جستجو

و من عهد له ع إلى محمد بن أبي بكر رضي الله عنه حين قلده مصر

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 163 ] 27 و من عهد له ع إلى محمد بن أبي بكر رضي الله عنه حين قلده مصر فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَ أَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَ اُبْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَ آسِ بَيْنَهُمْ فِي اَللَّحْظَةِ وَ اَلنَّظْرَةِ حَتَّى لاَ يَطْمَعَ اَلْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ وَ لاَ يَيْأَسَ اَلضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِهِ عَنِ اَلصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَ اَلْكَبِيرَةِ وَ اَلظَّاهِرَةِ وَ اَلْمَسْتُورَةِ فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ وَ إِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ وَ اِعْلَمُوا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَلْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ اَلدُّنْيَا وَ آجِلِ اَلآْخِرَةِ فَشَارَكُوا أَهْلَ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ لَمْ يُشَارِكْهُمْ أَهْلُ اَلدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ سَكَنُوا اَلدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وَ أَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ فَحَظُوا مِنَ اَلدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِهِ اَلْمُتْرَفُونَ وَ أَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ اَلْجَبَابِرَةُ اَلْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ اِنْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ اَلْمُبَلِّغِ وَ اَلْمَتْجَرِ اَلرَّابِحِ أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ تَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ اَللَّهِ غَداً فِي آخِرَتِهِمْ لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ وَ لاَ يَنْقُفُ يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ فَاحْذَرُوا عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمَوْتَ وَ قُرْبَهُ وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَ خَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلنَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَ أَنْتُمْ طُرَدَاءُ اَلْمَوْتِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ اَلْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ اَلدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ [ 164 ] فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرُّهَا شَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ وَ لاَ تَسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ وَ لاَ تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ وَ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اَللَّهِ وَ أَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّ اَلْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْ رَبِّهِ وَ إِنَّ أَحْسَنَ اَلنَّاسِ ظَنّاً بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّهِ وَ اِعْلَمْ يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي فِي نَفْسِي أَهْلَ مِصْرَ فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ عَلَى نَفْسِكَ وَ أَنْ تُنَافِحَ عَنْ دِينِكَ وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ سَاعَةٌ مِنَ اَلدَّهْرِ وَ لاَ تُسْخِطِ اَللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّ فِي اَللَّهِ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ وَ لَيْسَ مِنَ اَللَّهِ خَلَفٌ فِي غَيْرِهِ صَلِّ اَلصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا اَلْمُؤَقَّتِ لَهَا وَ لاَ تُعَجِّلْ وَقْتَهَا لِفَرَاغٍ وَ لاَ تُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا لاِشْتِغَالٍ وَ اِعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاَتِكَ آس بينهم اجعلهم أسوة لا تفضل بعضهم على بعض في اللحظة و النظرة و نبه بذلك على وجوب أن يجعلهم أسوة في جميع ما عدا ذلك من العطاء و الإنعام و التقريب كقوله تعالى فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ . قوله حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم الضمير في لهم راجع إلى الرعية لا إلى العظماء و قد كان سبق ذكرهم في أول الخطبة أي إذا سلكت هذا المسلك لم يطمع العظماء في أن تحيف على الرعية و تظلمهم و تدفع أموالهم إليهم فإن ولاة الجور [ 165 ] هكذا يفعلون يأخذون مال هذا فيعطونه هذا و يجوز أن يرجع الضمير إلى العظماء أي حتى لا يطمع العظماء في جورك في القسم الذي إنما تفعله لهم و لأجلهم فإن ولاة الجور يطمع العظماء فيهم أن يحيفوا في القسمة في الفي‏ء و يخالفوا ما حده الله تعالى فيها حفظا لقلوبهم و استمالة لهم و هذا التفسير أليق بالخطابة لأن الضمير في عليهم في الفقرة الثالثة عائد إلى الضعفاء فيجب أن يكون الضمير في لهم في الفقرة الثانية عائدا إلى العظماء . قوله فإن يعذب فأنتم أظلم أفعل هاهنا بمعنى الصفة لا بمعنى التفضيل و إنما يراد فأنتم الظالمون كقوله تعالى وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ و كقولهم الله أكبر . ثم ذكر حال الزهاد فقال أخذوا من الدنيا بنصيب قوي و جعلت لهم الآخرة و يروى أن الفضيل بن عياض كان هو و رفيق له في بعض الصحاري فأكلا كسرة يابسة و اغترفا بأيديهما ماء من بعض الغدران و قام الفضيل فحط رجليه في الماء فوجد برده فالتذ به و بالحال التي هو فيها فقال لرفيقه لو علم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه من العيش و اللذة لحسدونا . و روي و المتجر المربح فالرابح فاعل من ربح ربحا يقال بيع رابح أي يربح فيه و المربح اسم فاعل قد عدي ماضيه بالهمزة كقولك قام و أقمته . قوله جيران الله غدا في آخرتهم ظاهر اللفظ غير مراد لأن البارئ تعالى ليس في مكان و جهة ليكونوا جيرانه و لكن لما كان الجار يكرم جاره سماهم جيران الله لإكرامه إياهم و أيضا فإن الجنة إذا كانت في السماء و العرش هو السماء العليا كان في الكلام محذوف مقدر أي جيران عرش الله غدا . [ 166 ] قوله فإنه يأتي بأمر عظيم و خطب جليل بخير لا يكون معه شر أبدا و شر لا يكون معه خير أبدا نص صريح في مذهب أصحابنا في الوعيد و أن من دخل النار من جميع المكلفين فليس بخارج لأنه لو خرج منها لكان الموت قد جاءه بشر معه خير و قد نفى نفيا عاما أن يكون مع الشر المعقب للموت خير البتة . قوله من عاملها أي من العامل لها . قوله طرداء الموت جمع طريد أي يطردكم عن أوطانكم و يخرجكم منها لا بد من ذلك إن أقمتم أخذكم و إن هربتم أدرككم . و قال الراوندي طرداء هاهنا جمع طريدة و هي ما طردت من الصيد أو الوسيقة و ليس بصحيح لأن فعيلة بالتأنيث لا تجمع على فعلاء و قال النحويون إن قوله تعالى وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ اَلْأَرْضِ جاء على خليف لا على خليفة و أنشدوا لأوس بن حجر بيتا استعملها جميعا فيه و هو إن من القوم موجودا خليفته و ما خليف أبي ليلى بموجود قوله ألزم لكم من ظلكم لأن الظل لا تصح مفارقته لذي الظل ما دام في الشمس و هذا من الأمثال المشهورة . قوله معقود بنواصيكم أي ملازم لكم كالشي‏ء المعقود بناصية الإنسان أين ذهب ذهب منه . و قال الراوندي أي الموت غالب عليكم قال تعالى فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ اَلْأَقْدامِ فإن الإنسان إذا أخذ بناصيته لا يمكنه الخلاص و ليس بصحيح لأنه لم يقل أخذ بنواصيكم . قوله و الدنيا تطوى من خلفكم من كلام بعض الحكماء الموت و الناس كسطور [ 167 ] في صحيفة يقرؤها قارئ و يطوي ما يقرأ فكلما ظهر سطر خفي سطر . ثم أمره ع بأن يجمع بين حسن الظن بالله و بين الخوف منه و هذا مقام جليل لا يصل إليه إلا كل ضامر مهزول و قد تقدم كلامنا فيه و قال علي بن الحسين ع لو أنزل الله عز و جل كتابا أنه معذب رجلا واحدا لرجوت أن أكونه و أنه راحم رجلا واحدا لرجوت أن أكونه أو أنه معذبي لا محالة ما ازددت إلا اجتهادا لئلا أرجع إلى نفسي بلائمة . ثم قال وليتك أعظم أجنادي يقال للأقاليم و الأطراف أجناد تقول ولي جند الشام و ولي جند الأردن و ولي جند مصر . قوله فأنت محقوق كقولك حقيق و جدير و خليق قال الشاعر و إني لمحقوق بألا يطولني نداه إذا طاولته بالقصائد و تنافح تجالد نافحت بالسيف أي خاصمت به . قوله و لو لم يكن إلا ساعة من النهار المراد تأكيد الوصاة عليه أن يخالف على نفسه و ألا يتبع هواها و أن يخاصم عن دينه و أن ذلك لازم له و واجب عليه و يلزم أن يفعله دائما فإن لم يستطع فليفعله و لو ساعة من النهار و ينبغي أن يكون هذا التقييد مصروفا إلى المنافحة عن الدين لأن الخصام في الدين قد يمنعه عنه مانع فأما أمره إياه أن يخالف على نفسه فلا يجوز صرف التقييد إليه لأنه يشعر بأنه مفسوح له أن يتبع هوى نفسه في بعض الحالات و ذلك غير جائز بخلاف المخاصمة و النضال عن المعتقد . قال و لا تسخط الله برضا أحد من خلقه فإن في الله خلفا من غيره و ليس من الله خلف في غيره أخذه الحسن البصري فقال لعمر بن هبيرة [ 168 ] أمير العراق إن الله مانعك من يزيد و لم يمنعك يزيد من الله يعني يزيد بن عبد الملك . ثم أمره بأن يصلي الصلاة لوقتها أي في وقتها و نهاه أن يحمله الفراغ من الشغل على أن يعجلها قبل وقتها فإنها تكون غير مقبولة أو أن يحمله الشغل على تأخيرها عن وقتها فيأثم . و من كلام هشام بن عقبة أخي ذي الرمة و كان من عقلاء الرجال قال المبرد في الكامل حدثني العباس بن الفرج الرياشي بإسناده قال هشام لرجل أراد سفرا اعلم أن لكل رفقة كلبا يشركهم في فضل الزاد و يهر دونهم فإن قدرت ألا تكون كلب الرفقة فافعل و إياك و تأخير الصلاة عن وقتها فإنك مصليها لا محالة فصلها و هي تقبل منك . قوله و اعلم أن كل شي‏ء من عملك تبع لصلاتك فيه شبه من قول رسول الله ص الصلاة عماد الإيمان و من تركها فقد هدم الإيمان و قال ص أول ما يحاسب به العبد صلاته فإن سهل عليه كان ما بعده أسهل و إن اشتد عليه كان ما بعده أشد . و مثل قوله و لا تسخط الله برضا أحد من خلقه ما رواه المبرد في الكامل عن عائشة قالت من أرضى الله بإسخاط الناس كفاه الله ما بينه و بين الناس و من أرضى الناس بإسخاط الله وكله الله إلى الناس . و مثل هذا ما رواه المبرد أيضا قال لما ولي الحسن بن زيد بن الحسن المدينة قال لابن هرمة إني لست كمن باع لك دينه رجاء مدحك أو خوف ذمك فقد رزقني [ 169 ] الله عز و جل بولادة نبيه ص الممادح و جنبني المقابح و إن من حقه علي ألا أغضي على تقصير في حق الله و أنا أقسم بالله لئن أتيت بك سكران لأضربنك حدا للخمر و حدا للسكر و لأزيدن لموضع حرمتك بي فليكن تركك لها لله عز و جل تعن عليه و لا تدعها للناس فتوكل إليهم فقال ابن هرمة نهاني ابن الرسول عن المدام و أدبني بآداب الكرام و قال لي اصطبر عنها و دعها لخوف الله لا خوف الأنام و كيف تصبري عنها و حبي لها حب تمكن في عظامي أرى طيب الحلال علي خبثا و طيب النفس في خبث الحرام [ 170 ] وَ مِنْ هَذَا اَلْعَهْدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ لاَ سَوَاءَ إِمَامُ اَلْهُدَى وَ إِمَامُ اَلرَّدَى وَ وَلِيُّ اَلنَّبِيِّ وَ عَدُوُّ اَلنَّبِيِّ وَ لَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ ص إِنِّي لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً وَ لاَ مُشْرِكاً أَمَّا اَلْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ اَللَّهُ بِإِيمَانِهِ وَ أَمَّا اَلْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُهُ اَللَّهُ بِشِرْكِهِ وَ لَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقِ اَلْجَنَانِ عَالِمِ اَللِّسَانِ يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَ يَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ الإشارة بإمام الهدى إليه نفسه و بإمام الردى إلى معاوية و سماه إماما كما سمى الله تعالى أهل الضلال أئمة فقال وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى اَلنَّارِ ثم وصفه بصفة أخرى و هو أنه عدو النبي ص ليس يعني بذلك أنه كان عدوا أيام حرب النبي ص لقريش بل يريد أنه الآن عدو النبي ص لقوله ص له ع و عدوك عدوي و عدوي عدو الله و أول الخبر وليك وليي و وليي ولي الله و تمامه مشهور و لأن دلائل النفاق كانت ظاهرة عليه من فلتات لسانه و من أفعاله و قد قال أصحابنا في هذا المعنى أشياء كثيرة فلتطلب من كتبهم خصوصا [ 171 ] من كتب شيخنا أبي عبد الله و من كتب الشيخين أبي جعفر الإسكافي و أبي القاسم البلخي و قد ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم . ثم قال ع إن رسول الله ص قال إني لا أخاف على أمتي مؤمنا و لا مشركا أي و لا مشركا يظهر الشرك قال لأن المؤمن يمنعه الله بإيمانه أن يضل الناس و المشرك مظهر الشرك يقمعه الله بإظهار شركه و يخذله و يصرف قلوب الناس عن اتباعه لأنهم ينفرون منه لإظهاره كلمة الكفر فلا تطمئن قلوبهم إليه و لا تسكن نفوسهم إلى مقالته و لكني أخاف على أمتي المنافق الذي يسر الكفر و الضلال و يظهر الإيمان و الأفعال الصالحة و يكون مع ذلك ذا لسن و فصاحة يقول بلسانه ما تعرفون صوابه و يفعل سرا ما تنكرونه لو اطلعتم عليه و ذاك أن من هذه صفته تسكن نفوس الناس إليه لأن الإنسان إنما يحكم بالظاهر فيقلده الناس فيضلهم و يوقعهم في المفاسد كتاب المعتضد بالله و من الكتب المستحسنة الكتاب الذي كتبه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله في سنة أربع و ثمانين و مائتين و وزيره حينئذ عبيد الله بن سليمان و أنا أذكره مختصرا من تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري . قال أبو جعفر و في هذه السنة عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر و أمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة [ 172 ] و أنه لا يأمن أن تكون فتنة فلم يلتفت إليه فكان أول شي‏ء بدأ به المعتضد من ذلك التقدم إلى العامة بلزوم أعمالهم و ترك الاجتماع و العصبية و الشهادات عند السلطان إلا أن يسألوا و منع القصاص عن القعود على الطرقات و أنشأ هذا الكتاب و عملت به نسخ قرئت بالجانبين من مدينة السلام في الأرباع و المحال و الأسواق يوم الأربعاء لست بقين من جمادى الأولى من هذه السنة ثم منع يوم الجمعة لأربع بقين منه و منع القصاص من القعود في الجانبين و منع أهل الحلق من القعود في المسجدين و نودي في المسجد الجامع بنهي الناس عن الاجتماع و غيره و بمنع القصاص و أهل الحلق من القعود و نودي إن الذمة قد برئت ممن اجتمع من الناس في مناظرة أو جدال و تقدم إلى الشراب الذين يسقون الماء في الجامعين ألا يترحموا على معاوية و لا يذكروه بخير و كانت عادتهم جارية بالترحم عليه و تحدث الناس أن الكتاب الذي قد أمر المعتضد بإنشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر فلما صلى الناس بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم يقرأ و قيل إن عبيد الله بن سليمان صرفه عن قراءته و أنه أحضر يوسف بن يعقوب القاضي و أمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم المعتضد عليه فمضى يوسف فكلم المعتضد في ذلك و قال له إني أخاف أن تضطرب العامة و يكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة فقال إن تحركت العامة أو نطقت وضعت السيف فيها فقال يا أمير المؤمنين فما تصنع بالطالبيين الذين يخرجون في كل ناحية و يميل إليهم خلق كثير لقربتهم من رسول الله ص و ما في هذا الكتاب من إطرائهم أو كما قال و إذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميل و كانوا هم أبسط [ 173 ] ألسنة و أثبت حجة منهم اليوم فأمسك المعتضد فلم يرد إليه جوابا و لم يأمر بعد ذلك في الكتاب بشي‏ء و كان من جملة الكتاب بعد أن قدم حمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسول الله ص أما بعد فقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة العامة من شبهة قد دخلتهم في أديانهم و فساد قد لحقهم في معتقدهم و عصبية قد غلبت عليها أهواؤهم و نطقت بها ألسنتهم على غير