متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
و من خطبة له عليه السّلام عند المسير الى الشام
و هي الثامنة و الاربعون من المختار في باب الخطب و هي مرويّة في كتاب صفين لنصر بن مزاحم باختلاف و زيادة تطلّع عليه انشاء اللّه
----------- ( 1 ) اى هم فيها أكثر من ساير البلدان و المراد عصابة الشيعة فانّ المحب أعمّ منها ( بحار )
[ 269 ]
الحمد للّه كلّما وقب ليل و غسق ، و الحمد للّه كلّما لاح نجم و خفق و الحمد للّه غير مفقود الانعام ، و لا مكافا الافضال ، أمّا بعد ، فقد بعثت مقدّمتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ، حتّى يأتيهم أمري ،
و قد رأيت أن أقطع هذه النّطفة إلى شرذمة منكم ، موطّنين أكناف دجلة ، فأنهضهم معكم إلى عدوّكم ، و أجعلهم من أمداد القوّة لكم .
قال السّيد ( ره ) أقول يعني عليه السّلام بالملطاط السّمت الذي أمرهم بلزومه ، و هو شاطئ الفرات ، و يقال ذلك لشاطىء البحر و أصله ما استوى من الأرض ، و يعني بالنّطفة ماء الفرات و هو من غريب العبارات و أعجبها
اللغة
( الوقوب ) الدّخول و ( غسق ) الليل أظلم ، و منه الغاسق قال سبحانه :
و مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قال الطبرسي : الغاسق في اللغة الهاجم بضرره و هو ههنا الليل لأنّه يخرج السّباع من آجامها و الهوام من مكانها فيه ، يقال : غسقت القرحة إذا جرى صديدها و منه الغساق صديد أهل النّار لسيلانه بالعذاب و غسقت عينه سال دمعها و ( خفق ) النّجم يخفق خفوقا غاب و ( المكافا ) بصيغة المفعول من كافاه مكافئة كمعاملة و كفاء جازاه و ( مقدمة ) الجيش بالكسر و قد يفتح أوّله ما يتقدّم منه على العسكر و ( الملطاط ) حافة الوادي و ساحل البحر ، و المراد هنا شاطىء الفرات كما قال السيّد و ( النّطفة ) بالضّم الماء الصّافي قلّ أو كثر و ( الشّرذمة ) بالكسر القليل من النّاس و ( موطنين ) إمّا من باب الافعال أو التّفعيل يقال : أوطنه و وطنه و استوطنه اتّخذه وطنا و ( الكنف ) بالتّحريك الجانب و النّاحية و ( نهض ) كمنع قام و أنهضه غيره أقامه و ( الامداد )
[ 270 ]
جمع مدد بالتّحريك و هو النّاصر و المعين .
الاعراب
غير منصوب على الحالية ، و قوله : و لا مكافا الافضال ، و لا زايدة عند البصريين للتّوكيد و عند الكوفيّين هي بمعنى غير كما قالوا جئت بلا شيء فادخلوا عليها حرف الجرّ فيكون لها حكم غير ، و أجاب البصريّون عن هذا بأنّ لا دخلت للمعنى فتخطاها العامل ، و الجار في قوله : إلى شرذمة ، و متعلّق بمحذوف أى متوجّها إليهم و مثلها إلى في قوله : إلى عدوّكم
المعنى
اعلم أنّ هذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه السّلام و هو بالنّخيلة خارجا من الكوفة متوجّها إلى صفّين بخمس مضين من شوّال سنة سبع و ثلاثين فقال : ( الحمد للّه كلّما وقب ليل و غسق ) أى دخل و أظلم ( و الحمد للّه كلّما لاح نجم و خفق ) أى ظهر و غاب .
