متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
[ 378 ]
المختار الرابع و الستون و من كتاب له عليه السلام اليه أيضا
أمّا بعد ، فقد آن لك أن تنتفع باللّمح الباصر من عيان [ عين ] الأمور فلقد سلكت مدارج أسلافك بادّعائك الأباطيل ،
و إقحامك [ اقتحامك ] غرور المين و الأكاذيب ، و بانتحالك ما قد علا عنك و ابتزازك لما اختزن دونك ، فرارا من الحقّ ، و جهودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك ، ممّا قد وعاه سمعك ، و ملىء به صدرك ، فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال المبين ، و بعد البيان إلاّ اللّبس ؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها ، فإنّ الفتنة طالما أغدفت جلابيبها ، و أعشت الأبصار ظلمتها .
و قد أتاني كتاب منك ذو أفانين من القول ضعفت قواها عن السّلم ، و أساطير لم يحكها منك علم و لا حلم ، أصبحت منها كالخائض في الدّهاس ، و الخابط في الدّيماس ، و ترقّيت إلى مرقبة بعيدة المرام ، نازحة الأعلام ، تقصر دونها الأنوق ، و يحاذى بها العيّوق .
و حاش للّه أن تلى للمسلمين بعدي صدرا أو وردا ، أو أجرى
[ 379 ]
لك على أحد منهم عقدا أو عهدا ، فمن الآن فتدارك نفسك و انظر لها ، فإنّك إن فرّطت حتى ينهد إليك عباد اللّه أرتجت عليك الأمور ، و منعت أمرا هو منك اليوم مقبول ، و السّلام .
اللغة
( آن ) : قرب و حان ، ( اللمح الباصر ) : النظر بالعين الصحيحة ، ( الأباطيل ) جمع الباطل على غير قياس ، ( المدارج ) : الطرائق ، ( الاقحام و الاقتحام ) : الدخول في الشيء من غير رويّة ، ( المين ) : الكذب ، ( الغرور ) : بالضمّ مصدر و بفتح الأول صفة بمعنى الفاعل ، ( الانتحال ) : ادّعاء ما ليس له ، ( الابتزاز ) : الاستلاب ،
( الجحود ) : إنكار ما يعلم .
( أغدفت ) المرأة قناعها : أرسلته على وجهها ، ( الأفانين ) : الأساليب المختلفة ، ( الأساطير ) : الأباطيل واحدها اسطورة بالضمّ و إسطارة بالكسر ،
( الدهاس ) : المكان السهل دون الرمل ، ( الديماس ) بالكسر : المكان المظلم و كالسراب و نحوه .
( المرقبة ) موضع عال مشرف يرتفع إليه الراصد ، ( الأنوق ) بالفتح :
طائر و هو الرخمة أو كارها في رؤوس الجبال و الأماكن الصعبة البعيدة ، ( العيّوق ) :
نجم فوق زحل ، ( تنهد ) : ترفع ، ( ارتجت ) : اغلقت .
الاعراب
الباصر : صفة لقوله باللمح مجازا ، أى بلمح الانسان الباصر و الباء للاستعانة ،
بادّعائك : الباء للسببيّة ، ممّا قد وعاه : من للتعليل ، فاحذر الشبهة و اشتمالها :
قال الشارح المعتزلي : و يجوز أن يكون اشتمال مصدر مضاف إلى معاوية أى احذر الشبهة و احذر اشتمالك إيّاها على اللبسة ، أى ادّراعك بها و تقمّصك إلى أن قال :
و يجوز أن يكون مصدرا مضافا إلى ضمير الشبهة فقط . ذو : صفة للكتاب ، أساطير :
عطف على أفانين ، لم يحك : مضارع مجزوم من حاك يحوك و حوك الكلام صنعته
[ 380 ]
و نظمه ، تقصر دونها : جملة حاليّة .
المعنى
قال الشارح المعتزلي « ص 27 ج 18 ط مصر » : و هذا الكتاب هو جواب كتاب وصل من معاوية إليه عليه السّلام بعد قتل عليّ عليه السّلام الخوارج ، و فيه تلويح بما كان يقوله من قبل : إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وعدني بقتال طائفة اخرى غير أصحاب الجمل صفّين ، و إنّه سمّاهم المارقين .
أقول : و كان معاوية بعد قتل الخوارج و هم شجعان جيش الكوفة الصادقين للجهاد في صفّين يرجو نيل الخلافة على كافّة المسلمين لأنّ خلافهم مع عليّ عليه السّلام و قتلهم في نهروان كافّة إلاّ عدد يسير قد فتّ في عضد عليّ عليه السّلام و شوّش أمره إلى حيث انجرّ إلى الفتك به ، فانتهز معاوية هذه الفرصة و طمع في قبول عليّ عليه السّلام شروطا للصلح تؤيّد مقصود معاوية في صعود عرش الخلافة الاسلاميّة برضا كافّة المسلمين و تجويز عليّ خلافته باقراره على ولاية الشام و نصبه على أنّه وليّ عهد له من بعده .
