جستجو

و من خطبة له ع و قد قالها يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو الأنبار بجيش معاوية فلم ينهضوا و فيها يذكر فضل الجهاد و يستنهض الناس و يذكر علمه بالحرب و يلقي عليهم التبعة لعدم طاعته فضل الجهاد

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 74 ] 27 و من خطبة له ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَلْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ فَتَحَهُ اَللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ اَلتَّقْوَى وَ دِرْعُ اَللَّهِ اَلْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ اَلْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اَللَّهُ ثَوْبَ اَلذُّلِّ وَ شَمِلَهُ اَلْبَلاَءُ وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ اَلْقَمَاءَةِ وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ [ اَلْأَسْدَادِ ] وَ أُدِيلَ اَلْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ اَلْجِهَادِ وَ سِيمَ اَلْخَسْفَ وَ مُنِعَ اَلنَّصَفَ أَلاَ وَ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ [ حَرْبِ ] هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ لَيْلاً وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعْلاَناً وَ قُلْتُ لَكُمْ اُغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ اَلْغَارَاتُ وَ مُلِكَتْ عَلَيْكُمُ اَلْأَوْطَانُ فَهَذَا وَ هَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ اَلْأَنْبَارَ وَ قَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ اَلْبَكْرِيَّ وَ أَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ اَلرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى اَلْمَرْأَةِ اَلْمُسْلِمَةِ وَ اَلْأُخْرَى اَلْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلُبَهَا وَ قَلاَئِدَهَا وَ رُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ [ تَمْنَعُ ] مِنْهُ إِلاَّ بِالاِسْتِرْجَاعِ وَ اَلاِسْتِرْحَامِ ثُمَّ اِنْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ وَ لاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ اِمْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً فَيَا عَجَباً عَجَباً وَ اَللَّهِ يُمِيتُ اَلْقَلْبَ وَ يَجْلِبُ اَلْهَمَّ مِنَ اِجْتِمَاعِ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقُبْحاً لَكُمْ وَ تَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى يُغَارُ [ 75 ] عَلَيْكُمْ وَ لاَ تُغِيرُونَ وَ تُغْزَوْنَ وَ لاَ تَغْزُونَ وَ يُعْصَى اَللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ اَلْحَرِّ [ اَلصَّيْفِ ] قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ اَلْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا اَلْحَرُّ وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي اَلشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ اَلْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا اَلْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ اَلْحَرِّ وَ اَلْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ اَلْحَرِّ وَ اَلْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَ اَللَّهِ مِنَ اَلسَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ اَلرِّجَالِ وَ لاَ رِجَالَ حُلُومُ اَلْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ اَلْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَ اَللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً [ ذَمّاً ] قَاتَلَكُمُ اَللَّهُ لَقَدْ مَلاَتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ اَلتَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ اَلْخِذْلاَنِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ اِبْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً [ مُقَاماً ] وَ أَقْدَمُ فِيهَا مُقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ اَلْعِشْرِينَ وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى اَلسِّتِّينَ وَ لَكِنْ لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ هذه الخطبة من مشاهير خطبه ع قد ذكرها كثير من الناس و رواها أبو العباس المبرد في أول الكامل و أسقط من هذه الرواية ألفاظا و زاد فيها ألفاظا و قال في أولها إنه انتهى إلى علي ع أن خيلا وردت الأنبار لمعاوية فقتلوا عاملا له [ 76 ] يقال له حسان بن حسان فخرج مغضبا يجر رداءه حتى أتى النخيلة و اتبعه الناس فرقي رباوة من الأرض فحمد الله و أثنى عليه و صلى على نبيه ص ثم قال أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله الذل و سيما الخسف . و قال في شرح ذلك قوله و سيما الخسف هكذا حدثونا به و أظنه سيم الخسف من قوله تعالى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ اَلْعَذابِ و قال فإن نصرنا ما سمعناه فسيما الخسف تأويله علامة الخسف قال الله تعالى سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ و قال يُعْرَفُ اَلْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ و سيما مقصور و في معناه سيمياء ممدود قال الشاعر غلام رماه الله بالحسن يافعا له سيمياء لا تشق على البصر و نحن نقول إن السماع الذي حكاه أبو العباس غير مرضي و الصحيح ما تضمنه نهج البلاغة و هو سيم الخسف فعل ما لم يسم فاعله و الخسف منصوب لأنه مفعول و تأويله أولي الخسف و كلف إياه و الخسف الذل و المشقة . و أيضا فإن في نهج البلاغة لا يمكن أن يكون إلا كما اخترناه لأنه بين أفعال متعددة بنيت للمفعول به و هي ديث و ضرب و أديل و منع [ 77 ] و لا يمكن أن يكون ما بين هذه الأفعال معطوفا عليها إلا مثلها و لا يجوز أن يكون اسما . و أما قوله ع و هو لباس التقوى فهو لفظة مأخوذة من الكتاب العزيز قال الله سبحانه قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً وَ لِباسُ اَلتَّقْوى‏ . و الجنة ما يجتن به أي يستتر كالدرع و الحجفة . و تركه رغبة عنه أي زهدا فيه رغبت عن كذا ضد رغبت في كذا . و ديث بالصغار أي ذلل بعير مديث أي مذلل و منه الديوث الذي لا غيرة له كأنه قد ذلل حتى صار كذلك . و الصغار الذل و الضيم . و القماء بالمد مصدر قمؤ الرجل قماء و قماءة أي صار قميئا و هو الصغير الذليل فأما قمأ بفتح الميم فمعناه سمن و مصدره القموء و القموءة . و روى الراوندي و ديث بالصغار و القما بالقصر و هو غير معروف . و قوله ع و ضرب على قلبه بالإسهاب فالإسهاب هاهنا هو ذهاب العقل و يمكن أن يكون من الإسهاب الذي هو كثرة الكلام كأنه عوقب بأن يكثر كلامه فيما لا فائدة تحته . قوله و أديل الحق منه بتضييع الجهاد قد يظن ظان أنه يريد ع و أديل الحق منه بأن أضيع جهاده كالباءات المتقدمة و هي قوله و ديث بالصغار و ضرب على قلبه بالإسهاب و ليس كما ظن بل المراد و أديل الحق منه [ 78 ] لأجل تضييعه الجهاد فالباء هاهنا للسببية كقوله تعالى ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ . و النصف الإنصاف و عقر دارهم بالضم أصل دارهم و العقر الأصل و منه العقار للنخل كأنه أصل المال و تواكلتم من وكلت الأمر إليك و وكلته إلي أي لم يتوله أحد منا و لكن أحال به كل واحد على الآخر و منه رجل وكل أي عاجز يكل أمره إلى غيره و كذلك وكله . و تخاذلتم من الخذلان . و شنت عليكم الغارات فرقت و ما كان من ذلك متفرقا نحو إرسال الماء على الوجه دفعة بعد دفعة فهو بالشين المعجمة و ما