متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
[ 364 ]
المختار الثانى و الستون
و من كتاب له عليه السلام الى أبى موسى الاشعرى ، و هو عامله على الكوفة و قد بلغه عنه تثبيطه الناس على الخروج اليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن قيس :
أمّا بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك ، فإذا قدم رسولي عليك فارفع ذيلك ، و اشدد مئزرك ، و اخرج من جحرك و اندب من معك ، فإن حقّقت فانفذ ، و إن تفشّلت فابعد و ايم اللّه لتؤتينّ من حيث أنت ، و لا تترك حتى يخلط زبدك بخاثرك ، و ذائبك بجامدك ، و حتّى تعجل في قعدتك ، و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك ، و ما هى بالهوينا الّتي ترجو ، و لكنّها الدّاهية الكبرى يركب جملها ، و يذلّ صعبها ، و يسهّل جبلها ،
فاعقل عقلك ، و املك أمرك ، و خذ نصيبك و حظّك ، فإن كرهت فتنحّ إلى غير رحب و لا في نجاة ، فبالحريّ لتكفينّ و أنت انائم حتّى لا يقال : أين فلان ؟ و اللّه إنّه لحقّ مع محقّ ، و ما أبالي ما صنع الملحدون ، و السّلام .
[ 365 ]
اللغة
( فثبّطهم ) : حبسهم بالجبن يقال : ثبّطه عن الأمر أى أثقله و أقعده ، ( الجحر ) بالضمّ : ثقب الحيّة و نحوها من الحشار ، ( الزبد ) بالضمّ : ما يستخرج بالمخض من اللبن ، ( خثر ) اللبن خثورة من باب قتل بمعنى ثخن و اشتدّ و رجل خاثر النفس أي ثقيل كسلان .
الاعراب
و هو عامله على الكوفة : جملة حاليّة و يحتمل الاستيناف و كذا ما بعده و يحتمل فيه العطف أيضا ، هو لك : جملة اسميّة صفة لقوله قول ، و عليك : ظرف مستقرّ معطوف على لك و يمكن أن يكون عطفا على هو بتقديره بعده أى و هو عليك فتكون حاليّة و المعنى أنّه قولك حالكونه يكون على ضررك ، أيم اللّه :
قسم و هو مبتدء لخبر محذوف و هو قسمى و ما بعده جواب القسم .
المعنى
قال الشارح المعتزلي « ص 246 ج 17 ط مصر » : المراد بقوله ( هو لك و عليك ) أنّ أبا موسى كان يقول لأهل الكوفة : إنّ عليّا إمام هدى ، و بيعته صحيحة إلاّ أنّه لا يجوز القتال معه لأهل القبلة ، هذا القول بعضه حقّ و بعضه باطل .
أقول : الظاهر من كلامه أنّ البعض الحقّ منه تصديقه بامامته و صحّة بيعته و البعض الباطل عدم تجويزه القتال معه لما قال عنه ابن ميثم « و يقول :
إنّها فتنة فلا يجوز القيام فيها و يروى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخبارا يتضمّن وجوب القعود عن الفتنة و الاعتزال فيها » إلى أن قال : و هو عليه من وجوه :
1 كان معلوما من همّه أنّه لم يقصد بذلك إلاّ قعود الناس عنه ، و فهم منه ذلك ، و هو خذلان للدين في الحقيقة و هو عائد عليه بمضرّة العقوبة منه عليه السّلام و من اللّه تعالى في الاخرة .
أقول : و يؤيّد ذلك ما قيل في حال أبي موسى من أنّه من المعتقدين بعبد
[ 366 ]
اللّه بن عمر و من الّذين يميلون إلى انتخابه بالخلافة لظاهرة تقواه الجامد العاري عن تحقيق الحقّ كأكثر المتزهّدين و قد اعتزل عن عليّ عليه السّلام و لم يبايعه و تبعه جمع من كبار الصحابة كاسامة بن زيد و عمرو بن عاص و سعد بن أبي وقّاص ،
و كان اعتزالهم عنه عليه السّلام فتّ في عضد ولايته و نصر لعدوّه و هو معاوية و قد لحقوا به بعد ذلك ، و أظهر أبو موسى جوهره في قضيّة الحكمين فيما بعد ، و قال ابن ميثم :
2 أنّه لمّا كان على الحقّ في حربه كان تثبيط أبي موسى عنه جهلا بحاله و ما يجب من نصرته و القول بالجهل عائد على القائل بالمضرّة .
3 أنّه في ذلك القول مناقض لغرضه لأنّه نهى عن الدخول مع الناس و مشاركتهم في زمن الفتنة و روى خبرا يقتضي أنّه يجب القعود عنهم حينئذ مع أنّه كان أميرا يتهافت على الولاية و ذلك متناقض ، فكان عليه لا له .
أقول : و الأوضح أن يقال أنّ تصدّيه للولاية في هذه الحالة دخول في الفتنة لأنّها سياسة للناس فلو اعتقد بما نقل لزم عليه الاستعفاء و العزلة عن العمل فورا مضافا إلى أنّ اعترافه بامامته و صحّة بيعته يقتضي وجوب طاعته عليه فلا معنى للخلاف معه بأيّ استناد مع أنّه اعتمد على النهي من القتال معه عليه بأنّ المخالفين من أهل القبلة و القتال مع أهل القبلة لقمع الفتنة مشروع في القرآن كما قال اللّه تعالى « و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الاخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر اللّه » 9 الحجرات و أىّ بغي أعظم من نكث طلحة و الزبير بيعتهما و جمعهما الجموع على خلاف عليّ عليه السّلام ؟ و قد شدّد عليه الأمر بالخروج من الكوفة و من معه و اللحاق به بقوله :
( فارفع ذيلك و اشدد مئزرك و اخرج من جحرك ، و اندب من معك ) .