قال الشارح المعتزلي « ص 26 ج 18 ط مصر » : و كان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام و أن يولّيه العهد من بعده ، و أن لا يكلّفه الحضور عنده ، و كان مقصوده بعد أخذ هذا الاعتراف عنه عليه السّلام التدبير في الفتك به بأيّ وجه يمكنه ،
و قد أدرك عليه السّلام غرضه من هذا الكتاب فأبلغ في ردعه و دحض مطامعه بما لا مزيد عليه ، و بيّن له أنّه بعيد عن مقام الخلافة بوجوه عديدة :
1 سلوكه مسالك أجداده الجاهليّين بادّعاء الأباطيل و اقتحام غرور المين و الأكاذيب فكأنّه باق على كفره أخلاقا و معنا و إن كان مسلما ظاهرا ، فلا أهليّة له لزعامة المسلمين .
2 دعواه مقاما شامخا علا عنه ، و استلابه ما قد اختزن دونه ، قال الشارح المعتزلي : يعني التسمّى بأمير المؤمنين ، و فسّره ابن ميثم بمال المسلمين و بلادهم الّتي يغلب عليها .
[ 381 ]
3 فراره عن الحقّ و جحوده ما يعلمه حقّا و ثبت عنده حتّى وعاه سمعه و مليء به صدره .
و قد فسّره المعتزلي بفرض طاعة عليّ عليه السّلام لأنّه قد وعاها سمعه ، لا ريب في ذلك .
إمّا بالنصّ في أيّام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تذكره الشيعة ، فقد كان معاوية حاضرا يوم الغدير لأنّه حجّ معهم حجّة الوداع ، و قد كان أيضا حاضرا يوم تبوك حين قال له بمحضر من الناس كافّة « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » و قد سمع غير ذلك .
و إمّا بالبيعة كما نذكره نحن فانّه قد اتّصل به خبرها ، و تواتر عنده وقوعها ، فصار وقوعها عنده معلوما بالضرورة كعلمه بأنّ في الدنيا بلدا اسمه مصر ،
و إن كان ما رآها .
4 و انتهى عليه السّلام كتابه إلى التأكيد في منعه عن تصدّي الخلافة ، فقال عليه السّلام ( و حاش للّه أن تلي للمسلمين بعدي صدرا أو وردا ، أو أجرى لك على أحد منهم عقدا أو عهدا ) .
و هذا تصريح ببعده عن الخلافة إلى حيث دونها الأنوق و يحاذي بها العيّوق .
و أنذره من سوء عاقبة إصراره على التمرّد و الطغيان بقوله عليه السّلام ( فانّك إن فرّطت حتّى ينهد إليك عباد اللّه ارتجت إليك الامور الخ ) .
الترجمة
از نامهاى كه آنحضرت عليه السّلام باز هم بمعاويه نگاشته است :
أمّا بعد ، آن هنگامت فرا رسيده كه بخود آئى و از آنچه بچشم خود ديدى پند پذيرى ، براستى كه تو باز هم براه نياكان بت پرست خود مىروى براى آنكه بيهوده دعوى دارى و خود را در فريب و دروغ اندر مىسازى و آنچه را برتر از مقام تو است بخود مىبندى و در آنچه از تو دريغ است دست اندازى مىكنى تا از حق گريزان باشى و از پيروى آنچه از گوشت و خون تنت بتو آميختهتر است سرباز زنى
[ 382 ]
و انكارش كنى ، همان حقائقى كه بگوش خود فرا گرفتى و در دلت انباشتهاند و بخوبى مىدانى .
پس از كشف حقيقت راه ديگرى جز گمراهى و ضلالت نيست ، و پس از تمامى بيان و حجّت جز شبهه سازى وجود ندارد ، از شبهه سازى و فريب كارى و عوام فريبى بر كنار شو ، زيرا كه دير زمانى است فتنه و آشوب پردههاى سياه خود را گسترده و با تيرگى خود ديدههاى كوته بين را كور و نابينا كرده .
نامهاى از تو بمن رسيد كه سرتاسر سخن بافيها و دگرگونيها داشت ، منطق درست و خير خواهى در آن سست بود و بمانند افسانههائى بود كه از دانش و بردبارى در نگارش آن بهرهاى نبود ، بمانند مردى شدى كه از خاك تيره گوهر جويد و در تاريكى شب خار بر آرد ، و گام فرا مقامى برداشتى كه بسيار از تو دور است ،
و نشانهاش ناجور ، كركس را بدان ياراى پرواز نيست و با ستاره عيّوق دمساز است .
پناه بر خدا كه تو فرمانروا بر مسلمانان گردى و پس از من در خرد و درشت كار آنها مداخله كنى يا من در اين باره براى تو بر يكتن از آنان قرار و تعهّدى امضاء كنم .
از هم اكنون خود را درياب و براى خويش چاره انديش ، زيرا اگر كوتاه آئى تا بندگان خدا بر سر تو آيند كارها بر تو دشوار گردد و درهاى نجات بروى تو بسته شوند و از آن مقامى كه امروزه از تو پذير است با زمانى ، و السّلام .