كان أرسالا غير متفرق فهو بالسين المهملة و يجوز شن الغارة و أشنها . و المسالح جمع مسلحة و هي كالثغر و المرقب و في الحديث كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب و المعاهدة ذات العهد و هي الذمية و الحجل الخلخال و من هذا قيل للفرس محجل و سمي القيد حجلا لأنه يكون مكان الخلخال و رعثها شنوفها جمع رعاث بكسر الراء و رعاث جمع رعثة فالأول مثل خمار و خمر و الثاني مثل جفنة و جفان و القلب جمع قلب و هو السوار المصمت و الاسترجاع قوله إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و الاسترحام أن تناشده الرحم و انصرفوا وافرين أي تامين وفر الشي‏ء نفسه أي تم فهو وافر و وفرت الشي‏ء متعد أي أتممته . و في رواية المبرد موفورين قال من الوفر أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن أو مال . [ 79 ] و في رواية المبرد أيضا فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكم قولي وَ اِتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا قال أي رميتم به وراء ظهوركم أي لم تلتفتوا إليه يقال في المثل لا تجعل حاجتي منك بظهر أي لا تطرحها غير ناظر إليها قال الفرزدق تميم بن مر لا تكونن حاجتي بظهر و لا يعيا عليك جوابها و الكلم الجراح و في رواية المبرد أيضا مات من دون هذا أسفا و الأسف التحسر و في رواية المبرد أيضا من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم أي من تعاونهم و تظاهرهم و في رواية المبرد أيضا و فشلكم عن حقكم الفشل الجبن و النكول عن الشي‏ء فقبحا لكم و ترحا دعاء بأن ينحيهم الله عن الخير و أن يخزيهم و يسوءهم . و الغرض الهدف و حمارة القيظ بتشديد الراء شدة حره و يسبخ عنا الحر أي يخف و في الحديث أن عائشة أكثرت من الدعاء على سارق سرق منها شيئا فقال لها النبي ص لا تسبخي عنه بدعائك . و صبارة الشتاء بتشديد الراء شدة برده و لم يرو المبرد هذه اللفظة و روى إذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء قلتم هذا أوان قر و صر و إن قلت لكم اغزوهم في الصيف قلتم هذه حمارة القيظ أنظرنا ينصرم عنا الحر الصر شدة البرد قال تعالى كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ . و لم يرو المبرد حلوم الأطفال و روى عوضها يا طغام الأحلام و قال الطغام من لا معرفة عنده و منه قولهم طغام أهل الشام . و رباب الحجال النساء و الحجال جمع حجلة و هي بيت يزين بالستور و الثياب و الأسرة [ 80 ] و السدم الحزن و الغيظ و القيح ما يكون في القرحة من صديدها و شحنتم ملأتم . و النغب جمع نغبة و هي الجرعة و التهمام بفتح التاء الهم و كذلك كل تفعال كالترداد و التكرار و التجوال إلا التبيان و التلقاء فإنهما بالكسر . و أنفاسا أي جرعة بعد جرعة يقال أكرع في الإناء نفسين أو ثلاثة . و ذرفت على الستين أي زدت و رواها المبرد نيفت . و روى المبرد في آخرها فقام إليه رجل و معه أخوه فقال يا أمير المؤمنين إني و أخي هذا كما قال الله تعالى رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَ أَخِي فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد فدعا لهما بخير و قال و أين تقعان مما أريد ثم نزل استطراد بذكر كلام لابن نباتة في الجهاد و اعلم أن التحريض على الجهاد و الحض عليه قد قال فيه الناس فأكثروا و كلهم أخذوا من كلام أمير المؤمنين ع فمن جيد ذلك ما قاله ابن نباتة الخطيب أيها الناس إلى كم تسمعون الذكر فلا تعون و إلى كم تقرعون بالزجر فلا تقلعون كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ و عدوكم يعمل [ 81 ] في دياركم عمله و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله و صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه و هذه البهائم تناضل عن ذمارها و هذه الطير تموت حمية دون أوكارها بلا كتاب أنزل عليها و لا رسول