جستجو

و من خطبة له ع يذكر فيها فضائل أهل البيت

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 164 ] 154 و من خطبة له ع وَ نَاظِرُ قَلْبِ اَللَّبِيبِ بِهِ يُبْصِرُ أَمَدَهُ وَ يَعْرِفُ غَوْرَهُ وَ نَجْدَهُ دَاعٍ دَعَا وَ رَاعٍ رَعَى فَاسْتَجِيبُوا لِلدَّاعِي وَ اِتَّبِعُوا اَلرَّاعِي يقول إن قلب اللبيب له عين يبصر بها غايته التي يجري إليها و يعرف من أحواله المستقبلة ما كان مرتفعا أو منخفضا ساقطا و النجد المرتفع من الأرض و منه قولهم للعالم بالأمور طلاع أنجد . ثم قال داع دعا موضع داع رفع لأنه مبتدأ محذوف الخبر تقديره في الوجود داع دعا و راع رعى و يعني بالداعي رسول الله ص و بالراعي نفسه ع : قَدْ خَاضُوا بِحَارَ اَلْفِتَنِ وَ أَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ اَلسُّنَنِ وَ أَرَزَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ نَطَقَ اَلضَّالُّونَ اَلْمُكَذِّبُونَ نَحْنُ اَلشِّعَارُ وَ اَلْأَصْحَابُ وَ اَلْخَزَنَةُ وَ اَلْأَبْوَابُ وَ لاَ تُؤْتَى اَلْبُيُوتُ إِلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّيَ سَارِقاً [ 165 ] هذا كلام متصل بكلام لم يحكه الرضي رحمه الله و هو ذكر قوم من أهل الضلال قد كان أخذ في ذمهم و نعى عليهم عيوبهم . و أرز المؤمنون أي انقبضوا و المضارع يأرز بالكسر أرزا و أروزا و رجل أروز أي منقبض و في الحديث إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها أي ينضم إليها و يجتمع . ثم قال نحن الشعار و الأصحاب يشير إلى نفسه و هو أبدا يأتي بلفظ الجمع و مراده الواحد . و الشعار ما يلي الجسد من الثياب فهو أقرب من سائرها إليه و مراده الاختصاص برسول الله ص . و الخزنة و الأبواب يمكن أن يعني به خزنة العلم و أبواب العلم لقول رسول الله ص أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب . و قوله فيه خازن علمي و قال تارة أخرى عيبة علمي و يمكن أن يريد خزنة الجنة و أبواب الجنة أي لا يدخل الجنة إلا من وافى بولايتنا فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض أنه قسيم النار و الجنة و ذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا لأنه لما كان محبه من أهل الجنة و مبغضه من أهل النار كأنه بهذا الاعتبار قسيم النار و الجنة قال أبو عبيد و قال غير هؤلاء بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنة و قوما إلى النار و هذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هو ما يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار هذا لي فدعيه و هذا لك فخذيه . ثم ذكر أن البيوت لا تؤتى إلا من أبوابها قال الله تعالى وَ لَيْسَ اَلْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا [ 166 ] اَلْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ اَلْبِرَّ مَنِ اِتَّقى‏ وَ أْتُوا اَلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها . ثم قال من أتاها من غير أبوابها سمي سارقا و هذا حق ظاهرا و باطنا أما الظاهر فلأن من يتسور البيوت من غير أبوابها هو السارق و أما الباطن فلأن من طلب العلم من غير أستاذ محقق فلم يأته من بابه فهو أشبه شي‏ء بالسارق ذكر الأحاديث و الأخبار الواردة في فضائل علي و اعلم أن أمير المؤمنين ع لو فخر بنفسه و بالغ في تعديد مناقبه و فضائله بفصاحته التي آتاه الله تعالى إياها و اختصه بها و ساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق ص في أمره و لست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة التي يحتج بها الإمامية على إمامته كخبر الغدير و المنزلة و قصة براءة و خبر المناجاة و قصة خيبر و خبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة و نحو ذلك بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث التي لم يحصل أقل القليل منها لغيره و أنا أذكر من ذلك شيئا يسيرا مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه و جلهم قائلون بتفضيل غيره عليه