جستجو

و من وصية له ع للحسن بن علي ع كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

المختار الحادى و الثلاثون و من وصية له عليه السلام للحسن بن على ، كتبها اليه بحاضرين منصرفا من صفين . لفصل الاول من قوله من الوالد الفان ، المقرّ للزّمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدّهر ، الذّام للدّنيا ، السّاكن مساكن الموتى ، الظّاعن عنها غدا إلى المولود المؤمّل ما لا يدرك ، السّالك سبيل من قد هلك ، غرض الأسقام ، و رهينة الأيّام ، و رميّة المصائب ، و عبد الدّنيا ، و تاجر الغرور ، و غريم المنايا ، و أسير الموت ، و حليف الهموم ، و قرين الأحزان ، و نصب الآفات ، و صريع الشّهوات و خليفة الآموات . أمّا بعد ، فإنّ فيما تبيّنت من إدبار الدّنيا عنّي ، و جموح الدّهر عليّ ، و إقبال الآخرة إلىّ ، ما يزعني عن ذكر من سواى [ 3 ] و الإهتمام بما ورائي ، غير أنّي حيث تفرّد بي دون هموم النّاس همّ نفسي ، فصدفني رأيي ، و صرفني عن هواى ، و صرّح لي محض أمري ، فأفضى بي إلى جدّ لا يكون فيه لعب ، و صدق لا يشوبه كذب ، و جدتك بعضي ، بل وجدتك كلّي ، حتّى كأنّ شيئا لو أصابك أصابني ، و كأنّ الموت لو أتاك أتاني ، حتى كأنّ شيئا لو أصابك أصابني ، و كأنّ الموت لو أتاك أتاني ، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ، فكتبت إليك كتابي مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت . اللغة ( حاضرين ) بصيغة التثنية و قرء بصيغة الجمع مع اللاّم و بدونها : اسم موضع بالشّام ، ( الفان ) من الفناء حذف لامه للسّجع ، ( الرّمية ) : الهدف ، ( نصب ) : المنصوب ( يزعنى ) : يكفنى ( المحض ) : الخالص ( الشوب ) : المزج و الخلط . الاعراب من الوالد : متعلق بمحذوف بقرينة الحال و هو كتب و ما يساوقه ، و إلى المولود متعلق به أيضا ، غرض الأسقام : صفة ثالثة للمولود و مجموعها معرّف مركب فترك فيها العطف ، فيما تبيّنت ظرف مستقر اسم إنّ ، و قوله : ما ، لفظه موصول خبر لها ، قوله : حيث تفرّد بي ، ظرف يتضمن معنى الشّرط و قوله : فكتبت إليك بمنزلة الجزاء له . المعنى هذه وصيّة عامّة تامّة أخرجها إلى ابنه الحسن عليه السّلام و جمع فيها أنواع المواعظ و النصائح الكافية الشافية و صنوف الحكمة العمليّة الوافية ، و كفى بها [ 4 ] دستورا إرشاديا لكلّ مسلم بل لكلّ إنسان ، فكأنّه عليه السّلام جرّد من نفسه الزكيّة والدا للكلّ أو نموذجا لجميع الوالدين ، و جرّد من ابنه الحسن عليه السّلام ولدا لكلّ الأولاد أو نموذجا لجميع الأبناء في أىّ بلاد ، ثمّ سرد النّصائح و نظّم المواعظ لتكون وصيّته هذا انجيلا لأمّة الاسلام : و توجيه هذه الوصيّة إلى ابنه الحسن يشير إلى زعامته بعده و اهتضامه و اعتزاله فلا يكون إلاّ إماما مبشرا منذرا بلا سلاح و لا اقتدار . الترجمة سى و يكم از سفارشنامه‏ئيكه بحسن بن علي سپرد و آنرا در هنگام بازگشت از نبرد صفين در حاضرين نگارش فرمود : از پدرى فنا پذير و زمان افكنده و از عمر گذشته و سر بروزگار سپرده ، بدگوى دنيا و سكنى گزين منازل مرده‏ها كه فردا از آن كوچا است . بسوى فرزندى آرزومند بدانچه در نيابد آنكه براه هالكان است و بيماريهايش نشانه گرفته‏اند ، گرو چند روز است و هدف مصائب و بنده دنيا غرور فروش است و بدهكار جان عزيز به مرگها و اسير مردنست و پيوند سپار با هموم و همگام با احزان ، نشانه آفات است و كشته شهوات و جانشين أموات . أما بعد بمن از ملاحظه برگشت دنيا و هجوم روزگار و پيشامد آخرت بأندازه‏اى در آويخت كه از ياد ديگران و از اهتمام باين و آنم باز داشت جز اينكه چون از همه بخود پرداختم و خود را شناختم و از هوسرانى گذشتم و كار خود را بخوبى فهميدم بكوششى خسته ناپذير و صداقتي بى دروغ برخاستم و تو را پاره از خويش يافتم نه بلكه همه خودم شناختم تا جائيكه گزندت گزند من است و اگر بميرى من مرده باشم و بكار تو تا آنجا توجّه دارم كه بكار خود ، و اين نامه را براى كمك بتو پرداختم كه در نظر بگيرى چه بمانم و چه بميرم . [ 5 ] الفصل الثانى قوله عليه السّلام : فإنّي أوصيك بتقوى اللَّه أى بنيّ و لزوم أمره ، و عمارة قلبك بذكره ، و الإعتصام بحبله ، و أيّ سبب أوثق من سبب بينك و بين اللَّه إن أنت أخذت به ؟ أحي قلبك بالموعظة ، و أمته بالزّهادة ، و قوّه باليقين ، و نوّره بالحكمة ، و ذلّله بذكر الموت ، و قرّره بالفناء ، و بصّره فجائع الدّنيا ، و حذّره صولة الدّهر ، و فحش تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه أخبار الماضين ، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين ، و سر في ديارهم و آثارهم ، فانظر فيما فعلوا و عمّا انتقلوا ، و أين حلّوا و نزلوا ، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة ، و حلّوا دار الغربة ، و كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك ، و لا تبع آخرتك بدنياك ، عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك ، و لا تبع آخرتك بدنياك ، ودع القول فيما لا تعرف ، و الخطاب فيما لم تكلّف ، و أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته ، فإنّ الكفّ عند حيرة الضّلالة خير من ركوب الأهوال و أمر بالمعروف تكن من أهله ، و أنكر المنكر بيدك و لسانك و باين من فعله بجهدك ، و جاهد في اللَّه حقّ جهاده ، و لا تأخذك [ 6 ] في اللَّه لومة لائم ، و خض الغمرات للحقّ حيث كان ، و تفقّه في الدّين ، و عوّد نفسك التّصبّر على المكروه ، و نعم الخلق التّصبّر و ألجى‏ء نفسك في الأمور كلّها إلى إلهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ، و مانع عزيز ، و أخلص في المسألة لربّك فإنّ بيده العطاء و الحرمان ، و أكثر الإستخارة ، و تفهّم وصيّتي ، و لا تذهبنّ عنها صفحا ، فإنّ خير القول ما نفع ، و اعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع و لا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه . اللغة ( الغمرات ) : جمع الغمرة و هي اللّجة في البحر و كناية عن الشدّائد ، ( المثوى ) : محلّ الاقامة . المعنى قد لخص عليه السّلام في هذا الفصل جوامع وصاياه في أمور خمسة : 1 التوجّه إلى اللَّه تعالى برعاية تقواه ، و لزوم أمره ، و الاعتصام بحبله . 2 التوجّه إلى القلب بتحليته بالفضائل ، و إحيائه بالمواعظ ، و تخليته عن الرّذائل بالزّهد و ذكر الموت . 3 التوجّه إلى الخلق الغابر ، و التدبّر في أحوالهم و مآل أمرهم . 4 التوجّه إلى طريقه في الحيات و سيره في صراط السّعادة بالحذر عن الارتباك فيما لا يعلم . 5 التوجّه إلى الاجتماع بنشر الخير و المعروف ، و دفع الشرّ و المنكر باليد و اللّسان ، و الجهاد للحقّ بملازمة الصبر و الالتجاء إلى الرّب بالاخلاص في مسألته و الاستخارة من حضرته . [ 7 ] الترجمة براستى سفارشت ميكنم كه از خدا بپرهيز و بفرمانش بچسب و دلت را بيادش آباد كن و برشته وى در آويز ، كدام وسيله محكمتر از آنست كه ميان تو و خدا باشد اگرش بدست گيرى ؟ ؟ . دلت را با پند زنده دار و بازهدش بكش و با يقينش نيرو بخش و با حكمتش درخشان دار و بياد مرگش زبون ساز و بفناء تن مقرّش كن و بنا گواريها دنيايش بينا نما و از پوزش روزگارش بر حذر دار و از بى باكى ديگر گونيهاى زمانه ، اخبار گذشته گانرا بر او عرض كن ، و آنچه بر سرشان آمده بيادش آر ، در خانمان و آثار آنان بگرد و ببين از كجا آمدند ؟ كجا رفتند ؟ كجا خفتند ؟ تا در يابى كه از دوستان بريدند و بغربت رسيدند و توهم بزودى يكى از آنها شوى ، آرامگاهت را درست كن و آخرتت را بدنيا مفروش آنچه را ندانى مگو و در آنچه را نبايستت ملاى ، از راهيكه ندانى مرو ، زيرا توقف هنگام گمراهى به است از دچارى بپرتگاه جانگاه . بكارهاى خير وادار تا اهل خير باشي ، و با دست و زبانت از زشتيها جلوگيرى كن و تا توانى از زشتكار بدور باش ، در راه خدا تلاش و مبارزه كن و در راه خدا از سرزنش كسى نهراس ، و براى حقّ هر جا باشد خود را در لجّه‏ها افكن و مسائل دين را بياموز ، خود را ببردبارى ناخواه دل وادار و چه خوب روشى است بردبارى ، و خود را در همه كارها بپناه خدا بسپار كه بدژ محكمى و مقام منيعى سپردى ، از درگاه پروردگارت باخلاص در خواست كن كه عطاء و حرمان بدست او است ، پر استخاره كن و سفارش مرا بفهم و از ان رو مگردان ، راستيكه بهترين سخن آنست كه سود بخشد و بدانكه در دانش بى سود خيرى نيست و علميكه نبايد آموخت سودى ندهد . [ 8 ] الفصل الثالث قوله عليه السّلام : أى بنيّ إنّي لمّا رأيتني قد بلغت سنّا ، و رأيتني أزداد و هنا ، بادرت بوصيّتي إليك ، و أوردت خصالا منها قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضى إليك بما في نفسي ، أو أن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى ، أو فتن الدّنيا ، فتكون كالصّعب النّفور ، و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقى فيها من شي‏ء قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك و يشتغل لبّك ، ليستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التّجارب بغيته و تجربته ، فتكون قد كفيت مؤونة الطّلب ، و عوفيت من علاج التّجربة ، فأتاك من ذلك ما قد كنّا نأتيه و استبان لك ما ربّما أظلم علينا منه . أى بنيّ ، إنّي و إن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمالهم ، و فكّرت في أخبارهم ، و سرت في آثارهم ، حتّى عدت كأحدهم ، بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ، و نفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيله و توّخيت لك جميله ، [ 9 ] و صرفت عنك مجهوله ، و رأيت حيث عناني من أمرك ما يعنى الوالد الشّفيق ، و أجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك و أنت مقبل العمر ، و مقتبل الدّهر ، ذو نيّة سليمة ، و نفس صافية ، و أن أبتدئك بتعليم كتاب اللَّه و تأويله ، و شرائع الإسلام و أحكامه ، و حلاله و حرامه ، [ و ] لا أجاوز ذلك بك إلى غيره ، ثمّ أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف النّاس فيه من أهوائهم و آرائهم مثل الّذي التبس عليهم ، فكان إحكام ذلك على ما كرهت من تنبيهك له أحبّ إلىّ من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك به الهلكة ، و رجوت أن يوفّقك اللَّه لرشدك ، و أن يهديك لقصدك ، فعهدت إليك وصيّتي هذه . و اعلم يا بنيّ ، أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إلىّ من وصيّتي تقوى اللَّه ، و الإقتصار على ما فرضه اللَّه عليك ، و الأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك ، و الصّالحون من أهل بيتك ، فإنّهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر ، و فكّروا كما أنت مفكّر ، ثمّ ردّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا ، و الإمساك عمّا لم يكلّفوا ، فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك [ 10 ] ذلك بتفهّم و تعلّم ، لا بتورّط الشّبهات ، و غلوّ الخصومات ، و ابدأ قبل نظرك في ذلك ، بالإستعانة بإلهك ، و الرّغبة إليه في توفيقك و ترك كلّ شائبة أو لجتك في شبهة ، أو أسلمتك إلى ضلالة ، فإذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع ، و تمّ رأيك فاجتمع ، و كان همّك في ذلك همّا واحدا ، فانظر فيما فسّرت لك ، و إن أنت لم يجتمع لك ما تحبّ من نفسك و فراغ نظرك و فكرك ، فاعلم أنّك إنّما تخبط العشواء ، و تتورّط الظّلماء ، و ليس طالب الدّين من خبط أو خلط ، و الإمساك عن ذلك أمثل . فتفهّم ، يا بنيّ ، وصيّتي ، و اعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة ، و أنّ الخالق هو المميت ، و أنّ المفني هو المعيد ، و أنّ المبتلى هو المعافي ، و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللَّه عليه من النّعماء و الإبتلاء و الجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا نعلم ، فإن أشكل عليك شي‏ء من ذلك فاحمله على جهالتك به ، فإنّك أوّل ما خلقت جاهلا ثمّ علمت ، و ما أكثر ما تجهل من الأمر ، و يتحيّر فيه رأيك ، و يضلّ فيه بصرك ، ثمّ تبصره بعد ذلك ، فاعتصم بالّذي خلقك ، و رزقك و سوّاك ، فليكن له تعبّدك ، و إليه [ 11 ] رغبتك ، و منه شفقتك . و اعلم يا بنيّ ، أنّ أحدا لم ينبى‏ء عن اللَّه كما أنبأ عنه الرّسول ، صلّى اللَّه عليه و آله ، فارض به رائدا ، و إلى النّجاة قائدا ، فإنّي لم آلك نصيحة ، و إنّك لن تبلغ في النّظر لنفسك و إن اجتهدت مبلغ نظري لك . اللغة ( الوهن ) : الضعف ، ( أفضى ) : أوصل ، ( الحدث ) : الشاب و الغلام ، ( الصفو ) : الخالص ، ( النخيل ) : الدقيق الّذي غربل و اخذ دخيله ، ( الشائبة ) : الوهم ، ( خبط العشواء ) : كناية عن ارتكاب الخطر . الاعراب فاعلم أنك انما تخبط الخ بمنزلة الجزاء لقوله عليه السّلام : و إن أنت لم يجتمع الخ ، لم آلك : صيغة المتكلّم من فعل الجحد من ألى يألو ، نصيحة : تميز من فعل لم آلك . المعنى قد أشار عليه السّلام في هذا الفصل إلى بيان سبب اقدامه لكتابة هذه الوصيّة عاجلا في انصرافه من صفّين مشوّش البال منكسر الحال مبتلى بالأهوال من قبل الخوارج في المآل فبين أنّ سببه الخوف من الأجل و نقص الرأى و فوت الوقت من قبل المولود و قبل أن يغرق في الفساد فلا ينفعه الموعظة . قال الشارح المعتزلى في « ص 66 ج 16 ط مصر » : قوله عليه السّلام ( أو انقص في رأيى ) هذا يدلّ على بطلان قول من قال : إنه لا يجوز أن ينقص في رأيه ، و أنّ الإمام معصوم عن أمثال ذلك و كذلك قوله للحسن : ( أو يسبقنى إليك بعض غلبات الهوى و فتن الدّنيا ) يدلّ على أنّ الإمام لا يجب أن يعصم عن غلبات الهوى و لا عن فتن الدّنيا . [ 12 ] أقول : مع اظهاره للاخلاص بعليّ و غلوّه في توصيفه في غير مورد من الشرح و في قصائده المشهورة كأنّه غلب عليه النّصب في هذا المقام فاستفاد من كلام له و للحسن عليهما السّلام ما ليس بمقصود ، لما قلنا من أنّ إخراج هذه الوصيّة ينظر إلى حال عامّة الوالدين و أبنائهم مجرّدا عن الخصوصيات الشخصيّة ليكون مثالا نافعا للكلّ ، و لا تنافي عصمته و عصمة ولده و مقام الامامة و القداسة فيهما ، كيف ؟ و عمر الحسن في هذا الوقت يزيد على ثلاثين و قد استأهل للخلافة عند عامّة الناس و نصّ عليه بالامامة في غير مورد فلا يقصد عليه السّلام أن يربّيه بعد ذلك بهذا الكلام و إنما المقصود « إيّاك أعنى و اسمعي يا جارة » . الترجمة اى پسر جانم چون بينى سالخورده‏ام و هر روزه سست‏تر ميشوم در سفارشم بتو پيشدستى كردم و مواد آنرا پيش از آنكه مرگم برسد بر شمردم و خاطره خود را بر نهفتم تا مبادا دچار كاستى رأى شوم چونانكه تنم كاسته ميشود يا آنكه مبادا هوس و دلبرى دنيا بر تو چيره شوند و چون شتر فرارى از پندم سرباز زنى ، همانا دل جوان چون زمين بكر است و هر بذرى در آن افكنده شود بپذيرد ، من پيشدستى كردم تا دلت سخت نشده و درونت مشغول باطل نگرديده تو را دريابم تا از صميم قلب بدان روشيكه آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از صميم قلب بدان روشيكه آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از آزمايش معاف گردى ما آنچه اندوختيم بتو داديم تا اگر تيرگى در آن باشد خود نقطه آنرا روشن سازى . اى پسر جانم گرچه من عمر كسان پيش از خود را نگذراندم ولى در كردار آنان نگريستم و در اخبارشان انديشيدم و در آثارشان گرديدم تا يكى از آنان شمرده شدم بلكه چون هم كارهاشان بمن گزارش شده گويا از آغاز تا أنجام با آنها عمر كردم و زلال و تيره و زيان و سود همه كارها را فهميدم و زبده و خوب آنها را برايت بر گزيدم و كارهاى جاهلانه را از تو دور كردم ، و چون كارهاى تو مورد توجه پدرى مهربانست خواستم تو در آغاز عمر و نخست بر خورد با روزگار [ 13 ] نهادى پاك و خاطرى تابناك داشته باشي و خواستم آموزش را از قرآن خدا و تفسير آن و از دستورهاى اسلام و احكام حلال و حرامش آغاز كنى و از آن نگذرى و بر تو ترسيدم كه در مورد اختلافات چون مردم دچار اشتباه شوى و دنبال اهواء و آراء باطل بروى و با اينكه دلخواه نيست كه تو را تنبيه سازم ولى تحكيم اين مطلب نزد من دوست‏تر است از اينكه تو را تسليم بوصغى كنم كه برايت خطرناك باشد و اميدوارم خداوند توفيق رشدت دهد و براستى تو را هدايت فرمايد براى اينست كه سفارشنامه خود را بتو ميسپارم . اى پسر جانم بدانكه بهترين فصل وصيت من كه بكار بندى پرهيزكارى و عمل بفرائض إلهى است و پيروى از روش پدران شايسته خاندانست ، زيرا آنها هيچ بى‏اعتنا نبودند كه خود را منظور دارند چنانچه تو ناظر خودى و براى خود بينديشند چنانچه تو در انديشه‏اى و در نتيجه آنچه را دانستند بكار بستند و از آنچه نبايست دست باز داشتند ، اگر دلت نپذيرفت ندانسته پيرو آنان باشى تا خود بدانى بايد از روى فهم و آموزش حقيقت را بجوئى نه بوسيله پرت شدن در شبهه و از راه امتياز پرستى ، و پيش از جستجوى حقيقت از معبودت يارى بجو و توفيق بخواه و از هر توهّمى كه تو را در شبهه افكند و بگمراهى كشد دست بكش ، و چون يقين كردى دلت پاك شده و خشوع دارد و رأيت تابناك است و تصميم