أرسل إليها و أنتم أهل العقول و الأفهام و أهل الشرائع و الأحكام تندون من عدوكم نديد الإبل و تدرعون له مدارع العجز و الفشل و أنتم و الله أولى بالغزو إليهم و أحرى بالمغار عليهم لأنكم أمناء الله على كتابه و المصدقون بعقابه و ثوابه خصكم الله بالنجدة و البأس و جعلكم خير أمة أخرجت للناس فأين حمية الإيمان و أين بصيرة الإيقان و أين الإشفاق من لهب النيران و أين الثقة بضمان الرحمن فقد قال الله عز و جل في القرآن بَلى‏ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فاشترط عليكم التقوى و الصبر و ضمن لكم المعونة و النصر أ فتتهمونه في ضمانه أم تشكون في عدله و إحسانه فسابقوا رحمكم الله إلى الجهاد بقلوب نقية و نفوس أبية و أعمال رضية و وجوه مضية و خذوا بعزائم التشميز و اكشفوا عن رءوسكم عار التقصير و هبوا نفوسكم لمن هو أملك بها منكم و لا تركنوا إلى الجزع فإنه لا يدفع الموت عنكم لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي اَلْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا فالجهاد الجهاد أيها الموقنون و الظفر الظفر أيها الصابرون و الجنة الجنة أيها الراغبون و النار النار أيها الراهبون فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان و إن من ناصح الله لبين منزلتين مرغوب فيهما مجمع على تفضيلهما إما السعادة بالظفر في العاجل و إما الفوز بالشهادة في الأجل و أكره المنزلتين إليكم أعظمهما نعمة [ 82 ] عليكم فانصروا الله فإن نصره حرز من الهلكات حريز وَ لَيَنْصُرَنَّ اَللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اَللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . هذا آخر خطبة ابن نباتة فانظر إليها و إلى خطبته ع بعين الإنصاف تجدها بالنسبة إليها كمخنث بالنسبة إلى فحل أو كسيف من رصاص بالإضافة إلى سيف من حديد و انظر ما عليها من أثر التوليد و شين التكلف و فجاجة كثير من الألفاظ أ لا ترى إلى فجاجة قوله كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ و كذلك ليس يخفى نزول قوله تندون من عدوكم نديد الإبل و تدرعون له مدارع العجز و الفشل . و فيها كثير من هذا الجنس إذا تأمله الخبير عرفه و مع هذا فهي مسروقة من كلام أمير المؤمنين ع أ لا ترى أن قوله ع أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة قد سرقه ابن نباتة فقال فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان و قوله ع من اجتماع هؤلاء على باطلهم و تفرقكم عن حقكم سرقه أيضا فقال صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه و قوله ع قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم إلى آخره سرقه أيضا فقال كم تسمعون الذكر فلا تعون و تقرعون بالزجر فلا تقلعون و قوله ع حتى شنت عليكم الغارات و ملكت عليكم الأوطان سرقه أيضا و قال و عدوكم يعمل في دياركم عمله و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله و أما باقي خطبة ابن نباتة فمسروق من خطب لأمير المؤمنين ع أخر سيأتي ذكرها . [ 83 ] و اعلم أني أضرب لك مثلا تتخذه دستورا في كلام أمير المؤمنين ع و كلام الكتاب و الخطباء بعده كابن نباتة و الصابي و غيرهما انظر نسبة شعر أبي تمام و البحتري و أبي نواس و مسلم إلى شعر إمرئ القيس و النابغة و زهير و الأعشى هل إذا تأملت أشعار هؤلاء و أشعار هؤلاء تجد نفسك حاكمة بتساوي القبيلين أو بتفضيل أبي نواس و أصحابه عليهم ما أظن أن ذلك مما تقوله أنت و لا قاله غيرك و لا يقوله إلا من لا يعرف علم البيان و ماهية الفصاحة و كنه البلاغة و فضيلة المطبوع على المصنوع و مزية المتقدم على المتأخر فإذا أقررت من نفسك بالفرق و الفضل و عرفت فضل الفاضل و نقص الناقص فاعلم أن نسبة كلام أمير المؤمنين ع إلى هؤلاء هذه النسبة بل أظهر لأنك تجد في شعر إمرئ القيس و أصحابه من