جستجو

و من خطبة له ع ينبه فيها على فضل الرسول الأعظم و فضل القرآن ثم حال دولة بني أمية النبي و القرآن

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام و هى المأة و السابعة و الخمسون من المختار فى باب الخطب و الظاهر أنّها مع الخطبة الثّامنة و الثّمانين متّحدتان ملتقطتان من خطبة طويلة قدّمنا روايتها من الكافي في شرح الخطبة التي أشرنا اليها [ 332 ] أرسله على حين فترة من الرّسل ، و طول هجعة من الامم ، و انتقاض من المبرم ، فجائهم بتصديق الّذي بين يديه ، و النّور المقتدى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق ، و لكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي و الحديث عن الماضي ، و دواء دائكم ، و نظم ما بينكم . منها فعند ذلك لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلاّ و أدخله الظّلمة ترحة ، و أولجوا فيه نقمة ، فيومئذ لا يبقى لهم في السّماء عاذر ، و لا في الأرض ناصر ، أصفيتم بالأمر غير أهله ، و أوردتموه غير ورده ، و سينتقم اللّه ممّن ظلم مأكلا بمأكل ، و مشربا بمشرب ، من مطاعم العلقم ، و مشارب الصّبر و المقر ، و لباس شعار الخوف ، و دثار السّيف ، و إنّما هم مطايا الخطيئآت ، و زوامل الآثام ، فاقسم ثمّ أقسم لتنخمنّها أميّة من بعدي كما تلفظ النّخامة ، ثمّ لا تذوقها و لا تتطعّم بطعمها أبدا ما كرّ الجديدان . اللغة ( الفترة ) بين الرّسل انقطاع الوحى و الرّسالة و ( الهجعة ) النّومة من اللّيل أو من أوّله و ( أبرم ) الحبل جعله طاقين ثمّ فتله و أبرم الأمر أحكمه و ( الترحة ) المرّة من التّرح بالتحريك الهمّ و الحزن و ( أصفيت ) فلانا بكذا خصّصته به و ( المأكل ) و ( المشرب ) مصدران بمعنى الأكل و الشّرب و يجوز هنا أن يجعلا بمعنى المفعول و ( المقر ) ككتف الصّبر أو شبيه به أو السمّ كالمقروزان [ 333 ] فلس و ( الشعار ) ما يلى الجسد من الثّياب و ( الدّثار ) ما فوقه و ( المطايا ) جمع مطيّة و هى الدّابة تمطو أى تجدّ في سيرها و ( الزّوامل ) جمع الزّاملة و هي الّتي يحمل عليها من الابل و غيرها و ( تنخم ) دفع بشي‏ء من أنفه أو صدره و ( النّخامة ) بالضمّ النّخاعة . الاعراب على في قوله عليه السّلام : على فترة بمعنى في كما في قوله تعالى : عَلى حينٍ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ . و من في قوله : من الرّسل نشوية و كذا في قوله : من الامم و من المبرم ، و الباء في قوله فجائهم بتصديق آه يحتمل المصاحبة و التّعدية . قال الشّارح المعتزلي : مأكلا منصوب بفعل مقدّر أى يأكلون مأكلا ، و الباء هنا للمجازاة الدّالّة على الصّلة كقوله تعالى : فَبِما نَقْضِهِمْ ميثاقَهُمْ و قال سبحانه قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهيراً لِلْمُجْرِمينَ و قال البحراني : و مأكلا و مشربا منصوبان بفعل مضمر و التّقدير و يبدلهم مأكلا بمأكل . أقول : الظّاهر أنّ الباء على ما قرّره الشّارح المعتزلي من الفعل سببيّة لا للمجازاة ، و إن كان مراده بالمجازاة هى السّببيّة فلا مشاحة ، و على تقرير البحراني فهى للمقابلة ، و على قول الأوّل فمن في قوله : من مطاعم العلقم و مشارب الصبر ، بيان لمأكلا و مشربا ، و