جستجو

و من كلام له ع في ذكر أهل البصرة

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

[ 109 ] 148 و من كلام له ع في ذكر أهل البصرة كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو اَلْأَمْرَ لَهُ وَ يَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ لاَ يَمُتَّانِ إِلَى اَللَّهِ بِحَبْلٍ وَ لاَ يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ وَ عَمَّا قَلِيلٍ يَكْشِفُ قِنَاعَهُ بِهِ وَ اَللَّهِ لَئِنْ أَصَابُوا اَلَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هَذَا نَفْسَ هَذَا وَ لَيَأْتِيَنَّ هَذَا عَلَى هَذَا قَدْ قَامَتِ اَلْفِئَةُ اَلْبَاغِيَةُ فَأَيْنَ اَلْمُحْتَسِبُونَ قَدْ سُنَّتَ لَهُمُ اَلسُّنَنُ وَ قُدِّمَ لَهُمُ اَلْخَبَرُ وَ لِكُلِّ ضَلَّةٍ عِلَّةٌ وَ لِكُلِّ نَاكِثٍ شُبْهَةٌ وَ اَللَّهِ لاَ أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اَللَّدْمِ يَسْمَعُ اَلنَّاعِيَ وَ يَحْضُرُ اَلْبَاكِيَ ثُمَّ لاَ يَعْتَبِرُ ضمير التثنية راجع إلى طلحة و الزبير رضي الله عنهما و يمتان يتوسلان الماضي ثلاثي مت يمت بالضم و الضب الحقد و المحتسبون طالبو الحسبة و هي الأجر و مستمع اللدم كناية عن الضبع تسمع وقع الحجر بباب جحرها من يد الصائد فتنخذل و تكف [ 110 ] جوارحها إليها حتى يدخل عليها فيربطها يقول لا أكون مقرا بالضيم راغنا أسمع الناعي المخبر عن قتل عسكر الجمل لحكيم بن جبلة و أتباعه فلا يكون عندي من التغيير و الإنكار لذلك إلا أن أسمعه و أحضر الباكين على قتلاهم . و قوله لكل ضلة علة و لكل ناكث شبهة هو جواب سؤال مقدر كأنه يقول إن قيل لأي سبب خرج هؤلاء فإنه لا بد أن يكون لهم تأويل في خروجهم و قد قيل إنهم يطالبون بدم عثمان فهو ع قال كل ضلالة فلا بد لها من علة اقتضتها و كل ناكث فلا بد له من شبهة يستند إليها . و قوله لينتزعن هذا نفس هذا قول صحيح لا ريب فيه لأن الرئاسة لا يمكن أن يدبرها اثنان معا فلو صح لهما ما أراداه لوثب أحدهما على الآخر فقتله فإن الملك عقيم و قد ذكر أرباب السيرة أن الرجلين اختلفا من قبل وقوع الحرب فإنهما اختلفا في الصلاة فأقامت عائشة محمد بن طلحة و عبد الله بن الزبير يصلي هذا يوما و هذا يوما إلى أن تنقضي الحرب . ثم إن عبد الله بن الزبير ادعى أن عثمان نص عليه بالخلافة يوم الدار و احتج في ذلك بأنه استخلفه على الصلاة و احتج تارة أخرى بنص صريح زعمه و ادعاه و طلب طلحة من عائشة أن يسلم الناس عليه بالإمرة و أدلى إليها بالتيمية و أدلى الزبير إليها بأسماء أختها فأمرت الناس أن يسلموا عليهما معا بالإمرة . و اختلفا في تولي القتال فطلبه كل منهما أولا ثم نكل كل منهما عنه و تفادى منه و قد ذكرنا في الأجزاء المتقدمة قطعة صالحة من أخبار الجمل [ 111 ] من أخبار يوم الجمل و روى أبو مخنف قال لما تزاحف الناس يوم الجمل و التقوا قال علي ع لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم و لا يطعن أحدكم فيهم برمح حتى أحدث إليكم و حتى يبدءوكم بالقتال و بالقتل فرمى أصحاب الجمل عسكر علي ع بالنبل رميا شديدا متتابعا فضج إليه أصحابه و قالوا عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين و جي‏ء برجل إليه و إنه لفي فسطاط له صغير فقيل له هذا فلان قد قتل فقال اللهم اشهد ثم قال أعذروا إلى القوم فأتي برجل آخر فقيل و هذا قد قتل فقال اللهم اشهد أعذروا إلى القوم ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي و هو من أصحاب رسول الله ص يحمل أخاه عبد الرحمن بن بديل قد أصابه سهم فقتله فوضعه بين يدي علي ع و قال يا أمير المؤمنين هذا أخي قد قتل فعند ذلك استرجع علي ع و دعا بدرع رسول الله ص ذات الفضول فلبسها فتدلت بطنه فرفعها بيده و قال لبعض أهله فحزم وسطه بعمامة و تقلد ذا الفقار و دفع إلى ابنه محمد راية رسول الله ص السوداء و تعرف بالعقاب و قال لحسن و حسين ع إنما دفعت الراية إلى أخيكما و تركتكما لمكانكما من رسول الله ص . قال أبو مخنف و طاف علي ع على أصحابه و هو يقرأ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا اَلْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ اَلْبَأْساءُ وَ اَلضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ اَلرَّسُولُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى‏ نَصْرُ اَللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اَللَّهِ قَرِيبٌ [ 112 ] ثم قال أفرغ الله علينا و عليكم الصبر و أعز لنا و لكم النصر و كان لنا و لكم ظهيرا في كل أمر ثم رفع مصحفا بيده فقال من يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إلى ما فيه و له الجنة فقام غلام شاب اسمه مسلم عليه قباء أبيض فقال أنا آخذه فنظر إليه علي و قال يا فتى إن أخذته فإن يدك اليمنى تقطع فتأخذه بيدك اليسرى فتقطع ثم تضرب بالسيف حتى تقتل فقال لا صبر لي على ذلك فنادى علي ثانية فقام الغلام و أعاد عليه القول و أعاد الغلام القول مرارا حتى قال الغلام أنا آخذه و هذا الذي ذكرت في الله قليل فأخذه و انطلق فلما خالطهم ناداهم هذا كتاب الله بيننا و بينكم فضربه رجل فقطع يده اليمنى فتناوله باليسرى فضربه أخرى فقطع اليسرى فاحتضنه فضربوه بأسيافهم حتى قتل فقالت أم ذريح العبدية في ذلك يا رب إن مسلما أتاهم بمصحف أرسله مولاهم للعدل و الإيمان قد دعاهم يتلو كتاب الله لا يخشاهم فخضبوا من دمه ظباهم و أمهم واقفة تراهم تأمرهم بالغي لا تنهاهم قال أبو مخنف فعند ذلك أمر علي ع ولده محمدا أن يحمل الراية فحمل و حمل معه الناس و استحر القتل في الفريقين و قامت الحرب على ساق [ 113 ] مقتل طلحة و الزبير قال فأما طلحة فإن أهل الجمل لما تضعضعوا قال مروان لا أطلب ثار عثمان من طلحة بعد اليوم فانتحى له بسهم فأصاب ساقه فقطع أكحله فجعل الدم يبض فاستدعى من مولى له بغلة فركبها و أدبر و قال لمولاه ويحك أ ما من مكان أقدر فيه على النزول فقد قتلني الدم فيقول له مولاه انج و إلا لحقك القوم فقال بالله ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي هذا حتى انتهى إلى دار من دور البصرة فنزلها و مات بها . و قد روي أنه رمي قبل أن يرميه مروان و جرح في غير موضع من جسده . و روى أبو الحسن المدائني أن عليا ع مر بطلحة و هو يكيد بنفسه فوقف عليه و قال أما و الله إن كنت لأبغض أن أراكم مصرعين في البلاد و لكن ما حتم واقع ثم تمثل و ما تدري إذا أزمعت أمرا بأي الأرض يدركك المقيل و ما يدري الفقير متى غناه و لا يدري الغني متى يعيل [ 114 ] و ما تدري إذا ألقحت شولا أ تنتج بعد ذلك أم تحيل و أما الزبير فقتله ابن جرموز غيلة بوادي السباع و هو منصرف عن الحرب نادم على ما فرط منه و تقدم ذكر كيفية قتله فيما سبق . و روى الكلبي قال كان العرق الذي أصابه السهم إذا أمسكه طلحة بيده استمسك و إذا رفع يده عنه سال فقال طلحة هذا سهم أرسله الله تعالى و كان أمر الله قدرا مقدورا ما رأيت كاليوم دم قرشي أضيع . قال و كان الحسن البصري إذا سمع هذا و حكي له يقول ذق عقعق . و روى أبو مخنف عن عبد الله بن عون عن نافع قال سمعت مروان بن الحكم يقول أنا قتلت طلحة . و قال أبو مخنف و قد قال عبد الملك بن مروان لو لا أن أبي أخبرني أنه رمى طلحة فقتله ما تركت تيميا إلا قتلته بعثمان قال يعني أن محمد بن أبي بكر و طلحة قتلاه و كانا تيميين . قال أبو مخنف و حدثنا عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله قال مررت بطلحة و إن معه عصابة يقاتل بهم و قد فشت فيهم الجراح و كثرهم الناس فرأيته جريحا و السيف في يده و أصحابه يتصدعون عنه رجلا فرجلا و اثنين فاثنين و أنا أسمعه و هو يقول عباد الله الصبر الصبر فإن بعد الصبر النصر و الأجر [ 115 ] فقلت له النجاء النجاء ثكلتك أمك فو الله ما أجرت و لا نصرت و لكنك وزرت و خسرت ثم صحت بأصحابه فانذعروا عنه و لو شئت أن أطعنه لطعنته فقلت له أما و الله لو شئت لجدلتك في هذا الصعيد فقال و الله لهلكت هلاك الدنيا و الآخرة إذن فقلت له و الله لقد أمسيت و إن دمك لحلال و إنك لمن النادمين فانصرف و معه ثلاثة نفر و ما أدري كيف كان أمره إلا أني أعلم أنه قد هلك . و روي أن طلحة قال ذلك اليوم ما كنت أظن أن هذه الآية نزلت فينا وَ اِتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً . و روى المدائني قال لما أدبر طلحة و هو جريح يرتاد مكانا ينزله جعل يقول لمن يمر به من أصحاب علي ع أنا طلحة من يجيرني يكررها قال فكان الحسن البصري إذا ذكر ذلك يقول لقد كان في جوار عريض