معرفة و لا روية قد قلدوا فيها قادة الضلالة بلا بينة و لا بصيرة و خالفوا السنن المتبعة إلى الأهواء المبتدعة قال الله تعالى وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللَّهِ إِنَّ اَللَّهَ لا يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظَّالِمِينَ خروجا عن الجماعة و مسارعة إلى الفتنة و إيثارا للفرقة و تشتيتا للكلمة و إظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة و بتر منه العصمة و أخرجه من الملة و أوجب عليه اللعنة و تعظيما لمن صغر الله حقه و أوهن أمره و أضعف ركنه من بني أمية الشجرة الملعونة و مخالفة لمن استنقذهم الله به من الهلكة و أسبغ عليهم به النعمة من أهل بيت البركة و الرحمة وَ اَللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اَللَّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ . فأعظم أمير المؤمنين ما انتهى إليه من ذلك و رأى ترك إنكاره حرجا عليه في الدين و فسادا لمن قلده الله أمره من المسلمين و إهمالا لما أوجبه الله عليه من تقويم المخالفين و تبصير الجاهلين و إقامة الحجة على الشاكين و بسط اليد على المعاندين و أمير المؤمنين يخبركم معاشر المسلمين أن الله جل ثناؤه لما ابتعث محمدا ص بدينه و أمره أن يصدع بأمره بدأ بأهله و عشيرته فدعاهم إلى ربه و أنذرهم و بشرهم [ 174 ] و نصح لهم و أرشدهم فكان من استجاب له و صدق قوله و اتبع أمره نفير يسير من بني أبيه من بين مؤمن بما أتى به من ربه و ناصر لكلمته و إن لم يتبع دينه إعزازا له و إشفاقا عليه فمؤمنهم مجاهد ببصيرته و كافرهم مجاهد بنصرته و حميته يدفعون من نابذه و يقهرون من عازه و عانده و يتوثقون له ممن كانفه و عاضده و يبايعون من سمح بنصرته و يتجسسون أخبار أعدائه و يكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له برأي العين حتى بلغ المدى و حان وقت الاهتداء فدخلوا في دين الله و طاعته و تصديق رسوله و الإيمان به بأثبت بصيرة و أحسن هدى و رغبة فجعلهم الله أهل بيت الرحمة و أهل بيت الذين أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا معدن الحكمة و ورثة النبوة و موضع الخلافة أوجب الله لهم الفضيلة و ألزم العباد لهم الطاعة . و كان ممن عانده و كذبه و حاربه من عشيرته العدد الكثير و السواد الأعظم يتلقونه بالضرر و التثريب و يقصدونه بالأذى و التخويف و ينابذونه بالعداوة و ينصبون له المحاربة و يصدون من قصده و ينالون بالتعذيب من اتبعه و كان أشدهم في ذلك عداوة و أعظمهم له مخالفة أولهم في كل حرب و مناصبة و رأسهم في كل إجلاب و فتنة لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها و قائدها و رئيسها أبا سفيان بن حرب صاحب أحد و الخندق و غيرهما و أشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ثم الملعونين على لسان رسول الله ص في مواطن عدة لسابق علم الله فيهم و ماضي حكمه في أمرهم و كفرهم و نفاقهم فلم يزل لعنه الله يحارب مجاهدا و يدافع مكايدا و يجلب منابذا حتى قهره السيف و علا أمر الله و هم كارهون فتعوذ بالإسلام غير منطو عليه و أسر الكفر غير مقلع عنه فقبله و قبل ولده على علم منه بحاله و حالهم ثم أنزل الله [ 175 ] تعالى كتابا فيما أنزله على رسوله يذكر فيه شأنهم و هو قوله تعالى وَ اَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ و لا خلاف بين أحد في أنه تعالى و تبارك أراد بها بني أمية . و مما ورد من ذلك في السنة و رواه ثقات الأمة قول رسول الله ص فيه و قد رآه مقبلا على حمار و معاوية يقوده و يزيد يسوقه لعن الله الراكب و القائد و السائق . و منه ما روته الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة فو الله ما من جنة و لا نار و هذا كفر صراح يلحقه اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون . و منه ما يروى من وقوفه على ثنية أحد من بعد ذهاب بصره و قوله لقائده هاهنا رمينا محمدا و قتلنا أصحابه . و منها الكلمة التي قالها للعباس قبل الفتح و قد عرضت عليه الجنود لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقال له العباس