متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
المختار الثالث و الخمسون
و من كتاب له عليه السلام الى طلحة و الزبير ، مع عمران بن الحصين الخزاعى ، ذكره أبو جعفر الاسكافى في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام أمّا بعد ، فقد علمتما و إن كتمتما أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني ،
و لم أبايعهم حتّى بايعوني ، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني ، و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب ، و لا لعرض حاضر ، فإن كنتما بايعتماني طائعين فارجعا و توبا إلى اللّه من قريب ، و إن كنتما بايعتماني كارهين فقد جعلتما لي عليكما السّبيل بإظهار كما الطّاعة و إسرار كما المعصية ،
و لعمري ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتّقيّة و الكتمان ، و إنّ دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقرار كما به .
[ 325 ]
و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ، ثمّ يلزم كلّ امرىء بقدر ما احتمل ، فارجعا أيّها الشّيخان عن رأيكما ، فإنّ الان أعظم أمر كما العار من قبل أن يجتمع العار و النّار ، و السّلام .
الاعراب
إن كتمتما : لفظة إن وصليّة ، أنى لم أرد قائم مقام مفعولي علم ، و أنكما ممّن أرادني : عطف على أني لم أرد ، و كذلك قوله : و أنّ العامّة ، طائعين حال من ضمير في كنتما ، السّبيل مفعول أوّل لقوله جعلتما ولي ظرف مستقرّ و هو مفعوله الثاني و عليكما متعلّق بقوله السّبيل ، باظهار كما الباء للسببيّة و إظهار مصدر مضاف إلى الفاعل ، بالتقية متعلّق بقوله : بأحقّ .
المعنى
قال ابن ميثم : خزاعة قبيلة من الأزد ، و قيل : الاسكاف منسوب إلى اسكاف رستاق كبير بين النهروان و البصرة ، و كتاب المقامات الّذي صنّفه الشّيخ المذكور في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام .
قال الشارح المعتزلي : عمران بن الحصين بن عبد بن خلف ، و سرد نسبه إلى كعب بن عمرو الخزاعي ، يكنّى أبا بجيد بابنه بجيد بن عمران ، أسلم هو و أبو هريرة عام خيبر ، و كان من فضلاء الصّحابة و فقهائهم . . . و قال محمّد بن سيرين : أفضل من في البصرة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عمران بن الحصين . . .
و أمّا أبو جعفر الإسكافي و هو شيخنا محمّد بن عبد اللّه الإسكافي عدّه قاضي القضاة في الطّبقة السّابعة من طبقات المعتزلة إلى أن قال : و قال : كان أبو جعفر فاضلا عالما ، و صنّف سبعين كتابا في علم الكلام و هو الّذي نقض كتاب « العثمانيّة » على أبي عثمان الجاحظ في حياته إلى أن قال : و كان أبو جعفر يقول بالتفضيل
[ 326 ]
على قاعدة معتزلة بغداد ، و يبالغ في ذلك ، و كان علويّ الرّأى ، محقّقا مصنّفا قليل العصبيّة .
أقول : خزاعة من القبائل الساكنة حول مكّة المكرّمة الموالية لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى قبل نشر الإسلام و قبل أن أسلموا ، و قد نصروه و أيدوه في مواقف هامّة و سيّدهم بديل بن ورقاء الخزاعي المشهور و هو أحد الممثّلين لأهل مكّة المشركين في قضية حديبيّة .
فمن تلك المواقف ورودهم في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في معاهدة صلح الحديبيّة و قبولهم حمايته و اعتمادهم به تجاه قريش .
و منها ردعهم أبا سفيان و جنده من الهجوم ثانيا إلى المدينة بعد الرّحيل من احد و إصابة المسلمين بأكثر من سبعين قتيلا و جرحى كثيرة ، فقد روى أنّه لما بلغ إلى الرّوحاء ندم من تركه الزحف بقيّة المسلمين في المدينة و عزم على الرجوع فلحقه عير خزاعة الرّاحلة من المدينة فاستخبرهم عن المسلمين فأجابوه بانّه قد رحلوا ورائكم بجيش كثير سوّد الأرض يسرعون في اللّقاء معكم و استيصالكم فخاف و لم يرجع .