دارد و تشويش خاطر ندارى در آنچه برايت شرح دادم نظر نما و گرنه بدانكه در رنج افتادى و در تاريكى پرتاب شدى و كسيكه دچار خبط و اشتباه باشد طالب دين حقّ نباشد و بهتر است دست نگهدارد . پسر جانم وصيّت مرا خوب بفهم و بدانكه مالك مرگ و زندگى و آفريننده و ميراننده يكى است و همانكه بفنا ميبرد بزندگى باز ميآورد و آنكه درد ميدهد عافيت بخشد ، و راستيكه دنيا پايدار نباشد جز بر پايه نعمتهائى كه خداوند در آن مقرّر داشته و بر بنياد ابتلا و جزاء در معاد يا هر آنچه او بخواهد و ما نميدانيم و اگر چيزى از اين بابت بر تو مشكل است بنادانى خود حمل كن زيرا تو در آغاز آفريدنت نادان بودى و سپس دانا شدى و چه بسيار است آنچه را نميدانى و درباره [ 14 ] آن سرگردانى و ديدرس تو نيست و پس از آن خواهى ديد ، تو بايد خود را در پناه آنكسى بيندازى كه آفريدت و روزيت داد و درستت كرد ، و بايد هم او را بپرستى و بدو روى آرى و از او بترسى . و بدان اى پسر جانم هيچكس از سوى خدا خبرى درست‏تر نياورده از آنچه رسول صلّى اللّه عليه و آله آورده او را بپيشوائى بپسند و براى نجات رهبر خود ساز ، زيرا من هيچ اندرزى از تو دريغ نداشتم و تو هر چه هم تلاش براى خير خواهى خود نمائى بأندازه من نتوانى بحقيقت رسيد . الفصل الرابع من قوله عليه السّلام : و اعلم ، يا بنيّ ، أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله ، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه ، و لعرفت أفعاله و صفاته ، و لكنّه إله واحد كما وصف نفسه ، لا يضادّه في ملكه أحد ، و لا يزول أبدا ، و لم يزل ، أوّل قبل الأشياء بلا أوّليّة ، و آخر بعد الأشياء بلا نهاية عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر ، فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره ، و قلّة مقدرته و كثرة عجزه ، و عظيم حاجته إلى ربّه ، في طلب طاعته ، و الخشية من عقوبته ، و الشّفقة من سخطه ، فإنّه لم يأمرك إلاّ بحسن ، و لم ينهك إلاّ عن قبيح . يا بنيّ ، إنّي قد أنبأتك عن الدّنيا و حالها ، و زوالها و انتقالها [ 15 ] و أنبأتك عن الآخرة و ما أعدّ لأهلها فيها ، و ضربت لك فيهما الأمثال لتعتبر بها ، و تحذو عليها إنّما مثل من خبر الدّنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأمّوا منزلا خصيبا ، و جنابا مريعا فاحتملوا و عثاء الطّريق ، و فراق الصّديق ، و خشونة السّفر ، و جشوبة المطعم ، ليأتوا سعة دارهم ، و منزل قرارهم ، فليس يجدون لشي‏ء من ذلك ألما ، و لا يرون نفقة فيه مغرما ، و لا شي‏ء أحبّ إليهم ممّا قرّبهم من منزلهم ، و أدناهم من محلّهم ، و مثل من اغترّ بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب ، فليس شى‏ء أكره إليهم و لا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه ، و يصيرون إليه . يا بنيّ ، اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك ، و أكره له ما تكره لها ، و لا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم ، و أحسن كما تحبّ أن يحسن إليك ، و استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، و ارض من النّاس بما ترضاه لهم من نفسك ، و لا تقل ما لا تعلم ، و إن قلّ ما تعلم ، و لا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك . [ 16 ] و اعلم أنّ الإعجاب ضدّ الصّواب ، و آفة الألباب ، فاسع في كدحك ، و لا تكن خازنا لغيرك ، و إذا أنت هديت لقصدك ، فكن أخشع ما تكون لربّك . اللغة حذا ( عليه ) : اقتدى به : ( قوم سفر ) : بالتسكين اى مسافرون ، ( أمّوا ) : قصدوا ( الجديب ) : ضدّ الخصيب ( الجناب المريع ) : ذو الكلاء و العشب ( و عثاء الطريق ) مشقتها . المعنى قد استدلّ عليه السلام في إثبات التوحيد بما يقرب من الاستدلال في قوله تعالى « ما اتّخذ اللّه من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض سبحان اللّه عمّا يصفون 91 المؤمنون » فانّ المقصود نفى الشريك بنفي آثاره الّتي لا بدّ من ترتّبه على وجوده لو كان ، و هذا أحد طرق إثبات التوحيد المأثورة المشهورة . ثمّ انتقل عليه السلام بعد تنوير الفكر بنور التوحيد إلى بيان زوال الدّنيا و ضرب المثل للفريقين من أهل السّعادة و الشّقاوة و كفى به واعظا . الترجمة پسر جانم بدانكه اگر پروردگارت را شريكى بود فرستاده‏هايش نزد تو ميآمدند و آثار ملك و سلطنتش را ميديدى و كردار و صفاتش را ميشناختى ، ولى همان معبود يكتا است چنانچه خود را بيگانگى ستوده در ملكش ديگرى نيست و هرگز زوال نپذيرد و تا هميشه بوده است بى نهايت آغاز هر چيز است و بى‏نهايت در انجام هر چيز ، بزرگتر از آنست كه ربوبيتش در دل و ديده گنجد ، چون اينرا دانستى چنان كن كه مانند تو بى‏أهميت و بيمقدار و پر عجز و حاجتمند بپروردگار خود [ 17 ] بايست در طلب طاعت و ترس از كيفر و نگرانى از غضبش بكار بندد زيرا تو را فرمان نداده جز بكار نيك ، و نهى نكرده جز از كار بد . پسر جانم منت از دنيا و حالش آگاه ساختم و هم از زوال و انتقالش ، و از آخرت و آنچه براى اهلش آماده شده آگاه كردم و مثلها آوردم تا پند گيرى و بروش آنها كار كنى ، همانا مثل كسيكه دنيا را بررسى كرده است اهلش مانند مردمى مسافرند كه در منزل قحط و سختى گرفتارند و قصد دارند بمنزل پر نعمت و آستان با بركتى بروند و سختى راه و دورى از دوست و رنج سفر و خوراك ناهموار را بر خود هموار كردند تا بخانه وسيع و قرارگاه خود رسند از رنجهاى چنين سفرى دردى نگشند و هزينه آنرا زيانى ندانند و چيزى محبوبتر از آن نيست كه آنانرا بمنزل موعودشان نزديك سازد و بقرارگاهشان بكشاند ، و مثل آنانكه فريب دنيا خورده‏اند و دل بدان بسته‏اند مثل مردمى است كه در منزل پر نعمت باشند و خواهند بمنزل قحطى و سختى سفر كنند و چيزى نزد آنها بدخواه‏تر و دشوارتر از آن نيست كه از آنچه دارند جدا شوند و بدان آينده بد و سخت برسند . پسرجانم خود را ترازوئى قرار ده و با آن خويش را با ديگران بسنج براى ديگران همانرا بخواه كه براى خود ميخواهى و همانرا بد دار كه براى خود بدميدارى ، ستم مكن چونانكه دوست ندارى ستم بشوى ، احسان كن چنانچه دوست دارى بتو احسان شود ، از خود زشت شمار آنچه را از ديگران زشت ميشمارى از خود نسبت بمردم همانرا پسند كه از مردم نسبت بخودت پسنده دارى آنچه را ندانى مگو و اگر چه كم است آنچه را ميدانى ، مگو با ديگران آنچه را دوست ندارى با تو بگويند . و بدانكه خود بينى مخالف حقّ و صوابست و آفت خرد و عقل است ، در رنج خود هموار باش و تلاش مكن كه گنجينه براى ديگران بسازى و چون بقصد خود كامياب شدى بايد بيشتر براى پروردگارت خاشع و شكر گزار باشى . [ 18 ] الفصل الخامس من قوله عليه السّلام : و اعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ، و مشقّة شديدة ، و أنّه لا غنى بك فيه عن حسن الإرتياد ، و قدر بلاغك من الزّاد مع خفّة الظّهر ، فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك و بالا عليك ، و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله إيّاه ، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه ، فلعلّك تطلبه فلا تجده ، و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك . و اعلم أنّ أمامك عقبة كؤدا ، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل و البطي‏ء عليها أقبح حالا من المسرع ، و أنّ مهبطك بها لا محالة على جنّة أو على نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك ، و وطّى‏ء المنزل قبل حلولك ، فليس بعد الموت مستعتب ، و لا إلى الدّنيا منصرف . و اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّماوات و الأرض قد أذن لك في الدّعاء و تكفّل لك بالإجابة ، و أمرك أن تسأله ليعطيك ، و تسترحمه ليرحمك ، و لم يجعل بينك و بينه من تحجبه عنك ، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة ، و لم يعيّرك [ 19 ] بالانابة ، و لم يعاجلك بالنّقمة ، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى و لم يشدّد عليك في قبول الإنابة ، و لم يناقشك بالجريمة ، و لم يؤيسك من الرّحمة ، بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة و حسب حسنتك عشرا ، و فتح لك باب المتاب و باب الإستعتاب ، فإذا ناديته سمع نداءك ، و إذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك و أبثثته ذات نفسك ، و شكوت إليه همومك ، و استكشفته كروبك ، و استعنته على أمورك ، و سألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره : من زيادة الأعمار ، و صحّة الأبدان ، و سعة الأرزاق ، ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه ، بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته ، و استمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنطنّك إبطاء إجابته ، فإنّ العطيّة على قدر النّيّة و ربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل ، و أجزل لعطاء الآمل ، و ربّما سألت الشّي‏ء فلا تؤتاه ، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، و ينفى عنك و باله ، فالمال لا يبقى لك ، و لا تبقى له . [ 20 ] اللغة ( الارتياد ) : طلب المنزل الرّحب ، ( الوبال ) : الهلكة ، ( كؤود ) : الشاق الصعود ( الشآبيب ) الدفعات من المطر الغزير . الاعراب أمامك : ظرف مستقر خبر مقدّم لقوله « أن » و ما بعده اسم له ، من زيادة الأعمار : بيان للفظ ما في قوله : « ما لا يقدر » . المعنى جعل عليه السّلام الانسان مسافرا في طريق الحيات و اصلا إلى الجنّة أو النار بانتخابه السير المؤدّي إلى هذه أو هذه ، و في طريقه عقبة شاقّة و هى المرور على شهواته و أهوائه و أخطائه فوصّاه بحمل الزاد الكافي للسير في هذا الطريق البعيد و الاجتهاد في تحصيل المعاون معه لحمل الزاد باعطاء الفقراء و المساكين مقدارا من أمواله ليكون ذخرا في مسعاه و معاده أو قرضا يرد عليه في أيام عسرته في آخرته . ثمّ نبّه عليه السّلام على ملازمة الدّعاء و التضرّع إلى اللّه في كلّ حال من الأحوال و لجميع الحوائج سواء كان مذنبا أو مطيعا فانّ المذنب إذا تضرّع إلى اللّه تعالى و سأل منه التوبة و المغفرة يخرج عن ذنبه ، و المطيع إذا سأله أجابه و إن لم يظهر له الاجابة كما يريد ، و بيّن أنّ الدّعاء إلى اللّه لا يضيع بحال من الأحوال فان لم يوافق المسألة مع المصلحة أعطاه اللّه في إجابة دعائه ما هو خير ممّا سأله عاجلا أو آجلا . الترجمة بدانكه در برابر تو راه دور و رنج سختى است و راستيكه تو نيازمند يك بررسى عميقى هستى كه راه خود را هموار سازى و اندازه توشه خود را بسنجى و سبك بار باشى ، مبادا بار گران و طاقت فرسائى بر دوش بگيرى و از سنگينى آن بنالى و هلاك شوى ، و اگر از نيازمندان كسى را يافتى كه برايت توشه بقيامت برد و فردا كه بدان نياز دارى بتو برساند وجود او را غنيمت شمار و توشه خود را [ 21 ] بدوش او گزار و هر چه ميتوانى بيشتر بأو بسپار شايد ديگر او را درنيابى و غنيمت بدان كه كسى از تو مالى بوام گيرد و در روز سختى بتو بپردازد . بدانكه در برابر تو گردنه سخت و دشوارى است ، هر كه در آن سبك بار باشد خوش حالتر است از كسيكه بارش سنگين است ، و هر كه كند رو باشد بد حال تر است از آنگه شتابان ميرود ، فرودگاه تو در پشت اين گردنه بناچار بهشت است يا دوزخ ، پيش از آنكه از اين گردنه فرود شوى جلو پاى خود را پاك كن و ببهشت برو نه بدوزخ ، و پيش از مرگ براى خود منزل را هموار ساز كه پس از مردن نه عذرى پذيرفته شود و نه راه بازگشتى بدنيا ميماند . و بدانكه آن خدائيكه همه گنجهاى آسمان و زمين را در دست دارد بتو اجازه داده تا بدرگاهش خواستار هر حاجتى شوى و از او بخواهى و دعاء كنى و ضامن شده كه دعايت را اجابت كند و بتو فرموده از او بخواهى تا بتو بدهد و از او رحمت طلبى تا بتو رحم كند ، و ميان تو و خودش دربانى مقرر نداشته كه تو را از او باز دارد و تو را وادار بواسطه تراشى نكرده ، و اگر بد كردارى جلو توبه و بازگشت تو را نگرفته ، و در بازگشت تو را مورد سرزنش نساخته ، و در كيفر تو شتاب ندارد و در آنجا كه شايد تو را رسوا نساخته و در پذيرش توبه و بازگشت تو سخت نگرفته و از تو جريمه نخواسته و از رحمتش تو را نا اميد نساخته ، بلكه روگردانى تو را از گناه خوش كردارى مقرّر كرده و بدكارى تو را يكى بشمار گرفته و كار خوبت ده برابر بحساب آورده است و در توبه را براى تو باز گذاشته و باب عذر خواهى را مفتوح داشته ، هر آنگاهش بخوانى فريادت را ميشنود و اگر رازش بگوئى رازت را ميداند ، تو ميتوانى عرض حاجت خود را بيواسطه بأو برسانى و هر چه در دل دارى با او در ميان گزارى و از گرفتاريهايت بوى شكايت كنى و از او چاره دردهايت را بخواهى و در هر كارت از او يارى بجوئى و از خزائن رحمتش درخواست كنى آنچه را جز او نتواند بتو عطا كند از فزونى عمر و تندرستى و وسعت روزى ، سپس همه كليدهاى خزائن خودش را بتو سپرده كه [ 22 ] اجازه مطلق در خواست از وى را بتو داده است ، هر وقت بخواهى ميتوانى بوسيله دعاء أبواب نعمت بيدريغش را بروى خود باز كنى و از ريزش سيل آساى رحمتش بر خود ببارانى و برخوردار باشى ، نبايد تأخير اجابتش تو را نوميد سازد ، زيرا بخشش باندازه صدق نيت است و بسا تأخير اجابت براى اينست كه اجر خواستار بزرگتر شود و عطيه بيشترى دريابد ، و بسا كه چيزى درخواست كردى و بتو نداده و در عوض بهتر از آنرا در دنيا و يا آخرت بتو خواهد رسانيد ، يا اينكه مسئول تو را دريغ داشته و پاداش بهترى مقرّر نموده است چه بسا چيزى را خواستى كه سبب از دست رفتن دين تو شود اگرش بدست آرى ، بايد هميشه درخواهت از درگاه خدا چيزى باشد كه بهره آن براى تو بماند و وبال و رنجى ببار نياورد ، مال دنيا نه براى تو ميماند و نه تو براى آن ميمانى . الفصل السادس من قوله عليه السّلام : و اعلم أنّك إنّما خلقت للآخرة لا للدّنيا ، و للفناء لا للبقاء ، و للموت لا للحياة ، و أنّك في منزل قلعة ، و دار بلغة ، و طريق إلى الآخرة ، و أنّك طريد الموت الّذي لا ينجو منه هاربه ، و لا يفوته طالبه ، و لا بدّ أنّه مدركه ، فكن منه على حذر أن يدركك و أنت على حال سيّئة قد كنت تحدّث نفسك منها بالتّوبة فيحول بينك و بين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك . يا بنيّ ، أكثر من ذكر الموت و ذكر ما تهجم عليه ، و تفضي بعد الموت إليه ، حتّى يأتيك و قد أخذت منه حذرك ، و شددت [ 23 ] له أزرك ، و لا يأتيك بغتة فيبهرك ، و إيّاك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها ، و تكالبهم عليها ، فقد نبّأك اللّه عنها ، و نعت [ نعتت ] لك نفسها ، و تكشّفت لك عن مساويها ، فإنّما أهلها كلاب عاوية ، و سباع ضارية ، يهرّ بعضها بعضا ، و يأكل عزيزها ذليلها و يقهر كبيرها صغيرها ، نعم معقّلة ، و أخرى مهملة ، قد أضلّت عقولها و ركبت مجهولها ، سروح عاهة ، بواد وعث ليس لها راع يقيمها ، و لا مسيم يسيمها ، سلكت بهم الدّنيا طريق العمى ، و أخذت بأبصارهم عن منار الهدى ، فتاهوا في حيرتها ، و غرقوا في نعمتها ، و اتّخذوها ربّا فلعبت بهم و لعبوا بها ، و نسوا ما وراءها رويدا يسفر الظّلام ، كان قد وردت الأظعان ، يوشك من أسرع أن يلحق . اللغة يقال : هذا منزل قلعة بضمّ القاف و سكون اللاّم : ليس بمستوطن ، و يقال : هم على قلعة أى على رحلة ، ( البلغة ) : قدر الكفاية من المعاش ، ( الأزر ) : الظّهر و القوّة ، ( فيبهرك ) أى يجعلك مبهوتا مغلوبا لا تقدر على التدارك ، ( أخلد ) ، إلى كذا : اتّخذه دار الخلد و الاقامة الدائمة ، ( التكالب ) : التنازع على التسلط كالكلاب يتنازعون للتسلط على الجيف ، ( المساوى ) : المعايب ، ( الضراوة ) ، الجرأة على الاصطياد ، ( المعقّدة ) : المربوطة بالعقال ، ( المجهول ) و المجهل : المفازة [ 24 ] الّتى لا أعلام فيها ، ( واد وعث ) : ( واد وعث ) : لا يثبت فيه خفّ و لا حافر لسهولته أو كونه مزلقا ( سروح عاهة ) جمع سرح و هى المواشى المبتلاة بالافة المعرضة للهلاك ، ( مسيم يسيمها ) : راع يرعاها ، ( رويدا ) تصغير رود و أصل الحرف من رادت الرّيح ترود تحرك حركة خفيفة و المعنى لا تعجل ( يسفر الظلام ) ، يقال أسفر وجهه إذا أضاء و أسفر الصبح إذا انكشف ، ( الأظعان ) : جمع ظعن ، و هي الجماعات المتنقلة في البراري . الاعراب للاخرة : اللاّم للعاقبة ، منزل قلعة و دار بلغة : الظاهر أنّ القلعة و البلغة بمعنى المصدر فالأولى إضافة ما قبلهما إليهما و يحتمل أن تكونا صفة لما قبلهما بالتأويل ، نعم معقّلة : خبر بعد خبر لقوله « أهلها » ، سروح عاهة : خبر ثالث بأبصارهم : مفعول أخذت و الظاهر انّ الباء زائدة للتأكيد ، رويدا : منصوب بمقدر أى امهل رويدا ، هذه الجملة و ما بعدها أمثال سائرة . المعنى بين عليه السّلام في هذا الفصل الهدف من خلق الانسان و أوضح بأبين بيان أنّ الدّنيا طريق و معبر له لا يستحقّ أن يطمئنّ إليه بل يجب أن يتزوّد منها لاخرته و يهيأ فيها لملاقات ربّه ، و يكون على حذر من الاشتغال بها و ارتكاب سيئآتها حتّى يأتيه الموت بغتة و لا يجد مهلة للتوبة و التدارك لما فاته . ثمّ حذّره أكيدا عن تقليد الناس في الافتنان بالدّنيا و الاشتغال بها كأنها دار خلود لهم و ليس لهم انتقال عنها إلى دار اخرى ، و نبّه على ذلك بوجوه : 1 إخبار اللّه تعالى عن فنائها . 