جستجو

و من كلام له ع في ذكر الكوفة

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من كلام له عليه السّلام في ذكر الكوفة و هو السابع و الاربعون من المختار فى باب الخطب كأنّي بك يا كوفة تمدّين مدّا لأديم العكاظي ، و تعركين بالنّوازل ، و تركبين بالزّلازل ، و إنّي لأعلم أنّه ما أراد بك جبّار سوء إلاّ ابتلاه اللّه بشاغل ، و رماه بقاتل . اللغة ( الاديم ) الجلد أو مدبوغه و جمعه ادم و ( عكاظ ) بالضّم اسم سوق للعرب بناحية مكة [ 265 ] كانت العرب يجتمع بها في كل سنة و يقيمون شهرا و يتبايعون و يتعاكظون أى يتفاخرون و يتناشدون الأشعار قال أبو ذويب : اذا بنى القباب على عكاظ و قام البيع و اجتمع الالوف فلما جاء الاسلام هدمه و أكثر ما كان يباع بها الأديم فنسب إليها و ( العرك ) الدلك و الحكّ و عركه أى حمل عليه الشّر و عركت القوم في الحرب إذا ما رستهم حتّى اتعبتهم و ( النّوازل ) المصائب و الشّدايد و ( الزّلازل ) البلايا . الاعراب المستفاد من المطرزى في شرح المقامات أنّ الفعل في كأني بك محذوف ، و الأصل كانّى ابصرك فزيدت الباء بعد حذف الفعل ، و قال الرّضيّ : و الأولى أن تبقى كان على معنى التّشبيه و لا تحكم بزيادة شي‏ء و تقول التّقدير كأنّي ابصربك أى اشاهدك من قوله تعالى فبصرت به عن جنب ، و الجملة بعد المجرور بالباء حال أى كانّي ابصربك يا كوفة حالكونك ممدودة مدّ الأديم ، و قوله تركبين على البناء للمجهول كالفعلين السّابقين أى تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسّبيّة كالسّابقة . المعنى اعلم أنّ هذا الكلام له عليه السّلام من جملة ما أخبر به عن المغيبات بيّن فيه حال الكوفة و حال أهلها و تجاذب أيدى الظالمين ، و تسلّطهم عليهم بالظلم و العدوان و في قوله ( كأنّي بك يا كوفة ) إشارة إلى أنّ المخبر به لا محالة واقع و وقوعه شاهد بعين اليقين ( تمدّين مدّ الأديم العكاظى ) وجه الشّبه شدّة ما يقع بأهله من الظلم و البلاء كما أنّ الاديم العكاظى مستحكم الدّباغ شديد المدّ ( تعركين بالنّوازل و تركبين بالزّلازل ) أراد بهما الشّدايد و المصايب التي نزلت بأهل الكوفة و الظلم و البلايا التي حلّت بها و أوجبت أضطراب أهلها ، و هي كثيرة معروفة مذكورة في كتب السّير و التواريخ . و في قوله : ( و إنّي لأعلم ) مؤكدا بانّ و اللاّم و القسم إشارة إلى تحقّق وقوع المخبر به يعني أنّه معلوم بعلم اليقين ( أنّه ما أراد بك جبّار سوءا إلاّ ابتلاه [ 266 ] اللّه بشاغل و رماه بقاتل ) . قال أبو الحسن الكيدري في شرحه : فمن الجبابرة الذين ابتلاهم اللّه بشاغل فيها زياد و قد جمع النّاس في المسجد ليلعن عليا صلوات اللّه عليه فخرج الحاجب و قال انصرفوا فانّ الأمير مشغول عنكم و قد أصابه الفالج في هذه الساعة و ابنه عبيد اللّه بن زياد و قد أصابه الجذام و الحجاج بن يوسف و قد تولّدت الحيّات في بطنه حتّى مات و عمر بن هبيرة و ابنه يوسف و قد أصابهما البرص و خالد القسرى و قد حبس فطولت حتّى مات جوعا . و أمّا الذين رماهم اللّه بقاتل فعبيد اللّه بن زياد و مصعب بن الزبير و ابو السرايا و غيرهم قتلوا جميعا و يزيد بن مهلب قتل على أسوء حال هذا . و العجب من الشّارح البحراني حيث قال : و أمّا الجبابرة التي أرادوا بها سوء و طعنوا فيها فأكثروا فيها الفساد فصبّ عليهم ربك سوط عذاب و أخذهم بذنوبهم و ما كان لهم من اللّه من واق ، فجماعة و ذكر التي تقدّم ذكرها من الكيدرى و أضاف إليها المختار بن أبى عبيدة الثّقفي . و أنت خبير بأنّ عد المختار في ذلك العداد ظلم في حقّه و سوء أدب بالنّسبة إليه إذ الأخبار في ذمّه و إن كانت كثيرة إلاّ أنّها مع ضعف سندها معارضة بأخبار المدح ، و قد ذكرهما الكشي في رجاله فغاية الأمر مع عدم التّرجيح لأخبار المدح هو التوقف ، و على فرض الترجيج لأخبار الذّم فهي لم تبلغ حدّا يوجب الجرئة على عدّه في عداد أمثال زياد و حجاج و مصعب و نحوهم ، و على جعله من الجبابرة الموصوفة لعنهم اللّه . كيف ؟ و ابن طاووس بعد القدح في روايات الذّم قال : إذا عرفت هذا فانّ الرجحان في جانب الشكر و المدح ، و لو لم يكن تهمة فكيف و مثله موضع أن يتّهم فيه الرواة و يستغشّ فيما يقول عنه المحدّثون لعيوب تحتاج إلى نظر و يكفى في فضله ما رواه الكشّي عن عبد اللّه بن شريك قال : دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام يوم النّحر و هو متّك و قد أرسل إلى الحلاّق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبّلها فمنعه ، ثمّ قال : من أنت ؟ قال : أنا [ 267 ] أبو محمّد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، و كان متباعدا من أبي جعفر فمدّيده إليه حتّى كاد أن يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثمّ قال : أصلحك اللّه إنّ النّاس قد أكثروا في أبي و قالوا : و القول و اللّه قولك ، قال : أىّ شي‏ء يقولون ؟ قال : يقولون كذّاب و لا تأمرني بشي‏ء إلاّ قبلته ، فقال : سبحان اللّه أخبرني أبي و اللّه أنّ مهر امّي كان ممّا بعث به المختار أو لم يبن دورنا ، و قتل قاتلنا ، و طلب بدمائنا ؟ رحم اللّه ، و أخبرني و اللّه أنّه كان ليقيم عند فاطمة بنت عليّ يمهدها الفراش و يثنى لها الوسائد و منها أصاب الحديث رحم اللّه أباك رحم اللّه أباك ما ترك لنا حقّا عند أحد إلاّ طلبه قتل قتلتنا و طلب بدمائنا هذا و اعلم أنّ في قوله : ما أراد بك جبّار سوء إلاّ ابتلاه اللّه إشعارا بمدح الكوفة و فضلها و قد جاء عن أهل البيت عليهم السّلام في ذلك شي‏ء كثير مثل قول أمير المؤمنين عليه السّلام نعمت المدرة ، و قوله عليه السّلام إنّه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفا وجوههم في صورة القمر ، و قوله عليه السّلام مدينتنا و محلّتنا و مقرّ شيعتنا ، و قول الصّادق عليه السّلام اللّهمّ ارم من رماها و عاد من عاداها ، و قوله عليه السّلام تربة تحبّنا و نحبّها و في البحار من معانى الأخبار و الخصال للصّدوق باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الأوّل قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ اللّه اختار من البلدان أربعة فقال عزّ و جلّ : وَ التّينِ وَ الزَّيْتُونِ و طُورِ سينينَ و هذَا الْبَلَدِ الْأَمينِ فالتّين المدينة ، و الزّيتون البيت المقدّس ، و طور سينين الكوفة ، و هذا البلد الأمين مكّة ، الخبر . قال المجلسي : لعلّه إنّما كنى عن المدينة بالتّين لو فوره و جودته فيها ، أو لكونها من أشارف البلد كما أنّ التّين من أفاضل الثّمار ، و كنّى عن الكوفة بطور سينين لأنّ ظهرها و هو النّجف كان محلّ مناجاة سيّد الأوصياء كما أنّ الطور محلّ مناجاة الكليم ، أو لأنّ الجبل الذي سأل موسى عليه الرّؤية تقطّع فوقع جزء منها [ 268 ] هناك كما ورد في بعض الأخبار ، أو أنّ ابن نوح لمّا اعتصم بهذا الجبل تقطّع فصار بعضها في طور سينا ، أو أنّه طور سينا حقيقة . و غلط فيه المفسّرون و اللغويّون كما روى الشّيخ في التّهذيب باسناده عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال : كان في وصيّة أمير المؤمنين أن أخرجوني إلى الظهر فاذا تصوّبت أقدامكم و استقبلتكم ريح فادفنوني و هو أوّل طور سينا ففعلوا ذلك و من مجالس الشّيخ باسناده عن عبد اللّه بن الوليد قال : دخلنا على أبيعبد اللّه عليه السّلام فسلّمنا عليه و جلسنا بين يديه فسألنا من أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة فقال : أما إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّا لنا من أهل الكوفة ، ثمّ هذه العصابة 1 خاصّة إنّ اللّه هداكم لأمر جهله النّاس ، احببتمونا و أبغضنا النّاس ، و صدّقتمونا و كذبنا النّاس ، و اتّبعتمونا و خالفنا النّاس ، فجعل اللّه محياكم محيانا و مماتكم مماتنا الترجمة از جمله كلام آنحضرتست در ذكر حال كوفه و خراب شدن آن از دست ظلمه ميفرمايد : گويا مى‏بينم تو را اى كوفه در حالتى كه كشيده ميشوى همچو كشيدن چرم عكاظى ، ماليده شوى بسبب فرود آمدن مصيبتها و حادثها ، و سوار كرده شوى بجنبشها و زلزلها ، اينهمه اشاره است به انواع بلا و محنت و جفا و مصيبت كه واقع شد بأهل كوفه از ظلم ظلمه و ستم فجره ، و بدرستي كه مى‏بينم آنكه اراده نكند بتو هيچ گردن كش ستمكار بدى و مضرّت را مگر اينكه گرفتار سازد او را خداوند قهّار ببلائى كه مشغول كننده اوست ، و بيندازد او را بدست قاتلي كه كشنده او است و اللّه أعلم بمعاني كلامه