على قول الثّاني فهى بيان لقوله : بمأكل و مشرب فافهم جيّدا . و الانصاف أنّه لا حاجة إلى تقدير الفعل ، بل يجعل مأكلا و مشربا مفعولين لظلم بواسطة الحرف المقدّر ، و يجعل قوله : بمأكل متعلّقا بينتقم ، و على ذلك [ 334 ] فيكون من مطاعم بيانا لقوله : لمأكل كما قدّمناه في قول البحراني ، و تقدير الكلام و سينتقم اللّه ممن ظلم أحدا في أكل أو شرب بأكل من مطاعم العلقم و بشرب من مشارب الصّبر ، و على ذلك فيستقيم الكلام على أحسن نظام كما هو غير خفيّ على اولى الأفهام . المعنى اعلم أنّ مدار هذه الخطبة على فصلين : الفصل الاول في الاشارة إلى بعثة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فضيلته عليه السّلام و فضيلة ما جاء به من كتاب اللّه سبحانه و هو قوله ( أرسله على حين فترة من الرّسل و طول هجعة من الامم ) قد تقدّم شرح هاتين القرينتين في شرح الخطبة الثّامنة و الثّمانين ، فليراجع ثمّة ( و انتقاض من المبرم ) أى انتقاض ما أبرمه الأنبياء و الرّسل من أحكام الدّين و أحكموه من قوانين الشرع المبين ( فجائهم بتصديق الّذي بين يديه ) أى جائهم الرّسول مصاحبا بالتّصديق أى مصدّقا لما قبله فيكون التّصديق وصفا لنفس الرسول كما قال تعالى : وَ لَمّا جآئَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَريقٌ . و على كون الباء للتّعدية فالمعنى أنّه أتاهم بكتاب فيه تصديق الّذي بين يديه ، فيكون المصدّق هو الكتاب كما قال تعالى : نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ . قال في مجمع البيان : أى لما قبله من كتاب و رسول عن مجاهد و قتادة و الرّبيع و جميع المفسّرين و إنّما قيل لما بين يديه لما قبله لأنّه ظاهر له كظهور الّذي بين يديه . [ 335 ] و قال الفخر الرّازي في تفسير هذه الآية : الوصف الثّاني لهذا الكتاب قوله : مصدّقا لما بين يديه ، و المعنى أنّه مصدّق لكتب الأنبياء عليهم السّلام و لما أخبروا به عن اللّه عزّ و جلّ . ثمّ في الآية وجهان : الأوّل أنّه تعالى دلّ بذلك على صحّة القرآن لأنّه لو كان من عند غير اللّه لم يكن موافقا لساير الكتب ، لأنّه كان امّيا لم يختلط بأحد من العلما و لا تلمّذ لأحد و لا قرء على أحد شيئا ، و المفترى إذا كان هكذا امتنع أن يسلم عن الكذب و التّحريف ، فلمّا لم يكن كذلك ثبت أنّه عرف هذه القصص بوحى اللّه الثّاني قال أبو مسلم : المراد منه أنّه تعالى لم يبعث نبيّا قطّ إلاّ بالدّعاء إلى توحيده و الايمان به و تنزيهه عمّا لا يليق به ، و الأمر بالعدل و الاحسان و الشّرايع الّتي هي صلاح كلّ زمان ، فالقرآن مصدّق لتلك الكتب في كلّ ذلك بقي في الآية سؤالان : الأوّل كيف سمّى ما مضى بأنّه بين يديه و الجواب أنّ تلك الأخبار لغاية ظهورها سماها بهذا الاسم . الثاني كيف يكون مصدّقا لما تقدّمه من الكتب مع أنّ القرآن ناسخ لأكثر تلك الأحكام و الجواب إذا كانت الكتب مبشّرة بالقرآن و بالرّسول و دالّة على أنّ أحكامها تثبت إلى حين بعثته و أنّها تصير منسوخة عند نزول القرآن كانت موافقة للقرآن ، فكان القرآن مصدّقا لها ، و أمّا فيما عدا الأحكام فلا شبهة في أنّ القرآن مصدّق لها ، لأنّ دلائل المباحث الالهيّة لا تختلف في ذلك ، فهو مصدّق لها