متن
ترجمه آیتی
ترجمه شهیدی
ترجمه معادیخواه
تفسیر منهاج البرائه خویی
تفسیر ابن ابی الحدید
تفسیر ابن میثم
المختار الثالث و الثلاثون و من كتاب له عليه السلام الى قثم بن العباس و هو عامله على مكة :
أمّا بعد ، فإنّ عيني بالمغرب كتب إلىّ يعلمني أنّه وجّه إلى الموسم أناس من أهل الشّام ، العمى القلوب ، الصّمّ الأسماع ،
الكمه الأبصار ، الّذين يلتمسون الحقّ بالباطل ، و يطيعون المخلوق في معصية الخالق ، و يحتلبون الدّنيا درّها بالدّين ، و يشترون عاجلها بآجل الابرار المتّقين ، و لن يفوز بالخير إلاّ عامله ، و لا يجزى جزاء الشّرّ إلاّ المتّقين ، و لن يفوز بالخير إلاّ عامله ، و لا يجزى جزاء الشّر إلاّ فاعله ، فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصّليب ، و النّاصح اللّبيب ، التّابع لسلطانه ، المطيع لإمامه ،
و إيّاك و ما يعتذر منه ، و لا تكن عند النّعماء بطرا ، و لا عند البأساء فشلا ، و السّلام .
[ 49 ]
اللغة
( العين ) : الجاسوس ، ( المغرب ) : الشام لأنّه في مغرب كوفة و مكّة ،
( الموسم ) : موقع أداء الحجّ و مجمع الحجّاج في مكّة المكرّمة ، ( العمى ) جمع أعمى : من لا يبصر ، ( الصمّ ) : جمع أصمّ ، ( الكمه ) : جمع الأكمه : الأعمى خلقة ، ( البطر ) : شدّة الفرح و كثرة النّشاط ، ( البأساء ) : الشّدّة و لا أفعل له لأنّه إسم غير صفة ، ( الفشل ) : الجبن و الضّعف .
الاعراب
بالمغرب : متعلّق بالعين لما فيه من معنى الوصفيّة و جملة كتب إلىّ خبره العمى القلوب : من إضافة الصفة إلى معموله و الاضافة لفظيّة و لا مانع من دخول أل على المضاف و كذا ما بعده ، درّها : بدل اشتمال من الدنيا .
المعنى
قثم بن عباس بن عبد المطلب من الموالين لعلىّ عليه السّلام ولاّه على مكّة المكرّمة بعد عزل أبا قتادة الأنصاري عنها ، و لم يزل واليا عليها حتى قتل عليّ عليه السّلام ، حكى عن ابن عبد البرّ أنّ قثم استشهد بسمرقند ، كان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفّان زمن معاوية فقتل بها ، قيل : و كان قثم يشبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم .
قال الشارح المعتزلي في ( ص 138 ج 16 ط مصر ) : كان معاوية قد بعث إلى مكة دعاة فى السرّ يدعون إلى طاعته و يثبطون العرب عن نصرة أمير المؤمنين و يوقعون في أنفسهم أنه إمّا قاتل لعثمان أو خاذل ، و إنّ الخلافة لا تصلح فيمن قتل أو خذل ، و ينشرون عندهم محاسن معاوية بزعمهم و أخلاقه و سيرته ، فكتب أمير المؤمنين عليه السّلام هذا الكتاب إلى عامله بمكة ينبهه على ذلك ليعتمد فيه بما تقتضيه السياسة و لم يصرّح في هذا الكتاب بماذا يأمره أن يفعل إذا ظفر بهم .
أقول : لعلّ ذلك قد كان و لكن لا يلائم ما ذكره ما يستفاد من هذا الكتاب فانه صادر باعتبار موسم الحجّ و اجتماع الحجاج في مكة من كلّ صقع من الأصقاع
[ 50 ]
الاسلامية ، و الموقف يقتضى القيام بعمل جهري للملأ لا القيام بأمر سرّي و قد ورد في شأن صدور هذا الكتاب أنّ معاوية بعث يزيد بن شجرة أميرا على ثلاثة آلاف جندي مجرّب و أمره بزحفه إلى مكّة جهارا و إقامته الحجّ للنّاس من قبله و إخراجه و الي أمير المؤمنين من مكّة و أخذه البيعة له عن الحاضرين في مكّة المكرّمة و لكن شرط عليه أن يكون كلّ ذلك من دون حرب و إراقة دم في الحرم ، و لمّا ورد جيش يزيد بن شجرة الجحفة و اطّلع قثم على ذلك عزم الهرب من مكّة و الالتجاء بالجبال ، فمنعه الصّحابي الكبير أبو سعيد الخدري فورد يزيد بن شجرة مكّة و نزل بمنى و طلب أبا سعيد و أخبره أنّه لا يريد حربا و أنّ الأمير قثم لا يرضى بامامته للحاجّ و لا أرضاه و اقترح أن يختار الناس رجلا ثالثا يؤمّ الفريقين ، فاستشاروا و توافقوا على إمامة شيبة بن عثمان العبدي ،
فأقام لهم الحجّ و صلّى بالفريقين و لم يقع حرب بينهما ، و خرج يزيد بعد الحجّ بجمعه عن مكّة المكرّمة .
و هذا ألصق بما كتبه عليه السلام إلى قثم بن العباس في هذا المقام .
و قوله عليه السّلام : ( يحتلبون الدّنيا درّها بالدين ) توصيف لأتباع معاوية و إشعار بعدم اعتقادهم بالدّين و إنما يظهرون شعائر الدّين ليحتلبون بها متاع الدّنيا و يجعلونها وسيلة لأغراضهم المادّية الخسيسة .
الترجمة
نامه آنحضرت بقثم بن عباس كه كارگزار او بود در مكّه معظمه :
أما بعد براستى كه ديده بان من در مغرب بمن نامهاى نوشته و بمن گزارش داده كه جمعى از مردم شام براى موسم أنجام حج بمكّه فرستاده شدند ، مردمى كوردل كه نه گوش شنوا دارند و نه ديده بينا ، مردمى كه حق را بباطل در آميزند و آنرا وسيله مقاصد پوچ خود سازند ، مردمى كه در فرمانبردن از مخلوق نافرمانى آفريدگار را دارند ، و پستان دنيا را بوسيله اظهار دين بدوشند ، و دين را وسيله
[ 51 ]
دريافت آرمانهاى دنياى خود سازند ، و سرانجام سعادت با نيكان پرهيزكار را بدنياى فانى بفروشند ، هرگز بسرأنجام نيك نرسد مگر نيكوكار ، و سزاى بدكردارى را نكشد مگر بدكار و شرانگيز .
تو بر آنچه در دست دارى از كار گزارى مكّه با كمال حزم و پايدارى ايستادگى كن و مردى باش خير انديش و خردمند كه پيرو حاكم خويش است و فرمانبر از پيشواى خود ، مبادا مرتكب خلافى شوى كه نياز بپوزش داشته باشد و بر أثر دست يافتن بنعمتهاى خداوند خوشگذرانى پيشه مكن ، و در موقع سختى و گرفتارى سستى از خود نشان مده .