2 توصيف الدّنيا نفسها بالفناء و الزوال آناء الليل و النّهار . 3 المغترّون بها كلاب و أنعام ضالّة مبتلاة بالافات بلا مرشد و لاراع و لا مناص لهم من الهلاكة و الدّمار ، فلا ينبغي الاقتداء بهم في أفعالهم و أحوالهم في حال من الأحوال . [ 25 ] الترجمة بدان پسر جانم كه تو تنها براى آخرت آفريده شدى نه دنيا ، و براى فنا از دنيا بوجود آمدى نه براى زيست در آن ، و سرانجامت در دنيا مرگ است نه زندگى ، و بدانكه تو امروز در منزل كوچ و خانه موقت هستى كه رهگذريست بآخرت ، و راستيكه مرگ در پى تو است و گريزان از مرگرا رهائى نيست و از دست جوينده خود بدر نميرود و بناچار او را ميگيرد ، تو بر حذر باشى كه مرگت فرا رسد و در حال گناه باشى و در دل داشته باشى كه از آن توبه كنى ولى مرگ بتو مهلت ندهد و بى‏توبه بميرى و خود را هلاك سازى ، پسر جانم بسيار در ياد مرگ باش و بياد دار كه بكجا افكنده ميشوى و پس از مرگ بكجا و بچه وضعى ميرسى تا آنكه چون مرگت رسد خود را آماده كرده باشى و پشتيبانت محكم باشد و ناگهانت نگيرد تا خيره و درمانده شوى . مبادا فريب بخورى كه دنيا طلبان بدان دل داده و آنرا جاودانه گرفته‏اند و بر سر آن با هم سگانه مبارزه ميكنند ، زيرا خدا از فناء دنيا خبر داده و خود دنيا هم خود را به بيوفائى توصيف كرده و از بديهاى خود برايت پرده بر گرفته ، همانا اهل دنيا سگهائى عوعو كننده و درنده‏هائى پوزش آور و زيان زننده‏اند بروى يكديگر زوزه كشند ، و عزيزانشان خوارهايشانرا بخورند ، و بزرگشان خوردشانرا مقهور سازند ، چار پايانى باشند بسته يا مهار گسيخة و آزاد ، عقل خود را گمراه كرده و در بيابانى ناشناخته ميتازند ، رمه‏هائى بيمار و آفت زده در نمكزارى لغزان سرگردانند ، نه شبانى دارند كه آنها را نگهدارى كند و نه چوپانى كه آنها را بچراند ، دنيا آنها را بكوره راه ناهموارى كشانده و چشم آنها را از ديدار راه روشن هدايت بسته ، در سرگردانى دنيا گم شداند و در نعمت بى‏عافيت آن اندرند ، دنيا را پروردگار خود شناخته و دودستى آنرا گرفته‏اند و دنيايشان ببازى گرفته و آنها هم سرگرم بازى با دنيا شدند و فراموش كردند كه در دنبال دنيا چه عالمى است ؟ . [ 26 ] آرام باش ، پرده تاريكى بكنار ميرود ، گويا كاروانهاى جهان ناپيدا وارد شوند ، هركس شتاب كند بزودى بكاروانهاى پيش گذر ميرسد . الفصل السابع من قوله عليه السّلام : و اعلم [ يا بنيّ ] أنّ من كانت مطيّته اللّيل و النّهار فإنّه يسار به و إن كان واقفا ، و يقطع المسافة و إن كان مقيما وادعا . و اعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك ، و لن تعد و أجلك ، و أنّك في سبيل من كان قبلك فخفّض في الطّلب ، و أجمل في المكتسب ، فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب ، و ليس كلّ طالب بمرزوق ، و لا كلّ مجمل بمحروم ، و أكرم نفسك عن كلّ دنيّة و إن ساقتك إلى الرّغائب ، فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا ، و لا تكن عبد غيرك ، و قد جعلك اللّه حرّا ، و ما خير خير لا ينال إلاّ بشرّ ، و يسر لا ينال إلاّ بعسر و إيّاك أن توجف بك مطايا الطّمع فتوردك مناهل الهلكة ، و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين اللّه ذو نعمة فافعل ، فإنّك مدرك قسمك ، و آخذ سهمك ، و إنّ اليسير من اللّه سبحانه أعظم و أكرم من الكثير من خلقه ، و إن كان كلّ منه . و تلا فيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من [ 27 ] منطقك ، و حفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء ، و حفظ ما في يديك أحبّ إلىّ من طلب ما في يد غيرك ، و مرارة اليأس خير من الطّلب إلى النّاس ، و الحرفة مع العفّة خير من الغنى مع الفجور ، و المرء أحفظ لسرّه ، و ربّ ساع فيما يضرّه من أكثر أهجر ، و من تفكّر أبصر ، قارن أهل الخير تكن منهم ، و باين أهل الشّرّ تبن عنهم ، بئس الطّعام الحرام ، و ظلم الضّعيف أفحش الظّلم ، إذا كان الرّفق خرقا كان الخرق رفقا ، و ربّما كان الدّواء داء و الدّاء دواء ، و ربّما نصح غير النّاصح و غشّ المستنصح ، و إيّاك و الإتّكال على المنى فإنّها بضائع النّوكى ، و العقل حفظ التّجارب ، و خير ما جرّبت ما وعظك ، بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة ، ليس كلّ طالب يصيب ، و لا كلّ غائب يؤب ، و من الفساد إضاعة الزّاد و مفسدة المعاد ، و لكلّ أمر عاقبة ، سوف يأتيك ما قدّر لك ، التّاجر مخاطر ، و ربّ يسير أنمى من كثير . و لا خير في معين مهين ، و لا في صديق ظنين ، ساهل الدّهر ما ذلّ لك قعوده ، و لا تخاطر بشى‏ء رجاء أكثر منه ، و إيّاك أن تجمح بك مطيّة اللّجاج ، أحمل نفسك من أخيك عند صرمه [ 28 ] على الصّلة ، و عند صدوده على اللّطف و المقاربة ، و عند جموده على البذل ، و عند تباعده على الدّنوّ ، و عند شدّته على اللّين ، و عند جرمه على العذر ، حتّى كأنّك له عبد ، و كأنّه ذو نعمة عليك ، و إيّاك أن تضع ذلك في غير موضعه ، أو أن تفعله بغير أهله لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادى صديقك ، و امحض أخاك النّصيحة حسنة كانت أو قبيحة ، و تجرّع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة و لا ألذّ مغبّة ، و لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك ، و خذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظّفرين ، و إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة يرجع إليها إن بداله ذلك يوما ما ، و من ظنّ بك خيرا فصدّق لنّه ، و لا تضيعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك و بينه ، فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه ، و لا يكن أهلك أشقى الخلق بك ، و لا ترغبنّ فيمن زهد عنك و لا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ، و لا يكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان ، و لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك ، فإنّه يسعى في مضرّته و نفعك ، و ليس جزاء من سرّك أن تسوءه . [ 29 ] اللغة ( المطيّة ) : ما يقطع به المسافة فاختلاف اللّيل و النّهار يوحب طيّ مدّة العمر ، ( تعدو ) : تجاوز ( التخفيض و الاجمال ) : ترك الحرص في طلب الدّنيا ، ( الحرب ) : سلب المال و فنائه ، ( أوجفت ) : أسرعت ( التلافي ) : التدارك ( الوكاء ) : حبل يشدّ به رأس القربة ، ( الحرفة ) : الاكتساب بالتعب ، ( أهجر الرجل ) : اذا أفحش في منطقه ( الرفق ) : اللين و ( الخرق ) : ضدّه ، ( النوكى ) : الحمقى ( الصّرم ) : القطع ( الصدود ) : الاعراض ، ( الظنين ) : المتهم ، ( محضه النصيحة ) : أخلصها له ( المغبّة ) : العاقبة . الاعراب و قد جعلك اللّه حرّا ، جملة حاليّة ، و ما خير خير : يحتمل أن يكون كلمة ما استفهامية للانكار فالخير الأوّل مضاف إلى الثانى و لو جعلت نافية ففي الاضافة غموض و في العبارة إبهام و الاعراب في قوله « و يسر لا ينال » أغمض فتدبّر بشدّ الوكاء ظرف مستقر خبر لقوله « حفظ » ، ما ذلّ ، لفظة ما مصدرية زمانيّة رجاء أكثر منه : مفعول له لقوله « لا تخاطر » ، ما في قوله « يومامّا » نكرة تفيد القلّة . المعنى قرّر عليه السّلام في هذا الفصل زوال الدّنيا و فناءها بحساب رياضى فقال : إنّ العمر عدد من اللّيالى و الأيّام المارّة على الدّوام و يصل إلى النهاية و ينفد لا محالة و بعد ما أثبت بالبرهان الرياضى أنّ العمر منقض و أنّ الأجل محتوم فلا ينبغي الركون إلى الدنيا و الاعتماد عليها ، ثمّ توجّه إلى ابطال ما يفتتن به أهل الدّنيا من الامال و بيّن أنّ الانسان في هذه الدّنيا لا يبلغ إلى آماله لأنّ الأمل غير محدود ، و الأجل محدود ، و وصّاه بترك الحرص و الكدّ في طلب الدّنيا ، فإنّ الرزق المقدّر يصل بأدنى طلب و ما يطلب بجدّ و كدّ ربّما يتلف و يضيع و يعرضه الحرب . [ 30 ] قال ابن ميثم : و ذلك كما شوهد في وقتنا أنّ تاجرا كان رأس ماله سبعة عشر دينارا فسافر بها إلى الهند مرارا حتّى بلغت سبعة عشر ألفا فعزم حينئذ على ترك السّفر و الاكتفاء بما رزقه اللّه ، فسوّلت له نفسه الأمّادة بالسّوء في العود و حبّبت إليه الزّيادة فعاود السّفر فلم يلبث أن خرجت عليه السّراق في البحر فأخذوا جميع ما كان معه ، فرجع و قد حرب ماله ، و ذلك ثمرة الحرص