و الظّاهر أنّ هذا الكتاب صدر منه عليه السّلام في ضمن المراجعات و الاحتجاجات المتبادلة بينه و بين طلحة و الزّبير في جبهة الجمل ، و كان أحد مجاهيده الّتي توسّل بها لإخماد هذه الثّورة الحادّة قبل اشتغال الحرب الهائلة الهدّامة و نبّه فيه على أن نفوذ الامامة و هي الرّياسة العامّة يحتاج إلى بيعة الامّة عن الرّضا و طيب النّفس فانّ الإمامة تحتاج إلى صلاحيّة روحيّة و معنويّة في نفس الإمام تعتمد على العصمة عند الإماميّة و لا طريق إلى إثباتها إلاّ النّص الصادر عن المعصوم نبيّا كان أم إماما منصوصا فيعتمد على دلالة من اللّه إليها ، و لكن نفوذها في الامّة بحيث يتصدّى الإمام لإجراء الامور يحتاج إلى بيعتهم عن طيب النّفس .
و هذا معنا التمكّن الّذي أشار إليه المحقق الطّوسى في تجريده بقوله
[ 327 ]
« وجوده لطف و تصرّفه لطف آخر و عدمه منّا » أى عدم تمكّننا و بيعتنا مع الامام فوّت عنّا تصرّف الامام في الامور و إجرائها كما ينبغي .
و أشار عليه السّلام إلى ما يسقط اعتبار البيعة و هو أمران :
1 ( و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب ) يعني أنّ البيعة الصادرة عن قهر الناس بارعابهم و تخويفهم لا تنعقد ، لأنّ الإكراه مبطل للمعاهدات عقدا كانت أم إيقاعا و البيعة من أهمّ العقود بين الرعيّة و الامام فلا تنعقد مع الاكراه .
2 ( و لا لعرض حاضر ) قال الشارح المعتزلي « ص 123 ج 17 ط مصر » :
« أى مال موجود فرّقته بينهم » و هو المعبّر عنه بابتياع الرأي ، فالبيعة الحاصلة بابتياع آراء من بايع إلى حيث يخلّ بالأكثريّة اللازمة يسقط البيعة عن الاعتبار ،
فأثبت عليه السّلام صحّة بيعته بأنّها صادرة عن عامّة الناس بالرضا و طيب النفس فيلزم عليهما التسليم و الطاعة و الانقياد .
ثمّ أقام عليهما الحجّة بأنّهما بايعامعه فيلزم عليهما الوفاء بها و الرجوع عن الخلاف و التوبة إلى اللّه فورا فانّها واجبة على العاصي فورا ، فان زعما أنّهما كارهان لبيعته و لم تصدر عن الرضا و طيب النفس فاعترض عليهما بوجوه :
1 أنّ الكراهة غير مبطلة للعقود ، لأنّ مجرّد الكراهة الباطنيّة لا تضرّ بصحّة العقد الصادر عن الرضا الانشائي بداعي المنافع المقصودة منه كالمريض يشتري الدواء و هو كاره له بداعي معالجة مرضه ، و كالمضطرّ في شراء الحوائج فانّه كاره قلبا فالمبطل للعقد هو الاكراه الّذي يسلب قدرة المكره لا الكراهة الباطنيّة .
2 أنّ ظاهر بيعتكما الرضا و طيب النفس ، فدعوى الكراهة مردودة لأنّها كالانكار بعد الإقرار ، فقال عليه السّلام ( فقد جعلتما لي عليكما السلطان بإظهار كما الطاعة ) .
3 أنّكما تعترفان بالنفاق ، و إظهار النفاق موجب للعقوبة و إن كان المستتر منه يحال إلى اللّه تعالى فيعاقب عليه في الاخرة ، و أشار إليه بقوله ( و إسرار كما المعصية ) .
[ 328 ]
ثمّ تعرّض لجواب ما يمكن أن يحتجّوا به في المقام و هو التقيّة فقال عليه السّلام ليس المقام مقام التقيّة لأنّها في معرض الخوف من إظهار العقيدة و أنتما من المهاجرين الّذين لا يخافون في المقام مع أنّه عليه السّلام لم يتعرّض لمن تخلّف عن بيعته بأدنى تعقيب و أذى كما أشار إليه بعد ذلك في قطع عذرهما و ما تمسّكا به من اتّهامه عليه السّلام بقتل عثمان ، فقال .