في الأخبار الواردة في التوراة و الانجيل ، هذا . و الأظهر كون التّصديق في قوله عليه السّلام : وصفا للقرآن و الباء فيه للتّعدية بقرينة قوله ( و النّور المقتدى به ) فانّه وصف له أيضا و كونه نورا يهتدى به في ظلمات الجهل ، و يقتدى بأحكامه ظاهر ، قال سبحانه : [ 336 ] قَدْ جآئَكُمْ مِنَ اللّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبينٌ . ( ذلك ) الموصوف بما تقدّم هو ( القرآن ) المنزل من عند اللّه إعجازا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ( فاستنطقوه ) يحتمل أن يكون المراد به الأمر باستفهام مضامينه و تفهم ما تضمّته من الحقايق و الدقايق و الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام . و لمّا كان التّفهّم عنه بنفسه غير ممكن لاشتماله على المحكم و المتشابه و النّاسخ و المنسوخ و الظّاهر و الباطن و التنزيل و التأويل و غيرها عقّبه بقوله ( و لن ينطق ) أى لا يمكن تفهيمه بنفسه أبدا بل لا بدّ له من مترجم فأردفه بقوله ( و لكن أخبركم عنه ) تنبيها على أنّه عليه السّلام مترجمه و قيّمة و مفهم معانيه و ظواهره و بواطنه . و يجوز أن يكون استفعل بمعنى أفعل فيكون المراد باستنطاقهم له إنطاقهم إياه و لمّا كان ذلك موهما لكونه ذا نطق بنفسه أتى بقوله : و لن ينطق ، من باب الاحتراس الّذي عرفت في ديباجة الشّرح من المحسنات البديعية ثمّ عقّبه بقوله : و لكن اخبركم عنه تنبيها على أنّه خطّ مسطور بين الدّفتين ليس له لسان بل لا بدّ له من ترجمان و هو عليه السّلام لسانه و ترجمانه و إلى ذلك يشير عليه السّلام في الخطبة المأة و الثانية و الثّمانين بقوله : فالقرآن آمر زاجر و صامت ناطق ، أى صامت بنفسه و ناطق بترجمانه ، و لعلّنا نذكر لهذا الكلام معنى آخر في مقامه إنشاء اللّه حيثما بلغ الشّرح إليه هذا . و قد تقدّم في التّذييل الثّالث من تذييلات الفصل السّابع عشر من الخطبة الاولى الأدلّة العقليّة و النقليّة على أنّ دليل القرآن و قيّمه و ترجمانه و العالم بمعانيه و مبانيه و بأسراره و بواطنه و ظواهره هو أمير المؤمنين عليه السّلام و الطيّبون من أولاده سلام اللّه عليهم جميعا . و قد علمت هناك أيضا أنّ القرآن مشتمل على علم ما كان و ما يكون و ما هو كائن و إليه أشار هنا بقوله ( ألا إنّ فيه علم ما يأتي ) أى أخبار اللاّحقين كليّاتها [ 337 ] و جزئياتها و أحوال الموت و البرزخ و البعث و النّشور و القيامة و الجنّة و النّار و درجات الجنان و دركات الجحيم و أحوال السّابقون إلى الاولى و السّائرون إلى الأخرى ، و تفاوت مراتب المثابين و المعاقبين في الثواب و العقاب شدّة و ضعفا و قلّة و كثرة و غير ذلك ممّا يحدث في المستقبل . ( و الحديث عن الماضي ) أى أخبار السّابقين و كيفيّة بدء الخلق من السّماء و الأرض و الشّجر و الحجر و النّبات و الانسان و الحيوان و قصص الأنبياء السّلف و اممهم و معاصريهم من ملوك الأرض و السّلاطين و غير ذلك ممّا مضى . ( و دواء دائكم ) لاشتماله على الفضايل العلميّة و العمليّة بها يحصل اصلاح النّفوس و الشّفاء من الأمراض النّفسانيّة و البرء من داء الغفلة و الجهالة ( و نظم ما بينكم ) لتضمّنه القوانين الشّرعية و الحكمة السّياسيّة