التعجرف و الكلام الحوشي و اللفظ الغريب المستكره شيئا كثيرا و لا تجد من ذلك في كلام أمير المؤمنين ع شيئا و أكثر فساد الكلام و نزوله إنما هو باستعمال ذلك . فإن شئت أن تزداد استبصارا فانظر القرآن العزيز و اعلم أن الناس قد اتفقوا على أنه في أعلى طبقات الفصاحة و تأمله تأملا شافيا و انظر إلى ما خص به من مزية الفصاحة و البعد عن التقعير و التقعيب و الكلام الوحشي الغريب و انظر كلام أمير المؤمنين ع فإنك تجده مشتقا من ألفاظه و مقتضبا من معانيه و مذاهبه و محذوا به حذوه و مسلوكا به في منهاجه فهو و إن لم يكن نظيرا و لا ندا يصلح أن يقال إنه ليس بعده كلام أفصح منه و لا أجزل و لا أعلى و لا أفخم و لا أنبل إلا أن يكون كلام ابن عمه ع و هذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة في علم هذه الصناعة و ليس كل الناس يصلح لانتقاد الجوهر بل و لا لانتقاد الذهب و لكل صناعة أهل و لكل عمل رجال . و من خطب ابن نباتة التي يحرض فيها على الجهاد [ 84 ] ألا و إن الجهاد كنز وفر الله منه أقسامكم و حرز طهر الله به أجسامكم و عز أظهر الله به إسلامكم فإن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم فانفروا رحمكم الله جميعا و ثبات و شنوا على أعدائكم الغارات و تمسكوا بعصم الإقدام و معاقل الثبات و أخلصوا في جهاد عدوكم حقائق النيات فإنه و الله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا و اعلموا أنه لا يصلح الجهاد بغير اجتهاد كما لا يصلح السفر بغير زاد فقدموا مجاهدة القلوب قبل مشاهدة الحروب و مغالبة الأهواء قبل محاربة الأعداء و بادروا بإصلاح السرائر فإنها من أنفس العدد و الذخائر و اعتاضوا من حياة لا بد من فنائها بالحياة التي لا ريب في بقائها و كونوا ممن أطاع الله و شمر في مرضاته و سابقوا بالجهاد إلى تملك جناته فإن للجنة بابا حدوده تطهير الأعمال و تشييده إنفاق الأموال و ساحته زحف الرجال و طريقه غمغمة الأبطال و مفتاحه الثبات في معترك القتال و مدخله من مشرعة الصوارم و النبال . فلينظر الناظر في هذا الكلام فإنه و إن كان قد أخذ من صناعة البديع بنصيب إلا أنه في حضيض الأرض و كلام أمير المؤمنين ع في أوج السماء فإنه لا ينكر لزومه فيه لما لا يلزمه اقتدارا و قوة و كتابة نحو قوله كنز فإنه بإزاء حرز و عز و قوله مشاهدة بإزاء قوله مجاهدة و مغالبة بإزاء محاربة و حدوده بإزاء تشييده لكن مثله بالقياس إلى كلام أمير المؤمنين ع كدار مبنية من اللبن و الطين مموهة الجدران بالنقوش و التصاوير مزخرفة بالذهب من فوق الجص و الإسفيداج بالقياس إلى دار مبنية بالصخر الأصم الصلد المسبوك بينه عمد الرصاص و النحاس المذاب و هي مكشوفة غير مموهة و لا مزخرفة فإن بين هاتين الدارين بونا بعيدا و فرقا عظيما و انظر قوله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا كيف تصيح من بين الخطبة صياحا و تنادي على نفسها نداء فصيحا و تعلم سامعها أنها ليست من المعدن [ 85 ] الذي خرج باقي الكلام منه و لا من الخاطر الذي صدر ذلك السجع عنه و لعمر الله لقد جملت الخطبة و حسنتها وزانتها و ما مثلها فيها إلا كآية من الكتاب العزيز يتمثل بها في رسالة أو خطبة فإنها تكون كاللؤلؤة المضيئة تزهر و تنير و تقوم بنفسها و تكتسي الرسالة بها رونقا و تكتسب بها ديباجة . و إذا أردت تحقيق ذلك فانظر إلى السجعة الثانية التي تكلفها ليوازنها بها و هي قوله و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا فإنك إذا نظرت إليها وجدت عليها من التكلف و الغثاثة ما يقوى عندك صدق ما قلته لك . على أن في كلام ابن نباتة في هذا الفصل ما ليس بجيد و هو قوله و حرز طهر الله به أجسامكم فإنه لا يقال في الحرز إنه يطهر الأجسام و لو قال عوض طهر حصن الله به أجسامكم لكان أليق لكنه أراد أن يقول طهر ليكون بإزاء وفر و بإزاء أظهر فأداه حب