ويحك إنه ليس بملك إنها النبوة . و منها قوله يوم الفتح و قد رأى بلالا على ظهر الكعبة يؤذن و يقول أشهد أن محمدا رسول الله لقد أسعد الله عتبة بن ربيعة إذ لم يشهد هذا المشهد . و منه الرؤيا التي رآها رسول الله ص فوجم لها قالوا فما رئي بعدها ضاحكا رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره نزوة القردة . و منها طرد رسول الله ص الحكم بن أبي العاص لمحاكاته إياه في [ 176 ] مشيته و ألحقه الله بدعوة رسول الله ص آفة باقية حين التفت إليه فرآه يتخلج يحكيه فقال كن كما أنت فبقي على ذلك سائر عمره . هذا إلى ما كان من مروان ابنه في افتتاحه أول فتنة كانت في الإسلام و احتقابه كل حرام سفك فيها أو أريق بعدها . و منها ما أنزل الله تعالى على نبيه ص لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قالوا ملك بني أمية . و منها أن رسول الله ص دعا معاوية ليكتب بين يديه فدافع بأمره و اعتل بطعامه فقال ص لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع و هو يقول و الله ما أترك الطعام شبعا و لكن إعياء . و منها أن رسول الله ص قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية . و منها أن رسول الله ص قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه . و منها الحديث المشهور المرفوع أنه ص قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من جهنم ينادي يا حنان يا منان فيقال له آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ . و منها افتراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الإسلام مكانا و أقدمهم إليه سبقا و أحسنهم فيه أثرا و ذكرا علي بن أبي طالب ينازعه حقه بباطله و يجاهد أنصاره بضلاله أعوانه و يحاول ما لم يزل هو و أبوه يحاولانه من إطفاء نور الله و جحود دينه [ 177 ] وَ يَأْبَى اَللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكافِرُونَ و يستهوي أهل الجهالة و يموه لأهل الغباوة بمكره و بغيه اللذين قدم رسول الله ص الخبر عنهما فقال لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة و يدعونك إلى النار مؤثرا للعاجلة كافرا بالآجلة خارجا من ربقة الإسلام مستحلا للدم الحرام حتى سفك في فتنته و على سبيل غوايته و ضلالته ما لا يحصى عدده من أخيار المسلمين الذابين عن دين الله و الناصرين لحقه مجاهدا في عداوة الله مجتهدا في أن يعصى الله فلا يطاع و تبطل أحكامه فلا تقام و يخالف دينه فلا بد و أن تعلو كلمة الضلال و ترتفع دعوة الباطل و كلمة الله هي العليا و دينه المنصور و حكمه النافذ و أمره الغالب و كيد من عاداه و حاده المغلوب الداحض حتى احتمل أوزار تلك الحروب و ما تبعها و تطوق تلك الدماء و ما سفك بعدها و سن سنن الفساد التي عليه إثمها و إثم من عمل بها و أباح المحارم لمن ارتكبها و منع الحقوق أهلها و غرته الآمال و استدرجه الإمهال و كان مما أوجب الله عليه به اللعنة قتله من قتل صبرا من خيار الصحابة و التابعين و أهل الفضل و الدين مثل عمرو بن الحمق الخزاعي و حجر بن عدي الكندي فيمن قتل من أمثالهم على أن تكون له العزة و الملك و الغلبة ثم ادعاؤه زياد بن سمية أخا و نسبته إياه إلى أبيه و الله تعالى يقول اُدْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اَللَّهِ و رسول الله ص يقول ملعون من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه و قال الولد للفراش و للعاهر الحجر فخالف حكم الله تعالى و رسوله جهارا و جعل الولد لغير الفراش و الحجر لغير العاهر فأحل بهذه الدعوة من محارم الله و رسوله في أم حبيبة أم المؤمنين و في غيرها من النساء من شعور و وجوه قد [ 178 ] حرمها الله و أثبت بها من قربى قد أبعدها الله ما لم يدخل الدين خلل مثله و لم ينل الإسلام تبديل يشبهه . و من ذلك إيثاره لخلافة الله على عباده ابنه يزيد السكير الخمير صاحب الديكة و الفهود و القردة و أخذ البيعة له على خيار المسلمين بالقهر و السطوة و التوعد و الإخافة و التهديد و الرهبة و هو يعلم سفهه و يطلع على رهقه و خبثه و يعاين سكراته و فعلاته و فجوره و كفره فلما