تقييد الحمد بالقيود المذكورة قصدا للدّوام و الثّبات مع ما في ذلك من الاشارة إلى كمال القدرة و العظمة و التّنبيه بما في وقوب الليل من النّعم الجميلة من النّوم و السّكون و السّبات ، و التّذكير بما في طلوع الكواكب و غروبها من المنافع الجليلة من معرفة الحساب و السّنين و الشّهور و السّاعات و الاهتداء بها في الفيافى و الفلوات إلى غير هذه ممّا يترتّب عليها من الفوايد و الثمرات ( و الحمد للّه غير مفقود الأنعام ) و قد مرّ تحقيق ذلك في شرح الخطبة الرّابعة و الأربعين في بيان معنى قوله عليه السّلام و لا تفقد له نعمة ( و لا مكافا الافضال ) إذ إحسانه سبحانه لا يمكن أن يقابل بالجزاء ، إذ القدرة على شكره و ثنائه الذي هو جزاء احسانه نعمة ثانية من نعمه و قد مرّ تفصيل ذلك في شرح الخطبة الاولى في بيان معنى قوله عليه السّلام : و لا يؤدّي حقّه المجتهدون ( أمّا بعد فقد بعثت مقدّمتى ) أراد مقدّمة جيشه التي بعثها مع زياد بن النّصر و شريح بن هاني نحو صفّين ، و قد كانوا إثنا عشر ألف فارس
[ 271 ]
( و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ) و الوقوف في شاطيء الفرات ( حتّى يأتيهم أمرى ) و يبلغهم حكمي ( و قد رأيت ) المصلحة في ( ان اقطع هذه النّطفة ) أراد ماء الفرات كما مرّ متوجّها ( إلى شرذمة منكم موطنين أكناف دجلة ) أراد بهم أهل المداين ( فانهضهم معكم إلى عدوّكم و أجعلهم من أمداد القوّة لكم ) و في رواية نصر بن مزاحم الآتية فانهضهم معكم إلى أعداء اللّه و قال نصر : فسار عليه السّلام حتّى انتهى إلى مدينة بهر سير ، و إذا رجل من أصحابه يقال له جرير بن سهم بن طريف من بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى و يتمثّل بقول الاسود بن يعفر
جرت الرّياح على محلّ ديارهم فكأنّما كانوا على ميعاد
فقال عليه السّلام له ألا قلت :
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ و عُيُونٍ ، و زُرُوعٍ و مَقامٍ كَريمٍ ، و نِعْمَةٍ كانُوا فيها فاِكهينَ كَذلِكَ و أَوْرْرَثْناها قَوْماً آخَرينَ ، فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ و الْأَرْضُ و ما كانُوا مُنْظَرينَ انّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا مورثين ، و لم يشكروا النّعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية إيّاكم و كفر النّعم لا تحلّ بكم النّقم انزلوا بهذه النّجوة ، قال نصر فأمر الحرث الأعور فصاح في أهل المداين من كان من المقاتلة فليواف أمير المؤمنين صلاة العصر فوافوه في تلك السّاعة فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال :
فانّى قد تعجّبت من تخلّفهم عن دعوتكم ، و انقطاعكم من أهل مصركم في هذه المساكن الظالم أهلها الهالك أكثر ساكنها ، لا معروف تأمرون به ، و لا منكر تنهون عنه قالوا : يا أمير المؤمنين إنّا كنّا ننتظر أمرك مرنا بما أحببت ، فسار و خلّف عليهم عديّ بن حاتم فأقام عليهم ثلاثا ، ثمّ خرج في ثمانمأة رجل منهم و خلّف ابنه زيدا بعده فلحقه في أربعمأة رجل ، و هؤلاء هم الذين جعلهم من أمداد القوّة لجيشه ، هذا .
[ 272 ]
و من عجايب ما روي عنه عليه السّلام ما في البحار من كتاب الفضايل لشاذان بن جبرئيل القمّي عن الأحوص ، عن أبيه ، عن عمار الساباطي قال : قدم أمير المؤمنين عليه السّلام المداين فنزل بايوان كسرى و كان معه دلف بن بحير ، فلمّا صلّى عليه السّلام قام و قال لدلف قم معي ، و كان معه جماعة من أهل ساباط ، فمازال يطوف منازل كسرى و يقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا و كذا و يقول دلف : هو و اللّه كذلك فمازال كذلك حتّى طاف المواضع بجميع من كان عنده و دلف يقول : يا سيّدي و مولاى كأنّك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكن ثمّ نظر إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة ثمّ جاء إلى الايوان و جلس فيه ، و دعا بطشت فيه ماء فقال للرّجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثمّ قال : أقسمت عليك يا جمجمة أخبرني من أنا و أنت ، فقال الجمجمة بلسان فصيح :
أمّا أنت فأمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و إمام المتّقين ، و أمّا أنا فعبد اللّه و ابن أمة اللّه كسرى أنو شيروان .