فروايتهم فضائله توجب من سكون النفس ما لا يوجبه رواية غيرهم . الخبر الأول يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها هي زينة الأبرار عند الله تعالى الزهد في الدنيا جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا و لا ترزأ الدنيا منك شيئا و وهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا و يرضون بك إماما [ 167 ] رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف ب حلية الأولياء و زاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند فطوبى لمن أحبك و صدق فيك و ويل لمن أبغضك و كذب فيك الخبر الثاني قال لوفد ثقيف لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو قال عديل نفسي فليضربن أعناقكم و ليسبين ذراريكم و ليأخذن أموالكم قال عمر فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ و جعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فالتفت فأخذ بيد علي و قال هو هذا مرتين . رواه أحمد في المسند و رواه في كتاب فضائل علي ع أنه قال لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذرية قال أبو ذر فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي يقول من تراه يعني فقلت إنه لا يعنيك و إنما يعني خاصف النعل و إنه قال هو هذا الخبر الثالث إن الله عهد إلي في علي عهدا فقلت يا رب بينه لي قال اسمع إن عليا راية الهدى و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني و من أطاعه فقد أطاعني فبشره بذلك فقلت قد بشرته يا رب فقال أنا عبد الله و في قبضته فإن يعذبني فبذنوبي لم يظلم شيئا و إن يتم لي ما وعدني فهو أولى و قد دعوت له فقلت اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان بك قال قد فعلت ذلك غير أني مختصه بشي‏ء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي فقلت رب أخي و صاحبي قال إنه سبق في علمي أنه لمبتل و مبتلى [ 168 ] ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي برزة الأسلمي ثم رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس بن مالك أن رب العالمين عهد في علي إلي عهدا أنه راية الهدى و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من أطاعني إن عليا أميني غدا في القيامة و صاحب رايتي بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي الخبر الرابع من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه و إلى آدم في علمه و إلى إبراهيم في حلمه و إلى موسى في فطنته و إلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب رواه أحمد بن حنبل في المسند و رواه أحمد البيهقي في صحيحه الخبر الخامس من سره أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يتمسك بالقضيب من الياقوتة التي خلقها الله تعالى بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب ذكره أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء و رواه أبو عبد الله بن حنبل في المسند في كتاب فضائل علي بن أبي طالب و حكاية لفظ أحمد رضي الله عنه من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب الخبر السادس و الذي نفسي بيده لو لا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا نمر بملإ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة ذكره أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند الخبر السابع خرج ص على الحجيج عشية عرفة فقال لهم إن الله قد [ 169 ] باهى بكم الملائكة عامة و غفر لكم عامة و باهى بعلي خاصة و غفر له خاصة إني قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته و بعد موته رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب فضائل علي ع و في المسند أيضا الخبر الثامن رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في الكتابين المذكورين أنا أول من يدعى به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظله ثم أكسى حلة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون عن يمين العرش و يكسون حللا ثم يدعى بعلي بن أبي طالب لقرابته مني و منزلته عندي و يدفع إليه لوائي لواء الحمد آدم و من دونه تحت ذلك اللواء ثم قال لعلي فتسير به حتى تقف بيني و بين إبراهيم الخليل ثم تكسى حلة و ينادي مناد من العرش نعم العبد أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي أبشر فإنك تدعى إذا دعيت و تكسى إذا كسيت و تحيا إذا حييت الخبر التاسع يا أنس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين و سيد المسلمين و يعسوب الدين و خاتم الوصيين و قائد الغر المحجلين قال أنس فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتبت دعوتي فجاء علي فقال ص من جاء يا أنس فقلت علي فقام إليه مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه فقال علي يا رسول الله صلى الله عليك و آلك لقد رأيت منك اليوم تصنع بي شيئا ما صنعته بي قبل قال و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي : رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : [ 170 ] الخبر العاشر ادعوا لي سيد العرب عليا فقالت عائشة أ لست سيد العرب فقال أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم يا معشر الأنصار أ لا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز و جل رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء الخبر الحادي عشر مرحبا بسيد المؤمنين و إمام المتقين فقيل لعلي ع كيف شكرك فقال أحمد الله على ما آتاني و أسأله الشكر على ما أولاني و أن يزيدني مما أعطاني ذكره صاحب الحلية أيضا الخبر الثاني عشر من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و رزقوا فهما و علما فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي ذكره صاحب الحلية أيضا الخبر الثالث عشر بعث رسول الله ص خالد بن الوليد في سرية و بعث عليا ع في سرية أخرى و كلاهما إلى اليمن و قال إن اجتمعتما فعلي على الناس و إن افترقتما فكل واحد منكما على جنده فاجتمعا و أغارا و سبيا نساء و أخذا أموالا و قتلا ناسا و أخذ علي جارية فاختصها لنفسه فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي اسبقوا إلى رسول الله ص فاذكروا له كذا و اذكروا [ 171 ] له كذا لأمور عددها على علي فسبقوا إليه فجاء واحد من جانبه فقال إن عليا فعل كذا فأعرض عنه فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال إن عليا فعل كذا فأعرض عنه فجاء بريدة الأسلمي فقال يا رسول الله إن عليا فعل ذلك فأخذ جارية لنفسه فغضب ص حتى احمر وجهه و قال دعوا لي عليا يكررها إن عليا مني و أنا من علي و إن حظه في الخمس أكثر مما أخذ و هو ولي كل مؤمن من بعدي رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرة و رواه في كتاب فضائل علي و رواه أكثر المحدثين الخبر الرابع عشر كنت أنا و علي نورا بين يدي الله عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق آدم قسم ذلك فيه و جعله جزءين فجزء أنا و جزء علي رواه أحمد في المسند و في كتاب فضائل علي ع و ذكره صاحب كتاب الفردوس و زاد فيه ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة و لعلي الوصية الخبر الخامس عشر النظر إلى وجهك يا علي عبادة أنت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة من أحبك أحبني و حبيبي حبيب الله و عدوك عدوي و عدوي عدو الله الويل لمن أبغضك رواه أحمد في المسند قال و كان ابن عباس يفسره و يقول إن من ينظر إليه يقول سبحان الله ما أعلم هذا الفتى سبحان الله ما أشجع هذا الفتى سبحان الله ما أفصح هذا الفتى [ 172 ] الحديث السادس عشر لما كانت ليلة بدر قال رسول الله ص من يستقي لنا ماء فأحجم الناس فقام علي فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبريل و ميكائيل و إسرافيل أن تأهبوا لنصر محمد و أخيه و حزبه فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من يسمعه فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراما له و إجلالا رواه