جستجو

و من كلام له ع قاله للخوارج و قد خرج إلى معسكرهم و هم مقيمون على إنكار الحكومة فقال ع

متن ترجمه آیتی ترجمه شهیدی ترجمه معادیخواه تفسیر منهاج البرائه خویی تفسیر ابن ابی الحدید تفسیر ابن میثم

و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الاحد و العشرون من المختار في باب الخطب . قاله للخوارج و قد خرج الى معسكرهم و هم مقيمون على انكار الحكومة فقال ( ع ) : أ كلّكم شهد معنا صفّين ؟ فقالوا : منّا من شهد و منّا من لم يشهد ، قال عليه السّلام : فامتازوا فرقتين فليكن من شهد صفّين فرقة و من لم يشهدها [ 141 ] فرقة حتّى أكلّم كلاّ منكم بكلامه و نادى النّاس فقال عليه السّلام : أمسكوا عن الكلام و أنصتوا لقولي و اقبلوا بأفئدتكم إليّ ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها . ثمّ كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل منه : أ لم تقولوا عند رفع المصاحف حيلة و غيلة و مكرا و خديعة إخواننا و أهل دعوتنا استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللَّه سبحانه فالرّأي القبول منهم ، و التّنفيس عنهم ؟ فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان ، و باطنه عدوان ، و أوّله رحمة ، و آخره ندامة ، فأقيموا على شأنكم ، و ألزموا طريقتكم ، و عضّوا على الجهاد بنواجذكم ، و لا تلتفتوا إلى ناعق نعق ، إن أجيب أضلّ ، و إن ترك ذلّ ، و قد كانت هذه الفعلة و قد رأيتكم أعطيتموها ، و اللَّه لئن أبيتها ما وجبت عليّ فريضتها ، و لا حمّلني اللَّه ذنبها ، و و اللَّه إن جئتها إنّي للمحقّ الّذي يتّبع ، و إنّ الكتاب لمعي ما فارقته مذ صحبته ، فلقد كنّا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و إنّ القتل ليدور بين الاباء و الأبناء و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر و صبرا على مضض الجراح ، و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في [ 142 ] الإسلام على ما دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج ، و الشّبهة و التّأويل فإذا طمعنا في خصلة يلّم اللَّه بها شعثنا ، و نتدانا بها إلى البقيّة فيما بيننا ، رغبنا فيها ، و أمسكنا عمّا سواها . اللغة ( المعسكر ) بفتح الكاف محلّ العسكر ، و عن النهاية ( نشدتك ) اللَّه و الرّحم أى سألتك باللَّه و بالرّحم ، و قال الفيومى : نشدت الضالة نشدا من باب قتل طلبتها و نشدتك اللَّه و باللَّه نشدتك ذكرتك به و استعطفتك أو سألتك به مقسما عليك و ( الغيلة ) بالكسر الخديعة و ( نفّس ) تنفيسا فرّج تفريجا و ( نعق ) الرّاعى بغنمه ينعق من باب ضرب نعيقا صاح بها و زجرها و ( الفعلة ) بالفتح المرّة من الفعل و ( المضض ) كالألم لفظا و معنى و ( جرحه ) جرحا من باب نفع و الاسم الجرح بالضمّ و الجراحة بالكسر و جمعها جراح و جراحات بالكسر أيضا و ( الخصلة ) بفتح الخاء . و ( البقية ) قال الشارح المعتزلي : هى الابقاء و الكف ، و قال البحراني ( ره ) بقاء ما بقى فيما بيننا من الاسلام ، و في البحار و الأظهر عندى أنه من الابقاء بمعنى الرّحم و الاشفاق و الاصلاح كما في الصّحيفه : لا تبقى على من تضرّع إليها ، و قال في القاموس : أبقيت ما بيننا أى لم ابالغ في افساده و الاسم البقية و اولو بقيّة ينهون عن الفساد أى ابقاء . الاعراب الهمزة في قوله ألم تقولوا استفهاميّة للتقرير بما بعد النّفى كما قاله الزمخشري في قوله تعالى : ألم تعلم أنّ اللَّه على كلّ شي‏ء قدير ، و الأظهر أنّها للانكار الابطالى المفيده لاثبات ما بعدها إذا دخلت على النفى ، قال تعالى : أ ليس اللَّه بكاف عبده ، أى كاف عبده . [ 143 ] و حيلة و غيلة و مكرا و خديعة ، منصوبات على نزع الخافض ، و إخواننا بالرّفع خبر محذوف المبتداء ، و الجملة في محلّ النصب مقول تقولوا ، و اللاّم في قوله : لئن أبيتها ، لام ابتداء جى‏ء بها تاكيدا للقسم ، و جملة ما وجبت جواب القسم استغنى به عن جواب الشرط كما صرّح به علماء الأدبيّة . قال ابن الحاجب : و إذا تقدّم القسم أوّل الكلام على الشرط لزمه المضىّ لفظا أو معنى ، و كان الجواب للقسم لفظا مثل و اللَّه إن أيتنى و إن لم تأتنى لاكرمنك و قال نجم الأئمة إذا تقدّم القسم أوّل الكلام ظاهرا أو مقدّرا و بعده كلمة الشرط فالأكثر و الأولى اعتبار القسم دون الشرط ، فيجعل الجواب للقسم و يستغنى عن جواب الشرط لقيام القسم مقامه كما في قوله تعالى : لئن اخرجوا لا يخرجون معهم و لئن قوتلوا لا ينصرونهم الآية ، و قد تقدّم حكاية ذلك الكلام عنه في شرح الكلام السابق باختلاف يسير . و منه يظهر الكلام في قوله : و و اللَّه إن جئتها إنّى للمحقّ الذى آه ، قال نجم الائمة : جواب القسم إذا كان جملة اسمية مثبتة يصدّر بان مشدّدة أو مخفّفة أو باللاّم و هذه اللاّم لام الابتداء المفيدة للتأكيد لا فرق بينها و بين إنّ إلاّ من حيث العمل ، و إنما اجيب القسم بهما لأنهما مفيدان لتأكيد الذي لأجله جاء القسم ، و قال في موضع آخر من شرح الكافية في تحقيق أنّ إنّ المكسورة مع جزئيها في تقدير الجملة و لذلك دخلت اللاّم في خبرها دون المفتوحة : اعلم أنّ هذه اللاّم لام الابتداء المذكورة في جواب القسم و كان حقّها أن تدخل أول الكلام ، و لكن لما كان معناها و معنى إنّ سواء أعنى التوكيد و التحقيق ، و كلاهما حرف ابتداء كرهوا اجتماعهما فأخّروا اللاّم و صدّروا إنّ لكونها عاملة و العامل حرّى بالتقديم على معموله و خاصّة إذا كان حرفا إذ هو ضعيف العمل آه . و جملة يلمّ اللَّه بها شعثنا في محلّ الجرّ صفة لخصلة ، و جملة رغبنا جواب اذا طمعنا [ 144 ] المعنى اعلم أنه قد تقدّم في التذييل الثاني من شرح الخطبة السادسة و الثلاثين كيفية قتال الخوارج و جملة من احتجاجاته عليه السّلام معهم ، و هذا الكلام أيضا قاله للخوارج احتجاجا عليهم ( و قد خرج إلى معسكرهم ) أى محلّ عسكرهم و محطه ( و هم مقيمون على انكار الحكومة ) عليه ( فقال عليه السّلام ) لهم ( أكلّكم شهد