التقابل إلى ما ليس بجيد غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار فأما أخو غامد الذي وردت خيله الأنبار فهو سفيان بن عوف بن المغفل الغامدي و غامد قبيلة من اليمن و هي من الأزد أزد شنوءة و اسم غامد عمر بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد و سمي غامدا لأنه كان بين قومه شر فأصلحه و تغمدهم بذلك . روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن أبي الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت [ 86 ] فتقطعها فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب . قال فخرجت من عنده فعسكرت و قام معاوية في الناس فخطبهم فقال أيها الناس انتدبوا مع سفيان بن عوف فإنه وجه عظيم فيه أجر سريعة فيه أوبتكم إن شاء الله ثم نزل . قال فو الذي لا إله غيره ما مرت ثالثة حتى خرجت في ستة آلاف ثم لزمت شاطئ الفرات فأغذذت السير حتى أمر بهيت فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات فمررت بها و ما بها عريب كأنها لم تحلل قط فوطئتها حتى أمر بصندوداء ففروا فلم ألق بها أحدا فأمضي حتى افتتح الأنبار و قد نذروا بي فخرج صاحب المسلحة إلي فوقف لي فلم أقدم عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية فقلت لهم أخبروني كم بالأنبار من أصحاب علي ع قالوا عدة رجال المسلحة خمسمائة و لكنهم قد تبددوا و رجعوا إلى الكوفة و لا ندري الذي يكون فيها قد يكون مائتي رجل فنزلت فكتبت أصحابي كتائب ثم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة فيقاتلهم و الله و يصبر لهم و يطاردهم و يطاردونه في الأزقة فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحوا من مائتين [ 87 ] و أتبعتهم الخيل فلما حملت عليهم الخيل و أمامها الرجال تمشي لم يكن شي‏ء حتى تفرقوا و قتل صاحبهم في نحو من ثلاثين رجلا و حملنا ما كان في الأنبار من الأموال ثم انصرفت فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني . قال فو الله ما لبثنا إلا يسيرا حتى رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على الإبل هرابا من عسكر علي ع . قال إبراهيم كان اسم عامل علي ع على مسلحة الأنبار أشرس بن حسان البكري . و روى إبراهيم عن عبد الله بن قيس عن حبيب بن عفيف قال كنت مع أشرس بن حسان البكري بالأنبار على مسلحتها إذ صبحنا سفيان بن عوف في كتائب تلمع الأبصار منها فهالونا و الله و علمنا إذ رأيناهم أنه ليس لنا طاقة بهم و لا يد فخرج إليهم صاحبنا و قد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا و ايم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم حتى كرهونا ثم نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ثم قال لنا من كان لا يريد لقاء الله و لا يطيب نفسا بالموت فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم فإن قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب و من أراد ما عند الله فما عند الله خير للأبرار ثم نزل في ثلاثين رجلا فهممت بالنزول معه ثم أبت نفسي و استقدم هو و أصحابه فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله و انصرفنا نحن منهزمين . [ 88 ] قال إبراهيم و قدم علج من أهل الأنبار على علي ع فأخبره الخبر فصعد المنبر فخطب الناس و قال إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار و هو معتز لا يخاف ما كان و اختار ما عند الله على الدنيا فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا . ثم سكت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكلم منهم متكلم فلم ينبس أحد منهم بكلمة فلما رأى صمتهم نزل و خرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة و الناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم فقالوا ارجع يا أمير المؤمنين و نحن نكفيك فقال