ثمّ نبّه عليه السّلام إلى ما في قلبه من الشكّ و النفاق بقوله : ( فان تحقّقت فانفذ و إن تفشّلت فابعد ) .
ثمّ نبّهه عليه السّلام إلى ما يؤول إليه خلافه معه من سوء العاقبة بقوله : ( و أيم اللّه
[ 367 ]
لتؤتينّ من حيث أنت الخ ) .
قال الشارح المعتزلي : معناه إن أقمت على الشكّ و الاسترابة و تثبيط أهل الكوفة عن الخروج إليّ و قولك لهم ، لا يحلّ لكم سلّ السيف لا مع عليّ و لا مع طلحة ، و ألزموا بيوتكم و اكسروا سيوفكم ، لتأتينّكم و أنتم في منازلكم أهل بالكوفة أهل البصرة مع طلحة و نأتينّكم نحن بأهل المدينة و الحجاز فيجتمع عليكم سيفان من أمامكم و من خلفكم فتكون ذلك الداهية الكبرى الخ .
و قال في شرح قوله عليه السّلام ( و لا تترك حتّى يخلط زبدك بخاثرك ) : تقول للرجل إذا ضربته حتّى أثخنته : لقد ضربته حتّى خلطت زبده بخاثره ، و كذلك حتّى خلطت ذائبه بجامده ، و الخاثر اللبن الغليظ ، و الزبد خلاصة اللبن و صفوته فاذا أثخنت الانسان ضربا كنت كأنّك خلطت ما دقّ و لطف من أخلاطه بما كثف و غلظ منها ، و هذا مثل و معناه لتفسدنّ حالك و لتخلطنّ ، و ليضطربنّ ما هو الان منتظم من أمرك الخ .
أقول : و حيث أنّ الخطاب له شخصا يمكن أن يكون مراده عليه السّلام الإخبار عن حاله فيما يأتي عليه من انتخابه حكما في صفيّن و المقصود أنّه حيث يصدّق ظاهرا إمامته و يمنع أهل الكوفة من نصرته بحجّة الدفاع عن مصلحتهم سيأتي عليه الابتلاء بالحكومة في صفّين فيظهر سوء عقيدته بالنسبة إليه عليه السّلام و خيانته بأهل الكوفة في إظهار عزل الامام و تسليمهم إلى معاوية فيعجل في الفرار من كوفة و يحذر من دنياه و آخرته لما ارتكبه بخدعة عمرو بن عاص معه .
و قد يظهر من بعض التواريخ أنّ هذا الكتاب ثالث الكتب الّذي كتبها عليه السّلام إلى أبي موسى الأشعري و أصرّ و أبلغ في الاستعانة منه لدفع العدوّ الثائر ، و لكن أبو موسى الأشعري أصرّ على الإنكار و المكابرة حتّى عزله عليه السّلام عن ولاية الكوفة و أجرى عزله بيد مالك الأشتر .
الترجمة
اين نامهايست كه بأبو موسى أشعري نگاشت كه كارگزار آنحضرت بود بر كوفه
[ 368 ]
در حاليكه بآنحضرت گزارش رسيد أبو موسى مردم كوفه را از اجابت دعوت آنحضرت باز مىدارد چون آنها را براى جنگ با أصحاب جمل دعوت كرده بود :
از طرف بنده خدا على أمير مؤمنان بسوى عبد اللّه بن قيس .
أمّا بعد ، راستى كه بمن از تو گفتارى رسيده است كه از آن تو است و بر زيان تو است ، چون فرستاده و پيك من اينك بتو در رسد بى درنگ دامن بالا زن و كمرت را تنگ بربند و از سوراخت بدرآى و هر آنكه با خود دارى احضار كن اگر حق را دريافتى آنرا مجرى كن و اگر سستى شيوه خود ساختى و نرد شكّاكى باختى از منصب خود در گذر و دور شو ، بخدا سوگند هر چه باشى و هر كجا باشى دستخوش گرفتارى شوى و بدنبالت آيند و رها نشوى تا گوشت و استخوانت بهم در آميزند و تر و خشكت بهم آميزند و نهان و عيانت هويدا گردد و تا اينكه از كناره گيرى و بازنشست در شتاب اندر شوى و از آنكه در برابرت باشد بهراسى چونانكه از آنكه در پشت سرت باشد و پيگرد تو است بهراسى .
اين پيشآمد براى تو چنانچه اميدوارى آسان نيست بلكه بزرگترين گرفتارى و دشوارى است كه بايد بر مركبش بر نشست و دشواريش را هموار كرد و گردنه و كوهش را صاف نمود .
خرد خويش را بكار گير و خود را داشته باش و بهره خود را درياب ، و اگر نخواهى دور شو دور ، بى خوشآمد و بى كاميابى و رستگارى ، تو كه در خواب باشى محقّقا ديگران وظيفة ترا ايفاء كنند و كار ترا كفايت نمايند تا آنكه بدست فراموشى سپرده شوى و نگويند ، فلانى كجاست ؟ بخدا سوگند كه اين راه حق است و بدست حقدار است و باكى ندارد كه ملحدان خدا نشناس چه بازى كنند ، و السلام .