معنا صفّين ) و حضرها ( فقالوا منّا من شهد و منّا من لم يشهد قال عليه السّلام فامتازوا ) أى تفرّدوا ( فرقتين فليكن من شهد صفّين فرقة و من لم يشهدها فرقة حتى اكلّم كلاّ منكم بكلامه ) الذى يليق به و فيه اسكاته و رفع شبهته ( و نادى الناس فقال امسكوا عن الكلام و انصتوا لقولي و اقبلوا بأفئدتكم إلىّ ) و تدبّروا فيما أقول ( فمن نشدناه ) أى سألنا منه ( شهادة فليقل بعلمه فيها ) و لا يكتمها . ( ثمّ كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل ، منه ألم تقولوا ) أى قد قلتم ( عند رفع المصاحف ) بتدليس ابن العاص اللّعين ( حيلة و غيلة و مكرا و خديعة ) هؤلاء ( اخواننا ) في الدّين و الاسلام ( و أهل دعوتنا ) أى دعاهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم إلى الاسلام فأجابوه ( استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللَّه سبحانه ) أى طلبوا منا الاقالة و رفع اليد عمّا كنّا عليه من المحاربة و القتال ، و سألوا الراحة بالرّجوع إلى كتاب اللَّه و العمل بما يقتضيه ( فالرأى القبول عنهم ) لملتمسهم ( و التنفيس عنهم ) لكربتهم . ( فقلت لكم ) تنبيها على حيلتهم و ارشادا إلى خديعتهم و ايقاظا لكم من نوم الغفلة و الجهالة ( هذا ) أى رفعهم المصاحف ( أمر ظاهره ايمان ) لتسليمهم ظاهرا الرجوع إلى الكتاب و ايهامهم العمل بما فيه من الأحكام ( و باطنه عدوان ) إذ كان مقصودهم به الحيلة و الظلم و الغلبة و الخديعة ( و أوّله رحمة ) منكم لهم ( و آخره ندامة ) عليكم منهم . ( فأقيموا على شأنكم ) و ما أنتم فيه من القتال و براز الأبطال ( و الزموا طريقتكم و عضّوا على الجهاد بنواجذكم ) و هو كناية عن المبالغة في الثبات عليه [ 145 ] ( و لا تلتفتوا إلى ناعق نعق ) أراد به معاوية أو عمرو بن العاص حيث كان رفع المصاحف بتدبيره ( إن اجيب أضلّ ) من أجاب ( و إن ترك ذلّ ) و خاب ( و قد كانت هذه الفعلة ) و هي الرضا بالحكومة ( و قد رأيتكم اعطيتموها ) و أقدمتم عليها . ثمّ أراد رفع شبهتهم بقوله : ( و اللَّه لئن أبيتها ما وجبت علىّ فريضتها و لا حملنى اللَّه ذنبها و و اللَّه ان جئتها إنّى للمحقّ الذي يتّبع و ان الكتاب لمعى ما فارقته مذ صحبته ) يعني أنّ الحكومة على تقدير امتناعى عنها لم تكن واجبة حتى تجب علىّ فريضتها أى الأحكام الواجبة بسببها و المترتّبة عليها و ما كنت مذنبا بترك الواجب ، و على تقدير إقدامى عليها لم تكن محرّمة حتى تكونوا باتّباعكم إيّاى في الاقدام عليها مرتكبين للحرام ، فانّى أنا المحقّ الذي أحقّ أن يتّبع و يقتدى ، و انّ كتاب اللَّه سبحانه لمعى لفظا و معنى لا افارقه و لا يفارقنى ، فلا اقدم على أمر مخالف للقرآن موجب للعصيان . فان قلت : المعلوم من حاله عليه السّلام حسبما ظهر من الروايات المتقدّمة في شرح الخطبة الخامسة و الثلاثين أنه امتنع من الحكومة أولا و حثّ أصحابه على الجهاد و الثبات عليه ، و يدلّ عليه أيضا الكلام الذي نحن بصدد شرحه ، ثمّ لما رأى إصرارهم في الاحابة إلى أهل الشام و البناء على التحكيم رضى عليه السّلام به و بنا عليه ، فقد كان الاباء أولا و البناء ثانيا من فعله عليه السّلام ، و كان عالما بذلك ، فما معنى الاتيان بالشرط المنبى‏ء عن الشكّ ؟ قلت إنما أتى بالشرط مع جزمه و علمه به تجاهلا لاقتضاء المقام التجاهل و الابهام ، و ذلك لأنّ أصحابه عليه السّلام كانوا فرقتين فرقة ترى التحكيم واجبا ، و هم جلّ أصحابه و هم الذين أشار إليهم في هذا الكلام بقوله : ألم تقولوا عند رفع المصاحف إخواننا و أهل دعوتنا استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللَّه فالرأى القبول منهم و التنفيس عنهم ، و فرقة تراه حراما و الاقدام عليه معصية ، و هم الخوارج الذين قالوا لا حكم إلاّ للَّه و لا حكم إلاّ اللَّه ، فأجمل الكلام و أبهم المرام لاقتضاء المقام ، و ساق المعلوم مساق المجهول اسكاتا للفريقين ، فانه لو صرّح بما يوافق رأى إحدى الفرقتين تبرّئت [ 146 ] عنه الفرقة الاخرى و انجرّ الأمر إلى الفساد كما مرّ نظيره في كلامه الذي قاله في قتل عثمان : لو أمرت به لكنت قاتلا أو نهيت عنه لكنت عاصيا ، و هو الثلاثون من المختار في باب الخطب . و محصّل جوابه عليه السّلام عن انكارهم للتحكيم يعود إلى أنّه امام مفترض الطاعة و أنّ الأمر إليه و هو وليّ الأمر لو رأى المصلحة في الاباء منه كان الاباء واجبا ، و لو رآها في الاجابة إليه كانت الاجابة واجبة ، و على التقديرين فاللاّزم عليهم التسليم و الانقياد لا الانكار و الاعتراض ، و الاقتداء و المتابعة لا الرّد و الامتناع فان قلت : فلم أكّد الكلام في جانب الاباء بتأكيدين أعني القسم و اللاّم و في الجانب الآخر أتى بأربع تأكيدات و هو القسم و إنّ و اللام و اسميّة الجملة ، حيث قال : و و اللَّه ان جئتها إنّى للمحقّ ، بل و أكّد خامسا بالوصف و قال : الذي يتّبع . قلت : النكتة في ذلك أنّ مخاطبته بهذا الكلام لما كانت مع الخوارج الزاعمين لكون الاقدام على الحكومة معصية و حراما دون الاباء ، و كانوا مصرّين على انكارها استدعى المقام زيادة التاكيد ردّا لزعم المخاطبين ، و ابطالا لانكارهم و لهذه النكتة أيضا أتى بالموصول تفخيما لشأنه ، و جعله وصفا تأكيدا لحقيقته ، و أكّد سادسا بقوله : و انّ الكتاب لمعى ، اشارة إلى أنّه لا يرد و لا يصدر في شي‏ء من الأبواب إلاّ بحكم الكتاب ، و هذه التحقيقات في هذا المقام من لطايف البلاغة قصرت عنها أيدى الشارحين و للَّه الحمد . ثمّ رغّب عليه السّلام في التأسّي بالسّلف الماضين من خيار الصحابة بقوله : ( فلقد كنّا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و أنّ القتل ليدور بين الآباء و الأبناء و الاخوان و القرابات فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة ) أصابتنا و ابتلينا بها ( إلاّ ايمانا و مضيّا إلى الحقّ و تسليما للأمر ) و رضا بالقضاء ( و صبرا على مضض الجراح ) أى وجع الجراحات و ألمها و قد