الّتي بها نظام العالم و استقامة الأمور . الفصل الثانى ( منها ) في وصف حال بني اميّة و الاخبار عن ملكهم و ظلمهم و زوال دولتهم بعد فسادهم في الأرض و هو قوله ( فعند ذلك لا يبقى بيت مدر و لا وبر ) أى أهل الحضر و البدو ( إلاّ و أدخله الظلمة ) من بني أميّة و من أعوانهم ( ترحة ) أى همّا و حزنا ( و اولجوا ) أى ادخلوا ( فيه نقمة ) و عقوبة ( فيومئذ ) يحيق بهم العذاب و ( لا يبقى لهم في السّماء عاذر ) أى ناصر ( و لا في الأرض ناصر ) فيزول دولتهم و يكسر صولتهم . و أردف ذلك بتوبيخ المخاطبين الرّاضين بفعل الظّلمة و المتقاعدين عن ردعهم عن ظلمهم فقال ( أصفيتم بالأمر ) أى آثرتم بأمر الخلافة ( غير أهله ) الّذي هو حقّ له ( و أوردتموه غير ورده ) أى أنزلتموه عند من لا يستحقّه من الأوّل و الثاني و الثّالث و من يحذ و حذوهم من معاوية و ساير بني اميّة ، إذ الخطاب في أصفيتم [ 338 ] و إن كان متوجّها إلى المخاطبين الحاضرين إلاّ أنّ المراد به العموم كساير الخطابات الشّفاهيّة . ( و سينتقم اللّه ممّن ظلم مأكلا بمأكل و مشربا بمشرب من مطاعم العلقم و مشارب الصّبر و المقر ) أى يبدل نعمتهم بالنّقمة و مطاعمهم اللّذيذة الشّهية بالمريرة . قال الشّارح البحراني : و استعار لفظ العلقم و الصّبر و المقر لما يتجرّعونه من شدايد القتل و أحوال العدوّ و مرارات زوال الدّولة ( و ) ينتقم أيضا ب ( لباس شعار الخوف و دثار السّيف ) أى بالخوف اللاّزم لهم لزوم الشّعار و بالسّيف اللاّزم عليهم لزوم الدّثار ، و تخصيص الشّعار بالخوف و الدّثار بالسيف لأنّ الخوف باطن في القلوب و السّيف ظاهر في البدن كما أنّ الشّعار ما كان يلى الجسد من الثّياب و الدّثار ما فوقه فناسب الأوّل بالأوّل و الثّاني بالثّاني ( و انّما هم مطايا الخطيئآت و زوامل الآثام ) يعنى أنّهم حمّال المعاصي و السّيئات لكون حركاتهم و سكناتهم كلّها على خلاف القانون الشّرعي . ثمّ أخبر عن زوال ملكهم و أتى بالقسم البارّ المؤكّد تنبيها على أنّ المخبر به واقع لا محالة فقال ( فاقسم ) باللّه العليم ( ثمّ اقسم ) به و إنّه لقسم لو تعلمون عظيم ( لتنخمنّها اميّة ) أى لتلفظنّ الخلافة بنو أميّة ( من بعدى كما تلفظ النخامة ) أى تدفع من الصدر و الأنف ( ثمّ لا تذوق ) لذّت ( ها و لا تتطعم بطعمها أبدا ما كرّ الجديدان ) أى اللّيل و النهار يعني أنّهم لا يجدون حلاوتها و لا يستلذّون بها و لا ينالون إليها أبدا الدّهر ، لأنه تعالى قد أخبر نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ مدّة ملكهم ألف شهر بقوله : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . و أخبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين عليه السّلام و أولاده الطاهرين . روى في الصافي عن عليّ بن إبراهيم القمّي ( ره ) قال : رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان قرودا تصعد منبره فغمّه ذلك ، فأنزل اللّه سورة القدر : [ 339 ] إِنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْريكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تملك بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر . و فيه عن الكافي عن الصادق عليه السّلام