فقال له أمير المؤمنين : كيف حالك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي كنت ملكا عادلا شفيقا على الرّعايا رحيما لا يرضى بظلم ، و لكن كنت على دين المجوس ، و قد ولد محمّد في زمان ملكي فسقط من شرفات قصرى ثلاثة و عشرون ليلة ولد ، فهممت أن امن به من كثرة ما سمعت من الزّيادة من أنواع شرفه و فضله و مرتبته و عزّه في السّموات و الأرض و من شرف أهل بيته ، و لكني تغافلت عن ذلك و تشاغلت منه في الملك ،
فيالها من نعمة و منزلة ذهبت منّي حيث لم أومن به ، فأنا محروم من الجنّة بعدم ايماني به و لكنّي مع هذا الكفر خلّصني اللّه من عذاب النّار ببركة عدلي و انصافي بين الرّعيّة و أنا في النّار ، و النّار محرّمة علىّ فواحسرتا لو آمنت لكنت معك يا سيّد أهل بيت محمّد و يا أمير امّته قال : فبكى النّاس و انصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهليهم و أخبروهم بما كان و ما جرى ، فاضطربوا و اختلفوا في معنى أمير المؤمنين ، فقال
[ 273 ]
المخلصون منهم : إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام عبد اللّه و وليّه و وصيّ رسول اللّه ، و قال بعضهم بل هو النّبيّ ، و قال بعضهم : بل هو الرّبّ ، و هو مثل عبد اللّه بن سبا و أصحابه ، و قالوا لو لا أنّه الرّب كيف يحيي الموتى .
قال ، فسمع بذلك أمير المؤمنين عليه السّلام ، و ضاق صدره و أحضرهم و قال : يا قوم غلب عليكم الشّيطان إن أنا إلاّ عبد اللّه أنعم عليّ بامامته و ولايته و وصيّة رسوله ،
فارجعوا عن الكفر ، فأنا عبد اللّه و ابن عبده و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خير منّي ، و هو أيضا عبد اللّه و إن نحن إلاّ بشر مثلكم ، فخرج بعضهم من الكفر و بقي قوم على الكفر ما رجعوا فألحّ أمير المؤمنين عليهم بالرّجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنّار و تفرّق قوم منهم في البلاد و قالوا : لو لا أنّ فيه الرّبوبيّة ما كان أحرقنا بالنّار ، فنعوذ باللّه من الخذلان .
تكملة
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفّين بسنده عن عبد الرّحمن بن عبيد بن أبي الكنود ، قال : لمّا أراد عليّ عليه السّلام الشّخوص من النّخيلة قام في النّاس لخمس مضين من شوال يوم الأربعاء فقال :
الحمد للّه غير مفقود النّعم ، و لا مكافا الافضال ، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، و نحن على ذلكم من الشّاهدين ، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله أمّا بعد ذلكم فانّي قد بعثت مقدّماتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ، حتّى يأتيهم أمري ، فقد أردت أن اقطع هذه النّطفة إلى شرذمة منكم موطنون بأكناف دجلة ، فانهضكم معكم إلى أعداء اللّه إنشاء اللّه ، و قد أمرت على المصر عقبة بن عمرو الأنصارى ، و لم الوكم و نفسي ، فايّاكم و التخلّف و التّربص ، فانّي قد خلّفت مالك بن حبيب اليربوعى و أمرته أن لا يترك متخلّفا إلاّ الحقه بكم عاجلا إنشاء اللّه .
الترجمة
از جمله خطب آن حضرت است هنگام رفتن شام فرموده : سپاس بى قياس خداوندى را سزاست هر وقتى كه داخل شد شب و رو بتاريكى نهاد ، و ثناء بى انتها
[ 274 ]
واجب الوجودى را رواست هر وقتى كه طلوع نمود ستاره و در غروب افتاد ،
و ستايش بى حد معبود بحقّى راست در حالتى كه ناياب شده نيست إحسان او و جزا داده و برابر كرده نيست انعام او پس از حمد الهى و شكر نامتناهي پس بتحقيق فرستادم پيشرو لشكر خود را بجانب صفين ، و أمر كردم ايشان را بلازم شدن و مكث نمودن در اين جانب فرات تا اينكه بيايد بايشان فرمان من ، و بتحقيق كه مصلحت را در اين ديدم كه قطع كنم آب فرات را يعنى بگذرم از فرات و متوجّه شوم بطرف گروهى اندك از شما در حالتيكه وطن گرفتهاند آنگروه در كنار شط ، پس بر پاى كنم ايشانرا با شما و متوجه شوند بسوى عدوى شما ، و بگردانم ايشانرا از مددهاى قوت شما در وقت پيدا شدن امارة محاربه