تقدّم نظير هذه الفقرات منه عليه السّلام في الكلام الخامس و الخمسين . [ 147 ] و محصّله أنا إذا قاتلنا بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم كنّا له مسلمين و لأمره مطيعين و منقادين ، و لا يزداد ما نزل بنا من المصائب إلاّ نورا و ايمانا ، و تسليما و اذعانا ، فلا بدّ لكم أن تكونوا كذلك ، و أن تردّوا الأمر إلى وليّ الأمر ، و لا تكونوا له مخالفين ، و عن حكمه متمرّدين . ثمّ أكّد ابطال انكارهم للحكومة بقوله : ( و لكنّا إنما أصبحنا نقاتل إخواننا في الاسلام ) أراد به أهل الشام ، و اطلاق المسلم عليهم لاقرارهم ظاهرا بشهادة أن لا إله إلاّ اللَّه و أنّ محمّدا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و إن كانوا محكومين بكفرهم لبغيهم على الامام المفترض الطاعة يعني انا إنما قاتلناهم ( على ما دخل فيه ) أي الاسلام منهم ( من الزّيغ ) أى العدول عن الحقّ ( و الاعوجاج ) عن الصّراط المستقيم ( و الشبهة ) في الدّين ( و التأويل ) للكتاب المبين ( فاذا طمعنا في خصلة ) أراد بها الحكومة ( يلمّ اللَّه به شعثنا ) أى يجمع اللَّه بها تفرّقنا و انتشار امورنا ( و نتدانا بها إلى البقية فيما بيننا ) أى نتقرّب بتلك الخصلة إلى الاصلاح و الاشفاق و الرّحم و ترك الفساد فيما بيننا ( رغبنا فيها و أمسكنا عمّا سواها ) و حاصله أنّ مقصودنا بالذات من قتال هؤلاء لم يكن محض استيصال النفوس و اراقة الدماء بهوى الأنفس و العناد ، و إنما المقصود إرجاعهم عن الضلال إلى الهدى ، و من الفساد إلى الرّشاد ، فاذا رجونا حصول ذلك الغرض و امكان التّوسل إليه بالحكومة لا بدّ لنا من المصير إليها و الكفّ عن إراقة الدّماء كما نبّه عليه السّلام على ذلك في كلامه الرابع و الخمسين بقوله : فواللَّه ما وقعت الحرب يوما إلاّ و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة لتهتدي بى و تعشو إلى ضوئي و ذلك أحبّ إلىّ من أن أقتلها على ضلالها و إن كانت تبوء بآثامها . تنبيه قد اسقط في أكثر نسخ الكتاب قوله : و قد كانت هذه الفعلة ، إلى قوله : مذ صحبته و من جملة تلك النسخ نسخة الشّارح المعتزلي قال في الشرح : هذا الكلام ليس يتلو بعضه بعضا و لكنه ثلاثة فصول لا تلتصق أحدها بالآخر ، و هذه عادة الرضىّ [ 148 ] ينتخب من جملة الخطبة الطويلة كلمات فصيحة يوردها على سبيل التتالي و ليست متتالية حين تكلّم بها صاحبها ، آخر الفصل الأول قوله : و إن ترك ذلّ ، و آخر الفصل الثاني قوله : على مضض الجراح ، و الفصل الثالث ينتهى إلى آخر الكلام ، هذا . و روى ذلك الكلام له عليه السّلام في الاحتجاج عن قوله : ألم تقولوا ، إلى آخر الكلام مثل ما في أكثر النسخ باسقاط ما سقط إلاّ أنّ فيه بدل قوله على شأنكم على نيّاتكم و لا تلتفتوا إلى ناعق في الفتنة نعق إن اجيب أضلّ و إن ترك أذّل ، و اللَّه العالم الترجمة از جمله كلام بلاغت نظام آنحضرت است كه گفته است آنرا بخوارج نهروان در حالتيكه بيرون رفته بود بسوى لشگرگاه ايشان ، و ايشان ايستاده بودند بر انكار حكومت حكمين پس فرمود : آيا همه شما حاضر بوديد با ما در صفين ؟ پس گفتند : بعضي از ما حاضر شده بود و بعضى از ما حاضر نشده بود ، فرمود : پس جدا شويد از يكديگر بدو فرقه پس بايد باشد كسانيكه حاضر صفّين شده بودند يكفرقه ، و جماعتي كه حاضر نبودند در آن معركه يكفرقه ديگر تا آنكه تكلّم بكنم با هر فرقه از شما بكلامى كه لايق حال او باشد ، و صدا كرد مردمان را پس فرمود كه : باز ايستيد از حرف زدن ، و ساكت شويد از براى شنيدن قول من ، و متوجه باشيد با قلبهاى خودتان بسوى من پس هر كسى كه طلب كنم از آن شهادتى را پس بايد كه بگويد بمقتضاي علم خود در آن شهادت ، بعد از آن تكلّم فرمود با ايشان بكلام دراز از جمله آن كلام اين است كه گفت : آيا نگفتيد شما در هنگام برداشتن ايشان مصحفها را از روى حيله‏گرى و تباه‏كارى و مكارى و فريفتن كه : ايشان برادران مايند و كسانى هستند كه دعوت شده‏اند باسلام و قبول كرده‏اند طلب كرده‏اند از ما اقاله و فسخ گذشته‏هار را ، و راحت جستند بسوى كتاب خدا ، پس رأى صواب اين است كه قبول خواهش ايشانرا بكنيم ، و غم و اندوه ايشانرا بر طرف سازيم ، پس گفتم شما را كه اينكارشان كاريست ظاهر [ 149 ] آن ايمانست و باطن آن نفاق و عدوان ، و أول آن ترّحم است از شما بايشان و آخر آن ندامت است و خسران . پس اقامت نمائيد بر كار خودتان كه عبارتست از محاربه دشمنان ، و ثابت قدم بشويد بر راه خود ، و بگزيد بر بالاى جهاد بدندانها ، و التفات نكنيد بسوى صدا كننده كه صدا كرد يعنى معاوية اگر جواب داده شود آن صدا كننده بضلالت أفكند جواب دهنده خود را ، و اگر ترك كرده شود يعنى جوابش را ندهند خوار و ذليل گردد . و بتحقيق كه شد اين يك كار يعني رضاى شما بحكومت حكمين ، و بتحقيق ديدم شما را كه عطا كرديد آنرا و اقدام نموديد بآن بخدا سوگند هر آينه اگر من امتناع ميكردم از آن واجب نميشد بر من واجبات آن ، و بار نميكرد بر من خداوند گناه آنرا ، و بخدا سوگند اگر ميآمدم بسوى آن بدرستى و بتحقيق كه منم محقّ و درستكار كه تبعيت كرده ميشوم ، و بدرستى كتاب عزيز خدا با من است كه جدا نشده‏ام من از آن از زمانيكه مصاحب او شده‏ام پس بتحقيق كه بوديم با حضرت رسول مختار صلوات اللَّه عليه و آله در حالتى كه كشتن دوران ميكرد در ميان پدران و پسران و برادران و خويشان ، پس زياده نميكرديم ما بر بالاى هر محنت و شدتي مگر ايمانرا بخدا و گذشتن بر حق و منقاد شدن بر أمر و صبر كردن بر سوزش جراحتها ، و لكن ما غير از اين نيست كه گشتيم مقاتله ميكنيم با برادران اسلامى خود بر آنچه داخل شده است در اسلام از جانب ايشان از لغزش و گمراهى و اشتباه و تأويل باطل ، پس زمانيكه طمع كرديم در خصلتى كه جمع كند خداوند متعال بسبب آنخصلت پراكندگي ما را ، و تقرب كنيم با يكديگر بجهة آن خصلت بسوى مهربانى و شفقت در ميان ما رغبت ميكنيم در آن خصلت و دست برداريم از غير آن