المذموم . ثمّ تعرّض عليه السّلام للوصيّة بحفظ كرامة النفس و الاحتفاظ بالشخصيّة الّتي هي شرف وجود الانسان و امتيازه عن سائر أنواع الحيوان فقال عليه السّلام : ( و أكرم نفسك عن كلّ دنيّة و إن ساقتك إلى الرغائب ) و يندرج في وصيّته هذه الأمر بحفظ الحريّة و الاستقلال في عالم البشريّة الّتي هي لبّ الدّيمو قراطيّة في الاجتماع الانسانى و أشار إلى أنّ النفس أعزّ و أعلى من كلّ شي‏ء فلا قيمة له بوجه من الوجوه و أكّد ذلك بقوله عليه السّلام ( و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك اللّه حرّا ) . ثمّ أشار إلى أنّ آفة الحريّة الطمع فحذّر منه أشدّ الحذر و في التشبث بالوسائط نوع من الضعف في الاستقلال و الحرّية فقال عليه السّلام ( و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين اللّه ذو نعمة فافعل ) . ثمّ سرد أنواعا من الفضائل و حثّ على اكتسابها ، و أنواعا من الرّذائل و وصّى الاجتناب عنها ، فمن الفضائل : الصّمت ، و حفظ المال ، و تكلّف الحرفة و من الرّذائل : إظهار الحاجة إلى الناس ، و تحصيل الغنى بالفجور و كثرة الكلام . و من الفضائل : الفكر و مصاحبة أهل الخير ، و من الرّذائل مصاحبة أهل الشرّ و الظلم بالضعيف ، و جرّ عليه السّلام كلامه إلى الوصيّة بحفظ روابط الودّ مع الأحبّاء و الأقرباء فانّه اسّ الاجتماع و التعاون المفيد في الحياة ، فقال عليه السّلام : ( احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصّلة ) و بيّن كلّ ما يمكن أن يصير سببا لقطع رابطة الاخاء وفت عضد المحبّة و الاجتماع و أراه دواءه الناجع النافع فدواء الإعراض الاقبال و المقارنة باللّطف ، و دواء المنع عن العطاء هو البذل عليه و دواء التباعد الناشي عنه هو التقارب و الدّنوّ منه ، و دواء شدّته و صولته هو اللّين [ 31 ] و الرّفق معه ، و دواء جرمه و اجترائه هو الاعتذار منه و له ، و قد لخّص كلّ ذلك في قوله : ( حتّى كأنّك له عبد ) . و قد ذيّل وصايته هذه بأنّ تلك المعاملة الاخائيّة لا بدّ و أن تكون مع من يليق بها و هو المؤمن المعتقد . الترجمة اى پسر جانم بدانكه هر كس بر پاكش شب و روز سوار است هميشه بسوى مرگ در رفتار است گر چه در جاى خود ايستاده و استوار است ، و بنا خواه طى راه مينمايد گر چه مقيم و آسوده ميزيد ، بطور يقين بدان كه بآرزو و آرمان خود نميرسى و از عمر مقدر نميگذرى و براه همه كسانى كه پيش از تو بوده‏اند ميروى ، در طلب دنيا آرام باش و در كسب مال هموار رفتار كن زيرا بسا طلب كه بسر انجام تلف ميكشد ، نه هر كس دنبال روزى دود بروزى ميرسد و نه هر كس آرام و هموار كار ميكند از روزى وا ميماند ، خود را از هر پستى در طلب دنيا گرامى دار و اگر چه آن كار پست تو را بآرمانهايت برساند ، زيرا اگر خود را بفروشى بهائى كه ارزش شخصيت را داشته باشد بدست نياورى ، خود را بنده ديگرى مساز و بأو مفروش در صورتيكه خداوندت آزاد و مستقل آفريده است ، چه خير و خوبى دارد آن خيريكه جز بوسيله بدى بدست نيايد ، و چه آسايشى است در آنچه جز بدشوارى فراهم نشود ؟ ؟ . مبادا اختيار خود را بمركب سركش طمع بسپارى تا تو را در پرتگاه هلاك و نابودى كشاند ، اگر توانى هيچ منعمى را ميان خود و خدا واسطه طلب روزى نسازى همين كار را بكن وزير بار نوكرى ديگران مرو ، زيرا تو قسمت روزى خود را خواهى يافت و بهره‏ات بتو خواهد رسيد همان روزى اندك از طرف خداوند سبحان بى منت ديگران بزرگتر و گرامى‏تر است از بهره بيشتر از دست ديگران ، و گرچه همه از طرف خداوند منّانست . هر كه نان از قبل خويش خورد منّت از حاتم طائى نبرد [ 32 ] تدارك تقصيريكه از خموشى بر آيد آسانتر است از تدارك آنچه از گفتار ناهنجار زايد ، نگهدارى رازهاى درون ببستن زبانست چون بستن سر ظرف آنچه را در آنست حفظ مينمايد ، نگهدارى آنچه در دست خود دارى نزد من محبوبتر است از جستن چيزيكه در دست ديگرانست ، تلخى نوميدى به است از دست نياز بمردم دراز كردن ، پيشه ورى و آبرومندى به است از بى‏نيازى بوسيله هرزگى هر مردى بهتر ، راز خود را نگهمدارد ، بسا كسى كه در زيان بخود ميكوشد هر كه پر گويد ژاژ خوايد ، هر كه انديشه كند بينا گردد ، با خيرمندان در آميز تا از ايشان باشى ، از شرّ انگيزان جدا شو تا از آنها بر كنار باشى ، چه بد خوراكى است مال حرام ، ستم بر ناتوان فاحشترين ستم است ، در جائيكه از ملايمت كج خلقى بر آيد كج خلقى ملايمت زايد ، چه بسا كه دارو درد گردد و درد دارو ، چه بسا كه اندرز از بد خواه بر آيد و خير خواه بد غلى در اندرز خود گرايد ، مبادا بر آرزوهاى خود اعتماد كنى كه آرزومندى كالاى احمقان است ، عقل و خرد تجربه اندوزيست ، بهترين تجربه آنست كه تو را پند دهد تا غصه و افسوس نيامده وقت را غنيمت شمار و از دستش مده ، هر كس جويد بمقصد رسد و نه هر غائبى بخانه‏اش بر گردد ، ضايع نمودن توشه راه ارتكاب تباه است و مفسد روز رستاخيز ، هر كارى را دنباله‏ايست و بسر انجامى گرايد ، هر چه براى تو مقدّر باشد بتو خواهد رسيد ، بازرگان خود را بخطر مياندازد ، چه بسا اندكى كه پر بركت تر از بسيار است ، در ياور و همكار پست و زبون خيرى نباشد و نه در دوست دو دل و متهم بخيانت ، تا روزگار با تو بسازد با او بساز ، چيزى كه در دسترس است باميد بيش از آنش در خطر ميفكن ، مبادا عنان خود را بدست مركب سركش لجبازى بسپارى ، براى نگهدارى برادر و دوست خود اگر از تو بريد با او پيوست كن ، و هنگام رو گردانى او با لطف و مهربانى بأو نزديك شو ، و چون مشت خود را بست بأو ببخش ، و چون دورى گزيد بأو نزديك شو ، و هنگام سختگيرى او با او نرمش كن ، و چون جرمى مرتكب شد بر او پوزش آور ، تا آنجا در برابر [ 33 ] او فروتن باش بمانند بنده‏اى در برابر آقاى خود و تا آنجا كه او را منعم خويش بحساب آورى ، و مبادا اين معامله برادرانه را با نا اهل و ناشايست آن روا دارى . با دشمن دوستت طرح دوستى مريز تا با دوستت دشمنى كرده باشى ، با برادر خود پاك و صريح نصيحت كن و حق را بأو بگو چه خوشايد او باشد چه او را بد آيد ، خشم را فرو خور زيرا من نوششى را شيرين سرانجام تر و لذت بخش تر در دنبال از آن آن نديدم ، با كسيكه درشتت بر آيد نرمش كن چه بسا كه نرم شود ، بر دشمن خود بتفضل و احسان برترى جو ، زيرا كه اين شيرين‏تر پيروزيها است اگر خواستى از دوستى ببرى يك رشته از حسن رابطه را بجاى گزار كه بوسيله آن بوى بر گردى اگر روزى پشيمان شدى ، هر گاه كسى بتو گمان خوبى دارد بأو خوبى كن و گمانش را درست در آور باعتماد دوستى و يگانگى حق دوست را زير پا مكن زيرا كسيكه حقش را ضايع سازى با تو برادرى نكند . مبادا خاندان تو بد بخترين مردم باشند نسبت بتو و از آنها رعايت ديگرانرا نكنى ، كسى كه تو را ترك گويد و از تو رو گرداند دل بأو مبند ، برادر و دوست تو در قطع رابطه بر تو از پيوند تو با او پيشدستى نكند و پيش از آنكه او قطع رابطه كند جلو آنرا بگير و مواظب باش كه او در بد رفتارى با تو از خوشرفتارى تو با او پيشدستى نكند و با خوشرفتارى جلو بد رفتاريش را ببند ستم ستمگر بر تو گران نيايد زيرا كه او در زيان خود و سود تو كوشش مينمايد پاداش كسيكه تو را شادمان مينمايد اين نيست كه تو بأو بدى كنى و دلش را آزرده سازى . الفصل الثامن من قوله عليه السّلام : و اعلم ، يا بنيّ أنّ الرّزق رزقان : رزق تطلبه ، و رزق [ 34 ] يطلبك ، فإن أنت لم تأته أتاك ، ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، و الجفاء عند الغنى ، إنّما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك ، و إن جزعت على ما تفلّت من يديك فاجزع على كلّ ما لم يصل إليك ، استدلّ على ما لم يكن بما قد كان فإنّ الأمور أشباه ، و لا تكوننّ ممّن لا تنفعه العظة إلاّ إذا بالغت في إيلامه ، فإنّ العاقل يتّعظ بالأدب ، و البهائم لا تتّعظ إلاّ بالضّرب ، اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصّبر و حسن اليقين ، من ترك القصد جار ، و الصّاحب مناسب ، و الصّديق من صدق غيبه ، و الهوى شريك العمى [ العنا ] ، و ربّ قريب أبعد من بعيد ، و بعيد أقرب من قريب ، و الغريب من لم يكن له حبيب ، من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه ، و من اقتصر على قدره كان أبقى له ، و أوثق سبب أخذت به سبب بينك و بين اللّه ، و من لم يبالك فهو عدوّك ، قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطّمع هلاكا ، ليس كلّ عورة تظهر ، و لا كلّ فرصة تصاب ، و ربّما أخطأ البصير قصده ، و أصاب الأعمى رشده ، أخّر الشّرّ فإنّك إذا شئت تعجّلته ، و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، من أمن الزّمان خانه ، و من أعظمه أهانه ، ليس كلّ من رمى أصاب ، [ 35 ] إذا تغيّر السّلطان تغيّر الزّمان ، سل عن الرّفيق قبل الطّريق ، و عن الجار قبل الدّار . إيّاك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا و إن حكيت ذلك عن غيرك ، و إيّاك و مشاورة النّساء ، فإنّ رأيهنّ إلى أفن ، و عزمهنّ إلى وهن ، و اكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك إيّاهنّ فإنّ شدّة الحجاب أبقى عليهنّ ، و ليس خروجهنّ بأشدّ من إدخالك من لا يوثق به عليهنّ ، و إن استطعت إن لا يعرفن غيرك فافعل ، و لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فإنّ المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة ، و لا تعد بكرامتها نفسها ، و لا تطمعها في أن تشفع لغيرها ، و إيّاك و التّغاير في غير موضع غيرة ، فإنّ ذلك يدعو الصّحيحة إلى السّقم ، و البريئة إلى الرّيب ، و اجعل لكلّ إنسان من خدمك عملا تأخذه به ، فإنّه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك ، و أكرم عشيرتك فإنّهم جناحك الّذي به تطير ، و أصلك الّذي إليه تصير ، و يدك الّتي بها تصول . أستودع اللّه دينك و دنياك ، و أسأله خير القضاء لك في العاجلة و الآجلة ، و الدّنيا و الآخرة ، و السّلام . [ 36 ] اللغة ( مثوى ) : اسم مكان من ثوى بمعنى محلّ الاقامة ، ( تفلّت ) : تخلّص و في معناه الافلات و الانفلات ( العظة ) : كالعدة مصدر وعظ يعظ ، ( عزائم الصبر ) : ما لزمته منها ، ( مناسب ) مفعول من ناسب أى من ذوى القربى ، ( العورة ) : قال ابن ميثم : هنا الاسم من أعور الصيد إذا أمكنك من نفسه و أعور الفارس إذا بدامنه موضع خلل الضّرب ، ( أفن ) : الأفن بسكون الفاء ، النقص ، و المتأفن ، المتنقص و روى إلى أفن بالتحريك فهو ضعيف الرأى ، أفن الرّجل يأفن أفنا أى ضعف رأيه ( الوهن ) : الضّعف ، ( القهرمانة ) : فارسي معرّب . الاعراب رزق تطلبه ، عطف بيان لقوله « رزقان » ، من دنياك متعلق بقوله « لك » و هي ظرف مستقر خبر مقدّم لقوله « ان » و ماء الموصولة اسم له ، و اكفف عليهنّ من أبصارهنّ قال الشارح المعتزلى « ص 124 ج 16 ط مصر » : من ها هنا زائدة و هو مذهب أبي الحسن الأخفش من زيادة من في الموجب ، و يجوز أن يحمل على مذهب سيبويه فيعنى به : فاكفف عليهنّ بعض أبصارهنّ ، بأشدّ خبر ليس ، و الباء زائدة ، لا تعد : نهى من عدا يعدو أى لا تجاوز ، التغاير : تفاعل من الغيرة و هي الرقابة في النّساء . المعنى قد قسّم عليه السّلام الرزق إلى رزق يحصل بلا طلب و إلى رزق يحصل بالطّلب و قد ورد في غير واحد من الايات و الأخبار أنّ الرزق مضمون على اللّه تعالى و أصرح الايات قوله تعالى : « و ما من دابّة في الأرض إلاّ على اللّه رزقها و يعلم مستقرّها و مستودعها كلّ في كتاب مبين : 6 هود » و قوله تعالى « إنّ اللّه هو الرّزاق ذو القوّة المتين : 58 الذاريات » . فالايتان تدلاّن على أنّ اللّه تعالى تعهّد رزق كلّ دابّة كدين يجب الوفاء به و هو قادر على أداء هذا الدّين فيصل رزق كلّ دابة إليها و أنّه تعالى هو الرّازق [ 37 ] على وجه الحصر و لا رازق غيره لأنّ ضمير الفصل في قوله : هو الرّزاق ، و تعريف المسند يفيدان الحصر فمعنى الاية أنّه تعالى رازق و لا رازق غيره ، و ينبغي البحث هنا في أمرين : 1 أنّ وصول الرّزق إلى كلّ مرزوق مطلق أو له شرط معلّق عليه فاذا لم يحصل الشرط يسقط الرّزق المقدّر ، و ما هو هذا الشرط ؟ يستفاد من بعض الأخبار أنّ الرّزق مشروط بالطلب و الاكتساب بوجه ما فاذا ترك الطلب مطلقا يسقط الرّزق المقدّر ، و ذلك كمن ترك تحصيل الرّزق و اعتزل في زاوية منتظرا لمن يدخل عليه و يكفله ، و يؤيّد ذلك وجوب تحصيل النفقة لنفسه و لمن يجب عليه نفقته كالزّوجة و الأقارب باتفاق الفقهاء ، فلو كان الرّزق واصلا مطلقا و حاصلا بتقدير من اللّه فلا معنى لوجوب تحصيله ، و لكن لا إشكال في أنّ تأثير الطلب مختلف في الأشخاص ، فربما يحصل بطلب قليل رزق واسع كثير ، و ربّما يحصل بالجدّ و الكدّ أدنى مؤونة العيش و مقدار دفع الجوع و سدّ الرّمق ، و نظره عليه السّلام في هذا المقام ترك الحرص و تحمّل العناء في طلب الدّنيا ، كما أنّه لا إشكال في حصول الرّزق لبعض الأشخاص من حيث لا يحتسب قال الشارح المعتزلى « ص 114 ج 16 ط مصر » : دخل عماد الدّولة أبو الحسن بن بويه شيراز بعد أن هزم ابن ياقوت عنها و هو فقير لا مال له فساخت إحدى قوائم فرسه في الصحراء في الأرض فزلّ عنها و ابتدرها غلمانه فخلّصوها ، فظهر لهم في ذلك الموضع نقب وسيع ، فأمرهم بحفره فوجدوا فيه أموالا عظيمة و ذخائر لابن ياقوت . ثمّ استلقى يوما آخر على ظهره في داره بشيراز الّتي كان ابن ياقوت يسكنها فرأى حيّة في السقف ، فأمر غلمانه بالصّعود إليها و قتلها ، فهربت منهم ، و دخلت في خشب الكنيسة فأمر أن يقلع الخشب و تستخرج و تقتل ، فلمّا قلعوا الخشب وجدوا فيه أكثر من خمسين ألف دينار لابن ياقوت . و احتاج لأن يفصل و يخيط ثيابا له و لأهله فقيل : ها هنا خيّاط حاذق كان [ 38 ] يخيط لابن ياقوت ، و هو رجل منسوب إلى الدّين و الخير ، إلاّ أنّه أصمّ لا يسمع شيئا أصلا فأمر باحضاره فأحضر و عنده رعب و هلع ، فلمّا أدخله إليه كلّمه و قال : اريد أن تخيط لنا كذا و كذا قطعة من الثياب ، فارتعد الخيّاط و اضطرب كلامه و قال : و اللّه يا مولانا ماله عندى إلاّ أربعة صناديق ليس غيرها ، فلا تسمع قول الأعداء فيّ ، فتعجّب عماد الدّولة و أمر باحضار الصناديق فوجدها كلّها ذهبا و حليا و جواهر مملوءة وديعة لابن ياقوت . 2 أنّ من يأكل من الحرام كالسارق و الكاسب من الوجوه المحرّمة فهل يأكل رزقه المقدّر أم يأكل من غير رزقه ؟ و هل الحرام رزق اللّه و يندرج في كلامه هذا أنّ الرّزق رزقان أم هو خارج عن مفهوم كلامه و رزق ثالث ؟ . ثمّ قبّح عليه السّلام خلقا معروفا عند الناس و هو الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغنى . و قد ارتكب الناس هذا الخلق حتّى مع اللّه تعالى فعاتبهم به في كلامه قال عزّ و جلّ « حتّى إذا كنتم في الفلك و جرين بهم بريح طيّبة و فرحوا بها جائتها ريح عاصف و جائهم الموج من كلّ مكان و ظنّوا أنهم احيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدّين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ : 22 23 يونس » . و قد أشار عليه السّلام إلى أنّ ما يفيد للانسان من الدّنيا هو يصلح به أمر آخرته فحسب ، و أما غير ذلك فيذهب هدرا و يبقى تبعته . و أشار عليه السّلام إلى تسلية مقنعة مستدلة لترك الأسف على ما فات بأنه إذ جزع على ما خرج من يده من المال و الجاه فلا بدّ أن يجزع على جميع ما في الدّنيا ممّا لم يصل إليه لأنه لا فرق بين القسمين ، و وصّى أن يكون للانسان قلبا خاصغا فهما مستعدا للاتّعاظ و هو دليل العقل و الفراسة . العبد يقرع بالعصا و الحرّ تكفيه الملامة و لا يخلو الانسان من هموم ترد على قلبه من حيث يشعر و لا يشعر فوصّى [ 39 ] عليه السّلام بطرد هذه الهموم بملازمة صبر ثابت و يقين صادق و بملازمة طريقة عادلة في أعماله و أخلاقه و نبّه على أنّ الصاحب الصديق كنسيب قريب ، و كان يقال : « الصديق نسيب الرّوح و الأخ نسيب البدن » . و قد بين عليه السّلام موازين لامور هامّة : 1 ميزان الصّداقة ، فقال : ( و الصديق من صدق غيبه ) يعنى أنّ الصّداقة يعرف بحفظ الغيب للصديق ، فربّما شخص يظهر الصّداقة في الحضور و لم يكن إلاّ منافقا . 2 ميزان الغربة ، فقال : ( الغريب من لم يكن له حبيب ) أى من لم يكن له مونس يطمئنّ إليه و يلمسه عن ظهر قلبه برابطة و ديّة صادقة فهر غريب و إن كان في وطنه . 