أحمد في كتاب فضائل علي ع و زاد فيه في طريق أخرى عن أنس بن مالك لتؤتين يا علي يوم القيامة بناقة من نوق الجنة فتركبها و ركبتك مع ركبتي و فخذك مع فخذي حتى تدخل الجنة الحديث السابع عشر خطب ص يوم جمعة فقال أيها الناس قدموا قريشا و لا تقدموها و تعلموا منها و لا تعلموها قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم و أمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرباها أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذبه الله بالنار رواه أحمد رضي الله عنه في كتاب فضائل علي ع الحديث الثامن عشر الصديقون ثلاثة حبيب النجار الذي جاء من أقصى المدينة يسعى و مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم رواه أحمد في كتاب فضائل علي ع الحديث التاسع عشر أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا و ما فيها أما واحدة فهو كاب بين يدي الله عز و جل حتى يفرغ من حساب الخلائق و أما الثانية [ 173 ] فلواء الحمد بيده آدم و من ولد تحته و أما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي إلى ربي و أما الخامسة فإني لست أخشى عليه أن يعود كافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان رواه أحمد في كتاب الفضائل الحديث العشرون كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرسول ص فقال ع يوما سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي فسدت فقال في ذلك قوم حتى بلغ رسول الله ص فقام فيهم فقال إن قوما قالوا في سد الأبواب و تركي باب علي إني ما سددت و لا فتحت و لكني أمرت بأمر فاتبعته رواه أحمد في المسند مرارا و في كتاب الفضائل الحديث الحادي و العشرون دعا ص عليا في غزاة الطائف فانتجاه و أطال نجواه حتى كره قوم من الصحابة ذلك فقال قائل منهم لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه فبلغه ع ذلك فجمع منهم قوما ثم قال إن قائلا قال لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه أما إني ما انتجيته و لكن الله انتجاه رواه أحمد رحمه الله في المسند الحديث الثاني و العشرون أخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي و تخصم الناس بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أقسمهم بالسوية و أعدلهم في الرعية و أبصرهم بالقضية و أعظمهم عند الله مزية [ 174 ] رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء الخبر الثالث و العشرون قالت فاطمة إنك زوجتني فقيرا لا مال له فقال زوجتك أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما أ لا تعلمين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك رواه أحمد في المسند الحديث الرابع و العشرون لما أنزل إِذا جاءَ نَصْرُ اَللَّهِ وَ اَلْفَتْحُ بعد انصرافه ع من غزاة حنين جعل يكثر من سبحان الله أستغفر الله ثم قال يا علي إنه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح و دخل الناس في دين الله أفواجا و إنه ليس أحد أحق منك بمقامي لقدمك في الإسلام و قربك مني و صهرك و عندك سيدة نساء العالمين و قبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن فأنا حريص على أن أراعي ذلك لولده رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسير القرآن : . و اعلم أنا إنما ذكرنا هذه الأخبار هاهنا لأن كثيرا من المنحرفين عنه ع إذا مروا على كلامه في نهج البلاغة و غيره المتضمن التحدث بنعمة الله عليه من اختصاص الرسول له ص و تميزه إياه عن غيره ينسبونه إلى التيه و الزهو و الفخر و لقد سبقهم بذلك قوم من الصحابة قيل لعمر ول عليا أمر الجيش و الحرب فقال هو أتيه من ذلك و قال زيد بن ثابت ما رأينا أزهى من علي و أسامة . فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند تفسير قوله نحن الشعار و الأصحاب و نحن الخزنة و الأبواب أن ننبه على عظم منزلته عند الرسول ص و أن من قيل [ 175 ] في حقه ما قيل لو رقي إلى السماء و عرج في الهواء و فخر على الملائكة و الأنبياء تعظما و تبجحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف و هو ع لم يسلك قط مسلك التعظم و التكبر في شي‏ء من أقواله و لا من أفعاله و كان ألطف البشر خلقا و أكرمهم طبعا و أشدهم تواضعا و أكثرهم احتمالا و أحسنهم بشرا و أطلقهم وجها حتى نسبه من نسبه إلى الدعابة و المزاح و هما خلقان ينافيان التكبر و الاستطالة و إنما كان يذكر أحيانا ما يذكره من هذا النوع نفثة مصدور و شكوى مكروب و تنفس مهموم و لا يقصد به إذا ذكره إلا شكر النعمة و تنبيه الغافل على ما خصه الله به من الفضيلة فإن ذلك من باب الأمر بالمعروف و الحض على اعتقاد الحق و الصواب في أمره و النهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل فقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ : مِنْهَا فِيهِمْ كَرَائِمُ اَلْإِيمَانِ وَ هُمْ كُنُوزُ اَلرَّحْمَنِ إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا وَ إِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ وَ لْيُحْضِرْ عَقْلَهُ وَ لْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ اَلآْخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَ إِلَيْهَا يَنْقَلِبُ فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ اَلْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأُ عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ وَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ فَإِنَّ اَلْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ فَلاَ يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ اَلطَّرِيقِ اَلْوَاضِحِ [ 176 ] إِلاَّ بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ وَ اَلْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلْوَاضِحِ فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ قوله فيهم يرجع إلى آل محمد ص الذين عناهم بقوله نحن الشعار و الأصحاب و هو يطلق دائما هذه الصيغ الجمعية و يعني نفسه و في القرآن كثير من ذلك نحو قوله تعالى اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ اَلنَّاسُ إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اَللَّهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ . و كرائم الإيمان جمع كريمة و هي المنفسات منه قال الشاعر ماض من العيش لو يفدى بذلت له كرائم المال من خيل و من نعم فإن قلت أ يكون في الإيمان كرائم و غير كرائم قلت نعم لأن الإيمان عند أكثر أصحابنا اسم للطاعات كلها واجبها و نفلها فمن كانت نوافله أكثر كانت كرائم الإيمان عنده أكثر و من قام بالواجبات فقط من غير نوافل كان عنده الإيمان و لم يكن عنده كرائم الإيمان . فإن قلت فعلى هذا تكون النوافل أكرم من الواجبات . قلت هي أكرم منها باعتبار و الواجبات أكرم منها باعتبار آخر أما الأول فلأن صاحبها إذا كان قد قام بالواجبات كان أعلى مرتبة في الجنة ممن اقتصر على الواجبات فقط و أما الثاني فلأن المخل بها لا يعاقب و المخل بالواجبات يعاقب . قوله و هم كنوز الرحمن لأن الكنز مال يدخر لشديدة أو ملمة تلم بالإنسان و كذلك هؤلاء قد ذخروا لإيضاح المشكلات الدينية على المكلفين . [ 177 ] ثم قال إن نطقوا صدقوا و إن سكتوا لم يكن سكوتهم عن عي يوجب كونهم مسبوقين لكنهم ينطقون حكما و يصمتون حلما . ثم أمر ع بالتقوى و العمل الصالح و قال ليصدق رائد أهله الرائد الذاهب من الحي يرتاد لهم المرعى و في أمثالهم الرائد لا يكذب أهله و المعنى أنه ع أمر الإنسان بأن يصدق نفسه و لا يكذبها بالتسويف و التعليل قال الشاعر أخي إذا خاصمت نفسك فاحتشد لها و إذا حدثت نفسك فاصدق و في المثل المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور . فإنه منها قدم قد قيل إن الله تعالى خلق أرواح البشر قبل أجسادهم و الخبر في ذلك مشهور و الآية أيضا و هي قوله وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ و يمكن أن يفسر على وجه آخر و ذلك أن الآخرة اليوم عدم محض