جستجو

و من كتاب له ع إلى معاوية أيضا

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

المختار الثامن و الاربعون من كتبه عليه السّلام و من كتاب له عليه السّلام الى غيره [ الى معاوية أيضا ] أمّا بعد ، فإنّ الدّنيا مشغلة عن غيرها ، و لم يصب صاحبها منها شيئا إلاّ فتحت له حرصا عليها ، و لهجا بها ، و لن يستغنى صاحبها بما نال فيها عمّا لم يبلغه منها ، و من وراء ذلك فراق ما جمع ، و نقض ما أبرم و لو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقى ، و السّلام . اللغة اللّهج : الحرص الشّديد . المعنى قال الشارح المعتزلي : و قد ذكر نصر بن مزاحم هذا الكتاب و قال : إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كتبه إلى عمرو بن العاص ، و زاد فيه زيادة لم يذكرها الرّضي : « أمّا بعد ، فانّ الدّنيا مشغلة عن الاخرة ، و صاحبها منهوم عليها ، لم يصب شيئا منها قطّ إلاّ فتحت عليه حرصا ، و ادخلت عليه مؤنة تزيده رغبة فيها و لن يستغنى صاحبها بما نال عمّا لم يدرك ، و من وراء ذلك فراق ما جمع ، و السّعيد من وعظ بغيره ، فلا تحبط أجرك أبا عبد اللّه و لا تشرك معاوية ، في باطله ، فإنّ معاوية غمص النّاس و سفه الحقّ ، و السّلام » . [ 139 ] قال نصر : و هذا أوّل كتاب كتبه عليّ عليه السّلام إلى عمرو بن العاص فكتب إليه عمرو جوابه : أمّا بعد ، فانّ الّذي فيه صلاحنا ، و ألفة ذات بيننا ، أن تنيب إلى الحقّ ، و أن تجيب إلى ما ندعوكم إليه من الشّورى ، فصبر الرّجل منّا نفسه على الحقّ ، و عذره النّاس بالمحاجزة ، و السّلام . قال نصر بن مزاحم : فكتب عليّ عليه السّلام إلى عمرو بن العاص بعد ذلك كتابا غليظا و هو الّذي ضرب مثله فيه بالكلب يتبع الرّجل ، و هو مذكور في نهج البلاغة . أقول : ما ذكره عن نصر بن مزاحم صريح في أنّ هذا الكتاب موجّه إلى غير معاوية و تذكّر بالغ لعمرو بن عاص في الرجوع عن غيّه و هربه عن حبالة معاوية فانّه عليه السّلام نبّه على أنّ مشغلة الإنسان على وجهين : 1 المشغلة الروحانية و الهدف الإنسانى المجرّد عن الأميال المادّية و هي التقرّب إلى اللّه و تحصيل رضاه لأداء شكره و رسم العبوديّة تجاه عظمته ثمّ طلب رضوان اللّه و نيل المثوبات الاخرويّة و منها رعاية الوجهة الملكيّة و السّماويّة الرّاجعة إلى الرّوح الإنسانيّة الّتي هي من عالم القدس و التجرّد ، و رعاية الأخلاق السامية البشريّة من طلب العلم و المعرفة و كشف الحقائق الكونيّة و رموز أنوار الوجود المطلق . 2 المشغلة الدّنيويّة الشاملة لما فيها من الامور الماديّة المتنوّعة كالمال و الجمال و الجاه و الانانيّة و كلّما يرجع إلى الغرائز الحيوانيّة من الملادّ و الشّهوات و المكاره و الأسفات الّتي منشأها كلتا القوّتين الشهويّة و الغضبيّة ، فبيّن عليه السّلام أنّ ما رامه مخاطبه بهذا الكتاب سواء كان عمرو بن عاص كما نصّ عليه نصر بن مزاحم أو معاوية أو غيرهما ممّن يتبعهما محبّ للدّنيا و شؤنها من الثّروة و القدرة و الجاه ، و بيّن أنّ الدّنيا مشغلة موبقة و مهلكة للشاغل بها و للطالب لها لأنّ صاحب الدّنيا كشارب الماء المالح كلّما ازداد شربا ازداد عطشا ، و كالمبتلى بمرض الاستسقاء لا يرتوى من شرب الماء . [ 140 ] قال الشارح المعتزلي : « و الأصل في هذا قول اللّه تعالى « لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا ، و لا يملأ عين ابن آدم إلاّ التراب » و هذا من القرآن الذي رفع و نسخت تلاوته » . مضافا إلى أنّ للدّنيا شئون و حوائج لا تحصى و لا يؤثر نيل شأن من شئونها أو قضاء حاجة من حوائجها عن سائر الشئون و الحوائج . بل كلّما نال طالبها حاجة من حوائجها و شأنا من شئونها ازداد حوائج اخرى ، فمن نال ثروتها يحتاج إلى حفظة يحفظونها و مخازن تحتويها ، و من نال جاهها و ملوكيتها تحتاج إلى خدم و جند و أعوان ، ثمّ بيّن أنّه من نال شيئا منها فلا يبقى له بل يفارقه و ينقطع منه إمّا بفناء ما ناله و زواله و هلاكه ، و إمّا بموت صاحبه و طالبه ، و عبّر عن الجامع بين الوجهين بقوله ( و من وراء ذلك فراق ما جمع و نقض ما أبرم ) . الترجمة أمّا بعد براستى كه دنيا از هر آنچه جز خودش بازدارنده است ، دنيادار بچيزى از آن دست نيابد جز آنكه آزش بر آن بيفزايد و دلش بيشتر دربند آن باشد ، و هرگز دنيادار بهر آنچه كه از آن بدست آرد بى نياز نگردد از آنچه را كه بدان دست نيافته است . و در دنبال آن همه جدا شدن از هر آنچه است كه فراهم آورده و شكست هر آنچه است كه محكم ساخته ، و اگر تو از آنچه گذشته است عبرت پذير باشى آنچه را كه از عمر و فرصت برايت بجا است غنيمت شمارى و نگهدارى ، و السّلام .