( و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ) أمثال : محمّد بن مسلمة و اسامة بن زيد ، و عبد اللّه بن عمر ، فاتّخذهم شهودا على من شرك في قتل عثمان و دعا إليه .
قال في الشرح المعتزلي : و أهل المدينة يعلمون أنّ طلحة كان هو الجملة و التفصيل في أمره و حصره و قتله ، و كان الزبير مساعدا له على ذلك و إن لم يكن مكاشفا مكاشفة طلحة انتهى .
و قد أشار في قوله ( من قبل أن يجتمع العار و النار ) إلى قتل طلحة و الزبير في هذه الحرب ، و نلفت نظر القرّاء إلى أنّ طلحة و الزبير من أكابر الصحابة المهاجرين الّذين آمنوا في السنين الاولى من البعثة و في عصر غربة الاسلام بدعوة أبي بكر و هم عدّة ، كما في سيرة ابن هشام « ص 158 ج 1 ط مصر » : فلمّا أسلم أبو بكر « رض » أظهر إسلامه و دعا إليه إلى أن قال فأسلم بدعائه في ما بلغني عثمان بن عفّان « و سرد نسبه » و الزبير بن العوّام « و سرد نسبه » و عبد الرحمان ابن عوف « و سرد نسبه » و سعد بن أبي وقّاص « و سرد نسبه » و طلحة بن عبيد اللّه « و سرد نسبه » انتهى .
و كان أثر نفس أبي بكر نفث النفاق في هؤلاء فخرج كلّهم من أعداء علىّ أمير المؤمنين و من رؤوس أهل النفاق و الخلاف مع أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الدليل عليه إقبالهم على الدنيا و جمع الأموال الطائلة و النزة إلى الرياسة و الجاه كما يظهر من الأخبار الصحيحة .
[ 329 ]
الترجمة
از يك نامهاى كه به طلحه و زبير نگاشته و با عمران بن حصين گسيل داشته أبو جعفر إسكافي آنرا در كتاب مقامات خود كه در مناقب أمير المؤمنين نوشته است يادآور شده .
أمّا بعد ، شما هر دو بخوبى مىدانيد گرچه نهان مىسازيد كه من مردم را نخواستم تا مرا خواستند ، و دست بيعت بدانها دراز نكردم تا آنها دست براى بيعت من دراز كردند ، و شما هر دو از كسانى هستيد كه مرا خواستيد و با من بيعت كرديد ، و راستش اين است كه عموم مردم بزور و قهر با من بيعت نكردند و براى طمع در عرض موجودى كه بآنها پرداخت شده باشد بيعت نكردند ،
بلكه از روى رضا و رغبت دست بيعت بمن دادند .
اگر شما بدلخواه با من بيعت كرديد اكنون از خلاف خود بر گرديد و فورا بدرگاه خدا توبه كنيد ، و اگر از روى بىميلى و ناخواهى با من بيعت كرديد اين بيعت بگردن شما ثابت شده و خود دليل محكوميّت خود را به من سپرديد كه إظهار إطاعت كرديد و نافرمانى را در دل نهفتيد ، بجان خودم قسم شما از سائر مهاجران سزاوارتر به تقيّه و كتمان عقيده نبوديد ، كناره گيري شما از اين كار پيش از ورود در آن براستى براى شما رواتر بود از مخالفت با آن پس از اعتراف و إقرار بدان .
شما را گمان اين است كه من عثمان را كشتم ، همه آنها كه در مدينه از من و شما هر دو طرف كناره گيرى كردند و از حادثه قتل عثمان بخوبى آگاهند ميان من و شما حكم باشند تا هر كس باندازهاى كه متحمّل انجام اين حادثه شده است مسئول باشد ، اى دو تن پير مرد كهنسال و رهبر اسلامى از رأى و نظر خود بر گرديد و بسوى حق گرائيد ، زيرا اكنون بزرگترين نكوهشى كه بر شما است همان ننگ كناره گيرى از جبهه نبرد است ، و پيشگيرى كنيد از اينكه اين ننگ باشكنجه دوزخ توأم گردد .