تمكن قاتله الله فيما تمكن منه طلب بثارات المشركين و طوائلهم عند المسلمين فأوقع بأهل المدينة في وقعة الحرة الوقعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها و لا أفحش فشفى عند نفسه غليله و ظن أنه قد انتقم من أولياء الله و بلغ الثأر لأعداء الله فقال مجاهرا بكفره و مظهرا لشركه ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل قول من لا يرجع إلى الله و لا إلى دينه و لا إلى رسوله و لا إلى كتابه و لا يؤمن بالله و بما جاء من عنده . ثم أغلظ ما انتهك و أعظم ما اجترم سفكه دم الحسين بن علي ع مع موقعه من رسول الله ص و مكانه و منزلته من الدين و الفضل و الشهادة له و لأخيه بسيادة شباب أهل الجنة اجتراء على الله و كفرا بدينه و عداوة لرسوله و مجاهرة لعترته و استهانة لحرمته كأنما يقتل منه و من أهل بيته قوما من كفره الترك [ 179 ] و الديلم و لا يخاف من الله نقمة و لا يراقب منه سطوة فبتر الله عمره أخبث أصله و فرعه و سلبه ما تحت يده و أعد له من عذابه و عقوبته ما استحقه من الله بمعصيته . هذا إلى ما كان من بني مروان من تبديل كتاب الله و تعطيل أحكام الله و اتخاذ مال الله بينهم دولا و هدم بيت الله و استحلالهم حرمه و نصبهم المجانيق عليه و رميهم بالنيران إياه لا يألون له إحراقا و إخرابا و لما حرم الله منه استباحة و انتهاكا و لمن لجأ إليه قتلا و تنكيلا و لمن أمنه الله به إخفاقة و تشريدا حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب و استحقوا من الله الانتقام و ملئوا الأرض بالجور و العدوان و عموا عباد بلاد الله بالظلم و الاقتسار و حلت عليهم السخطة و نزلت بهم من الله السطوة أتاح الله لهم من عترة نبيه و أهل وراثته و من استخلصه منهم لخلافته مثل ما أتاح من أسلافهم المؤمنين و آبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين فسفك الله به دماءهم و دماء آبائهم مرتدين كما سفك بآبائهم مشركين و قطع الله دابر الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين . أيها الناس إن الله إنما أمر ليطاع و مثل ليتمثل و حكم ليفعل قال الله سبحانه و تعالى إِنَّ اَللَّهَ لَعَنَ اَلْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً و قال أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اَللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اَللاَّعِنُونَ . فالعنوا أيها الناس من لعنه الله و رسوله و فارقوا من لا تنالون القربة من الله إلا بمفارقته اللهم العن أبا سفيان بن حرب بن أمية و معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية و مروان بن الحكم و ولده و ولد ولده اللهم العن أئمة الكفر و قادة الضلال و أعداء الدين و مجاهدي الرسول و معطلي الأحكام و مبدلي الكتاب و منتهكي الدم الحرام اللهم إنا نبرأ إليك من موالاة أعدائك و من الإغماض لأهل معصيتك [ 180 ] كما قلت لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللَّهَ وَ رَسُولَهُ . أيها الناس اعرفوا الحق تعرفوا أهله و تأملوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها فقفوا عند ما وقفكم الله عليه و انفذوا كما أمركم الله به و أمير المؤمنين يستعصم بالله لكم و يسأله توفيقكم و يرغب إليه في هدايتكم و الله حسبه و عليه توكله و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . قلت هكذا ذكر الطبري الكتاب و عندي أنه الخطبة لأن كل ما يخطب به فهو خطبة و ليس بكتاب و الكتاب ما يكتب إلى عامل أو أمير و نحوهما و قد يقرأ الكتاب على المنبر فيكون كالخطبة و لكن ليس بخطبة و لكنه كتاب قرئ على الناس . و لعل هذا الكلام كان قد أنشئ ليكون كتابا و يكتب به إلى الآفاق و يؤمروا بقراءته على الناس و ذلك بعد قراءته على أهل بغداد و الذي يؤكد كونه كتابا و ينصر ما قاله الطبري إن في آخره كتب عبيد الله بن سليمان في سنة أربع و ثمانين و مائتين و هذا لا يكون في الخطب بل في الكتب و لكن الطبري لم يذكر أنه أمر بأن يكتب إلى الآفاق و لا قال وقع العزم على ذلك و لم يذكر إلا وقوع العزم على أن يقرأ في الجوامع ببغداد