جستجو

و من كتاب له ع إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

المختار السادس و الخمسون و من كتاب له عليه السلام الى أهل الكوفة ، عند مسيره من المدينة الى البصرة . أمّا بعد ، فإنّي خرجت من حييّ هذا ، إمّا ظالما و إمّا مظلوما و إمّا باغيا و إمّا مبغيّا عليه ، و إنّي أذكّر اللّه من بلغه كتابي هذا لمّا نفر إلىّ ، فإن كنت محسنا أعانني ، و إن كنت مسيئا استعتبني . [ 336 ] اللغة ( الحيّ ) : القبيلة و منه مسجد الحيّ أعني القبيلة و حيّ من الجنّ : قبيلة منها ( البغى ) : الفساد و أصل البغي الحسد ثمّ سمّي الظالم بغيّا لأنّ الحاسد ظالم ، ( نفر إليّ ) و نفروا إلى الشي‏ء : أسرعوا إليه مجمع البحرين . الاعراب حيّي هذا : هذا عطف بيان للحيّ و التعبير بلفظة هذا و هم قريش المهاجرون أو هم مع الأنصار بعناية الوحدة الاسلاميّة الساكنون في المدينة بادّعاء حضورهم عند المخاطبين ذهنا حتّى كأنّهم يعاينونهم فانّ حرج الموقف يلفت نظر أهل الكوفة و فكرتهم إلى المدينة الّتي كانت مركزا للاسلام و لأهل الحلّ و العقد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله . إمّا : تفيد الترديد و الابهام و إذا كان مدخولها الجمع و ما في معناه يشعر بالتقسيم كقوله تعالى « إنّا هديناه السبيل إمّا شاكرا و إمّا كفورا » ، اذكّر : من باب التفعيل يتعدّى إلى مفعولين و هما قوله « اللّه » و « من بلغه » ، كتابي : فاعل قوله « بلغه » ، لمّا : بالتشديد بمعنى إلاّ كقوله تعالى « و إن كلّ لمّا جميع لدينا محضرون 22 يس » و بالتخفيف مركّبة من لام التأكيد و ما الزائدة . المعنى قال ابن ميثم : و قوله : إمّا ظالما إلى قوله : عليه ، من باب تجاهل العارف لأنّ القضيّة لم تكن بعد ظهرت لأهل الكوفة و غيرهم ليعرفوا هل هو مظلوم أو غيره . و قال الشارح المعتزلي : ما أحسن هذا التقسيم و ما أبلغه في عطف القلوب عليه و استمالة النفوس إليه ، قال : لا يخلو حالي في خروجي من أحد أمرين الخ . أقول : جعل الشارح المعتزلي قوله عليه السّلام ( إمّا ظالما و إمّا مظلوما ) حالا عن الضمير المتكلّم في قوله ( خرجت ) و تبعه ابن ميثم على هذا التفسير و لا يخلو من الاعتراض . [ 337 ] إظهار الترديد منه عليه السّلام في هذا الموقف الحرج و تأييد أهل التشكيك في إبهام حاله من كونه ظالما أو مظلوما لا يناسب مقامه و لا موقعه و لا يناسب الموقف هضم النفس بهذا التعبير الموهن كما ذكره المعتزلي . و لا يصحّ ما ذكره ابن ميثم « و لأنّ القضيّة لم تكن بعد ظهرت لأهل الكوفة و غيرهم ليعرفوا هل هو مظلوم أو غيره » لأنّ غيره هو عثمان المقتول باهتمام أهل الكوفة و حضور جيش منهم فكيف لا يصحّ حاله عندهم و لا يعرفون برائة على عليه السّلام عن الظلم و البغي حتّى يؤيّد شكّهم بهذا التعبير الموجب للفشل و المستند للمخالف في دعوة الناس إلى التخذيل و الكفّ عن النصرة . و الأصحّ جعله حالا عن الحيّ المقصود منه قبيلة قريش أو مسلمة مدينة من المهاجرين و الأنصار فانّ قريشا حيّه العنصري و مسلمة المدينة حيّه الاسلامي و التعبير بالمفرد باعتبار لفظ جمع أو كلّ كما ورد في الاية « إمّا شاكرا و إمّا كفورا » . و المقصود أنّي خرجت من بين قريش أو مسلمة المدينة حالكون بعضهم ظالما و بعضم مظلوما ، و يؤيّده قوله « مبغيّا عليه » و إلاّ فالأنسب أن يقول « مبغيّا عليّ » ، و قوله عليه السّلام ( فان كنت محسنا ) بالنظر إلى أعماله بعد نفرهم إليه لا بالنسبة إلى ما قبله ، و لفظ الماضي بعد « إن » تفيد معنى المضارع غالبا ، و اندرج في كلامه عليه السّلام ( فانّي خرجت عن حيّي هذا ) معنا ذهبيّا يشعر بديمو قراطيّة ساميّة هي لبّ التعاليم الاسلاميّة . و هي أنّه عليه السّلام بعد تصدّيه للزعامة على الامّة الاسلاميّة و بيعة المسلمين معه بالامامة تجرّد عن جميع المعاني العنصريّة و سلّم نفسه للشعب الاسلامي باسره و خرج عن حيّه و قبيلته فهو اليوم ابن الشعب الاسلامي عامّة بخلاف من تقدّمه من الزعماء الثلاثة ، فانّ أبا بكر و عمر كانا ابنا المهاجرين و الأنصار و لم يخرجا عن التعصّب للعرب فهما ابنا العرب كما يظهر من ديوان العطايا الّذي نظمه عمر و من جعله العرب طبقات بعضها فوق بعض و لم يراع لمن أسلم من سائر الناس حقّا [ 338 ] و جعلهم موالى و أسقط حقوقهم الاجتماعيّة في موارد شتّى ، و أمّا عثمان فقد ظهر ابن حيّه بني أميّة و فوّض إليهم امور المسلمين و بيت مالهم حتّى نقموا عليه و ثاروا على حكومته و قتلوه . و قد أكّد عليه السّلام هذه الفلسفة السامية العميقة بقوله « ظالما أو مظلوما . . . » إي تجرّد عن حيّه على أيّ حال كان حيّه فانّ هذا التجرّد طبيعة زعامته العامّة على الامّة و لا ربط له بوضع حيّه من كونه ظالما أو مظلوما ، فانّ كلا العنوانين ربما صارا من دواعي الخروج عن الحي ، و كلامه هذا أبلغ تعبير في استعطاف أهل الكوفة للقيام بنصرته فكأنّه قال : أنا من الشعب و منكم فهلمّوا إلىّ . الترجمة از نامه ايست كه حضرتش در هنگام رفتن از مدينه ببصره بأهل كوفه نگاشته است : أمّا بعد ، براستى كه من از اين قبيله بيرون شدم كه يا ستمكار بودند و يا ستمكش ، يا متجاوز بودند و يا تجاوز كش ، و خدا را ياد آور همه خواننده‏هاى اين نامه مى‏كنم كه بمحض اطّلاع از مضمون آن بسوى من كوچ كنند ، تا اگر نيك رفتارم مرا ياري دهند ، و اگر بد رفتارم از من گله كنند و بمن اعتراض نمايند .