسى الذّريّة و تدقّهم الفتنة كما تدقّ النّار الحطب و كما تدقّ الرّحا بثفالها و يتفقّهون لغير اللّه ، [ 297 ] و يتعلّمون لغير العمل و يطلبون الدّنيا بأعمال الآخرة . ثمّ أقبل بوجهه و حوله ناس من أهل بيته و خاصّته و شيعته فقال عليه السّلام : قد عملت الولاة قبلى أعمالا خالفوا فيها رسول اللّه متعمّدين لخلافه ناقضين لعهده ، مغيّرين لسنّته ، و لو حملت الناس على تركها و حوّلتها إلى مواضعها و إلى ما كانت في عهد رسول اللّه لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدى أو قليل من شيعتي الّذين عرفوا فضليّ و فرض امامتي من كتاب اللّه عزّ ذكره و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . أرايتم لو أمرت بمقام ابراهيم فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول اللّه ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ، ورددت صاع رسول اللّه كما كان ، و أمضيت قطايع أقطعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأقوام لم تمض لهم و لم تنفض ، ورددت دار جعفر عليه السّلام إلى ورثته و هدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور قضى بها ، و نزعت نساء تحت رجال بغير حقّ فرددتهنّ إلى أزواجهنّ و استقبلت بهنّ الحكم في الفروج و الأحكام و سبيت ذراري بني تغلب ، و رددت ما قسّم من أرض خيبر ، و محوت دواوين العطايا و أعطيت كما كان رسول اللّه يعطى بالسّويّة و لم أجعلها دولة بين الأغنياء ، و ألقيت المساحة ، و سوّيت بين المناكح ، و أنفذت خمس الرّسول كما أنزل اللّه عزّ و جلّ و فرضه ، ورددت مسجد رسول اللّه على ما كان عليه ، و سددت ما فتح فيه من الأبواب ، و فتحت ما سدّ منه ، و حرّمت المسح على الخفّين ، و حددت على النّبيذ ، و أمرت باحلال المتعتين ، و أمرت بالتكبير علي الجنايز خمس تكبيرات ، و ألزمت النّاس الجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، و أخرجت من ادخل مع رسول اللّه في مسجده ممّن كان رسول اللّه أخرجه ، و أدخلت من اخرج بعد رسول اللّه ممّن كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أدخله ، و حملت النّاس على حكم القرآن ، و على الطلاق على السّنة ، و أخذت الصّدقات على أصنافها و حدودها ، و رددت الوضوء و الغسل و الصّلاة إلى مواقيتها و شرايعها و مواضعها ، و رددت أهل نجران إلى مواضعهم ، و رددت سبايا فارس و ساير الامم إلى كتاب اللّه و سنّة نبيه إذا لتفرّقوا عنّى . و اللّه لقد أمرت النّاس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة و علّمتهم [ 298 ] أنّ اجتماعهم في النّوافل بدعة فنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معي : يا أهل الاسلام غيّرت سنّة عمر ينهانا عن الصّلاة في شهر رمضان تطوّعا . و لقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضّلالة و الدّعاة إلى النّار ، و أعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال اللّه عزّ و جلّ : إن كنتم آمنتم باللّه و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان . فنحن و اللّه عنى بذي القربى الذي قرّبنا اللّه بنفسه و برسوله فقال تعالى : فللّه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السّبيل ، فينا خاصّة كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم و ما آتيكم الرّسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و اتّقوا اللّه في ظلم آل محمّد إنّ اللّه شديد العقاب لمن ظلمهم رحمة منه لنا و غنا أغنانا اللّه به . و وصّى به نبيّه و لم يجعل لنا في سهم الصّدقة نصيبا أكرم اللّه رسوله و أكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس فكذّبوا اللّه و كذّبوا رسول اللّه و جحدوا كتاب اللّه النّاطق بحقّنا و منعونا فرضا فرضه اللّه لنا ، ما لقى أهل بيت نبيّ من امّته ما لقيته بعد نبيّنا و اللّه المستعان على من ظلمنا و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلّي العظيم . بيان « يجللان » بضّم الياء بصيغة المضارع المبنيّ للمفعول مأخوذ من التّجليل يقال جللت الشّي‏ء إذا غطيته « ألبستكم » كذا في اكثر النّسخ و في بعضها البستم علي بناء المجهول من باب الافعال و هو الأظهر و في بعض النّسخ لبستم « و الثفال » بالفاء مثل كتاب جلد أو نحوه يوضع تحت رحى اليد يقع عليه الدّقيق قال الفيروز آبادي بثفالها أى على ثفالها أى حالكونها طاحنة لأنّهم لا يقفلونها إلاّ إذا طحنت ، و في أكثر النّسخ ثقالها بالقاف و لعلّه تصحيف ، و عليه فلعلّ المراد مع ثقالها أى إذا كانت معها ما يثقلها من الحبوب فيكون أيضا كناية عن كونها طاحنة . قال المجلسي ( ره ) : « لو أمرت بمقام إبراهيم » اشارة إلى ما فعله عمر من [ 299 ] تغيير المقام عن الموضع الذي وضعه فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى موضع كان فيه في الجاهلية « ورددت