و الإنسان قدم من العدم و إلى العدم ينقلب فقد صح أنه قدم من الآخرة و يرجع إلى الآخرة . و روي أن العالم بالبصر أي بالبصيرة فيكون هو و قوله فالناظر بالقلب سواء و إنما قاله تأكيدا و على هذا الوجه لا يحتاج إلى تفسير و تأويل فأما الرواية المشهورة فالوجه في تفسيرها أن يكون قوله فالناظر مبتدأ و العامل صفة له و قوله بالبصر يكون مبتدأ عمله جملة مركبة من مبتدأ و خبر موضعها رفع لأنها خبر المبتدأ الذي هو فالناظر و هذه الجملة المذكورة قد دخلت عليها كان فالجار و المجرور و هو الكلمة الأولى منها منصوبة الموضع لأنها خبر كان و يكون قوله فيما بعد أن يعلم منصوب [ 178 ] الموضع لأنه بدل من البصر الذي هو خبر يكون و المراد بالبصر هاهنا البصيرة فيصير تقدير الكلام فالناظر بقلبه العامل بجوارحه يكون مبتدأ عمله بالفكر و البصيرة بأن يعلم أ عمله له أم عليه . و يروى كالسابل على غير طريق و السابل طالب السبيل و قد جاء في الخبر المرفوع من عمل بغير هدى لم يزدد من الله إلا بعدا و في كلام الحكماء العامل بغير علم كالرامي من غير وتر : وَ اِعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلَى مِثَالِهِ فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ وَ قَدْ قَالَ اَلرَّسُولُ اَلصَّادِقُ ص إِنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلْعَبْدَ وَ يُبْغِضُ عَمَلَهُ وَ يُحِبُّ اَلْعَمَلَ وَ يُبْغِضُ بَدَنَهُ هذا الكلام مشتق من قوله تعالى وَ اَلْبَلَدُ اَلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ اَلَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً و هو تمثيل ضربه الله تعالى لمن ينجع فيه الوعظ و التذكير من البشر و لمن لا يؤثر ذلك فيه مثله بالأرض العذبة الطيبة تخرج النبت و الأرض السبخة الخبيثة لا تنبت و كلام أمير المؤمنين ع إلى هذا المعنى يومئ يقول إن لكلتا حالتي الإنسان الظاهرة أمرا باطنا يناسبها من أحواله و الحالتان الظاهرتان ميله إلى العقل و ميله إلى الهوى فالمتبع لمقتضى عقله يرزق السعادة و الفوز فهذا هو الذي طاب [ 179 ] ظاهره و طاب باطنه و المتبع لمقتضى هواه و عادته و دين أسلافه يرزق الشقاوة و العطب و هذا هو الذي خبث ظاهره و خبث باطنه . فإن قلت فلم قال فما طاب و هلا قال فمن طاب و كذلك في خبث قلت كلامه في الأخلاق و العقائد و ما تنطوي عليه الضمائر يقول ما طاب من هذه الأخلاق و الملكات و هي خلق النفس الربانية المريدة للحق من حيث هو حق سواء كان ذلك مذهب الآباء و الأجداد أو لم يكن و سواء كان ذلك مستقبحا مستهجنا عند العامة أو لم يكن و سواء نال به من الدنيا حظا أو لم ينل يستطيب باطنه يعني ثمرته و هي السعادة و هذا المعنى من مواضع ما لا من مواضع من . فأما الخبر المروي فإنه مذكور في كتب المحدثين و قد فسره أصحابنا المتكلمون فقالوا إن الله تعالى قد يحب المؤمن و محبته له إرادة إثابته و يبغض عملا من أعماله و هو ارتكاب صغيرة من الصغائر فإنها مكروهة عند الله و ليست قادحة في إيمان المؤمن لأنها تقع مكفرة و كذلك قد يبغض العبد بأن يريد عقابه نحو أن يكون فاسقا لم يتب و يحب عملا من أعماله نحو أن يطيع ببعض الطاعات و حبه لتلك الطاعة هي إرادته تعالى أن يسقط عنه بها بعض ما يستحقه من العقاب المتقدم : وَ اِعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ نَبَاتاً وَ كُلُّ نَبَاتٍ لاَ غِنَى بِهِ عَنِ اَلْمَاءِ وَ اَلْمِيَاهُ مُخْتَلِفَةٌ فَمَا طَابَ سَقْيُهُ طَابَ غَرْسُهُ وَ حَلَتْ ثَمَرَتُهُ وَ مَا خَبُثَ سَقْيُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ وَ أَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ [ 180 ] السقي مصدر سقيت و السقي بالكسر النصيب من الماء . و أمر الشي‏ء أي صار مرا . و هذا الكلام مثل في الإخلاص و ضده و هو الرياء و حب السمعة فكل عمل يكون مدده الإخلاص لوجهه تعالى لا غير فإنه زاك حلو الجنى و كل عمل يكون الرياء و حب الشهرة مدده فليس بزاك و تكون ثمرته مرة المذاق