جستجو

و من كتاب له ع إلى معاوية

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

المختار الثانى و الثلاثون من كتاب له عليه السلام الى معاوية و أرديت جيلا من النّاس كثيرا : خدعتهم بغيّك ، و ألقيتهم في موج بحرك ، تغشاهم الظّلمات ، و تتلاطم بهم الشّبهات ، فجازوا عن وجهتهم ، و نكصوا على أعقابهم ، و تولّوا على أدبارهم و عوّلوا على أحسابهم إلاّ من فاء من أهل البصائر فإنّهم فارقوك بعد معرفتك ، و هربوا إلى اللّه من موازرتك ، إذ حملتهم على الصّعب ، و عدلت بهم عن القصد ، فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك و جاذب الشيطان قيادك ، فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . [ 45 ] و أول هذا الكتاب من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، أمّا بعد : فانّ الدّنيا دار تجارة ، و ربحها أو خسرها الاخرة ، فالسّعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصّالحة ، و من رأى الدّنيا بعينها ، و قدّرها بقدرها ، و إنّي لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك ممّا لا مردّ له دون نفاذه ، و لكنّ اللّه تعالى أخذ على العلماء أن يؤدّوا الأمانة ، و أن ينصحوا الغويّ و الرّشيد ، فاتّق اللّه ، و لا تكن ممّن لا يرجو اللّه وقارا ، و من حقّت عليه كلمة العذاب ، فإنّ اللّه بالمرصاد ، و إنّ دنياك مستدبر عنك ، و ستعود حسرة عليك ، فاقلع عمّا أنت عليه من الغيّ و الضلال ، على كبر سنّك ، و فناء عمرك ، فانّ حالك اليوم كحال الثوب المهيل الّذي لا يصلح من جانب إلاّ فسد من آخر ، و قد أرديت جيلا ، الخ . اللغة ( أرديت ) : اوقعت في الهلاك و الضلالة ، ( جيلا ) : الجيل من الناس : الصنف منهم فالتّرك جيل و الروم جيل و الهند جيل ، ( نكصوا ) : أى انقلبوا ( قياد ) : حبل يقادبه البعير و نحوه ، ( المهيل ) المتداعى في التمزّق و منه رمل مهيل أى ينهال و يسيل ( عوّل ) على كذا ، اعتمد عليه ( فاء ) : رجع ( المؤازرة ) : المعاونة . الاعراب كثيرا : صفة للجيل و يدلّ على متابعة شعوب كثيرة لمعاوية في حرب عليّ عليه السّلام كاقباط الشام و يهود من القاطنين فيها و غيرهم و غرضهم اشعال الحرب بين المسلمين و تضعيف الدين ليحصّلوا حرّيتهم في أديانهم ، تغشاهم الظلمات : فعليّة حالية ، قيادك : مفعول ثان لقوله « جاذب » و لا يتعدى باب المفاعلة إلى مفعولين على الاصول و يمكن ان يكون منصوبا على التميز فتدبّر . المعنى تعرّض عليه السّلام في كتابه هذا لوعظ معاوية اتماما للحجّة عليه و وفاء بما في [ 46 ] ذمّته من إرشاد الناس و توضيح الحقّ لهم ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيّ عن بينّة . و نبّه معاوية على أنّ ما ارتكبه من الخلاف أمر يرجع إلى إضلال كثير من الناس و لا تدارك له إلاّ برجوعه إلى الحقّ و إعلامه ضلالته ليرجع عنها من وقع فيه بغيّه و تلبيسه مع إشارته إلى أنّه لا يتّعظ بمواعظه حيث يقول في صدر الكتاب « و إنّي لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك ممّا لا مردّ له دون نفاذه الخ » و مقصوده إعلام حاله على سائر المسلمين لئلاّ يقعوا في حبل ضلالته و خدعوا بالقاء شبهاته . و قد نقل الشارح المعتزلى « ص 133 ج 16 ط مصر » : بعد نقل صدر كتابه عن أبي الحسن عليّ بن محمّد المدائنى مكاتبات عدّة بعد هذا الكتاب بين عليّ عليه السّلام و معاوية تحتوى على جمل شديدة اللّحن يبين فيها علىّ عليه السّلام ما عليه معاوية من الغيّ و الضلالة و الخدعة و الجهالة ، فيردّ عليه معاوية بما يفترى على عليّ عليه السّلام من الأباطيل و الأضاليل مقرونا بالوعيد و التهديد ، ثمّ يقول في « ص 136 » : قلت : و أعجب و أطرب ما جاء به الدّهر . . . يفضى أمر عليّ عليه السّلام إلى أن يصير معاوية ندّا له و نظيرا مماثلا ، يتعارضان الكتاب و الجواب إلى أن قال : ثمّ أقول ثانيا لأمير المؤمنين عليه السّلام : ليت شعرى لماذا فتح باب الكتاب و الجواب بينه و بين معاوية ؟ و إذا كانت الضّرورة قد قادت إلى ذلك ، فهلاّ اقتصر في الكتاب إليه على الموعظة من غير تعرّض للمفاخرة و المنافرة ، و إذا كانت لا بدّ منهما فهلاّ اكتفى بهما من غير تعرّض لأمر آخر يوجب المقابلة و المعارضة بمثله ، و بأشدّ منه « و لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم » و هلاّ دفع هذا الرّجل العظيم الجليل نفسه عن سباب هذا السّفيه الأحمق » ثمّ جرّ الكلام إلى ابتداء علي عليه السّلام بلعن معاوية في القنوت مع عمرو بن العاص و أبي موسى و غيرهم ، فقابله معاوية بلعنه مع أولاده و مع جمع من أخصّاء أصحابه . أقول : ظاهر كلامه تأسّف مع اعتراض شديد أو اعتراض مقرون بتأسّف [ 47 ] عميق ، و يشدّد اعتراضه عليه استدلاله بالاية الشريفة ، و فحوى كلامه أنّ عمله عليه السّلام مخالف لمفاد الاية ، و هذا جرئة عليه عليه السّلام ، و غرضه تنديده بمقام عصمته و امامته و الجواب أنّ لعن أعداء اللّه و الدّعاء عليهم منصوص في القرآن في غير واحد من الايات . الّذين كقوله عزّ من قائل : « تبّت يدا أبي لهب و تبّ » و قوله عزّ من قائل : « لعن كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون : 79 المائدة » . مضافا إلى أنّ ما يندرج في كتب عليّ عليه السّلام بيان للحقيقة من أحوال معاوية و المقصود كشف الحقيقة لعموم النّاس حتّى لا يضلّوا بتضليلاته و لا ينخدعوا بخدعه و تسويلاته . و مفاد الاية الّتي استدلّ بها النّهى عن سبّ الالهة و لعلّ وجهه أنّ الالهة غير مستحقين للسبّ لأنهم أجسام غير شاعرة يعبدون بغير إرادتهم و مستحقّ الملامة و السبّ عبادهم الّذين يصنعونهم و يعبدونهم ، مع أنّ الاية نزلت حين ضعف المسلمين و حين الهدنة لأنها مكيّة من سورة الأنعام . قال في مجمع البيان : « لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه » أي لا تخرجوا من دعوة الكفار و محاجّتهم إلى أن تسبّوا ما يعبدونه من دون اللّه فانّ ذلك ليس من الحجاج في شي‏ء « فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم » و أنتم اليوم غير قادرين على معاقبتهم بما يستحقون لأنّ الدّار دارهم و لم يؤذن لكم في القتال . الترجمة دسته‏هاى بسيارى از مردم را بنابودى كشاندى ، بگمراهى خود آنان را فريفتى و در امواج تاريك وجود خود افكندى ، و پرده‏هاى تاريك وجود تو آنها را فرو گرفت ، و شبهه‏ها كه ساختى و پرداختى آنانرا درهم پيچيد ، تا از پيشاهنگى خود در گذشتند و بروى پاشنه پاى خود سرنگون گشتند ، و روى بر پشت دادند و از حق برگشتند ، بخاندان و تبار خويش تكيه كردند و از دين خدا برگشتند ، [ 48 ] جز آنانكه از مردمان بينا و هشيار روى از تو برتافتند و پس از اينكه تو را شناختند از تو جدا شدند و بسوى خدا گريزان باز گشتند و از يارى با تو سر باز زدند ، چونكه آنان را بكوهستانى سخت مى‏بردى و از راه هموار و درست بدر مى‏كردى ، أى معاويه براى خاطر خود از خداوند بپرهيز و مهار خود را كه بدست شيطان دادى و آنرا مى‏كشد خود بدست گير و بسوى حق بكش زيرا كه دنيا بناخواه از تو بريده مى‏شود و آخرت بتو نزديكست و بناخواه مى‏رسد ، و السلام .