جستجو

و من كلام له ع في ذكر الكوفة

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 197 ] 47 و من كلام له ع في ذكر الكوفة كَأَنِّي بِكِ يَا كُوفَةُ تُمَدِّينَ مَدَّ اَلْأَدِيمِ اَلْعُكَاظِيِّ تُعْرَكِينَ بِالنَّوَازِلِ وَ تُرْكَبِينَ بِالزَّلاَزِلِ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُ مَا أَرَادَ بِكِ جَبَّارٌ سُوءاً إِلاَّ اِبْتَلاَهُ اَللَّهُ بِشَاغِلٍ أَوْ وَ رَمَاهُ بِقَاتِلٍ عكاظ اسم سوق للعرب بناحية مكة كانوا يجتمعون بها في كل سنة يقيمون شهرا و يتبايعون و يتناشدون شعرا و يتفاخرون قال أبو ذؤيب إذا بني القباب على عكاظ و قام البيع و اجتمع الألوف فلما جاء الإسلام هدم ذلك و أكثر ما كان يباع الأديم بها فنسب إليها . و الأديم واحد و الجمع أدم كما قالوا أفيق للجلد الذي لم تتم دباغته و جمعه أفق و قد يجمع أديم على آدمة كما قالوا رغيف و أرغفة . و الزلازل هاهنا الأمور المزعجة و الخطوب المحركة . [ 198 ] و قوله ع تمدين مد الأديم استعارة لما ينالها من العسف و الخبط و قوله تعركين من عركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم فصل في ذكر فضل الكوفة و قد جاء في فضل الكوفة عن أهل البيت ع شي‏ء كثير نحو قول أمير المؤمنين ع نعمت المدرة و قوله ع إنه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفا وجوههم على صورة القمر و قوله ع هذه مدينتنا و محلتنا و مقر شيعتنا و قول جعفر بن محمد ع اللهم ارم من رماها و عاد من عاداها و قوله ع تربة تحبنا و نحبها . فأما ما هم به الملوك و أرباب السلطان فيها من السوء و دفاع الله تعالى عنها فكثير . قال المنصور لجعفر بن محمد ع إني قد هممت أن أبعث إلى الكوفة من ينقض منازلها و يجمر نخلها و يستصفي أموالها و يقتل أهل الريبة منها فأشر علي فقال يا أمير المؤمنين إن المرء ليقتدي بسلفه و لك أسلاف ثلاثة سليمان أعطي فشكر و أيوب ابتلي فصبر و يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت فصمت قليلا ثم قال قد غفرت . [ 199 ] و روى أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في كتاب المنتظم أن زيادا لما حصبه أهل الكوفة و هو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم و هم أن يخرب دورهم و يجمر نخلهم فجمعهم حتى ملأ بهم المسجد و الرحبة يعرضهم على البراءة من علي ع و علم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلك على استئصالهم و إخراب بلدهم . قال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري فإني لمع نفر من قومي و الناس يومئذ في أمر عظيم إذ هومت تهويمه فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدر أهدل فقلت ما أنت فقال أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فاستيقظت فزعا فقلت لأصحابي هل رأيتم ما رأيت قالوا لا فأخبرتهم و خرج علينا خارج من القصر فقال انصرفوا فإن الأمير يقول لكم إني عنكم اليوم مشغول و إذا بالطاعون قد ضربه فكان يقول إني لأجد في النصف من جسدي حر النار حتى مات فقال عبد الرحمن بن السائب ما كان منتهيا عما أراد بنا حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فاثبت الشق منه ضربة عظمت كما تناول ظلما صاحب الرحبة قلت قد يظن ظان أن قوله صاحب الرحبة يمكن أن يحتج به من قال إن قبر أمير المؤمنين ع في رحبة المسجد بالكوفة و لا حجة في ذلك لأن أمير المؤمنين كان يجلس معظم زمانه في رحبة المسجد يحكم بين الناس فجاز أن ينسب إليه بهذا الاعتبار