ما تكفونني و لا تكفون أنفسكم فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله فرجع و هو واجم كئيب و دعا سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف و ذلك أنه خبر أن القوم جاءوا في جمع كثيف . فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات في طلب سفيان بن عوف حتى إذا بلغ عانات سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني فاتبع آثارهم حتى دخل أداني أرض قنسرين و قد فاتوه فانصرف . قال و لبث علي ع ترى فيه الكآبة و الحزن حتى قدم عليه سعيد بن قيس و كان تلك الأيام عليلا فلم يقو على القيام في الناس بما يريده من القول فجلس بباب السدة التي تصل إلى المسجد و معه ابناه حسن و حسين ع و عبد الله بن جعفر و دعا سعدا مولاه فدفع إليه الكتاب و أمره أن يقرأه على الناس فقام سعد بحيث يستمع علي ع صوته و يسمع ما يرد الناس عليه ثم قرأ هذه الخطبة التي نحن في شرحها . [ 89 ] و ذكر أن القائم إليه العارض نفسه عليه جندب بن عفيف الأزدي هو و ابن أخ له يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف . قال ثم أمر الحارث الأعور الهمداني فنادى في الناس أين من يشتري نفسه لربه و يبيع دنياه بآخرته أصبحوا غدا بالرحبة إن شاء الله و لا يحضر إلا صادق النية في السير معنا و الجهاد لعدونا فأصبح و ليس بالرحبة إلا دون ثلاثمائة فلما عرضهم قال لو كانوا ألفا كان لي فيهم رأي . و أتاه قوم يعتذرون فقال وَ جاءَ اَلْمُعَذِّرُونَ و تخلف المكذبون و مكث أياما باديا حزنه شديد الكآبة ثم جمع الناس فخطبهم فقال أما بعد أيها الناس فو الله لأهل مصركم في الأمصار أكثر من الأنصار في العرب و ما كانوا يوم أعطوا رسول الله ص أن يمنعوه و من معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين قريبا مولدهما ما هما بأقدم العرب ميلادا و لا بأكثرهم عددا فلما آووا النبي ص و أصحابه و نصروا الله و دينه رمتهم العرب عن قوس واحدة فتحالفت عليهم اليهود و غزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة فتجردوا لنصرة دين الله و قطعوا ما بينهم و بين العرب من الحبائل و ما بينهم و بين اليهود من الحلف و نصبوا لأهل نجد و تهامة و أهل مكة و اليمامة و أهل الحزن و السهل و أقاموا قناة الدين و صبروا تحت حماس الجلاد حتى دانت العرب لرسول الله ص و رأى منهم قرة العين قبل أن يقبضه الله عز و جل إليه و أنتم اليوم في الناس أكثر من أولئك ذلك الزمان في العرب . فقام إليه رجل آدم طوال فقال ما أنت بمحمد و لا نحن بأولئك الذين [ 90 ] ذكرت فقال ع أحسن سمعا تحسن إجابة ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما هل أخبرتكم أني محمد و أنكم الأنصار إنما ضربت لكم مثلا و إنما أرجو أن تتأسوا بهم . ثم قام رجل آخر فقال ما أحوج أمير المؤمنين اليوم و أصحابه إلى أصحاب النهروان ثم تكلم الناس من كل ناحية و لغطوا و قام رجل منهم فقال بأعلى صوته استبان فقد الأشتر على أهل العراق أشهد لو كان حيا لقل اللغط و لعلم كل امرئ ما يقول . فقال علي ع هبلتكم الهوابل أنا أوجب عليكم حقا من الأشتر و هل للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم . فقام حجر بن عدي الكندي و سعيد بن قيس الهمداني فقالا لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه فو الله ما نعظم جزعا على أموالنا إن نفدت و لا على عشائرنا إن قتلت في طاعتك فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا . فلما دخل منزله و دخل عليه وجوه أصحابه قال لهم أشيروا علي برجل صليب ناصح يحشر الناس من السواد فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين أشير عليك بالناصح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي قال نعم . ثم دعاه فوجهه فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين ع