صاع رسول اللّه » كان صاعه على ما قيل أربعة أمداد فجعله عمر خمسة أمداد « و نزعت نساء » اه كالمطلّقات ثلاثا في مجلس واحد و غيرها ممّا خالفوا فيه حكم اللّه « و سبيت ذرارى بني تغلب » لأنّ عمر رفع عنهم الجزية . قال المطرزي : بنو تغلب قوم من مشركى العرب طالبهم عمر بالجزية فأبوا فصولحوا على أن يعطوا الصّدقة متضاعفة فقبلوا و رضوا اه ، و لعدم كونهم من أهل الذمة يحلّ سبى ذراريهم « و محوت دواوين العطايا » أى التي بنيت على التّفضيل بين المسلمين في زمن عمر و عثمان « و ألقيت » إشارة إلى ما عدّه الخاصّة و العامّة من بدع عمر أنّه قال ينبغي أن نجعل مكان هذا العشر و نصف العشر دراهم نأخذها من أرباب الأملاك ، فبعث الى البلدان من مسح على أهلها فألزمهم الخراج ، فأخذ من العراق و مايليها ما كان أخذه منهم ملوك الفرس على كلّ جريب درهما واحدا و قفيزا من أصناف الحبوب ، و أخذ من مصر و نواحيها دينارا و ازدبّا عن مساحة جريب كما كان يأخذ منهم ملوك الاسكندرية ، و الازدب لأهل مصر أربعة و ستّون منّا ، و كان أوّل بلد مسحه عمر بلد الكوفة . « و سوّيت بين المناكح » بأن يزوّج الشّريف و الوضيع كما فعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و زوّج بنت عمه مقدادا و عمر نهى عن تزويج الموالى و العجم « ورددت مسجد رسول اللّه » اه إشارة إلى ما وقع فيه من التغيير في زمن عثمان حيث و سمّعوه و أدخلوا فيه بعض الدّور التي كانت جواره غصبا و عدوانا « و أمرت بالتّكبير على الجنايز خمس تكبيرات » أى لا أربعا كما ابتدعته العامّة و نسبوه إلى عمر « و ألزمت النّاس الجهر » قال في البحار : يدلّ ظاهرا على وجوب الجهر بالبسملة مطلقا و إن امكن حمله على تأكّد الاستحباب . « و أخرجت من ادخل » يحتمل أن يكون المراد إخراج جسدى الملعونين الذين دفنا في بيته بغير اذنه مع أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله لم يأذن لهما لخوخة في مسجده [ 300 ] و ادخال جسد فاطمة و دفنها عند النبيّ أو رفع الجدار من بين قبريهما ، و يحتمل أن يكون المراد إدخال من كان ملازما لمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حياته كعمار و أبي ذر و أضرابهما و إخراج من أخرجه الرّسول صلّى اللّه عليه و آله من المطرودين كحكم ابن أبي العاص و ابنه مروان ، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أخرجهما فأدخلهما عثمان « ورددت أهل نجران إلى مواضعهم » قال المجلسي : لم أظفر إلى الآن بكيفية إخراجهم و سببه و بمن أخرجهم « ورددت سبايا فارس » لعلّ المراد الاسترداد ممّن اصطفاهم أو أخذ زايدا من حقّه « مالقيت » كلام مستأنف للتّعجب « و اعطيت » رجوع إلى الكلام السّابق و لعلّ التّاخير من الرّواة « إن كنتم آمنتم باللّه » من تتمّة آية الخمس حيث قال تعالى : و اعلموا أنّما غنمتم من شي‏ء فانّ للّه خمسه و للرّسول و لذى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السّبيل إن كنتم آمنتم ، الآية . قال البيضاوي : إن كنتم آمنتم باللّه متعلّق بمحذوف دلّ عليه و اعلموا أى إن كنتم آمنتم باللّه فاعلموا أنّه جعل الخمس لهؤلاء فسلموه إليهم و اقتنعوا بالأخماس الأربعة الباقية ، فانّ العلم المتعلّق بالعمل لم يرد منه العلم المجرّد ، لأنّه مقصود بالعرض و المقصود بالذّات هو العمل « و ما أنزلنا على عبدنا » محمّد من الآيات و الملائكة و النصر « يوم الفرقان » يوم بدر فانّه فرق فيه بين الحقّ و الباطل « يوم التقى الجمعان » المسلمون و الكفّار . و قوله « كيلا يكون دولة » تتمّة لآية اخرى ورد في فيئهم حيث قال : ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فللّه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل كيلا يكون ، أى الفي‏ء الّذي هو حقّ الامام « دولة بين الأغنياء منكم » الدولة بالضّم ما يتداوله الأغنياء و يدور بينهم كما كان في الجاهليّة « رحمة لنا » أى قرّر الخمس و الفي‏ء لنا رحمة منه لنا و ليغنينا بهما عن أوساخ أيدى النّاس . الترجمة از جمله كلام فصاحت نظام آن امام است كه ميفرمايد : جز اين نيست كه ابتداء واقعشدن فتن‏ها هواها و خواهشات نفسانيست كه پيروى كرده ميشود و حكم [ 301 ] هاى شيطانيست كه اختراع كرده ميشود ، مخالفت كرده ميشود در آن اهواء و احكام كتاب خدا ، و متابعت مينمايد در آن احكام مردانى مردانى را در حالتيكه ميباشند ايشان بر غير دين خدا ، پس اگر باطل خالص ميبود از آميزش حق مخفى نمى‏ماند بر طلب كنندگان ، و اگر حق خالص ميبود از التباس بباطل بريده ميشد از او زبانهاى ستيزه نمايندگان ، و ليكن فرا گرفته مى‏شود از حق دسته و از باطل دسته پس اينجا يعنى نزد امتزاج حق بباطل مستولى ميشود شيطان بر اولياء خود ، و نجات مى‏يابد از خطر اين شبهه آن كسانيكه پيشى گرفته است از براى ايشان از جانب خدا حالتى نيكو كه عبارتست از عنايت ازلي و توفيق لم يزلي .