3 ميزان العداوة ، فقال : ( و من لم يبالك فهو عدوّك ) أى من لم يكترث بك و يراعيك فهو عدوّ . و قد استغرب الشارح المعتزلى هذه الميزانيّة للعداوة فقال « ص 119 ج 16 ط مصر » : و هذه الوصاة خاصّة بالحسن عليه السّلام و أمثاله من الولاة و أرباب الرّعايا و ليست عامّة للسوقة من أفناء الناس ، و ذلك لأنّ الوالي إذا أنس من بعض رعيته أنّه لا يباليه و لا يكترث به ، فقد أبدى صفحته ، و من أبدى لك صفحة فهو عدوّك و أما غير الوالي من أفناء الناس فليس أحدهم إذا لم يبال بالاخر بعدوّ له . أقول : قد ذكرنا فى بدء شرح هذه الوصيّة أنها موجّهة من نوع الوالد إلى نوع الولد من دون ملاحظة أيّة خصوصيّة في البين ، و المقصود من عدم المبالات في كلامه عليه السّلام هو عدم رعاية الحقّ بعد المعرفة و وجود الرّابطة بين شخصين و كلّ من عرف غيره و لم يراع له حقّه يكون عدوّا له و ظالما ، سواء من السوقة و أفناء الناس ، أو من الولاة و الحكّام ، و الفرق أنّ المعرفة للوالي أعمّ ، و حقوقه على الرّعايا أتمّ و ألزم . و قد اختلف في تفسير قوله عليه السّلام : ( ليس كلّ عورة تظهر ) فقال الشارح المعتزلى « في ص 119 ج 16 ط مصر » : يقول : قد تكون عورة العدوّ مستترة [ 40 ] عنك فلا تظهر ، و قد تظهر لك و لا يمكنك إصابتها . و قال ابن ميثم : نبّه بقوله : ليس كلّ عورة إلى قوله : رشده ، على أنّ من الامور الممكنة و الفرض ما يغفل الطالب البصير عن وجه طلبه فلا يصيبه و لا يهتدى له ، و يظفر به الأعمى إلى أن قال : و غرض الكلمة التسلية عن الأسف و الجزع على ما يفوت من المطالب بعد إمكانها . أقول : قد ارتبط ابن ميثم هذه الجمل الأربع إلى غرض واحد ، و الظاهر أنّ كلاّ منها حكمة عامّة تامّة ، و المقصود من العورة العيب في عدوّ أو غيره المعرض للانكشاف ، فيقول : ربّما يبقي عيب معروض للانكشاف مستورا لغفلة الناس أو سبب آخر ، كما أنه ربّما لا يستفاد من الفرصة و ربما يخطأ البصير عن قصده كما أنه ربّما يصيب الأعمى رشده . و هذه الحكم كلّها من قبيل المثل السائر المشهور : رميّة من غير رام و تنبيه على أنّ الأسباب المعمولة ليست عللا تامّة للوصول إلى المقاصد و الأهداف . و نبّه بقوله عليه السّلام ( من أمن الزّمان خانه و من عظّمه هانه ) على أنّ الزّمان إذا أقبل على الانسان لا يصحّ الاعتماد عليه ، فانه دوّار غدّار كما قال أبو الطيّب : و هي معشوقة على الغدر لا تحفظ عهدا و لا تتمم وصلا و قد أشار إلى السّبب الأساسى في تغيير الزّمان على بني الانسان فقال : ( إذا تغيّر السلطان تغيّر الزّمان ) ذكر الشارح المعتزلي « ص 121 ج 16 ط مصر » في شرح هذه الجملة : في كتب الفرس أنّ أنوشروان جمع عمّال السّواد و بيده درّة يقلبها ، فقال : أيّ شي‏ء أضرّ بارتفاع السّواد و أدعى إلى محقه ؟ أيّكم قال ما في نفسي جعلت هذه الدرّة في فيه ؟ فقال بعضهم : انقطاع الشّرب ، و قال بعضهم : احتباس المطر و قال بعضهم : استيلاء الجنوب و عدم الشمال ، فقال لوزيره : قل أنت فإني أظنّ عقلك يعادل عقول الرّعيّة كلّها أو يزيد عليها ، فقال : تغيّر رأى السلطان في رعيّته ، و إضمار الحيف لهم ، و الجور عليهم ، فقال : للّه أبوك ، بهذا العقل أهلّك [ 41 ] آبائي و أجدادي لما أهّلوك له ، و دفع إليه الدرّة فجعلها في فيه . ثمّ توجّه عليه السّلام في آخر وصيّته إلى المعاملة مع النساء و الخدم و هم أهل البيت و الخاصّة و وصّى في النساء بأمور : 1 ترك المشاورة معهنّ لضعف الرأى و وهن العزم و التصميم في الأمور . 2 كفّ أبصارهنّ عن الأجانب و زهرة الدّنيا بواسطة الحجاب عليهنّ فانه موجب لبقائهنّ و وفائهنّ للزّوج . 3 عدم إدخال الرّجال الأجانب عليهنّ في البيت إذا كانوا أهل ريب و فتنة . 4 عدم إحالة تدبير امور البيت من شراء الحوائج و الامور الخارجة عن تدبير أنفسهنّ عليهنّ لأنّ ذلك يؤذيهنّ و يذهب بجمالهنّ و بهائهنّ و ينقص من الاستمتاع بوجودهنّ . 5 عدم إجابتهنّ في الشفاعة و الوساطة للأغيار ، فانّه يوجب توجّههم إليهنّ و يؤدّي إلى فسادهنّ يوما ما . 6 عدم اظهار الغيرة عليهنّ في غير موضعها ، و المقصود المنع من سوء الظنّ بهنّ ضنّا عليهنّ و شغفا بحبهنّ فانّه يوجب سوقهنّ إلى الفساد ، و يلوث براءة ساحتهنّ بالرّيب و عدم الاعتماد . و أمّا وصيّته عليه السّلام بالنسبة إلى الخدم فانّه تنتظم أعمال خدمتهم بتقسيم اموره بينهم و إحالة كلّ أمر إلى من يناسبه منهم و جعله مسئولا عنه بخصوصه لئلا يكل بعضهم إلى بعض و يضيع الامور و تبقى بلا مسئول خاصّ . ثمّ ختم عليه السّلام وصاياه بقوله ( و أكرم عشيرتك ) و المقصود منه صلة الرّحم المأمور بها في الكتاب و السنّة معلّلا بأنّ العشيرة كالجناح للطّيران و كالأصل للبنيان و كاليد للصّولة على ذوي العدوان . و قد قرّر ابن خلدون في مقدمته المعروفة في علم الاجتماع و العمران ، العصبة و الاعتماد على العشيرة أصلا ثابتا في القبض على الحكومة و السّلطان و تحصيل الزعامة على سائر أفراد الانسان ، و قرّر ذلك الأصل بشواهد كثيرة من التاريخ في شتّى النواحي و البلدان . [ 42 ] قال في « ص 117 ج 1 من المقدّمة ط مصر » : الفصل السابع عشر في أنّ الغاية الّتي تجرى إليه العصبيّة هي الملك . و ذلك لأنا قدّمنا أنّ العصبيّة بها تكون الحماية و المدافعة و المطالبة و كل أمر يجتمع عليه و قدّمنا أنّ الادمييّن الطبيعة الانسانية يحتاجون في كلّ اجتماع إلى وازع و حاكم يزع بعضهم عن بعض ، فلا بدّ أن يكون متغلّبا عليهم بتلك العصبيّة و إلاّ لم تتمّ قدرته على ذلك و هذا التغلّب هو الملك . الترجمة اى پسر جانم بدانكه روزى بر دو قسم است ، يك روزيست كه تو بدنبال آن ميروى و روزى ديگرى كه دنبالت ميآيد و اگر بدنبال آن نروى او بدنبال تو ميآيد ، وه چه زشت است كه هنگام نياز فروتن و زبون باشى و چون نياز ندارى جفا كنى و رو گردانى ، تو از دنياى خود همانى را دارى كه با آن كار آخرت خود را درست كنى ، اگر بدانچه از دستت رفته است بيتابى كنى بايد بر هر چه كه در جهانست و بتو نميرسد بيتابى كنى و غم آنرا بخورى ، بدانچه نباشد از آنچه هست رهياب باش ، زيرا همه امور بهم مانند و آنچه هست نمونه‏ايست براى آنچه نيست . از آن كسانى مباش كه پند نپذيرد مكر آنكه پندى جانگاه و ملامت بار باشد و دلش را بدرد آورد ، زيرا خردمند بهمان ادب و پرورش پند پذيرد ، جانورانند و چهار پايان كه جز با كتك فرمان پذير نباشند ، آنچه همّ و اندوه بر دلت وارد شود بوسيله شكيبائى پايدار و خوش باورى از قدرت پروردگار از خود دور كن هر كس از راه عدل و داد بگردد جائر و نابكار باشد ، و رفيق موافق برادر باشد دوست آنكس است در پشت سر دوستى را رعايت كند ، هوس همعنان رنج و غم است ، بسا خويشى كه از بيگانه دورتر است و بسا بيگانه كه از خويش نزديكتر و مهربانتر ، آواره كسى است كه دوستى ندارد . هر كس از حقّ تجاوز كند به تنگناى گرفتار آيد ، هر كه قدر خود را [ 43 ] شناسد و بر آن بايستد براى او پاينده‏تر است ، محكمترين وسيله كه به آن بچسبى آنست كه ميان تو و خدا است ، هر كسى بتو بى‏اعتنا است دشمن تو است ، گاهى شود كه نوميدى رسيدن بمقصود باشد در صورتيكه طمع ورزى مايه نابوديست ، هر بدى فاش نگردد ، و هر فرصتى مورد استفاده نباشد ، بسا كه بينا و هشيار از مقصد خود خطا رود و نابينا و نادان بمقصد رسد . بدى را تا توانى بتأخير انداز كه هر دم ميتوانى در آن بشتابى ، بريدن نادان برابر پيوند با خردمندانست ، هر كس از مكر زمانه آسوده زيد بخيانت او دچار گردد ، و هر كس زمانه را بزرگ شمارد خوارى آنرا بيند ، نه هر كس تير اندازد بهدف زند ، وقتى سلطان ديگر گونه گردد زمانه هم ديگر گون شود نخست از رفيق پرسش كن آنگاه از راه ، و از همسايه بررسى كن آنگاه از خانه مبادا سخنى بگوئى كه خنده آور باشد و اگر چه از ديگرى آنرا حكايت كنى . مبادا با زنان خانه خود در كارهايت مشورت كنى زيرا رأى آنان سست است و تصميمشان نا پايدار است ، با حجاب خود جلو ديده آنانرا بر گير زيرا هر چه در پرده باشند بهتر ميمانند و سالم ترند ، بيرون رفتن آنها از خانه و گردش آنان در كوى و بر زن از آن بدتر نيست كه بيگانه‏اى كه مورد اطمينان نباشد نزد آنها آورى و با او معاشرت كنند ، و اگر بتوانى آنها را چنان دارى كه جز تو را نشناسند همين كن . زنرا به بيش از آنچه راجع بخود او است بر كارها سر كار و صاحب اختيار مكن ، زيرا زن چون گل است و جنس لطيف و قهرمان و گارگزار نيست ، و نبايد از اندازه احترام و شايستگى خود تجاوز نمايد ، زن را بطمع ميانداز كه پيش تو واسطه انجام كار ديگران شود ، و مبادا بيجا غيرت ورزى كنى و بدنبال بدبينى باشى كه اين خود زن درست و پارسا را بيمار و ناهموار سازد و زن پاكدامن را بسوى آلودگى كشد . براى هر كدام از خدمتكاران خود كارى مخصوص او مقرّر دار كه مسئول او [ 44 ] باشد ، و در عهده او شناخته شود ، زيرا اين تقسيم كارها خود سبب ميشود كه كارها را بهم وانگذارند و خدمت را بى‏سرانجام ننمايند . عشيره و تيره و تبار خود را گرامى دار و محترم شمار زيرا كه آنان بجاى پرهاى تواند كه بوسيله آنها پران ميشوى و پايه تواند كه بدانهاى ميگردى ، و چون دست تواند كه بوسيله آنها يورش و فعاليت دارى . من تو را از نظر دين و دنيايت بخدا ميسپارم ، و از او براى تو فرمان خير و صلاح را در دنيا و آخرت خواستارم و السّلام .