أري رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامه أنّ بني أميّة يصعدون على منبره من بعده و يضلّون الناس عن الصراط القهقرى ، فأصبح كئيبا حزينا قال عليه السّلام : فهبط عليه جبرئيل عليه السّلام فقال : يا رسول اللّه مالى أراك كئيبا حزينا قال : يا جبرئيل إنّي رأيت بني أميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلّون النّاس عن الصراط القهقرى ، فقال : و الذي بعثك بالحقّ نبيا إنّي ما اطّلعت عليه ، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآى من القرآن يونسه بها قال : أ فَرَأيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنينَ ثُمَّ جآئَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتِّعُونَ و أنزل عليه إِنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْريكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . جعل اللّه ليلة القدر لنبيّه خيرا من ألف شهر ملك بني أميّة ، و في معناه اخبار أخر هذا و قد تقدّم تفصيل زوال الدّولة الأمويّة و انقراضهم بيد السّفاح في شرح الخطبة المأة و الرّابعة ، فليراجع هناك . الترجمة از جمله خطب آن بزرگوار و وليّ پروردگار است در بعثت پيغمبر آخر الزمان و فضيلت قرآن و وصف حال بني اميّة و ظلم ايشان و زوال دولت آنها بعد از فساد و طغيان مى‏فرمايد : فرستاد خداى تبارك و تعالى پيغمبر مختار را در زمان منقطع شدن وحى و خالى [ 340 ] بودن آن از پيغمبران ، و بر درازى خواب غفلت از أمّتان ، و هنگام شكسته شدن ريسمان پرتاب شريعت پيشينان ، پس آورد بايشان تصديق آن چيزى را كه پيش از او بود از توراة و انجيل و زبور ، و آورد نورى را كه اقتدا و تبعيّت مى‏شود بآن ، آن نور عبارتست از قرآن پس طلب كنيد نطق و گفتار او را و حال آنكه أبدا گويا نخواهد شد ، و لكن من خبر دهم شما را به مضمون آن از جهة اينكه منم ترجمان قرآن آگاه باشيد بدرستى در قرآن است علم آنچه كه خواهد آمد و خبر از گذشته يعنى متضمّن علم أوّلين و آخرين است ، و در اوست دواء درد شما و نظام ما بين شما . از جمله آن خطبه است مى‏فرمايد : پس نزد دولت بنى أميّه باقى نمى‏ماند هيچ خانه كه ساخته شده باشد از گل و خشت و نه خانه كه بنا شده باشد از پشم يعنى نمى‏ماند عمارتى در شهر و نه خرگاهى در بيابان مگر اينكه داخل مى‏كنند ظلام در آن خانه همّ و حزن را ، و در آورند در آن عقوبت و نقمت را ، پس در آن روز باقى نماند از براى ظلام در آسمان عذر آورنده ، و نه در زمين يارى كننده ، اختيار كرديد شما بأمر خلافت غير أهل آن را ، و وارد كرديد أمر خلافت را در غير محلّ او ، و زود باشد كه انتقام بكشد خداوند قهّار از كسى كه ظلم كرده باشد كسى را در مأكول و مشروبى با مأكول و مشروبى كه از مأكولات تلخ است و از مشروبات تلخ و بد مزه ، و با لباس باطني خوف و ترس و با لباس ظاهرى شمشير ، و بدرستى كه ايشان شتران بار كش گناهانند و شتران توشه معاصى ، پس قسم مى‏خورم بخدا باز قسم مى‏خورم البته مى‏أندازد خلافت را بنى اميه بعد از من چنانچه انداخته شود آب دهن از دهن پس از آن نچشند هرگز چاشنى خلافت را ، و نمى‏خورند طعام آن را هيچ مادامى كه باز گردد شب و روز .